إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا يستفيد الإنسان من الشرور؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا يستفيد الإنسان من الشرور؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين



    «أنتولفدو» كان ملحدًا في النصف الأول من القرن العشرين، وأصبح في النصف الثاني من القرن العشرين من المؤمنين، رجع من إلحاده إلى إيمانه، هو يجيب عن هذا السؤال، يقول: الشرور إيجابية لأنها تستفز قدرة الإنسان، كيف؟ تستفز قدرة الإنسان المادية، الإنسان لما عرف أن هناك زلازلًا وبراكين تطوّر عقله لكي يخترع ما يحميه من الزلازل والبراكين، لما عرف أن هناك أمراضًا مزمنة وأوبئة منتشرة تطور عقله وعلمه لكي يخترع الأدوية التي تنجيه من هذه الأمراض والأوبئة المنتشرة، إذن الشرور استفزت قدرة الإنسان، واستفزت عقل الإنسان لكي يعطي ويبدع، ومن هنا كانت الشرور إيجابية.
    أيضًا الشرور تستفز القدرة الاجتماعية لدى الإنسان، الإنسان عندما يرى مصابين، فقراء، مرضى، ضعفاء، هذه الرؤية تستفز روحه الاجتماعية لكي يعطي ويقدّم ويبذل، لولا وجود الفقراء والمرضى والضعفاء لما كانت عند الإنسان روح إيجابية للعطاء والبذل والنفقة، إذن هذه الشرور إيجابية، استفزت الروح الاجتماعية لدى الإنسان.
    والشرور أيضًا استفزت القدرة النفسية لدى الإنسان، الشرور تعلّم الإنسان على الصبر وقوّة الإرادة، ولهذا ترى الناس الذين يعيشون دائمًا في نعيم ليست عندهم إرادة، الذي يعيش حياة مترفة منعمة لا يستطيع أن يتحمل ألم إبرة، لا يستطيع أن يتحمل وخز بعوضة لثوانٍ معدودة، الشرور تصنع الإنسان، الكوارث تصنع الإنسان، تولّد من الإنسان بطلًا، تولّد من الإنسان صاحب إرادة حديدية قوية، ولذلك قال تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾، وقال:﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.
    الكوارث تصنع الأبطال، انظر إلى معركة كربلاء، صنعت أبطالًا، نحن لا نتحدث عن أهل البيت، بل غير أهل البيت، أنصار الحسين، هذه المعركة صنعت منهم أبطالًا على مدى التاريخ، هذه المعركة استفزت قدراتهم الروحية وطاقاتهم الإيمانية، فسجّلوا أروع الصور يوم كربلاء، وسجّلوا أروع المثل في الصبر والإرادة والإباء والعزة يوم كربلاء، تعلموا من الحسين هذه الدروس البطولية، حتى الأطفال منهم سجّلوا أروع المواقف، صنعتهم هذه الأحداث أبطالًا عظامًا يطأطئ لهم التاريخ إجلالًا واحترامًا، وإن كانت الواقعة مأساة عظيمة، لكن هذه الواقعة أظهرت لنا من هي زينب، زينب امرأة عظيمة، امرأة عالمة غير معلمة، لكن لولا حادثة كربلاء ما عرف التاريخ زينب، لولا حادثة كربلاء ما عرف التاريخ بطولة زينب وعظمة زينب.


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X