إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامتحان الجماعي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامتحان الجماعي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين


    في الحقيقة هناك إمتحان آخر غير الامتحان المتعارف في المدارس وعلى مستوى أعلى منه ، وهو إمتحان المجتمع ككل؛ بحيث يوضع الناس كلهم في غربال ويغربلون ليعرف من الصامد ، ومن المتهاوي ، ومن الذي كان يجري وراء المناصب ، ومن الذي يبحث عن الحق ، ومن المستقيم على الطريق ، ومن الذي يتساقط يمنة وشمالاً كأوراق الخريف . .
    والآيات القرآنية تبين أن الفتنة في حياة الانسان ، لابد وأن تسير في هذا الاتجاه . فالانسان في اللحظات الحرجة حيث تختلف الأهواء ، وتتناقض المذاهب ، وتعم الحيرة في إختيار الطريق المستقيم ، لابد أن يختار الطريق الذي يأمره به إمامه وقائده ، أي إن عليه أن لا يبحث عن ما تهويه نفسه ، بل عن ما يأمره به دينه .
    وفي هذا المجال يقول عز وجل : ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
    فلابد أن نتنازل عن أهوائنا وشهواتنا الى ما يريده الله ، وأن نبحث عن القسطاس المستقيم ، والفرقان ، والحجة بيننا وبينه عز وجل . والحجة هي كلام الله ، وسيرة الرسول ، وطاعة من أمر الرسول صلى الله عليه وآله بطاعته .
    ثـم يقول تعالى في وصف المنافقين : ﴿ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴾
    .
    فهناك من الناس من يسير مع الرسول صلى الله عليه وآله ، ومع من هو في خطه ما سارت مصالحهم ، فان تضررت مصالحهم هذه كفوا عن نصرته . وقد أشار الإمام الحسين عليه السلام الى هذه الطائفة من الناس في قوله : "الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فاذا محّصوا بالبلاء قلَّ الديانون"
    .
    إن الانسان لا يمكن فصله عن ماضيه ، ولا يمكن أن يولد في كل يوم من جديد ، بل لابد أن يتأثر في سلوكياته بالعوامل الاجتماعية والتاريخية والخط الذي كان ينتمي إليه . والقرآن الكريم يؤكد إن أولئك الذين يأمرهم الرسول بالجهاد ثم يحلفون بالله أنهم يطيعونه ، فاذا أمرهم بالخروج في ساعة الحسم والمواجهة إذا بهم ينكثون ، ويخلفون وعدهم . إن هؤلاء كانت حياتهم ، ومسيرتهم معروفتين ، وهي مسيرة المنافقين الذين يتربصون الدوائر بالمؤمنين ، فان وجدوا مؤمناً قد ابتلي إنفجرت ألسنتهم وأقلامهم ضد كل المؤمنين ليشفوا غلّ صدورهم ، ويشيعوا السلبيات بين أفراد المجتمع .
    والقرآن الكريم يشير الى أن أمثال هؤلاء ينبغي معرفتهم من خلال خطوطهم السابقة ، فلا يمكن للانسان أن يكون في خط منحرف لفترة طويلة ثم يسير فجأة على الخط المستقيم ، ويبادر الى الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وآله والخط الرسالي دفاعاً مستقيماً . إنه في الواقع لا يدافع عن الخط الرسالي ، بل عن مصالحه .
    ماذا وجد من فقدك، وما الذى فقد من وجدك،لقد خاب من رضي دونك بدلا
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X