تويت
رسالة إلى أهل السنة من مصادر السنة لقدر تركتم سنة الرسول وتبعتم بدع الصحابة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
أخواني : على الرغم من أن الرسول الأعظم (ص) أوصى الأمة الإسلامية بالتمسك بالثقلين ، فقال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم
من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما . (صحيح الترمذي ج5،ص663،رقم13788) .إلا أن طائفة كبيرة تخلت عن العمل بهذا الحديث الصحيح الوارد في صحاحها وتمسكت بحديث مكذوب يقول:إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي . ونحن لو غضضنا الطرف عن جميع الإشكالات على هذا الحديث الأخير وسلمنا به ، يحق لنا أن نتساءل قائلين: ممن يا أخوة نأخذ سنة الرسول (ص)؟ أليس من الأفضل أن نأخذها من أقرب الناس إليه وهم أهل بيته الأطهار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا؟
فهذا أمير المؤمنين (عليه السلام) ينص على قربه من الرسول (ص) ويشير إلى منزلته الرفيعة عنده فيقول: وقد علمتم موضعي من رسول الله (ص) بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة . وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ، ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ، ولا خطلة في عمل ......) . إلى أن يقول (عليه السلام): ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ، ويأمرني بالإقتداء به ، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري . ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (ص) وخديجة وأنا ثالثهما . أرى نور الوحي والرسالة ، وأشم ريح النبوة . (نهج البلاغة،خ192) . فبدل أن تتمسك الأمة بهذا المعصوم الطاهر وذريته النجباء الذين نص القرآن الكريم على اصطفائهم وصرح الرسول الأمين (ص) بأسمائهم بصريح الروايات المنقولة في كتبهم تمسكوا ببعض الصحابة الذين لا يميزون بين الناقة والجمل وإذا بالعقائد والأحكام تتبدل عما كانت عليه وأصبحت سنة الرسول (ص) التي يدعون أنها سنته عبارة عن مجموعة من البدع التي افتراها الصحابة وما أنزل الله بها من سلطان .
بدع الصلاة :
فبعد أن ارتحل رسول الإنسانية (ص) إلى الرفيق الأعلى أحدث بعض الصحابة في سنته في الصلاة وأدخلوا فيها ما لم يكن على عهده (ص) . فلم يكن معهودا في زمن الرسول (ص) بل ولا أبي بكر أن تصلى النوافل جماعة إلى أن آلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب فجعل صلاة التراويح جماعة . فقد أخرج البخاري في كتاب التراويح ، عن عبدالرحمن بن عبدالقارئ قال:خرجت مع عمر ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون. إلى أن قال: فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد كان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب قال: ثم خرجت ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم . قال عمر: نعمت البدعة هذه . (صحيح البخاري،كتاب صلاة التراويح،ج1،ص233) . وقد قال العلامة القسطلاني في أول الصفحة الرابعة من الجزء الخامس من إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري عند بلوغه إلى قول عمر في هذا الحديث:نعمة البدعة هذه ما لفظه: سماها بدعه لأن رسول الله (ص) لم يسن لهم الاجتماع لها ، ولا كانت في زمن الصديق ولا أول الليل ، ولا لهذا العدد .
بدعة إتمام الصلاة في السفر :
وقد كان من سيرة النبي (ص) وسنته إذا سافر أن يقصر في صلاته ، وبقي هذا الحكم كذلك في زمن أبي بكر وعمر بن الخطاب وشطرا من خلافة عثمان بن عفان، ثم حولها إلى الإتمام . فقد أخرج الشيخان وغيرهما بالإسناد إلى عبدالله بن عمر: صلى بنا رسول الله (ص) بمنى ركعتين ، وأبو بكر بعده وعمر بعد أبي بكر وعثمان صدرا من خلافته ، ثم إن عثمان صلى بعد أربعا ، فكان ابن عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعا . وإذا صلى وحده صلى ركعتين. (صحيح البخاري،ج2،ص154). وأخرج البيهقي(في السنن الكبرى،ج3،ص153) بالإسناد عن أبي نضرة: إن رجلا سأل عمرا بن حصين عن صلاة رسول الله (ص) في السفر فقال: إيت مجلسنا . فقال:إن هذا قد سألني عن صلاة رسول الله (ص) في السفر فا حفظوها عني ؛ ما سافر رسول الله (ص) سفرا إلا صلى ركعتين حتى يرجع ويقول: يا أهل مكة قوموا فصلوا ركعتين فإنا سفر ، وغزا الطائف وحنين فصلى ركعتين ، وأتى الجعرانة فاعتمر منها ، وحججت مع أبي بكر واعتمرت فكان يصلي ركعتين ، ومع عمر بن الخطاب فكان يصلي ركعتين ومع عثمان فصلى ركعتين صدرا من إمارته ثم صلى عثمان بمنى أربعا .
عثمان يزيد النداء الثالث :
ومن البدع التي أدخلت على سنة الرسول (ص) وبقي العامة يتمسكون بها هو النداء الثالث بعد صلاة الجمعة ، ولم يكن ذلك معهودا في زمن الرسول (ص) وأبي بكر وعمر ، وإنما زادها عثمان بن عفان بصريح روايات القوم وفي أصح أسانيدهم . بالطبع إن المراد بزيادة النداء الثالث هو الأذان بعد الأذان الأول والإقامة ، وهذا ما يستفاد من بعض الأخبار التي سنذكرها؛ منها : ما أخرجه البخاري بالإسناد عن السائب بن يزيد: أن النداء يوم الجمعة كان أوله في زمان رسول الله (ص) وفي زمان أبي بكر وفي زمان عمر إذا خرج الإمام ، وإذا قامت الصلاة حتى كان زمان عثمان فكثر الناس فزاد النداء الثالث على الزوراء فثبت حتى الساعة . (صحيح البخاري،ج2،ص95-96) وفي لفظ البلاذري (في الأنساب ،ج2،ص39) عن السائب بن يزيد: كان رسول الله (ص) إذا خرج للصلاة أذن المؤذن ثم يقيم ، وكذلك كان الأمر على عهد أبي بكر وعمر ، وفي صدر من أيام عثمان ، ثم إن عثمان نادى النداء الثالث في السنة السابعة ، فعاب الناس ذلك وقالوا: بدعة .
تقديم الخطبة على الصلاة :
كما أن من البدع الغريبة والتي لم تكن أيضا في سنة الرسول (ص) هي تقديم خطبة العيدين على صلاتهما ، فقد قال ابن حجر (في فتح الباري،ج2،ص361) روى بن المنذر عن عثمان بإسناد صحيح إلى الحسن البصري قال: أول من خطب قبل الصلاة عثمان ، صلى بالناس ثم خطبهم فرأى ناسا لم يدركوا الصلاة ، ففعل ذلك . أي صار يخطب قبل الناس ، وهذه العلة غير التي اعتل بها مروان ، لأن عثمان رأى مصلحة الجماعة في إدراكهم الصلاة .وذكر السكتواري فقال: إن أول من خطب في العيدين قبل الصلاة عثمان . (محاضرة الأوائل،ص145) الملفات للانتباه أن أمهات مصادر العامة وصحاح أسانيدهم تصرح أن الخطبة في العيدين في السنة الشريفة كانت بعد الصلاة ، فقد جاء في صحيح البخاري(ج2،ص116) وصحيح مسلم(ج1ص325) وسنن أبي داوا (ج1،ص178) وسنن ابن ماجة (ج1،ص385) وسنن النسائي (ج3ص184) وسنن البيهقي (ج3،ص296) عن ابن عباس قال: أشهد على رسول الله (ص) أنه صلى يوم فطر وأضحى قبل الخطبة ثم خطب . وعن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله (ص) يخرج يوم العيد فيصلي بالناس ركعتين ثم يسلم فيقف على رجله ...) (سنن ابن ماجة ،ج1 ، ص276).
بدعة سقوط الصلاة عن الجنب :
من المسلمات الضرورية عند المسلمين كافة أن الصلاة لا تترك بحال مطلقا ، فلا بد من الإتيان بها على أية حالة كان الإنسان ولو كان قضاء . ومن المضحك المبكي حقا أن الخليفة عمر خالف هذا الحكم الذي كانت عليه سنة الرسول (ص) ، وأسقط الصلاة عن الجنب . فقد أخرج مسلم في صحيحه في باب التيمم بأربعة طرق عن عبدالرحمن بن أبزي: إن رجلا أتى عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء ؟ فقال عمر: لاتصل . فقال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين ! إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء فأما أنت فلم تصل ، وأما أنا فتمكعت في التراب وصليت ، فقال رسول الله (ص): إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك؟ فقال عمر: إن شئت لم أحدث به .
تحياتي : عاشقة عبدالله الرضيع
تعليق