::: المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ :: تُوجّهُ بضَرورَةِ الاتّعَاظِ والالتفاتِ والاعتبارِ مِمّا نَمرُّ به وخاصةً مَوضوعة النَجَاةِ
من الهَلَكةِ والبلاءِ , وأنْ لا ننسى أنْ لا مُنجي ومُنقذ إلاّ اللهُ تعالى ,وكيفَ أنْ يتعاملَ الإنسانُ مع نفسِه , ومع التزاماتِه ,
ومع أخلاقياتِه ::
:: وتُؤكّدُ أنَّ القرآنَ الكريمَ يَضعُ المسؤوليةَ في الإضلالِ على عاتقِ الأفرادِ كما يضعُها على عاتقِ الأمّةِ جَمعاء ,
وأنَّ الإنسانَ إذا ما أنجاه اللهُ تعالى من الضرّ فلن يكونَ بمأمنٍ عنه في أيِّ حالٍ كان , فاللهُ مُمسِكٌ بالأمورِ كُلّها ::
:: وأوصتْ بأنْ لا ننسى المَجاهدينَ الغَيارى والذين يُقارعون الدواعشَ الظالمينَ , بالدعاءِ ,خاصةً ونحن في يومِ الجُمعَةِ الشريفِ ::.........:::::
:::: أكّدَتْ المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ فِي النَجَفِ الأشرَفِ ,اليَومَ , الجُمْعَةَ,الحَادِي عَشَر من ذِي القعدَة الحَرَام ,
1438 هِجرِي, المُوافِقَ , الرابع مِن آب ,2017م ,وعَلَى لِسَانِ , وَكيلِهَا الشَرعي , السيّد أحمد الصافي ,
خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ,:
:: إنَّ التعاملَ مع القرآنِ الكريمِ يَختلفُ باختلافِ المُعتَقِدِ به , ولكن وبنظرَةِ عَامَةٍ لكلِّ مَن يمتلكُ الموضوعيةَ عليه أنْ يتعاملَ
مع أغلبِ الآياتِ القرآنيةِ على أنّها قواعدٌ كُليةٌ , وهذه القواعدُ تَرسمُ لنا بعضَ النقاطِ المُهمةِ في حياةِ المُجتمعاتِ ,
ومُمكِنُ أنْ يَستفيدَ منها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي فضلاً عن الفقيه.::
:: وفي بعض الحالاتِ نرى أنَّ القرآنَ الكريمَ يتعاملُ معنا كأفرادٍ تارةً, وأخرى يتعاملَ معنا كأمّةٍ أو مُجتمعٍ
وهذا المُجتمعُ( الأمة) تكونُ المسؤوليةُ فيه مُلقَاة على عاتقِ الجميعِ ,ويُعبّرُ القرآنُ عنها بالأمةِ ويُحملها المَسؤوليةَ ,
قال تعالى:
((كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39))),الأعراف ,.
ولم يتحدث القرآنُ الكريمُ عن كُلِّ مَا دَخلَ واحدٌ لَعنَ أخاه مثلاً ,الذي دفعه إلى الضلالةِ والإضلالِ ,وإنّما القرآنُ الكريمُ
يُحمّلُ المَسؤوليةَ لكلِّ أمةٍ إذا شاركتْ أو ساهمتْ في حالةٍ من حالاتِ الإضلالِ::
وفي سورةِ الإسراءِ المباركةِ يَعرضُ حَالةً من حالاتِ عدمِ الوفاءِ للأفرادِ أو الأمةِ إذا ما مرّوا بشيءٍ ووصلوا فيه إلى حالةِ اليأسِ
وقد تشبثوا بِمَن ينقذهم ,وهو اللهُ تعالى , وهذه مُشكلةٌ وهي أنْ يرجع الإنسانُ إلى سالفِ عهده بعد النجاةِ من الهلكةِ والضرِّ::
:: قال اللهُ تعالى:
((وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69))), الإسراء,.
والبحرُ هنا هو عبارةٌ عن موردٍ للهلكةِ , وموردٍ للموتِ , ولا يُوجَدُ فيه مِن مَلجأٍ ومُنقذٍ إلاّ اللهُ تعالى ,
(( ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ )), ولا يُوجدُ مَن يُمكنُ أنْ يُنجيكم إلاّ اللهُ تعالى ,والإنسانُ بنداءِ فطرته يتداركُ نفسَه في مِثلِ
هذه المواردِ باللجوءِ إلى اللهِ تعالى للنجاةِ من الضرّ الذي يمسه ,::
:: ولا حظوا ألآن ما نَمرُّ به وتعالوا نُطبّقُ أشياءَ جزئيةً على هذا الإنسانِ, فإذا يمرضُ ويصلُ لحالةِ اليأسِ , نسمعُ منه الوعودَ ,
وما أنْ يتجاوزَ ذلك حتى يعودَ لسالفِ طبيعته في الإعراضِ عن اللهِ تعالى ,::
وكذا السياسي يقولُ إذا كنتُ أشغلَ الموقعَ الفلاني سأفعلُ كذا وكذا , وما أنْ يتبدلُ حالُه يعودُ لعهده السابقِ ::
::: إنَّ الإنسانَ واقعاً هو مُطوّقٌ ولا يَملكُ لنفسه نفعا ولا ضرّا ,والدليلُ على ذلك هو عدمُ امتلاكه القدرةَ على النجاةِ من الضرِّ
إلاّ باللهِ تعالى ,فهو المنقذُ الحقيقي ::
:: ولم يقل القرآنُ الكريمُ فلمّا نجوتُم , بل قال:فَلَمَّا نَجَّاكُمْ) فنسبَ النجاةَ الواقعيةَ والحقيقيةَ والوجوديةَ إلى اللهِ تعالى حصراً ::
:: ففاعلُ النجاةِ الحقيقي هو اللهُ تعالى لا غير ::
:: إنَّ مشكلةَ الإنسانِ حقيقةً هي في إعراضِه وكُفره بالنِعمَةِ نِعمةِ النجاةِ والأمانِ في موردها وظرفها ,فسرعانُ ما يَنسى ذلك
ويَعرضُ عنه مَليّا :((فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا)),
وكأنَّ الذي صدرَ منكم حالَ مسّ الضرّ لكم , كانَ مجردَ كلامٍ , وكأنَّ شيئاً لم يكن , بعدما كنتم تخافون أنْ يتخطّفكم الطيرُ ,::
:: في المِحنةِ تدعون يا إلهي لو أنجيتنا , واللهُ قد أنجاكم , وأنتم ألآن تعرضون عنه في حالةِ الأمانِ ,::
:: في هذه الآياتِ الشريفةِ يرشدنا القرآنُ الكريمُ إلى أنْ نتأملَ فيها , فيوجهنا كيفَ أنْ يتعاملَ الإنسانُ مع نفسِه , ومع التزاماتِه , ومع أخلاقياتِه , وهذا مقطعُ قُرآني تربوي قَيّمٌ::
:: إنَّ الناسَ تمرُّ عليهم حالاتٌ يكونون فيها تحتَ سلطانٍ جائرٍ , فيدعون اللهَ لو أنجيتنا , فينجيهم وفيما بعد يعرضون ؟::
ولذا قالَ القُرآنُ الكريمُ : (وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا) ,؟
:: إنَّ اللهَ تعالى لا يَعجَلَ لعجلةِ العبادِ , لأنّه لا يفوته شيءٌ منذ أنْ خَلقّ آدمَ وقابيلَ وهابيلَ وقد مَرّتْ الفراعنةٌ ,إلى ما شَاءَ سبحانه ::
((أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا)) .
:: وليسَ البرّ نهايةَ المَطافِ إذا ما نَجّى الإنسانَ ,ولا هو في مَأمنٍ فيه ,
مادام اللهُ تعالى مُمسكاً بالأمور كلّها ,بمعنى أيّها الإنسانُ إذا ما نجوتَ من الضرّ في البحرِ فلستَ بمأمنِ من اللهِ في البرِّ ,
فاللهُ قادرٌ على أنْ يعيدكم في البحرِ, ليمسّكم الضرُّ فيه ,,::
((أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا)),.
::: إنَّ القرآنَ الكريمَ يحذرُ كُلَّ مَن يَمرُّ بهذه الحالةِ من كفرِ النعمَةِ , السياسي والاقتصادي والمريضُ وغيرهم ::
:: أنتمُ باقون تحت مِرصادِ اللهِ تعالى في كُلِّ الأحوالِ , الهلكةِ , والنجاةِ , والأمانِ ::
________________________________________________
- تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
_______________________________________________
من الهَلَكةِ والبلاءِ , وأنْ لا ننسى أنْ لا مُنجي ومُنقذ إلاّ اللهُ تعالى ,وكيفَ أنْ يتعاملَ الإنسانُ مع نفسِه , ومع التزاماتِه ,
ومع أخلاقياتِه ::
:: وتُؤكّدُ أنَّ القرآنَ الكريمَ يَضعُ المسؤوليةَ في الإضلالِ على عاتقِ الأفرادِ كما يضعُها على عاتقِ الأمّةِ جَمعاء ,
وأنَّ الإنسانَ إذا ما أنجاه اللهُ تعالى من الضرّ فلن يكونَ بمأمنٍ عنه في أيِّ حالٍ كان , فاللهُ مُمسِكٌ بالأمورِ كُلّها ::
:: وأوصتْ بأنْ لا ننسى المَجاهدينَ الغَيارى والذين يُقارعون الدواعشَ الظالمينَ , بالدعاءِ ,خاصةً ونحن في يومِ الجُمعَةِ الشريفِ ::.........:::::
:::: أكّدَتْ المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ فِي النَجَفِ الأشرَفِ ,اليَومَ , الجُمْعَةَ,الحَادِي عَشَر من ذِي القعدَة الحَرَام ,
1438 هِجرِي, المُوافِقَ , الرابع مِن آب ,2017م ,وعَلَى لِسَانِ , وَكيلِهَا الشَرعي , السيّد أحمد الصافي ,
خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ,:
:: إنَّ التعاملَ مع القرآنِ الكريمِ يَختلفُ باختلافِ المُعتَقِدِ به , ولكن وبنظرَةِ عَامَةٍ لكلِّ مَن يمتلكُ الموضوعيةَ عليه أنْ يتعاملَ
مع أغلبِ الآياتِ القرآنيةِ على أنّها قواعدٌ كُليةٌ , وهذه القواعدُ تَرسمُ لنا بعضَ النقاطِ المُهمةِ في حياةِ المُجتمعاتِ ,
ومُمكِنُ أنْ يَستفيدَ منها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي فضلاً عن الفقيه.::
:: وفي بعض الحالاتِ نرى أنَّ القرآنَ الكريمَ يتعاملُ معنا كأفرادٍ تارةً, وأخرى يتعاملَ معنا كأمّةٍ أو مُجتمعٍ
وهذا المُجتمعُ( الأمة) تكونُ المسؤوليةُ فيه مُلقَاة على عاتقِ الجميعِ ,ويُعبّرُ القرآنُ عنها بالأمةِ ويُحملها المَسؤوليةَ ,
قال تعالى:
((كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39))),الأعراف ,.
ولم يتحدث القرآنُ الكريمُ عن كُلِّ مَا دَخلَ واحدٌ لَعنَ أخاه مثلاً ,الذي دفعه إلى الضلالةِ والإضلالِ ,وإنّما القرآنُ الكريمُ
يُحمّلُ المَسؤوليةَ لكلِّ أمةٍ إذا شاركتْ أو ساهمتْ في حالةٍ من حالاتِ الإضلالِ::
وفي سورةِ الإسراءِ المباركةِ يَعرضُ حَالةً من حالاتِ عدمِ الوفاءِ للأفرادِ أو الأمةِ إذا ما مرّوا بشيءٍ ووصلوا فيه إلى حالةِ اليأسِ
وقد تشبثوا بِمَن ينقذهم ,وهو اللهُ تعالى , وهذه مُشكلةٌ وهي أنْ يرجع الإنسانُ إلى سالفِ عهده بعد النجاةِ من الهلكةِ والضرِّ::
:: قال اللهُ تعالى:
((وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69))), الإسراء,.
والبحرُ هنا هو عبارةٌ عن موردٍ للهلكةِ , وموردٍ للموتِ , ولا يُوجَدُ فيه مِن مَلجأٍ ومُنقذٍ إلاّ اللهُ تعالى ,
(( ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ )), ولا يُوجدُ مَن يُمكنُ أنْ يُنجيكم إلاّ اللهُ تعالى ,والإنسانُ بنداءِ فطرته يتداركُ نفسَه في مِثلِ
هذه المواردِ باللجوءِ إلى اللهِ تعالى للنجاةِ من الضرّ الذي يمسه ,::
:: ولا حظوا ألآن ما نَمرُّ به وتعالوا نُطبّقُ أشياءَ جزئيةً على هذا الإنسانِ, فإذا يمرضُ ويصلُ لحالةِ اليأسِ , نسمعُ منه الوعودَ ,
وما أنْ يتجاوزَ ذلك حتى يعودَ لسالفِ طبيعته في الإعراضِ عن اللهِ تعالى ,::
وكذا السياسي يقولُ إذا كنتُ أشغلَ الموقعَ الفلاني سأفعلُ كذا وكذا , وما أنْ يتبدلُ حالُه يعودُ لعهده السابقِ ::
::: إنَّ الإنسانَ واقعاً هو مُطوّقٌ ولا يَملكُ لنفسه نفعا ولا ضرّا ,والدليلُ على ذلك هو عدمُ امتلاكه القدرةَ على النجاةِ من الضرِّ
إلاّ باللهِ تعالى ,فهو المنقذُ الحقيقي ::
:: ولم يقل القرآنُ الكريمُ فلمّا نجوتُم , بل قال:فَلَمَّا نَجَّاكُمْ) فنسبَ النجاةَ الواقعيةَ والحقيقيةَ والوجوديةَ إلى اللهِ تعالى حصراً ::
:: ففاعلُ النجاةِ الحقيقي هو اللهُ تعالى لا غير ::
:: إنَّ مشكلةَ الإنسانِ حقيقةً هي في إعراضِه وكُفره بالنِعمَةِ نِعمةِ النجاةِ والأمانِ في موردها وظرفها ,فسرعانُ ما يَنسى ذلك
ويَعرضُ عنه مَليّا :((فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا)),
وكأنَّ الذي صدرَ منكم حالَ مسّ الضرّ لكم , كانَ مجردَ كلامٍ , وكأنَّ شيئاً لم يكن , بعدما كنتم تخافون أنْ يتخطّفكم الطيرُ ,::
:: في المِحنةِ تدعون يا إلهي لو أنجيتنا , واللهُ قد أنجاكم , وأنتم ألآن تعرضون عنه في حالةِ الأمانِ ,::
:: في هذه الآياتِ الشريفةِ يرشدنا القرآنُ الكريمُ إلى أنْ نتأملَ فيها , فيوجهنا كيفَ أنْ يتعاملَ الإنسانُ مع نفسِه , ومع التزاماتِه , ومع أخلاقياتِه , وهذا مقطعُ قُرآني تربوي قَيّمٌ::
:: إنَّ الناسَ تمرُّ عليهم حالاتٌ يكونون فيها تحتَ سلطانٍ جائرٍ , فيدعون اللهَ لو أنجيتنا , فينجيهم وفيما بعد يعرضون ؟::
ولذا قالَ القُرآنُ الكريمُ : (وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا) ,؟
:: إنَّ اللهَ تعالى لا يَعجَلَ لعجلةِ العبادِ , لأنّه لا يفوته شيءٌ منذ أنْ خَلقّ آدمَ وقابيلَ وهابيلَ وقد مَرّتْ الفراعنةٌ ,إلى ما شَاءَ سبحانه ::
((أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا)) .
:: وليسَ البرّ نهايةَ المَطافِ إذا ما نَجّى الإنسانَ ,ولا هو في مَأمنٍ فيه ,
مادام اللهُ تعالى مُمسكاً بالأمور كلّها ,بمعنى أيّها الإنسانُ إذا ما نجوتَ من الضرّ في البحرِ فلستَ بمأمنِ من اللهِ في البرِّ ,
فاللهُ قادرٌ على أنْ يعيدكم في البحرِ, ليمسّكم الضرُّ فيه ,,::
((أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا)),.
::: إنَّ القرآنَ الكريمَ يحذرُ كُلَّ مَن يَمرُّ بهذه الحالةِ من كفرِ النعمَةِ , السياسي والاقتصادي والمريضُ وغيرهم ::
:: أنتمُ باقون تحت مِرصادِ اللهِ تعالى في كُلِّ الأحوالِ , الهلكةِ , والنجاةِ , والأمانِ ::
________________________________________________
- تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
_______________________________________________
تعليق