إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة (رجال مع الحسين) برير بن خضير الهمداني التميمي الكوفي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة (رجال مع الحسين) برير بن خضير الهمداني التميمي الكوفي


    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

    من أشرف أصحاب سيّدالشهداء الحسين عليه‌السلام ومن شيوخ التابعين ، ومقدّم ركب الزاهدين وسيّد العبّاد والناسكين ويسمّونه سيّد القرّاء ومن حواريّي أميرالمؤمنين وأشراف الكوفة ، وله كتاب في القضايا والأحكام رواه عن الإمامين أميرالمؤمنين والحسن عليهما‌السلام ، وهو من أُصولنا المعتبرة.

    ولمّا علم بخروج الحسين إلى مكّة خرج بنفسه النفيسة إليه والتحق بركبه وصار ملازماً له لا يكاد يفارقه ، وأصبح واحداً من رجاله المجاهدين إلى أن بلغ الإمام الحسين ذا خشب في طريقة إلى العراق وكان الحرّ بن يزيد الرياحي قد اعترضه ، قام برير قائماً وقال : لقد منّ الله بك علينا أن نقاتل بين يديك تقطع فيك
    أعضائنا حتّى يكون جدّك بين أيدينا يوم القيامة شفيعاً فلا أفلح قوم ضيّعوا ابن بنت نبيّهم وويل لهم ماذا يلقون به الله وافٍ لهم يوم ينادون بالويل والثبور في نار جهنّم

    وروى أبو مخنف وغيره أنّ الحسين عليه‌السلام في ليلة التاسع من المحرّم أو في يومه ، أمر الحسين بفسطاط فضرب ثمّ أمر بمسك فميث في جفنة عظيمة أو صحفة ، قال : دخل الحسين عليه‌السلام ذلك الفسطاط فتطلّى بالنورة ، قال : ومولاي عبدالرحمن بن عبد ربّه وبرير بن حضير الهمداني على باب الفسطاط تحتك مناكبها فازدحهما أيّهما يطلي على أثره ، فجعل برير يهازل عبدالرحمن ، فقال عبدالرحمن : دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل [فقال له برير : والله لقد علم قومي أنّي ما أحببت الباطل شابّاً ولا كهلاً ولكن والله لمستبشر بما نحن لاقون ، والله إنّ بيننا وبين الحور العين إلّا أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم ولوددت أنّهم قد مالوا بها الساعة ..]

    وفي مطالب السئول : ذكر محمّد بن طلحة في مطالب السئول وعليّ بن عيسى الأربلي في كشف الغمّة قصّة قدوم برير بن حضير على عمر بن سعد حين منع الماء عن الحسين وأهل بيتيه وأصحابه
    فقد أتى برير الحسين عليه‌السلام وقال له : ائذن لي يابن رسول الله لآتي هذا ابن سعد فأُكلّمه في أمر الماء لعلّه يرتدع ، فقال له الحسين عليه‌السلام : ذلك إليك ، فجاء برير الهمداني إلى عمر بن سعد فلم يسلّم عليه ، فقال : يا أخا همدان ، ما منعك من السلام عليَّ؟ ألست مسلماً أعرف الله ورسوله؟ فقال له الهمداني : لو كنت مسلماً كما تقول لما خرجت إلى عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تريد قتالهم ، وبعد هذا ماء الفرات تشرب منه كلاب السواد وخنايرها ، وهذا الحسين بن عليّ وإخوته ونسائه وأهل بيته يموتون عطشاً قد حلت بينهم وبين ماء الفرات ، وأنت تزعم أنّك تعرف الله ورسوله!
    فأطرق عمر بن سعد ثمّ قال : والله يا أخا همدان ، إنّي لأعلم حرمة أذاهم ولكن يا أخا همدان! ما أجد نفسي تجيبني إلى ترك الري لغيري!
    فرجع برير ، فقال للحسين عليه‌السلام : يابن رسول الله ، قد رضي أن يقتلك بولاية الري .

    وفي البحار نقلاً عن كتاب مقتل محمّد بن أبي طالب بن أحمد الحسيني الحائري : وقال محمّد بن أبي طالب : وركب عمر بن سعد فقرّب إلى الحسين عليه‌السلام فرسه فاستوى عليه وتقدّم نحو القوم في نفر من أصحابه وبين يديه برير بن خضير ، فقال له الحسين عليه‌السلام : كلّم القوم ، فتقدّم برير فقال : يا قوم ، اتّقوا الله فإنّ ثقل محمّد قد أصبح بين أظهركم ، هؤلاء ذرّيّته وعترته وبناته وحرمه فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون أن تصنعوه بهم؟
    فقالوا : نريد أن نمكّن منهم الأمير ابن زياد فيرى رأيه فيهم.
    فقال لهم برير : أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذي جاؤوا منه؟ ويلكم يا أهل الكوفة! أنسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها وأشهدتم الله عليها؟! يا ويلكم! أدعوتم أهل بيت نبيّكم وزعمتم أنّكم تقتلون أنفسكم دونهم حتّى إذا أتوكم أسلمتموهم إلى ابن زياد وحلأتموهم عن ماء الفرات ، بئس ما خلّفتم نبيّكم في ذرّيّته ، مالكم لا سقاكم الله يوم القيامة فبئس القوم أنتم.
    فقال له نفر منهم : يا هذا ، ما ندري ما تقول؟!
    فقال برير : الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة ، اللهمّ إنّي أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم ، اللهمّ الق بأسم بينهم حتّى يلقوك وأنت عليهم غضبان.
    فجعل القوم يرمونه بالسهام ، فرجع برير إلى ورائه ..

    وقال العاملي في لواعج الأشجان بعد خطبة برير : فقالوا : يا برير قد أكثرت الكلام فاكفف ، والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله. وغرضهم عثمان
    ولمّا بلغ الحديث إلى هذا الحدّ ، قال الحسين عليه‌السلام : اقعد يا برير
    وقال الطبري : قال أبو مخنف : وحدّثني يوسف بن يزيد عن عفيف بن زهير ابن أبي الأخنس وكان قد شهد مقتل الحسين عليه‌السلام ، قال : وخرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة وهو حليف لبني سليمة من عبد القيس ، فقال : يا برير بن حضير ، كيف ترى صنع الله بك؟ قال : صنع الله ـ والله ـ بي خيراً ، وصنع الله بك شرّاً.
    قال : كذبت وقبل اليوم ما كنت كذّاباً ، هل تذكر وأنا أُماشيك في بني لواذن وأنت تقول : إنّ عثمان بن عفّان كان على نفسه مسرفاً وإنّ معاوية بن أبي سفيان ضالّ مضلّ ، وإنّ إمام الهدى والحقّ عليّ بن أبي طالب؟! فقال له برير : أشهد أنّ هذا رأيي وقولي. فقال له يزيد بن معقل : فإنّي أشهد أنّك من الضالّين. فقال له برير بن حضير : هل لك فلأُباهلك ولندعُ الله أن يلعن الكاذب وأن يقتل المبطل ، ثمّ اخرج فلأُبارزك.
    قال : فخرجا فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه أن يلعن الكاذب وأن يقتل المحقّ المبطل ، ثمّ برز كلّ واحد منهما لصاحبه فاختلفا بضربتين فضرب يزيد بن معقل برير بن حضير ضربة خفيفة لم تضرّه شيئاً ، وضربه برير بن حضير ضربة قدّت المغفر وبلغت الدماغ فخرّ كأنّما هوى من حالق ، وإنّ سيف ابن حضير لثابت في رأسه ، فكأنّي أنظر إليه ينضنضه من رأسه .

    وقال الخوارزمي في المقتل وابن شهرآشوب في المناقب وغيرهما : إنّ بريراً برز بعد مقتل الحر بن يزيد الرياحي بسيف أمضى حدّاً من أنياب الليث وهو يرتجز ويقول :
    أنا برير وأبي خضير
    أضربكم ولا أرى من ضير
    يعرف فينا الخير أهل الخير
    كذاك فعل الخير من برير
    ثمّ حمل عليهم فكان كالصاعقة المتحرّكة أينما اتجه لاذ الجيش منه بالفرار ، ولم يزل يحمل عليهم مع ضعف بدنه وظمأه وقلبه الجريح حتّى قتل منهم ثلاثين شخصاً وهو يصيح فيهم : اقتربوا منّي يا قتلة أولاد رسول ربّ العالمين وذرّيّة الباقين ، اقتربوا منّي يا قتلة أولاد البدريّين ، اقتربوا منّي يا قتلة أولاد رسول ربّ العالمين وذرّيّة الباقين.
    قال أبو مخنف : وحمل عليه رضى بن منقذ العبدي (وهو أخو مرّة بن منقذ بن النعمان العبدي) فاعتنق بريراً فاعتركا ساعة ، ثمّ إنّ بريراً قعد على صدره فقال رضى : أين أهل المصاع والدفاع.
    قال : فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي ليحمل عليه (فقال عفيف) فقلت :
    إنّ هذا برير بن حضير القارئ الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد (فلم يعبأ بقولي) فحمل عليه بالرمح حتّى وضعه في ظهره ، فلمّا وجد مسّ الرمح برك عليه فعضّ بوجهه وقطع طرف أنفه فطعنه كعب بن جابر حتّى ألقاه عنه وقد غيّب السنان في ظهره ثمّ أقبل عليه يضربه بسيفه حتّى قتله.


    -----------
    المصدر
    فرسان الهيجاء-ذبيح الله المحلاتي -بتصرف
    التعديل الأخير تم بواسطة الغاضري; الساعة 27-05-2017, 03:09 PM.
    مَوالِىَّ لا اُحْصى ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ

  • #2
    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
    شكرا لكم الاخ الفاضل على هذه المعلومات القيمة

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
      مرحبا بك الاخ الفاضل وشكرا لتواصلك ..اسعدني مرورك..ساءلا الله تعالى لك دوام التوفيق
      مَوالِىَّ لا اُحْصى ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X