جاء في تفسير الشيخ الطوسي باب اللعب، ويعني الأخذ على غير طريق الحق، ومثله (العبث) وأصله من لعاب الصبي إذا سال يخرج إلى غير جهته، وكذلك اللاعب يمر في غير جهة الصواب، وقيل: إن لعاب النحل عسل، ولعاب الشمس ما يرى في الجو كنسيج العنكبوت، قال الإمام الباقر (ع): يدخل فيه الشطرنج والنرد (القمار) واللعب لهو لا ينفع ويقتضي الزوال.
وأما عن قضية الفارق بين السخرية واللعب، هو أن السخرية تعني اظهار خلاف الباطل، واستضعاف العقل، والتسخير استذلال بالناس. أما اللعب هو طلب (الفرجة)، ولا ينسب اللعب لأهل الصلاح، فهو عمل للترويح عن النفس بما هو حقير في العقل، ويمر المقامر بعد اللعب بفترة حرب أعصاب، وحالة أزمة نفسية.
واللعب هو الذي يصدر عبثاً، ومن دون هدف صحيح، ولبعض أنواع اللعب حكم استثنائي، إذ يتصف بالخيال للغاية والوسيلة. وجاء في كتاب (تفسير الميزان) للعلامة الطباطبائي (قدس سره): إن اللعب يتشكل بنفسه عما يهمك، واللعب دائماً يصور لغاية غير حقيقية. وجاء أيضاً في كتاب (جوامع الجامع) قول الإمام علي (ع): (ما أنا من دد ولا الدد مني) والدد يعني: اللهو واللعب، وهو مثل يضرب لمن لا يوافقه، وهذا المعنى ورد أيضاً في كتاب (المستقصى من أمثال العرب) للزمخشري، إذ يرى ابن عباس أن معنى قوله تعالى: (وَيَمُدُّهُم فِي طُغيَانِهِم يَعمَهُونَ) أي: بمعنى نمدهم بطغيانهم يلعبون، وجاءت بالعديد من المعاني المختلفة مثلاً، جاءت بمعنى التشاغل، وبمعنى الاستهزاء، ومعان أخر كثيرة، تتلخص في مفهوم الانشغال عن القيم الروحية.
تعليق