إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

:ونَبْقَى مَع إمَامِنَا أميرِ المُؤمنين ,عَليٍّ ,ع, مُوجِّهَاً ومُعلِّماومُربيا:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • :ونَبْقَى مَع إمَامِنَا أميرِ المُؤمنين ,عَليٍّ ,ع, مُوجِّهَاً ومُعلِّماومُربيا:

    ::ونَبْقَى مَع إمَامِنَا أميرِ المُؤمنين ,عَليٍّ ,عَليه السَلامُ, مُوجِّهَاً ومُعلِّمَاً ونَاصِحَاً ومُرَبيّا::
    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::

    :: إنَّ أميرَ المُؤمنين , عَليه السَلامُ, وفي مَقامِ النُصْحِ والتَوجيهِ لنا , يُرَكِّزُ على مَجموعةٍ مِن التوجيهاتِ ,

    والتي تُشكّلُ لنا مَنظومةً تربويةً وأخلاقيةً, قيّمَةً جِداً, تَجمعُ بين القرآنِ الكريمِ قصداً وغرضاً والسنّةِ المُطهرَةِ طَريقَا ,::

    :: وقد اهتمَ , عَليه السلامُ , اهتماماً كبيراً بتربيةِ شَخصِ الإنسانِ عَلى نحو الفرديةِ , وذلك لأنّا إذا حصّلنا
    على إنسانٍ مُتربي فلا شَكّ سَنحصَلُ على مُجتمعٍ فاضلٍ وصَالحٍ::

    :: إنَّ المُجتمعَ بطبيعته يَمرَّ بحالةِ البناءِ , ولا بَدّ منها واقعاً , وعلى الفردِ فيه أنْ يَلجأَ إلى اللهِ تعالى مُصِلحَاً ذاته ونفَسه وشخصه ::

    :: وكثيرٌ من التكاليفِ الإلهيّةِ تجري علينا كأفرادٍ , وهو ما يُعبّرُ عنه فقهاً بالواجباتِ العينيّةِ كالصلاةِ والصَومِ والحجِ بشرِط الاستطاعةِ ,وغيرها,

    وفي مُقابل ذلك تُوجَدُ واجباتٌ كفائيةٌ – اجتماعيةٌ – قد تَسقطُ بقيامِ بعضِ الأفرادِ بها امتثالاً ,كالأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر ,::

    :: إنَّ مجموعةً مِن المنظوماتِ الأخلاقيّةِ غير الواجبةِ إنما تنمو بالتدريبِ الأخلاقي والعملي سُلُوكَاً ومَنهَجَا تدرجاً في مَقامِ الرِقِّي ,:

    :وأميرُ المؤمنين , عليه السلامُ , قد بيّن ذلك في توجيهاتِه القيميِّة ,بِمَا مُلَخَصُه مَعنىً ودلالةً –

    أنَّ الإنسانَ غالباً ما يُفتّشُ عن عيوبِ الناسِ ,
    صِدقَاً أو كذباً , ويغفلَ عن عيوبِ نفسه , ويَتخذُ من ذلك تفكّهاً وتَسليةً
    , وهَدراً للوقتِ فيها , وإذا ما بقي على هذه الحالةِ فسوفَ يَجني على نفِسه,
    ويأخذُ بيده إلى الهاويةِ :

    :: إنَّ مسألةَ التوبةِ مَفتوحةٌ ولم تُغلَق إلى أنْ تبلغَ الروحُ التراقيَ , والإنسانُ إذا لم يَتوب مِن ذلك فوراً

    ويَقلعُ عن تتبعِ عِيوبِ غيره فلن يستطيعَ أنْ يتوبَ منها بَعدَ سنينٍ ,وسَيَجِدُ صُعوبةً في ذلك , بخلافِ مَن يتداركُ ذلك
    مِن قريب::

    قَاَلَ : أميرُ المُؤمنين , عَليه السَلامُ:

    (يا عَبْدَ اللَّه لَا تَعْجَلْ فِي عَيْبِ أَحَدٍ بِذَنْبِه - فَلَعَلَّه مَغْفُورٌ لَه ولَا تَأْمَنْ عَلَى نَفْسِكَ صَغِيرَ مَعْصِيَةٍ - فَلَعَلَّكَ مُعَذَّبٌ عَلَيْه - فَلْيَكْفُفْ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ عَيْبَ غَيْرِه لِمَا يَعْلَمُ مِنْ عَيْبِ نَفْسِه - ولْيَكُنِ الشُّكْرُ شَاغِلًا لَه عَلَى مُعَافَاتِه مِمَّا ابْتُلِيَ بِه غَيْرُه)

    : نَهجُ البلاغةِ , ت, د , صَبحي الصَالِح, ص 187,:

    :: ليس العيبُ ذنباً بالضرورةِ فقد يكونُ نقصاً في أصلِ الخِلْقَةِ أو زيادةً ,

    وهذا أمر معروفٌ , ولكن الذنبَ هو العَيبُ , بمعنى أنْ تَعصيَ اللهَ تعالى وتستصغرَ المَعاصي المُحرّمَةَ ,
    وتَهتكَ قَدَرَ الخَالقِ وربوبيته ,:

    :: وهناكَ ثَمَة َخيارٍ مَعروفٍ عند الفقهاءِ في بابِ المُعاملاتِ , وهو ما يُسمى بخيارِ العيبِ , في عمليةِ البيع
    ينبغي أنْ يكونَ المَبيعُ صحيحاً وخالياً من العيبِ , حتى إذا وجدَ المشتري فيه عيبا حَقّ له فسخه ,
    وهذا هو الوضعُ الطبيعي :

    : ولكن في علاقتِنا مع اللهِ تعالى يكونُ العيبُ وهو الذنبُ حقيقةً خلافَ الوضعِ الطبيعي ,
    لأنَّ اللهِ تعالى واجبُ الطاعةِ ولا ينبغي معصيته ,وهو الخالقُ والمالكُ والسَيّدُ الحقيقي لنا ونحن عبيده ,
    فكيف نَعصيه وهو جبارٌ السمواتِ والأرضِ ,::

    :: إنّ مِن الوضعِ الطبيعي أنْ نعملَ وفقَ ما أرادَ اللهُ تعالى لنا ,فإنْ خرجنا من ذلك فهذا هو العيبُ الواقعي::
    :إنَّ مِن مشاكلنا وهي أخطرُ الأشياءِ أنْ نتعودَ على العيبِ بطريقةٍ ثم لا نعتبرها عَيبا ,
    فبعضُ الذنوبِ وهي عَيبٌ صَارَتْ سائغةً فينا ,ونتعاملُ معها بازدواجيّةٍ ::

    : وكما في قضية الكَذبِ واستسهاله وهو مُشكلةُ تُبتلى بها المُجتمعاتُ ,وكذلك بقية الانحرافاتِ كالرشوةِ وتعاطيها
    دون تعيبٍ منها أو تحريمٍ ,
    حتى باتَ التعاملُ مع المُرتشي وكأنّه لم يفعل شيئا أو لم تمتلأ بطنه مِن الحرامِ ,ليلَ نهارٍ::

    : وتقعُ على الأسرَةِ والتعليمِ والمَدارسِ مَسؤوليةٌ كبيرةٌ في تحقيقِ التربيةِ الصالحةِ والصحيحةِ ,

    والتي تنتجُ للمُجتمعِ أناساً يتنفرونَ من العيوبِ والذنوبِ ,
    وهذا ما يحتاجٌ إلى عملٍ جماعي , ولا يكفي له مِنبرٌ واحدٌ ::

    :: إنَّ مصطلحَ العيبِ بدأ يتلاشى مِن المُجتمعِ وأصبحَ أمراً طبيعياً وهو خلافُ الواقعِ ,::

    :: إلى اللهِ مرجعنا جميعاً اليومَ أو غداً وإنَّ كثيراً مِن مَشاكلنا إنما وقعتْ بسببِ ابتعادنا عن اللهِ تعالى,
    فكلما ابتعدنا عن اللهِ كلما زادتْ مشاكلُنا ,وإنَّ ابتعادنا قد أوقعنا في متاهاتٍ ::

    :: لا ينبغي بنا أنْ نستصغرَ الذنوبَ وعلينا أنْ ننظرَ إلى مَن نعصي ,وألطافه بنا ؟

    ومن قالَ أنَّ الشفيعَ سيتدخل إنْ كانتْ نياتنا هي الوثوبَ على محارمِ اللهِ تعالى ,::

    :: مِن حَقِّ اللهِ علينا أنْ نشكرَه على نِعَمِه علينا , وأن يكونَ شُكرُه شاغلَنا عن غيره في معافاتنا , ورحمته بنا,

    ولننظرَ بدقةٍ إلى فلسفةِ الشكر وحالةَ التوازنِ فيها , وقد ذَكرَ الإمامُ زينُ العابدين , عَليُ بن الحُسَين ,عليه السلامُ, مناجاةً كاملةً
    في الشكرِ , وتراتيله لله تعالى , في صحيفته السجّاديّةِ الشريفةِ ,

    فكلما شكرنا اللهَ تعالى شَعرنا بالعجزِ عن شكرِه , وشُكرُه يحتاجُ إلى شكرٍ,

    وهو المُنعمُ الحقيقي علينا وبنا::

    :: وخِتَامَاً إنَّ أميرَ المُؤمنين , عليه السلامُ , هو عبارةٌ عن قرآنٍ كريمٍ وقيّم ومُوجّهٍ وهادٍ ,

    فإذا ما اهتمَمنا بِمَا يقولُه فنجاتُنا مكفولةٌ به لا مَحالةَ :::

    _________________________________________________

    :: مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ,والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمَد الصَافِي , دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ الشَريفةِ
    في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليومَ , الخَامِس والعشرين مِن ذي القعدةِ الحَرَام ,1438 هجري,
    الثامِن عَشَر مِن آب ,2017 م.::
    ________________________________________________

    - تَقريرُ وتَخريجُ – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ – بتَصَرفٍ مني :

    :: كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ ::
    _______________________________________________
    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 19-08-2017, 07:08 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X