إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الانسان يجهل قيمة نفسه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الانسان يجهل قيمة نفسه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.


    لماذا يميل البشر - والحال كذلك - الى المال والى صاحب المال؟ ولماذا يميلون الى القوة والى صاحب القوة؟ والى الشهرة والى من ينتحلها، علماً أن هذا الميل الخطير يحقق استمرار الظلم والقهر والطغيان، وقد علموا من كتاب ربهم بأن المال والقوة ابتلاء من عنده سبحانه؟

    السر في ذلك يعود الى أمرين:

    الامر الأول : عدم معرفة الانسان قدر نفسه.

    الأمر الثاني : عدم معرفة الانسان بحقيقة «أنعم الله».

    فمن لا يعرف قدر نفسه، يسعى للوصول الى اهدافه بكل الطرق حتى وإن كانت دنيئة ومذلة للنفس، عن الامام الصادق، عليه السلام، «ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله». وعن الامام الباقر، عليه السلام: «بئس العبد عبد له طمع يقوده، وبئس العبد عبد له رغبة تذلّه». لذا نجده لا يكرم نفسه، ولا يهتدي لما يحيط بها من نعم، و تبقى نفسه غير مكرمة لديه، فلا تهون الشهوات عليه، لأن: «من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته»، وهو ليس كذاك، بل يعيش حالة من كفران النعم ونسيان احسان ربه عليه، فلا يستذكر عظيم إحسان الله اليه، وفي الحديث القدسي الشريف: «يا داود، ذكر عبادي بإحساني إليهم، فإن النفوس جبلت على حبِّ مَن أحسن إليها وبغض من أساء إليها»، إنما يذكر الله عند الشدائد، واذا ما أنعم الله عليه فسرعان ما يُعرض: {إِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. وفي آية أخرى : {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوساً}.(سورة الإسراء: 83)

    فمن هذا وذاك يتبين لنا أن المال والقوة والميل لها، سلاح ذو حدين ، فالمال ليس من أجل متعة ولذة محضة، ولا رفاهية على حساب الآخرين، ولا زهواً وبذخا، فهذه جميعها لا تعدو أن تكون أمراضاً نفسية، وعقداً متراكمة.

    إن المال والقوة المحمودين، ما قربا العبد من الله - تعالى- وما نفسا كربة مكروب،

    وما ساهما في اصلاح ذات بين، فقد يكون هناك مظلوم يصرخ بظلامته، وظالم يصفق له الجاهلون، فتنبري بما أوتيت من قوة، ناصراً للمظلوم صارخاً بوجه الظالم ، فهذا بلا أدنى ريب مما يقرب من الله.

    فلا مانع إذن؛ من كسب المال والقوة والتملك، كون ذلك من الغرائز في نفس الانسان، ولكن بشرط أن تكون وفق المعايير والموازين التي تحقق الكسب الحلال، كما تكون القوة بالطرق المشروعة التي لا تنتهي الى الطغيان، بحيث تكون وسيلة لحل مشاكل وازمات المجتمع والامة.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X