بسم الله الرحمن الرحيم
لا ريب في دلالة قوله تعالى: )إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم...)الآية، على انقسام المعاصي إلى كبائر و صغائر سميت في الآية بالسيئات، و نظيرها في الدلالة قوله تعالى: (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه و يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها...) الآية[1]، إذ إشفاقهم مما في الكتاب يدل على أن المراد بالصغيرة و الكبيرة صغائر الذنوب و كبائرها.
لكن قد يسأل سائل: ان في الآية الكريمة أغراء بالمعصية، فكأنما قالت: لك ان تعمل ما شأت من الصغائر على ان تجتنب الكبائر، وهو أغراء واضح لارتكاب المعصية؟
والجواب: ان هذا توهم واضح لأن الآية تدعو إلى ترك الكبائر بلا شك، و ارتكاب الصغيرة من جهة أنها صغيرة لا يعبأ بها و يتهاون في أمرها يعود مصداقاً من مصاديق الطغيان و الاستهانة بأمر الله سبحانه، و هذا من أكبر الكبائر، وبعبارة أخرى: ان من يرتكب الصغيرة استهانة بأمر الله ونهيه يكون فعله طغيان وتكبر وهما من الكبائر، فلا يكون حينئذ قد اجتنب الكبائر، وهذه الآية نظير الآية الداعية إلى التوبة التي تعد غفران الذنوب كقوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم و أنيبوا إلى ربكم).. الآية[2]، فكما لا يصح أن يقال هناك: أن الآية تغري إلى المعصية بفتح باب التوبة و تطييب النفوس بذلك فكذا هاهنا بل أمثال هذه الخطابات إحياء للقلوب الآيسة بالرجاء.
[1]الكهف: 49.
[2]الزمر: 54.
لا ريب في دلالة قوله تعالى: )إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم...)الآية، على انقسام المعاصي إلى كبائر و صغائر سميت في الآية بالسيئات، و نظيرها في الدلالة قوله تعالى: (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه و يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها...) الآية[1]، إذ إشفاقهم مما في الكتاب يدل على أن المراد بالصغيرة و الكبيرة صغائر الذنوب و كبائرها.
لكن قد يسأل سائل: ان في الآية الكريمة أغراء بالمعصية، فكأنما قالت: لك ان تعمل ما شأت من الصغائر على ان تجتنب الكبائر، وهو أغراء واضح لارتكاب المعصية؟
والجواب: ان هذا توهم واضح لأن الآية تدعو إلى ترك الكبائر بلا شك، و ارتكاب الصغيرة من جهة أنها صغيرة لا يعبأ بها و يتهاون في أمرها يعود مصداقاً من مصاديق الطغيان و الاستهانة بأمر الله سبحانه، و هذا من أكبر الكبائر، وبعبارة أخرى: ان من يرتكب الصغيرة استهانة بأمر الله ونهيه يكون فعله طغيان وتكبر وهما من الكبائر، فلا يكون حينئذ قد اجتنب الكبائر، وهذه الآية نظير الآية الداعية إلى التوبة التي تعد غفران الذنوب كقوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم و أنيبوا إلى ربكم).. الآية[2]، فكما لا يصح أن يقال هناك: أن الآية تغري إلى المعصية بفتح باب التوبة و تطييب النفوس بذلك فكذا هاهنا بل أمثال هذه الخطابات إحياء للقلوب الآيسة بالرجاء.
[1]الكهف: 49.
[2]الزمر: 54.