بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
لا شيء يدفع النفس إلى الصراع على الدنيا وشهواتها أكثر من طول أملها ونسيانها الموت, ولا شيء يغفل عنه المنهمك في الدنيا المنكب على غرورها المحب لشهواتها مثل غفلته عن الموت, فلا يذكره, وإذا ذكر به كرهه ونفر منه, أولئك هم الذين قال الله فيهم: "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" [الجمعة:8].
ولذلك كان مما تعالج به النفس تذكر الموت الذي هو أثر القهر الإلهي, وقصر الأمل الذي هو أثر عن تذكر الموت.
وبقدر ما يقصر الأمل ويتذكر الإنسان الموت يكون قيامه بحقوق الله أكثر ويكون الإخلاص في عمله أتم, ولا يظنن ظان أن قصر الأمل يحول دون إعمار الدنيا, فالأمر ليس كذلك, بل عمارة الدنيا إنما هي مع قصر الأمل؛ لأن فيه القيام بحق الله تعالى وتطبيق أوامره, وذلك هو عمارتها.
إن قصر الأمل وتذكر الموت ينقلان الإنسان من قلب معلق بالدنيا إلى قلب متجاف عن الدنيا، مقبل إلى الآخرة, ومن هنا يأخذ ذكر الموت وقصر الأمل أهميتهما كوسيلة من وسائل تزكية النفس وطهارة القلب.
والحق أنه ينبغي على كل إنسان يريد أن يطهر قلبه الاهتمام بذكر الموت وقصر الأمل, وينبغي أن يكون ذكر الموت وقصر الأمل من أوائل المفاهيم التي يتربى عليها قلبه بعد توحيد الله والقيام بحقوق العبودية.
* * موت قريب:
إن الموت قريب من كل إنسان كقرب شريانه الدموي, ولكل نفس أجل وهو أجل محتوم وغير مرتبط بعمر ولا صحة ولا حال, فقد يموت الصغير كما يموت الكبير وقد يموت الصحيح كما يموت السقيم, قال سبحانه: "فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ" [الأعراف: 34], فالله سبحانه قضى الموت على كل نفس فقال سبحانه: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْت" [آل عمران: 185],
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
لا شيء يدفع النفس إلى الصراع على الدنيا وشهواتها أكثر من طول أملها ونسيانها الموت, ولا شيء يغفل عنه المنهمك في الدنيا المنكب على غرورها المحب لشهواتها مثل غفلته عن الموت, فلا يذكره, وإذا ذكر به كرهه ونفر منه, أولئك هم الذين قال الله فيهم: "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" [الجمعة:8].
ولذلك كان مما تعالج به النفس تذكر الموت الذي هو أثر القهر الإلهي, وقصر الأمل الذي هو أثر عن تذكر الموت.
وبقدر ما يقصر الأمل ويتذكر الإنسان الموت يكون قيامه بحقوق الله أكثر ويكون الإخلاص في عمله أتم, ولا يظنن ظان أن قصر الأمل يحول دون إعمار الدنيا, فالأمر ليس كذلك, بل عمارة الدنيا إنما هي مع قصر الأمل؛ لأن فيه القيام بحق الله تعالى وتطبيق أوامره, وذلك هو عمارتها.
إن قصر الأمل وتذكر الموت ينقلان الإنسان من قلب معلق بالدنيا إلى قلب متجاف عن الدنيا، مقبل إلى الآخرة, ومن هنا يأخذ ذكر الموت وقصر الأمل أهميتهما كوسيلة من وسائل تزكية النفس وطهارة القلب.
والحق أنه ينبغي على كل إنسان يريد أن يطهر قلبه الاهتمام بذكر الموت وقصر الأمل, وينبغي أن يكون ذكر الموت وقصر الأمل من أوائل المفاهيم التي يتربى عليها قلبه بعد توحيد الله والقيام بحقوق العبودية.
* * موت قريب:
إن الموت قريب من كل إنسان كقرب شريانه الدموي, ولكل نفس أجل وهو أجل محتوم وغير مرتبط بعمر ولا صحة ولا حال, فقد يموت الصغير كما يموت الكبير وقد يموت الصحيح كما يموت السقيم, قال سبحانه: "فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ" [الأعراف: 34], فالله سبحانه قضى الموت على كل نفس فقال سبحانه: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْت" [آل عمران: 185],