تنوعت تفسيرات هذه المفردة الى العديد من المعاني، فقد وردت في كتاب تفسير القرآن، بأنها كانت إخباراً من الله تعالى عن حال ابراهيم (عليه السلام) ووصفه بأنه كان أوَّاها، وقيل في معناها، الحليم هو الذي يهمل صاحب الذنب ولا يعاجله بالعقوبة، إذ كان الراحم يمتلك الصبر الطويل ضد من آذاه. وفُسرت الأواه بالأناة، رد السكون عند الحال المزعجة من المبادرة، وتعني التأني، الهدوء، والسكينة عند الحالات المزعجة من الغضب.
يصفه الله تعالى بأنه السكون عند الغضب، والمنيب الراجع الى الطاعة، والتوبة الانابة؛ لأنها رجوع الى الطاعة، وإبراهيم (عليه السلام) منيب الى طاعة الله تعالى، لا يدرك على انه كان عاصيا قبل ذلك، بل انه يعتقد انه كان يرجع الى طاعته في المستقبل، وان كان على طاعة ايضا فيما مضى.
ويرى بعض المفسرين أنه كان يرجع الى الله تعالى في جميع أموره ويتوكل عليه. ويرى العلامة الطبرسي (قدس سره)، أن أوّاه تعني السخاء، وذكر مفردة أخرى بنفس الحروف. وفي كتاب تفسير مجمع البيان، الطبرسي، ذكر أواه بمعنى يأويه ايواء، وآوى يأوي والمعنى حين اختارت ارادته اليتم لنبيه الطهر محمد (ص)، آواه بأن سخر له اولاد عبد المطلب لحمايته ورعايته، وبعدها سخر أبا طالب (عليه السلام).
أما في تفسير الصافي للعلامة الفيض الكاشاني، قال الإمامان الباقر والصادق (عليهما السلام)، أن أواه دعاء ومنيب راجع الى الله تعالى بما يحب ويرضى، وتفسيراً لقوله تعالى: (لَو أَنَّ لِي بِكُم قُوَّةً أَو آوِي إِلَى رُكنٍ شَدِيدٍ) قال مولاي الباقر (عليه السلام): أي ركن أشد من جبرائيل معه في الحجرة.
وفي تفسير الامثل للعلامة السيد مكارم الشيرازي، الصفات المذكورة لإبراهيم تسير الى مجادلة كانت ممدوحة؛ لأن إبراهيم (عليه السلام) لم يتضح له أن أمر العذار صادر من الله (جل علاه) بصورة قطعية، فهو كان يتأمل أنه لايزال لهم حظ في النجاة، واعتقد انهم سيردون ومن هنا كان اعتقاده أن لايزال هناك متسع من التوبة والغفران. وفي كتاب تفسير غريب القرآن، فسر أواه بأنه رقيق القلب، وقيل هو موقن، وقيل كثير التأوه أي التوجع شفقاً، وهو الذي يكثر التأوه والبكاء والدعاء.