إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقوق العلماء على العامة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقوق العلماء على العامة

    حقوق العلماء على العامة
    الشيخ سعد الغري

    مقدمة:

    لقد من الله تعالى على الناسبان جعل لهم الانبياء والمرسلين ثم لم يتركهم عبثا بعد الانبياءبل انزل شرائع واحكام ومناهج من سلك هذه الشرائع فهي تؤدي به الىالجنة لا ريب وجعل بعد الانبياء أئمة يهدون بأمره ثم أن الأئمة لم تخلوا منهم الأرض وذلك من الله تعالى: وإن من أمة إلا خلافيها نذير

    وتأكيدا لما روي متواترا عن النبي (صلى اللهعليه وآله وسلم) في المعنى وذكر ذلك كثيرا آخرها في واقعة غدير خم: أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم به لن تضلوا من بعدي ابدا وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّالحوض،

    هذا ما يسمى عند العامة والخاصة بحديث الثقلين الذي اكد فيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ان القرآن لا يفترق ولن يفترق مع الامام فلذلك تارة يكون الامام ظاهرا وأخرى يكون غائبا ففي عصر الغيبة رعاية منه تعالى للعباد ورأفة منه تعالى جعل العلماء خلفا للأئمة على لسان خاتم الأئمة وقائمهم الحجة المنتظرأرواحنا لتراب مقدمه الفداء في قوله: وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللهعليهم....(1)

    فإذن تنصيب العلماء تنصيب ألهي من قبل المولى عجل الله تعالى فرجه الشريف.

    فضل العلموالعلماء:

    العلم أجل الفضائل، وأشرف المزايا، وأعز ما يتحلى به الانسان، فهو أساس الحضارة، ومصدر أمجاد الأمم، وعنوان سموها وتفوقها في الحياة، ورائدها الى السعاة الأبدية، وشرف الدارين، كما انه كفى بالعلم شرفا ان يدعيهالجاهل.

    والعلماء، هم ورثة الأنبياء، وخزّان العلم، ودعاة الحق، وأنصار الدين، يهدون الناس الى معرفة الله وطاعته، ويوجهونهم وجهة الخير والصلاح.

    من أجل ذلك تظافرت الآيات والأخبار على تكريم العلم والعلماء، والاشادة بمقامهماا لرفيع.

    قال تعالى: "قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون" (2).

    وقال تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اتوا العلم درجات" (3).

    وقال تعالى: "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ" (4).

    وقال تعالى: "وتلك الأمثال نضربها للناس، وما يعقلها الا العالمون" (5).

    وعن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله به طريقاً الى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً به، وانه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض، حتى الحوت في البحر. وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر. وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظوافر(6).

    وقال الباقر (عليه السلام): عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد (7).

    وقال الصادق (عليه السلام): اذا كان يوم القيامة، جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد، ووضعت الموازين، فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء (8).

    وقال الصادق (عليهالسلام): اذا كان يوم القيامة، بعث الله عز وجل العالم والعابد، فاذا وقفا بين يدي الله عز وجل، قيل للعابد إنطلق الى الجنة،وقيل للعالم قف تشفع للناس بحسن تأديبك لهم (9).

    وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا كميل، هلك خزان الأموال وهمأحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهمفي القلوب موجودة.

    وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يجيء الرجل يوم القيامة، وله من الحسنات كالسحاب الركام، أو كالجبال الراوسي، فيقول: يا رب أنّى لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علّمته الناس، يُعمل به من بعدك (10).

    الى غير ذلك من الروايات والآيات التي تفضل العلماء على غيرهم، وهم أهل لذلك فقد ضحوا بأوقاتهم ولذاتهم في سبيل الدين فيبجب علينا لذلك عدة أمور منها:

    1
    ـ توقيرهم:

    وهو في طليعة حقوقهم المشروعة، لتحليهم بالعلم والفضل، وجهادهم في صيانة الشريعة الاسلامية وتعزيزها، ودأبهمعلى إصلاح المجتمع الاسلامي وإرشاده، والعقل يحكم بها قبل الشرعضروة تفضيل العالم على الجاهل، وقد أعرب أهل البيت عليهم السلامعن جلالة العلماء، وضرورة تبجيلهم وتوقيرهم، قولاً وعملاً،واجتناب غيبتهم، واتهامهم بالزور والبهتان وغير ذلك، حتى قررواأن النظر اليهم عبادة، وان بغضهم مدعاة للهلاك، كما شهد بذلكالحديث الشريف:

    فعن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلامقال: قال (صلى الله عليه وآله): النظر في وجه العالم حباً لهعبادة.

    وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال، قال رسولالله (صلى الله عليه وآله): أغد عالماً أو متعلماً، أو أحِبَّالعلماء، ولا تكن رابعاً فتهلك ببغضهم.

    وهكذا كانوا عليهمالسلام يبجّلون العلماء، ويرعونهم بالحفاوة والتكريم، يحدثناالشيخ المفيد (ره)، عن توقير الامام الصادق (عليه السلام) لهشامبن الحكم، وكان من ألمع أصحابه وأسماهم مكانة عنده " أنه دخلعليه بمنى، وهو غلام أول ما اختلط عارضاه، وفي مجلسه شيوخالشيعة، كحمران بن أعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبي جعفرالأحول وغيرهم، فرفعه على جماعتهم، وليس فيهم الا من هو اكبرسناً منه.

    فلما رأى ابو عبد الله (عليه السلام) أن ذلكالفعل كبر على أصحابه، قال: هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده " (11).

    وجاء عن أحمد البزنطي، قال: " وبعث اليّ الرضا (عليه السلام) بحمار له، فجئت الى صريا، فمكث عامّة الليل معه،ثم أتيت بعشاء، ثم قال: افرشوا له. ثم أتيت بوسادة طبرية ومرادعوكساء قياصري وملحفة مروي، فلما أصبت من العشاء، قال لي: ما تريدأن تنام؟ قلت: بلى، جعلت فداك. فطرح عليّ الملحفة والكساء، ثمقال: بيتك الله في عافية. وكنا على سطح، فما نزل من عندي، قلت فينفسي: قد نلت من هذا الرجل كرامة ما نالها احد قط " (12).

    2
    ـ برهم:

    همة العلماء، وهدفهم الأسمى، خدمةالدين، وبث التوعية الاسلامية، وتوجيه المسلمين نحو الخلق الكريموالسلوك الأمثل، وهذا ما يقتضيهم وقتاً واسعاً، وجهداً ضخماً،يعوقهم عن اكتساب الرزق وطلب المعاش كسائر الناس.

    فلا بدوالحالة هذه، للمؤمنين المعنيين بشؤون الدين، والحريصين علىكيانه، أن يوفروا للعلماء وسائل الحياة الكريمة، والعيش اللائق. وذلك بأداء الحقوق الشرعية اليهم، التي أمر الله بها، وندباليها، من الزكاة والخمس، ووجوه الخيرات والمبرّات. فهم أحقالناس بها، وأهم مصاديقها، ليستطيعوا تحقيق أهدافهم، والاضطلاعبمهامهم الدينية، دون أن يعوقهم عنها طلب المعاش.

    وقد كانالغيارى من المسلمين الأولين، يتطوعون بأريحية وسخاء، في رصدالأموال، وإيجاد الاوقاف، واستغلالها لصالح العلماء، وتوفيرمعاشهم.

    وكلما تجاهل الناس أقدار العلماء، وغمطوا حقوقهم،أدى الى قلة العلماء، وهبوط الطاقات الروحية، وضعف النشاطالديني. مما يعرض المجتمع الاسلامي لغزو المبادئ الهدامة، وخطرالزيغ والانحراف.، حتى انه نقل ان الصدقة على الناس غيرالمحتاجين بحسنة وعلى الفقراء المعوزين بعشر امثالها وعلى ذيالرحم بـ700 وعلى الوالدين بـ7000 وعلى طالب العلم والعلماءبـ70000، وذلك لان اكثرهم يحسبهم الجاهل اغنياء من التعففويعرفون ان الطلب من الناس وان كان محتاجا حراما فأولى الشارعالمقدس بهذه الطبقة من الناس فيا لها من تجارة كبيرة مربحة لمناراد الآخرة.

    3
    ـ الاهتداء بهم:

    لا يستغني كل واعمستنير، عن الرجوع الى الاخصائيين في مختلف العلوم والفنون،للإفادة من معارفهم وتجاربهم، كالأطباء والكيمياويين والمهندسينونحوهم من ذوي الاختصاص، فتقرر ان لكل علم اخصائيون لا يمكنلغيره ان يمارسوا ما يمارسه فيجب احترام كل اختصاص، وحيث كانالعلماء الروحانيون متخصصين بالعلوم الدينية، والمعارفالاسلامية، قد أوقفوا انفسهم على خدمة الشريعة الاسلامية، ونشرمبادئها وأحكامها، وهداية الناس وتوجيههم وجهة الخير والصلاحفجدير بالمسلمين أن يستهدوا بهم ويجتنوا ثمرات علومهم، ليكونواعلى بصيرة من عقيدتهم وشريعتهم، ويتفادوا دعايات الغاوينوالمضللين من أعداء الاسلام.

    فاذا ما تنكروا للعلماءالمخلصين، واستهانوا بتوجيههم وإرشادهم جهلوا واقع دينهم ومبادئهوأحكامه، وغدوا عرضة للزيغ والانحراف.

    أنظروا كيف يحرضأهل البيت عليهم السلام على مجالسة العلماء، والتزود من علومهموآدابهم، في نصوص عديدة:

    فعن الصادق، عن أبيه عن آبائهعليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " مجالسةأهل الدين شرف الدنيا والآخرة" (13).

    وجاء في حديث الرضاعن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله (صلى الله عليهوآله): " مجالسة العلماء عبادة" (14).

    وقال لقمان لابنه: يابني، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فان الله عز وجل يحييالقلوب بنور الحكمة، كما يحيي الأرض بوابل السماء (15).

    وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسولالله (صلى الله عليه وآله): العلم خزائن، ومفتاحه السؤال،فاسألوا يرحمكم الله، فانه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم،والمستمع، والمحب لهم (16).

    وقال الصادق (عليه السلام): إنما يهلك الناس لأنهم لا يسألون (17).

    الى غير ذلك منالتسليم لهم لانهم اعلم بالمصلحة منا وغير ذلك من الامور التيثتبتت لهم ولكن ينبغي ان نميز بين العالم وغيره الذي يدعي العلمفان الثاني يكون وبالا على الناس لا رحمة لهم والتمييز عادةبالشهرة وسؤال اهل الخبرة ومطالعة الكتب التي طبعها وغير ذلك منالامور التي لم يسع ذكرها لضيق المقام وان شاء الله سوف نلقيالضوء عليها في موضوع مستقل.

    وآخر دعوانا ان الحمد لله ربالعالمين
    __________________

    ليت شعري اين استقرت بك النوى بل أي أرض تقلك أو ثرىأبرضوى أو غيرها أم ذي طوى عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى ولااسمع لك حسيسا ولا نجوى عزيز علي أن تحيط بك دوني البلوى ولاينالك مني ضجيج ولا شكوى بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا بنفسي انتمن نازح ما نزح عنا بنفسي انت أمنية شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنةذكرا فحنا
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 13-07-2009, 10:10 AM.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    شكرا لك خادم الحسين على هذا الموضوع الرائع
    وندعوا من الله ان يحفظ علمائنا

    تعليق


    • #3
      جزاء الله خير الجزاء

      تسلم اناملك يا غالي

      تعليق


      • #4
        شكراً للأخوين قاسم سالم ولواء صاحب الزمان على مروركم

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X