إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أمرَان مُهِمّان فِي العَقيدَةِ المَهدَويّةِ يَنبغَِي مَعْرِفتَِهُمَا وَوَعِيهُمَا:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمرَان مُهِمّان فِي العَقيدَةِ المَهدَويّةِ يَنبغَِي مَعْرِفتَِهُمَا وَوَعِيهُمَا:

    أمرَان مُهِمّان فِي العَقيدَةِ المَهدَويّةِ يَنبغَِي مَعْرِفتَِهُمَا وَوَعِيهُمَا:
    _________________________________________

    إنَّ الحَدِيْثَ عَن الإمَامِ المَهْديِّ , أرواحُنَا فِدَاه , هو حَديثٌ واسِعٌ ومُهمّ جِدّاً لأنّه يَرتبطُ بشَكلٍ مُباشِرٍ مِن جهتين بِمُقتَضَى

    العقيدةِ هُمَا :

    : الأمرُ الأوّلُ :
    _______

    إنَّ الإمَامَ المَهديَ, عَليه السَلامُ, هو آخرُ سِلسلَةِ الأئمةِ المَعصومين الاثني عَشَرِ, الذين ذَكرَهُم النبيُّ الأكرمُ مُحَمّدٌ ,

    صَلّى اللهُ عليه وآله وسَلّم, وآمنا بهم واحداً بَعدَ واحدٍ ,بِدءاً مِن أميرِ المُؤمنين عَليٍّ , عَليه السَلامُ, إلى خَاتِمهم ,

    الإمَامِ المَهديِّ.

    وإنَّ الاهتمامَ بالإمَامِ المَهدي هو قضيةٌ عقيديةٌ و ليس قضيةً طارئةً أو قضيةً شَكليّةً , ولذلك لابُدّ مِن الاهتمامِ بهذه العقيدةِ

    لأنّها عقيدةٌ راسخةٌ ومَبنيةٌ
    على أدلةِ قَويمةٍ ومَتينةٍ , فَلا بُدّ مِن الالتفاتِ إلى أنَّ رسوخَ هذه العَقيدةِ الحَقّةِ هو أمرٌ لا بُدَّ مِنه.



    :الأمرُ الثَانِي:
    ________

    هو نَحنُ ألآن فِي عَصْرِ الإمَامِ المَهديِّ , عَليه السلامُ, وعَجّلَ اللهُ فَرَجَه , وهذا العَصرُ يُحَمّلُنَا مَسؤوليةً بأنْ كيفَ نتعاملُ معه ؟

    ونُريدُ أنْ نبينَ أنَّ الإنسَانَ يعتقدُ وهناك تفاوتٌ مِن شخصٍ إلى أخرٍ في عقيدتِه بمقدار رسوخِ هذه العقيدةِ ,

    وهذا التفاوتُ لاشَكّ يَنشأ مِن الجانبِ الأولِ ,
    وهو الجانبِ العِلْمي وهو مَدى استعدادِ الإنسانِ لئَن يَكونَ مُتعلّمَاً حتى يتعلمَ فِعلاً ,

    والجانبِ الآخرِ هو جانبُ التفاعلِ مع هذه العقيدةِ , فالإنسانُ يؤمنُ باللهِ ويَعتقدُ به, ولكن مُقدارَ تفاعله مع عقيدةِ توحيدِ اللهِِ

    هو أنْ لا يَغفلَ عَن ذِكرِ اللهِ وهذا مَطلبُ آخر ُ, ولو رجعَ إلى عقلِه يَجدُ نفسَه مُؤمناً , ولكنه قد يَغفلُ ويَبعدُ ,

    ويَنسى ولا يتذكرُ إلاّ في حَالةِ المرضِ أو إذا مَرّ بحالةٍ معينةٍ,

    ونحنُ مع الإمَامِ المَهدي قد نغفلُ عن شيءٍ في غايةِ الأهميةِ وينبغي أنْ نَلتفتَ إليه ,:

    السؤال : هل غَيبةُ الإمَامِ المَهدي وفق الوضعِ الطبيعي , أو هي عبارة عن وضعٍ خاصٍ , يعني حَدَثَ شيءٌ جَعَلَ الإمامَ المَهديَّ
    يَغيبُ عن الأبصارِ,

    ولا شَكّ إنَّ غيبةَ الإمَامِ المَهدي ليستْ هي الوضعَ الطبيعي , الوضعُ الطبيعي أنّ الإمامَ كآبائه وكجدِه وكبقيةِ الأنبياءِ , عليهم السَلامُ,.

    ولكن عندما يحدثُ حدثٌ ويُؤجّلُ هذه المُباشرةَ مع الإمامِ سواءٍ فتشنا عن طبيعةِ الحَدثِ أو لم نُفتش ,

    ولكن يبقى هذا هو خلافَ الوضع ِالطبيعي, ونَقصدُ الغيبةَ,

    ويعني عُمرُ الإمَامِ قد يكون طبيعياً سواء بأدلةٍ علميةٍ أو تاريخيةٍ , ونَتحدثُ عن عاملِ الغَيبَةِ , ونحن مأمورون بالدعاءِ

    بتعجيل الفَرَجِ ,
    وينبغي الالتفاتُ إلى نكتةٍ مُهمةٍ جِدّا , وهي أنّه هناك حالةٌ من التقصيرِ مع الإمامِ المَهدي ,

    ولا نَذكُرَه إلاّ في حَالاتِ نتأذى فيها ومَسّنا فيها الضِرُّ ,
    وفي وضعٍ خاصٍ نتوجه له , وهذا يعني أننا نحبُّ أنفسَنا ,

    لأننا نُريدُ منه
    أنْ يُخلّصَنا , والحَالُ المُؤمنُ المُلتفتُ للقضيةِ ليس له علاقة بظرفٍ خاصٍ ,

    أنا كنتُ في وضعٍ مُرفّه أو غير مُرفه , فهناك مَسؤوليةٌ تلقائي تجاه إمامي , وينبغي دائما أدعو له بالفرجِ ,

    لأن حضورِ الإمَامِ يعني كُلُّ الخيرِ ,
    وحضوره يعني أنَّ الامتدادَ الطولي إلى الأنبياءِ هو حَاضرُ عندي ,

    ولذلك هذه العقيدةِ ينبغي الالتفاتُ إليها , نَعم في هذا اليَومِ المُباركِ هو مِن بابِ الابتهاجِ , ومِن بابِ الاحتفالِ , لا مِن بابِ التَذكّرِ ,

    هذا شيء وذاك شيء آخر, ولذلك كان الأئمةُ حريصين على إلفاتِ نَظَرِ أصحابهم إلى عُمقِ وأهميةِ هذه العقيدةِ المهدويةِ الحَقّةِ ,

    وحَالةُ التعاملِ مع الإَمامِ المَهدي ,ينبغي أنْ يكونَ فيها نوعٌ مِن الالتفاتِ إلى عُمقِ شخصيته ,كما نتعاملُ مع أميرِ المُؤمنين

    وسَيّدِ الشُهداءِ , تارةٌ مُناسبةٌ ونُحيها وتارةً مُناسبةٌ تُذكّرنا , وفرقٌ بين القضيتين ,

    فالإمامُ عندما يقولُ أحيوا أمرنَا مِن بابِ أنَّ هذه مناسبةً لابُد ّمِن التعاطي معها ,

    أما أنْ الإنسانَ يَنسى ثم يَتذكرُ في المُناسبةِ فقطعا هذا خَللٌ في العقيدة ِناشئٌ من عَدَم ِالتوجه وعَدمِ الارتباطِ.

    لا حظوا بعضَ الرواياتِ :

    (عن أبي بصير ، قال : سَألتُ أبا -عبد الله , الإمامِ الصَادقِ ,عليه السلامُ , عن قولِ اللهِ تبارك وتعالى :
    ومَن يُؤتَ الحِكمَةِ فقد أوتيَ خيراً كثيراً : فقال : هي طاعةُ اللهِ ومَعرفةِ الإمَامِ )

    : المَحَاسِنُ , البَرقي,ج1,ص148.

    لاحظوا تعبيرَ الإمَامِ الصَادِقِ يقولُ: هي طاعةُ اللهِ ومعرفةُ الإمامِ ,

    ومَن يُؤتَ الحِكمَةِ فقد أوتيَ خيراً كثيراً, والخيرُ الكثير ُفي مَقامِ التنكيرِ لا يُحدُّ يعني شيءٌ عَظيمٌ وكَثيرٌ.

    و(عن زرارة ، عن أبي جعفر , الإمَام الباقرِ, عليه السَلامُ, قال : ذروةُ الأمرِ وسنامِهُ , ومِفتاحهُ وبابُ الأشياءِ,

    ورضا الرَحمَن ,تبارك وتعالى,
    الطاعةُ للإمامِ بعد مَعرفته ،)

    : الكافي , الكُليني,ج1,ص186.

    لاحظوا الطريقةَ مع العِلمِ أنَّ الروايةَ الأولى عن الصادقِ , والثانية عن الباقرِ, وهو قبله ,والإمامُ السجادُ في دعاءِ يَومِ عَرفَه :

    يَبدأ بالحَمدِ والثناءِ ثم يُصلي على النبي ثم يَذْكِرُ هذه العبارةَ :

    (اللّهُمَّ إِنَّكَ أَيَّدْتَ دِينَكَ فِي كُلِّ أَوَانٍ بِإِمَامٍ أَقَمْتَه عَلَماً لِعِبَادِكَ ، ومَنَاراً فِي بِلَادِكَ): الصحيفةُ السجاديةُ.

    لاحظوا تعبيرَ الإمَامِ , عَليه السَلامُ , فهو يتحدثُ عن شخصِ الإمامِ المَهديّ, الذي يَشغلُ مَنصبَ الإَمامَةِ , ثم بعد فِقراتٍ يقولُ:

    (اللَّهُمَّ فَأَوْزِعْ لِوَلِيِّكَ شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِه عَلَيْه ، وأَوْزِعْنَا مِثْلَه فِيه ،وآتِه( مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً )، وافْتَحْ لَه فَتْحاً يَسِيراً),

    وهذا الدعاءُ متى الإنسانُ يدعو به , ليس إذا مسني أنَا الضّرُ , دَعوتُ اللهَ أنْ يُفرّجَ عن الإمامِ ,

    وهذا معنى ذلك إني أحبُّ نفسي , أريدُ مِن الإمامِ
    أنْ يقضي أو يزيلَ هَمّي أنا , وهذا نوعٌ من الأنانيةِ ,

    وأما إذا فكرنا بطريقة أخرى فيه أبعاد أخرى , وإنَّ الإنسانَ عندما يَرى الدنيا ألان التي قَرُبَتْ وسائلها ,

    ومِن السَهلِ معرفةُ َما يَدورُ فيها ,ماذا ترى أرمِ بطرفِك إلى أصقاعِ الدنيا ماذا ترى ,

    واقعاً ترى دينَ اللهِ بمعزلٍ عن ممارساتِ كثيرٍ مِن الناسِ ,وأنتَ عندما تتأملُ وتتشوقُ إلى أيامِ النبي الذي كان رَمزَ العَدلِ ,

    ولا يُوجدُ ظلمٌ ,وعندما تأتي لأميرِ المؤمنين الذي يُبينُ مِقدًارَ شِدته في ضبطِ العَدلِ ,سواء عندما عاداه البعضُ وقفَ وقفةً

    حتى في الحربِ لم ينتقم من أحدٍ ,
    وكان كُلُّه عبارةِ عن عدلٍ وعطفٍ , ويتألمُ لِمَن هو في اليمامةِ وفي الشامِ .

    هذه روحُ الإمامِ , عليه السلامُ , ونتمنى أنْ نعيشَ هذه الروحَ , وإذا حاولنا أنْ نعيشَ ظرفاً كظرفِ الإمامِ , عليه السَلامُ,

    فسنتشوقُ يوميّاً إلى أنْ نَرى الإمَامَ , عليه السَلامُ, بين أيدينا ,وأنْ نتحسّسَ مَدى الألمِ الذي فيه الإمامُ ,

    وعندما يَرى الدنيا لا تَعملُ بما أراده اللهُ تعالى , والناسَ تبتعدُ عن سّنةِ جَدّه وعن تعاليم اللهِ تعالى,

    ,الإمامُ يتألمُ , وألمُ الإمَامِ المهدي أضعافٌ مُضاعفةٌ مِن آلامنا , نحن آلامنا آلامٌ جزئيةٌ , الإنسانُ يتألمُ على مَالٍ أو على مَرضٍ,

    ويبقى في الدنيا خمسين أو ستين سنة ثم ينتهي ألمه ,والإمامُ ألمه أكثرُ وأكثرُ , ولا يتألم عن هذه الأمورِ التي نحنُ نتألمُ من أجلها,

    ونحن نتكلمُ عن عقيدةِ أهلِ البيتِ,
    التي ترى أنّ الإمامَ المَهديّ هو وراثُ علومِ الأنبياءِ ,عليهم السلام,

    فكيف يكون ألمُ الإمامِ ,عَليه السَلامُ,ونحنُ لا نتذكرُ إلاّ إذا مَسّنا الضّرُ ,وإلاّ إذا ظُلِمْنَا ,نقولُ أينَ الإمامُ المَهديُّ ,

    فتارةً نستغيثُ به فيغيثنا ,وتارةً لا نتكلمُ عن هذه المفردةِ , وإنّما نتكلمُ عن مُفردَةِ الظهورِ ,مُفردةُ أنا أنتظرُه ,

    أنا أتشوقُ إلى أنْ أحظى بزمنٍ تكونُ فيه تلك الطلعةُ البهيةُ للإمَامِ المَهدي , عَليه السَلامُ ,

    هذا شَيءٌ آخرٌ يَحتاجُ إلى حَالةٍ من الترقبِ ,وحالةٍ من الوعي ,وحالةٍ من عدمِ النسيانِ ,حتى لا نتذكرُ ,

    وإنما نحن دائماً في حَالةٍ مِن التَذكّرِ ,إذا الإمامُ ينبغي أنْ ندعو له بتعجيلِ الفَرج ِوهذا دُعاءُ له ,

    وعندما نتصدقُ عنه معنى ذلك أننا نفكرُ فيه ,وعندما نقرأ أدعيةَ الأئمةِ نَجدُهم يشملونه بدعاءٍ خاصٍ ,

    وعندما تقرأ في زياراتِ الإمَامِ الحُسيَن , عليه السَلامُ, يتمنى الزائرُ أن يكونَ مع إمامٍ مَنصورٍ مِن أهلِ بيتِ مُحمدٍ

    , صَلى اللهُ عليه وآله وسلّم, ماذا يكون حتى ينطقَ بالحقِّ ,وفي دعاءِ الافتتاحِ ,

    ( حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَيء مِنَ الْحَقِّ، مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ)

    وهذه الأمور ليس لها علاقة بوضعي الشخصي , وفي ارتباطي بالإمَامِ المَهدي ,عليه السلامُ , ولابُدّ أنْ أكونَ مُستحضِرَاً له

    في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ , .

    إنَّ إحياءَ أمرِ الأئمةِ هو مُناسباتٌ ,حتى تجديدِ العَهدِ, والإمَامُ المَهديُّ دائما في مُناسبةٍ ,وهو دائماً معنا ,وشأنه عظيمٌ ورعايته

    لنا هي رعايةٌ خاصةٌ ,
    ونحن بلا شّكَ ولا رَيبَ نعيشُ بألطافِه , وببركاته وبوجودِه المُبارَكِ ,

    وحتى وإن لم نره ,هو يتعطّفُ علينا ,فلذلك نحنُ مَدينون له , عليه السَلامُ, وبرعايته وبتفضله وبلطفه وبعنايته

    فلا بُدّ أنْ نكونَ دائماً في حَالةٍ من الاهتمامِ به , عَجّلَ اللهُ فرجه ,.


    ________________________________________________

    : نَصُّ الخطبةِ الأولى لِصَلاةِ الجُمعةِ التي ألقاها سَمَاحَةُ السَيّدِ الفَاضِلِ أحمَدِ الصََافِي فِي الحَرَم ِالحُسَيني الشَريفِ

    في الخَامسِ عَشر مِن شَعبان المُعظّمِ 1438 هجري , والمُوافقِ للثاني عَشَر مَن أيار , 2017 م.

    ______________________________________________

    تَدوينُ – مُرتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَفُ .
    ________________________________________________

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X