إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف قتل الإمام الحسين (ع) مظلوم ولم ينزل تعالى غضبه على قتلته

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف قتل الإمام الحسين (ع) مظلوم ولم ينزل تعالى غضبه على قتلته

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين



    عن قوله تعالى : * ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحيوة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ) * ، وقال : في هذه الآية تأكيد 5 فقد أوجب تعالى بأنه 6 ينصرهم في الحالين جميعا في الدنيا والآخرة ، وهذا الحسين بن على عليهما السلام حجة الله


    * هامش *

    1 - رض ، مل : + له . :

    2 - عن سليم بن قيس قال : قام الحسن بن على بن ابى طالب عليهصا السلام على المنبر حين اجتمع مع معاوية ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إن معارية زعم أنى رأيته للخلافة أهلا . ولم أر نفسي لها أهلا . وكذب معاوية . أنا أولى الناس بالناس ، في كتاب الله وعلى لسان نبى الله . فأقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لاعطتهم السماء قطرها والارض بركتها . ولما طمعت فيها يا معاوية . . . وقد هرب لم سول الله صلى الله عليه وآله من قومه ، وهو يدعوهم إلى الله ، حتى فر إلى الغار ، ولو وجد عليهم أعوانا ما هرب منهم ، ولو وجدت أنا أعوانا ما بايعتك يا معاوية . ( بحار الانوار 44 / 22 ) .

    وقد أجاب عليه السلام حجر بن عدى الكندى لما قال له : سودت وجوه المؤمنين ، فقال عليه السلام : ماكل احد يحب ما تحب ولا رأيه كرأيك . وإنما فعلت ما فعلت إبقاء عليكم . ( بحار الانوار 44 / 28 ) .

    وروى الكليني عن أبى جعفر عليه السلام قال : والله ، للذى صنعه الحسن بن على عليهما السلام كان خيرا لهذه الامة مما طلعت عليه الشمس . ( الكافي 8 / 330 وراجع ايضا بحار الا نوار 44 / 25 ) .

    3 - رض ، مل : الوجوه .
    4 - سورة غافر ( 40 ) : 51 .
    5 - رض ، مل : وهذه لام تأكيد
    6 - باقى النسخ : انه . ( * )






    قتل مظلوما فلم ينصره أحد ، والله تعالى غضب لناقة فأهلك الارض ومن عليها ، وقد قتل هو 1 وأهل بيته ، وسبى الباقون منهم ، فأملى الله لهم ولم يظهر غضبه عليهم . فليعرفنا ما عندك 2 في ذلك ، .


    والجواب - وبالله التوفيق - : أن الله تعالى وعد رسله والمؤمنين في الدنيا والاخرة بالنصر ، فأنجز وعده في الدنيا ، و 3 منجز لهم وعده 4 في الاخرة : وليس النصر الذى وعدهم به في الدنيا هو الدولة الدنيوية 5 والاظفار لهم بخصوصهم ،

    والتهليك لهم إياهم بالغلبة بالسيف والقهر به . وإنما هو ضمان لهم 6 بالحجج البينات والبراهين القاهرات ، وقد فعل سبحانه ذلك فأيد الانبياء والرسل والحجج من بعدهم با لايات المعجزات ، وأظهرهم على أعدائهم بالحجج البالغات ، وخذل أعداءهم

    بالكشف عما 7 اعتمدوه من الشبهات ، وفضحهم بذلك وكشف عن [ 15 و ] سرائرهم وأبدى منهم العورات . وكذلك حال المؤمنين في النصر العاجل ، إذ هم مؤيدون في الدنيا 8 بالبينات ، وأعداؤهم مخذولون بالالتجاء إلى الشبهات .


    فأما ما وعدهم 9 تعالى من النصر في الاخرة فإنه بالانتقام لهم من الاعداء ، وحلول عقابه بمن خالفهم من الخصماء ، وحميد العاقبة لهم بحلول دار الثواب ، وذميم عاقبة أعدائهم بصليهم 10 في العذاب الدائم والعقاب . ألا ترى إلى قوله تعالى : * ( ولهم اللعنة ولهم سوء الدار 11 ) * فأخبر عز اسمه أنه لا ينفع أعداء الرسل والمؤمنين


    * هامش *

    1 - رض ، مل : قد قتل وقتل بنوه .
    2 - في الاصل وحش : ما عنده صححناها على رض ومل .
    3 - رض " مل : + هو .
    4 - حش ، رض ، مل : وعدهم .
    5 - حش ، رض ، مل . الدنياوية .
    6 - رض ، مل : لنصرتهم .

    7 - حش ، رض ، مل : عن ضعف ما .
    8 - رض : في الدين .
    9 - رض : + الله .
    10 - في الاصل وحش : يصليهم ، صححناها على رض ومل .
    11 - سورة غافر ( 40 ) 52 . ( * )




    معاذيرهم في القيامة ، وأن لهم فيها اللعنة ، وهى الطرد عن الخير والثواب والتبعيد لهم عن ذلك ، * ( ولهم سوء الدار ) * يعنى العاقبة وهو خلودهم في العقاب . وهذا يبطل الشبهة في أن الحسين عليه السلام لم يتوجه إليه الوعد بالنصر ، لانه قتل

    وقتل معه بنوه وأهل بيته ، وأسر الباقون منهم ، إذ النصر المعنى ما ذكرناه . وليس في قتل الرسل في الدنيا وظفر أعدائهم في الاولى وإن كانوا هم الا علون عليهم بالحجة ، والغالبون لهم بالبرهان والدلالة ، ويوم القيامة ينتصر الله لهم منهم بالنقمة 1

    الدائمة حسب ما بيناه وقد قالت الامامية : إن الله تعالى ينجز الوعد بالنصر للاولياء قبل الآخرة عند قيام القائم ، والكرة التى وعد بها المؤمنين ، وهذا لايمنع 2 من تمام الظلم عليهم حينا مع النصر لهم في العاقبة
    فأما قوله إن الله غضب لناقة فأهلك الارض ومن عليها ، فالغضب من الله تعالى لم يكن للناقة وإنما كان لمعصية القوم له فيها ، وجرأتهم على خلافه فيما أمرهم به في معناها ، وقد عقرت على كل حال ، ونصر الله تعالى نبيه صالحا عليه السلام

    بالحجة عليهم لانه كان أخبرهم بتعجيل النقمة منه 3 على عقر الناقة ، ولو كان النبي صلى الله عليه آله أخبر بذلك لعجل لقاتليه 4 العذاب ، ولما أخر عنهم إلى يوم المآب ، ولو علم الله تعالى أن تعجيل العذاب لقاتل الحسين عليه السلام من اللطف

    في الدين [ 16 ظ ] مثل اللطف الذى كان في تعجيل العذاب لعاقرى 5 الناقة لعجله كتعجيل ذلك ، لكنه تعالى علم اختلاف الحالين في الخلق ، وتباين الفريقين في اللطف ، فدبر الجميع بحسب ما تقتضيه الحكمة من التدبير .

    وهذه أسئلة شديدة الضعف ، وشبهات ظاهرة الوهن والاضمحلال . والله نسأل 6 التوفيق في كل حال .



    * هامش *

    1 - حش : بالنعمة .
    2 - رض ، مل : لا يمتنع .
    3 - حش ، مل : منهم .

    4 - رض ، مل : لقاتله .
    5 - رض ، مل : لعاقر .
    6 - رض : نسأله . ( * )
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X