إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة (رجال مع الحسين) أبو ثَمامة الصائدي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة (رجال مع الحسين) أبو ثَمامة الصائدي

    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

    اسمه عمرو بن عبدالله الصائدي ، من فرسان قبيلة همدان وجنود أميرالمؤمنين المتشيّعين له ، لم يفارق الإمام في مشهد من مشاهده ، ملازماً لركابه ، وصحب الإمام الحسن بعد شهادة أبيه عليهما‌السلام إلى أن هلك معاوية ، وكان يسكن الكوفة ، ولمّا بلغ أهلها موت معاوية وانتشر الخبر ، اجتمع الشيعة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي ، وكان من الحاضرين معهم أبو ثمامة ، وكتبوا إلى الإمام كتباً حتّى أرسل إليهم مسلماً بن عقيل عليه‌السلام.
    وفي الإرشاد للشيخ المفيد : إنّ أبا ثَمامة كان يشتري السلاح لمسلم بن عقيل ويجمع له العُدّة والعتاد ، وكانت مساعيه في هذا السبيل موفّقة ، ويستلم الأموال الموجّهة إلى مسلم ، وكان بصيراً بالسلاح ، يعرفه معرفة تامّة.

    وفي رواية الكامل لابن الأثير : لمّا دخل ابن زياد الكوفة وثار أصحاب مسلم عليه ، عقد مسلم لأبي ثَمامة الصائدي على ربع تميم وهمدان ، فلمّا بلغ ابن زياد إقباله تحرّز في القصر وأغلق الباب وأحاط مسلم بالقصر ، وامتلأ المسجد والسوق من الناس ، ومازالوا يجتمعون حتّى المساء ، وضاق بعبيد الله أمره .
    وثبت أبو ثَمامة مع مسلم حتّى تفرّق الناس عنه ، واستخفى مسلم عليه‌السلام ، عند ذلك لجأ أبو ثَمامة إلى قبيلته. فجدّ عبيدالله بن زياد في طلبه وبالغ في ذلك حتّى اضطرّه للخروج من الكوفة مستخفياً إلى أن لحق بالحسين مع نافع بن هلال حين تلاقيا في الطريق.

    وروى الطبري وآخرون أنّ عمر بن سعد لمّا بلغ بعسكره كربلاء أراد أن يرسل إلى الحسين يستطلع رأيه ، ويقف على السبب الذي حمله على القدوم إلى العراق ، فكلّ من أراده على ذلك يأبى المصير إليه عليه‌السلام ويقول : أنا أستحيي من الحسين لأنّني كتبت إليه ، وامتنع رؤساء الجيش كلّهم إلى أن قام كثير بن عبدالله الشعبي وقال : أرسلوني إليه ، وإن شئت لأفتكنّ به. فقال عمر بن سعد : ما أُريد أن تفتك به ولكن ائته فسله ما الذي جاء به.
    فأقبل اليه (وكان رجلاً فتّاكاً خبيثاً) ، فلمّا رآه أبو ثَمامة الصائدي قال للحسين : أصلحك الله أبا عبدالله ، قد جاءك شرّ أهل الأرض وأجرأه على دم وأفتكه ، قال إليه فقال : ضع سيفك ، قال : لا والله ولا كرامة ، إنّما أنا رسول ، فإن سمعتم منّي أبلغتكم ما أُرسلت به إليكم ، وإن أبيتم انصرفت عنكم. فقال له : فإنّي آخذ بقائم سيفك ثمّ تكلّم بحاجتك ، قال : لا والله ولا تمسّه. فقال : أخبرني
    ما جئت به وأنا أُبلّغه عنك ولا أدعك تدنو منه فإنّك فاجر.
    قال : فاستبّا ثمّ انصرف إلى عمر بن سعد فأخبره الخبر ،

    ونقلت أكثر الكتب أنّه في يوم عاشوراء حين حاصر العدوّ بجيوشه الجرّارة وتهاوى أصحابه كالنجوم الواحد تلو الآخر في الشهادة ، فكان النقص يبيّن في جماعتهم إذا قتل منهم الواحد والإثنان لقلّتهم ، ولا يبيّن النقص في جيش ابن سعد لكثرتهم ، فلمّا شاهد ذلك أبو ثَمامة قال للحسين : يا أبا عبدالله ، نفسي لك الفداء ، إنّي أرى هؤلاء القوم قد اقتربوا منك ولا والله لا تقتل حتّى أُقتل دونك إن شاء الله ، وأُحبّ أن ألقى ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة وقد دنى وقتها.
    قال : فرفع الحسين رأسه ثمّ قال : ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلّين الذاكرين ، نعم هذا أوّل وقتها. ثمّ قال : سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّي.
    فتقدّم حبيب بن مظاهر عليه‌السلام إلى عسكر ابن سعد ورفع عقيرته فيهم وصاح بهم : يابن سعد ، أنسيت شرائع الإسلام؟! هلّا أوقفت الحرب وتركتمونا نصلّي وتصلّون ، ثمّ قاتلونا إن شئتم.
    فقال الحصين بن نمير لعنه الله : صلّ يا حسين فإنّ صلاتك لا تقبل ، فأجابه حبيب : لا تقبل صلاة ابن رسول الله وتقبل صلاتك يا حمار ، وأخيراً أجابهم أصحاب الحسين جواباً شديداً بعد هذا الحوار ، نشبت الحرب العوان بينهم واستشهد فيها حبيب بن مظاهر
    واستعدّ أبو ثَمامة بعد أداء صلاة الخوف لمواجهة الحتوف ، فقال للحسين عليه‌السلام : إنّي قد هممت أن ألحق بأصحابي وكرهت أن أتخلّف وأراك وحيداً من أهلك وقتيلاً. فقال الحسين عليه‌السلام : تقدّم يا أبا ثَمامة فإنّا لاحقون بك عن ساعة.


    عند ذلك انحدر أبو ثَمامة عليهم كالسيل المنصبّ من أعلى ووثب عليهم كالنمر الشرس
    وقال في نفس المهموم : ثمّ برز أبو ثَمامة الصائدي وقال :
    عزاء لآل المصطفى وبناته
    على حبس خير الناس سبط محمّد
    عزاءاً لبنت المصطفى وزوجها
    خزانة علم الله من بعد أحمد


    وحمل عليهم ذات اليمين وذات الشمال حتّى خضّب الأرض من دمائهم ، حتّى أُثخن بالجراح وعجز عن القتال ، فقتله ابن عمّه قيس بن عبدالله لعداء كان بينهما.
    وجاء في الزيارة الرجبيّة وزيارة الناحية المقدّسة : «السلام على أبي ثَمامة عمرو بن عبدالله الصائدي ...».









    المصدر
    --------------------------------
    فرسان الهيجاء –ذبيح الله المحلاتي (بتصرف)
    التعديل الأخير تم بواسطة الغاضري; الساعة 25-05-2017, 02:24 PM.
    مَوالِىَّ لا اُحْصى ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X