إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(الانصاف في المعاملة والمواساه بالشدة) محور يوم غدا من صباح الكفيل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (الانصاف في المعاملة والمواساه بالشدة) محور يوم غدا من صباح الكفيل

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    عظم الله اجورنا واجوركم

    غدا
    ستكونون مع البرنامج اليومي الصباحي
    (صباح الكفيل)
    وحلقة خاصة باستشهاد الامام الجواد علية السلام

    إعداد وتقديم
    أفياء الحسيني وبلسم الربيعي

    إخراج
    رؤى جميل

    الذي يأتيكم يومياً من الاحد الى الاربعاء
    الثامنة والنصف صباحاً

    ومواضيع فقرات يوم غد هي:
    يا ابن من وفدوا على الموت
    نتعرف حياته التي كانت تشابة حياه الانبياء والمرسلين

    من صباح بغداد
    وصايا واقوال الامام الجواد علية السلام

    خصال المودة
    فقرة المحور
    (الانصاف في المعاملة والمواساه بالشدة)

    شاركينا في حملتنا للصلاه المحمدية المباركة التي سنهدي ثوابها الى روح الامام وباب المراد محمد بن علي الجواد علية السلام في ذكرى شهادته وذلك بنية نيل شفاعته علية السلام في قضاء حوائجنا وتفريج همومنا به
    ببركة الصلاة على محمد و
    آل محمد

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    ننتظر طيب المشاركة


    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة فدك فاطمة; الساعة 21-08-2017, 01:34 PM.

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    عظم الله لكم الأجر واحسن الله لكم العزاء بفاجعة باب المراد سيدي ومولاي الامام الجواد عليه وعلى ابائه افضل التحية السلام
    ************************************************** *******************
    عندما رحل الإمام الرضا عن هذه الدنيا أطبقت الحيرة على غالبية الشيعة وأخذهم الذهول فمن هو الإمام الذي سيرجعون إليه؟
    على الرغم أنهم سمعوا تكريم الرضا لابنه الجواد ولكن الجواد ما يزال في سن السابعة أو الثامنة من عمره فهو صبي على كل حال في نظر الناس ولم تمر الحالة الشيعية بمثل هذا المنعطف الخطير بل لم تمر الأمة الإسلامية بمثل هذا الأمتحان فكيف ستنصاع رجالات الأمة وأفذاذها وعلماؤها لصبي صغير لاسيما أن مثل هذه الحالة لم تكن مألوفة في الأوساط العربية على الخصوص.
    إن الذي مرت به هذه الأمة كالذي حدث في بني إسرائيل عندما بعث الله تعالى إليهم عيسى بن مريم يكلمهم في المهد وكما بعث إليهم يحيى فأعطاه الحكم والكتاب وهو صبي (وآتيناه الحكم صبيا) فافترقت بنو إسرائيل في عيسى فرقا منهم من آمن به ومنهم من كذبه وكان السبب في مطاردته وبعضهم غالى فيه وهكذا الحال في يحيى والأمر نفسه حصل في إمامنا الجواد عليه السلام.
    فالمسلمون لأول مرة يمرون بهذا الوضع، فإن أغلبهم لم يتصور أن يكون حجة الله صبيا فاجتمع كبار الشيعة منم الريان بن الصلت ويونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى وآخرون وخاضوا في الكلام حول المأزق الذي يمرون به حتى بكى بعضهم لشدة الحيرة.
    فقال يونس: دعوا البكاء حتى يكبر هذا الصبي.
    فقال الريان بن الصلت: إن كان أمر من الله جل وعلا فابن يومين مثل ابن مائة سنة وإن لم يكن من عند الله فلو عمر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة أو بعضه وهذا مما ينبغي أن ينظر فيه.
    ((علم الإمام الجواد عليه السلام))
    إن الشيء الملفت للنظر هو كثرة الأسئلة التي وجهت إلى الإمام الجواد في فترة حياته القصيرة.
    وكان الإمام يجيب عن المئات من الأسئلة في اليوم الواحد وكانت هذه الأسئلة تنطلق من حب معرفة الإمام وامتحانه وحاول المخالفون أن يسخروا من إمامنا الجواد لأنه صبي فجالسه كبراء علمائهم وناظروه على مختلف الأصعدة فرأوا بحرا لا ينفد وعطاء علميا لا ينضب.
    فقد روي أن الإمام الجواد صعد المنبر في مسجد النبي صلى الله عليه وآله بعد رحيل والده فقال:أنا محمد بن علي الرضا أنا الجواد أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون إليه علم منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين وبعد فناء السماوات والأرضين ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشك لقلت قولا تعجب منه الأولون والآخرون.
    ((حضوره إلى والده الرضا وعودته في نفس اليلة))
    ومن معاجز الإمام الجواد عليه السلام هو حضوره من المدينة إلى خراسان بطرفة عين ليحضر مراسم وفاة والده العظيم.
    يقول أبو الصلت الهروي وكان خادما للإمام الرضا:
    عندما تناول الإمام الرضا السم دخلت معه إلى البيت وأمرني أن اغلق الباب فغلقته وعدت إلى وسط الدار فرأيت غلاما عليه وفرة ظننته ابن الرضا ولم أك قد رأيته من قبل ذلك فجلس مع الرضا مدة تناجيا فيها ثم ضمه إلى صدره بعدها تمدد الإمام الرضا على السرير وغطاه ابنه محمد بالرداء وقال:يا أبا الصلت: عظم الله أجرك في الرضا فقد مضى فبكيت قال:لا تبك هات الماء لنقوم في تغسيله ثم أمرني بالخروج فقام بتغسيله وحده وكفنه وحنطه إلى أن قام الإمام بجميع مراسيم الوفاة ثم عاد في نفس تلك الليلة إلى المدينة.
    ((الشهادة المفجعة))
    لا يخفى أن المأمون لما إستدعى الإمام الجواد عليه السلام بعد وفاة أبيه الى بغداد وزوجه إبنته مكث الإمام ببغداد مدة فضاق صدره من سوء معاملة المأمون فاستأذنه في الذهاب الى الحج وتوجه الى حج بيت الله الحرام ومن هناك عاد الى مدينة جدّه ويبقي هناك الى أن مات المأمون وأغتصب الخلافة بعد أخوه المعتصم وكان ذلك في السابع عشر من شهر رجب سنة 218هـ.
    ((المعتصم العباسي وإحضار الإمام))
    فلما إستوى المعتصم على الملك وسمع فضائل ومناقب الإمام الجواد عليه السلام وبلغه غزارة علمه اضطرمت نار الحسد في قلبه وصمم على القضاء على الإمام فاستدعاه الى بغداد فلما توجه الإمام الى بغداد جعل وصيّه وخليفته إبنه علي النقي عليه السلام ونص على إمامته عند كبار الشيعة وثقات الأصحاب وسلّم إليه كتب العلوم الإلهية والأسلحة التي كانت للنبي صلى الله عليه وآله وسائر الأنبياء عليهم السلام.
    ثم ودع الإمام أهله وولده وترك حرم جدّه صلى الله عليه وآله وذهب الى بغداد بقلب حزين ودخلها يوم الثامن والعشرين من شهر محرم سنة 220هـ، وقتله المعتصم في أواخر هذه السنة بالسمّ.
    ((قصة الشهادة))
    وأما كيفية شهادته عليه السلام فقد وقع الخلاف فيها لكنّ الأشهر إن زوجته أم الفضل بنت المأمون سمّته بعد تحريض عمّها المعتصم لأنها كانت تضمر العداء والبغض للإمام لميله عليه السلام لأم الإمام علي النقي عليه السلام دونها فكانت دائمة الشكاية منه عند أبيها وهو لا يستمع إليها وقد عزم بعد أن قتل الإمام الرضا عليه السلام على ترك أذى أهل بيت الرسالة عليهم السلام وعدم التعرض لهم للحفاظ على الملك.
    ((معجزة الإمام))
    وقد جاءت أم الفضل الى المأمون يوماً تشكو الجواد عليه السلام وأنه عليه السلام تزوج إمرأة من أولاد عمّار بن ياسر وكان المأمون آنذاك سكران لا يعقل، فغضب وأخذ السيف وجاء الى بيت الإمام وبدأ يضربه بالسيف حتى ظنَّ الحاضرون أن المأمون قد قطّعه إرباً إربا فلما أصبحوا رأوا الإمام سالماً ليس عليه أثر للجراح.
    نقل عن كتاب عيون المعجزات أنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر عليه السلام وأشار على إبنة المأمون زوجته بأن تسمّه لأنه وقف على إنحرافها عن أبي جعفر عليه السلام وشدّة غيرتها عليه...فأجابته الى ذلك وجعلت سمّاً في عنب رازقي ووضعته بين يديه. فلما أكل منه ندمت وجعلت تبكي، فقال: ما بكاؤك؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر وبلاء لا ينستر.
    فماتت بعلة في أغمض موضع من جوارحها صارت ناسوراً فأنفقت مالها وجميع ما ملكته على تلك العلة حتى إحتاجت إلى الإستعانة وروي أن الناسور كان في فرجها.
    ((جزاء عدو الله))
    وروى المسعودي في إثبات الوصية ما يقرب من هذا إلا أنه ذكر أن المعتصم وجعفر بن المأمون حرصا كل الحرص على قتل الإمام عليه السلام وتردّى جعفر في بئر وكان سكراناً فأُخرج ميتاً.
    ((الإستدعاء من المدينة))
    قال العلامة المجلسي رحمه الله في جلاء العيون: لما بويع المعتصم جعل يتفقد أحواله عليه السلام فكتب الى عبد الملك الزيات (والى المدينة) أن ينفذ إليه التقي عليه السلام وأم الفضل فأنفذ الزيات علي بن اليقطين فتجهز وخرج الى بغداد فأكرمه وعظمه وأنفذ أشناس (خادمة) بالتحف إليه والى أم الفضل.
    ثم أنفذ إليه شراب بن حمّاض الأترج تحت ختمة على يدي أشناس فقال: إن أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي داوُد وسعيد بن الخضيب وجماعة من المعروفين ويأمرك أن تشرب منه بماء الثلج، وصنع في الحال، فقال: أشربه بالليل، فقال: إنه ينفع بارداً وقد ذاب الثلج وأصرَّ على ذلك (بعد ان إمتنع الإمام عن شربه في بداية الأمر) فشربه عليه السلام عالماً بفعلهم.
    ((الإمام وإبن أبي داوُد))
    روى الشيخ العياشي عن زرقان صاحب إبن أبي داوُد وصديقه بشدّة أنه قال: رجع بن أبي داوُد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم فقلت له في ذلك فقال: وددت اليوم أني قدمت منذ عشرين سنة قال: قلت له ولِمَ ذاك؟
    قال: لِما كان من هذا الأسود! أبا جعفر محمد بن عليّ بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم قال: قلت له: وكيف كان ذلك؟ قال: انّ سارقاً أقر على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد بن علي فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع؟ قال: فقلت: من الكرسوع.
    قال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قلت: لأن اليد هي الأصابع والكف الى الكرسوع لقول الله في التيمم(فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) سورة المائدة:6 وأتفق معي على ذلك قوم.
    وقال آخرون بل يجب القطع من المرفق قال: وما الدليل على ذلك؟ قالوا: لأن الله لما قال(وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ) سورة المائدة:6 في الغسل دلّ ذلك على أن حد اليد هو المرفق.
    قال: فألتفت الى محمد بن علي عليه السلام فقال: ماذا تقول في هذا يا أبا جعفر؟ فقال: قد تكلم القوم فيه يا امير المؤمنين قال: دعني مما تكلّموا به أيّ شيء عندك؟ قال: إعفني عن هذا يا امير المؤمنين قال: أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه.
    فقال: اما إذا أقسمت عليّ بالله اني أقول: أنهم أخطأوا فيه السنّة فإن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف، قال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول الله صلى الله عليه وآله:السجود على سبعة أعضاء الوجه واليدين والركبتين والرجلين فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها وقال تبارك وتعالى(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ) سورة الجن: 18 يعني هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها(فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) سورة الجن: 18 وما كان لله لم يقطع.
    قال: فاعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف قال: بن ابي داوُد: قامت قيامتي وتمنيت أني لم أك حيّاً.
    حسد الأعداء:
    قال زرقان: إن بن أبي داوُد قال: صرت الى المعتصم بعد ثلاثة فقلت إنَّ نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة وأنا أكلمه بما أعلم أني أدخل به النار قال: وما هو؟
    قلت: إذا جمع امير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته وعلمائهم لأمر واقع من أمور الدين فسألهم عن الحكم فيه فأخبره بما عندهم من الحكم في ذلك وقد حضر في مجلسه أهل بيته وقواده ووزراؤه وكتّابه وقد تسامع الناس ذلك من وراء بابه ثم يترك أقاويلهم كلهم لقول رجل يقول شطر هذه الأمة بإمامته ويدّعون أنه أولى منه بمقامه ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء؟!
    قال: فتغيّر لونه وأنتبه لما نبهته له وقال: جزاك الله عن نصيحتك خيراً.
    ((الجريمة النكراء))
    قال: فأمر يوم الرابع فلاناً من كتّاب وزرائه بأن يدعوه الى منزله فدعاه فأبى أن يجيبه وقال: قد علمت أني لا أحضر مجالسكم فقال: إنيّ إنما أدعوك الى الطعام واحب لأن تطأ ثيابي وتدخل منزلي فأتبرك بذلك فقد أحبّ (فلان بن فلان) من وزراء الخليفة لقاءك.
    فصار إليه فلما طعم منه أحس بالسمّ، فدعا بدابته فسأله رب المنزل أن يقيم قال: خروجي من دارك خير لك فلم يزل ذلك وليله في خِلقه حتى قبض عليه السلام. ثم غُسل وكُفِّن ودفن عليه السلام في مقابر قريش خلف رأس جده موسى الكاظم عليه السلام وصلى عليه ظاهراً الواثق بالله ولكن الحقيقة هي أن الإمام علي النقي جاء من المدينة بطيّ الأرض وتولى أمر تجهيزه وتكفينه والصلاة عليه.
    ((الإمام الهادي يتنبأ بالشهادة))
    وروي في كتاب بصائر الدرجات عن رجل كان رضيع ابي جعفر عليه السلام قال: بينما أبو الحسن الهادي عليه السلام جالس مع مؤدب له يكنى أبا زكريا وأبو جعفر عليه السلام عندنا أنه ببغداد وأبو الحسن يقرأ من اللوح الى مؤدبه إذ بكى بكاءً شديداً سأله المؤدب ما بكاؤك؟ فلم يجبه.
    فقال: إئذن لي بالدخول فأذن له فأرتفع الصياح والبكاء من منزله ثم خرج إلينا فسألنا عن البكاء فقال: إنَّ أبي قد توفي الساعة، فقلنا: بما علمت؟ قال: فأدخلني من إجلال الله ما لم أكن أعرفه قبل ذلك فعلمت أنه قد مضى فتعرّفنا ذلك الوقت من اليوم والشهر فإذا هو قد مضى في ذلك الوقت.
    ووقع الخلاف في تاريخ إستشهاد الإمام الجواد عليه السلام والأشهر انه قد أستشهد في آخر ذي القعدة سنة220هـ وقيل في اليوم السادس من ذي الحجة وكان هذا بعد سنتين ونصف من موت المأمون كما قال الإمام نفسه: الفرج بعد المأمون بثلاثين شهراً.

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صل على محمد وال محمد
      ***************************
      ((نسبه الشّريف عليه السّلام))
      هو الإمام محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصّادق بن مُحمّد الباقر بن عليّ السّجاد بن الحُسين سيّد الشّهداء بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام.
      أمه عليه السلام
      أمّه أم ولد يقال لها سبيكة نوبية.
      وقيل: سكينة المريسية.
      وقيل: إن اسمها كان خيزران.
      وروي أنها كانت من أهل بيت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله.
      تاريخ مولده عليه السلام
      ولد (عليه السلام) في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومئة لسبع عشر ليلة مضت من الشهر
      الكافي:ولد في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة وقبض سنة عشرين ومائتين في آخر ذي القعدة وهو ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وثمانية عشر يوما... .
      روضة الواعظين: ولد بالمدينة ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ويقال للنصف من شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة .
      الإرشاد: كان مولده في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة ... .
      ((كناه وألقابه عليه السلام))
      الإرشاد: وكان منعوتا بالمنتجب والمرتضى.
      1 ـ كناه عليه السلام
      أبو جعفر: وهي كنية جده الباقر(عليه السلام) وللتمييز بينهما يكنّى بأبي جعفر الثاني وأضاف في دلائل الإمامة كنية ثانية له هي: أبو علي الخاص وفسّر المتأخرون هذه العبارة بأنّ له كنية خاصة هي: أبو علي وليست كنيته هي (أبو علي الخاص) كما يبدو للناظر في عبارة دلائل الإمامة.
      ((ألقابه عليه السلام))
      أمّا ألقابه الكريمة فهي تدل على معالم شخصيته العظيمة وسمو ذاته وهي:
      1 ـ الجواد: لُقب به لكثرة ما أسداه من الخير والبر والاحسان الى الناس.
      2 ـ التقي: لقب به لأنه اتّقى الله وأناب اليه، واعتصم به ولم يستجب لأي داع من دواعي الهوى.
      3 ـ المرتضى.
      4 ـ القانع.
      5 ـ الرضي.
      6 ـ المختار.
      7 ـ باب المراد.
      8 - المنتجب.
      ((نقش خاتمه عليه السلام))
      نقش خاتمه عليه السلام: العزّة لله.
      ((أولاده عليه السلام))
      الإرشاد:وخلف من الولد عليا ابنه الامام من بعده وموسى وفاطمة وأمامة ابنتيه ولم يخلف ذكرا غير من سميناه.
      ((أحاديثه ورواياته عليه السلام))
      روى الإمام الجواد (عليه السلام) طائفة من الأحاديث بسنده عن جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعن جدّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وعن آبائه (عليهم السلام) وفيما يلي مختارات من ذلك التراث الذي يكشف بثّه من قِبَل الإمام(عليه السلام) عن اهتمامه بنشر حديث الرسول(صلى الله عليه وآله) وآبائه الميامين :
      1ـ روى (عليه السلام) إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: المرء مخبوء تحت لسانه.
      2ـ روى (عليه السلام)ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله وذريّتها على النار.
      3ـ وقال (عليه السلام) :قام الى أمير المؤمنين رجل بالبصرة فقال : أخبرنا عن الإخوان ؟ فقال : الإخوان صنفان : إخوان الثقة وإخوان المكاشرة.
      فأمّا إخوان الثقة فهم كالكفّ والجناح والأهل والمال فإذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك ويدك وصاف من صافه وعاد من عاداه واكتم سرّه وأعنه واظهر منه الحسن واعلم أيها السائل انهم اعزّ من الكبريت الأحمر.
      وأما اخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك فلا تقطعن ذلك منهم
      ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه
      وحلاوة اللسان.
      4 - روى (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء.
      5 - روى (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:من استحسن قبيحاً كان شريكاً فيه.
      6 - روى (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله :من أصغى الى ناطق فقد عبده فان كان الناطق عن الله فقد عبد الله وان كان الناطق ينطق عن لسان ابليس فقد عبد ابليس.
      7 - روى الإمام الجواد (عليه السلام) عن أجداده عن الإمام علي(عليهم السلام)ما عظمت نعمة الله على عبد إلاّ عظمت عليه مؤونة الناس فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرّض النعمة للزوال.
      8 - روى الإمام (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)ان لله عباداً يخصهم بالنعم ويقرّها فيهم ما بذلوها فاذا منعوها نزعها عنهم وحوّلها الى غيرهم.
      9 - وقال(عليه السلام) أهل المعروف الى اصطناعه احوج من اهل الحاجة اليه لأن لهم اجره وفخره وذكره فمهما اصطنع الرجل من معروف فانما يبدأ فيه بنفسه فلا يطلبنّ شكر ما صنع الى نفسه من غيره.
      10 - روى عن جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام)كفر النعمة داعية المقت ومن جازاك بالشكر فقد أعطاك اكثر مما أخذ منك.
      11 - روى عن جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام)ثلاث خصال تجتلب بهن المحبة : الانصاف في المعاشرة والمواساة في الشدّة والانطواع والرجوع الى قلب سليم.
      12 - وقال (عليه السلام)لا يفسدك الظنّ على صديق وقد أصلحك اليقين له ومن وعظ أخاه سرّاً فقد زانه ومن وعظ علانية فقد شانه. استصلاح الاخيار باكرامهم والاشرار بتأديبهم والمودّة قرابة مستفادة وكفى بالأجل حرزاً ولا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل الى ثمانية عشر سنة فاذا بلغها غلب عليه اكثرهما فيه وما أنعم الله عزوجل على عبد نعمة فعلم انها من الله إلاّ كتب الله جلّ اسمه له شكرها قبل ان يحمده عليها ولا أذنب ذنباً فعلم ان الله مطّلع عليه إن شاء عذبه وان شاء غفر له الاّ غفر الله له قبل ان يستغفره.
      13 - روى(عليه السلام)فساد الأخلاق بمعاشرة السفهاء وصلاح الأخلاق بمنافسة العقلاء والخلق اشكال فكل يعمل على شاكلته والناس إخوان فمن كانت اخوته في غير ذات الله فانها تحوز عداوة وذلك قوله تعالى( الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلاّ المتقين ).
      14 - روى الإمام الجواد (عليه السلام) عن علي (عليه السلام) قال:بعثني النبي (صلى الله عليه وآله) الى اليمن فقال لي وهو يوصيني :ياعلي ما حار من استخار ولا ندم من استشار وقال(عليه السلام)من استفاد أخاً في الله فقد استفاد بيتاً في الجنة.
      15 - روى الإمام الجواد (عليه السلام)يوم العدل على الظالم اشد من يوم الجور على المظلوم.
      16 - روى(عليه السلام)ان صبر المؤمن على البلاء من اشد الاسلحة ضد الظالمين وقال(عليه السلام)الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت بها.
      17 - روى (عليه السلام) عن جده أمير المؤمنين (عليه السلام) المنهاج الذي ينبغي ان يلتزم به المؤمنون ليبلغوا غاياتهم السامية .
      18 - روى (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:من وثق بالله أراه السرور ومن توكل عليه كفاه الاُمور والثقة بالله حصن لا يتحصن فيه الاّ مؤمن أمين والتوكل على الله نجاة من كل سوء وحرز من كل عدو والدين عزّ والعلم كنز والصمت نور وغاية الزهد الورع ولاهدم للدين مثل البدع ولا أفسد للرجال من الطمع وبالراعي تصلح الرعية وبالدعاء تصرف البليّة ومن ركب مركب الصبر اهتدى الى مضمار النصر ومن عاب عيب ومن شتم اجيب ومن غرس اشجار التقى اجتنى ثمار المنى.
      روى (عليه السلام) عن جده أمير المؤمنين (عليه السلام)عليكم بطلب العلم فان طلبه فريضة والبحث عنه نافلة وهو صلة بين الاخوان ودليل على المروّة وتحفة في المجالس وصاحب في السفر واُنس في الغربة.
      19 - روى (عليه السلام) عن جده أمير المؤمنين (عليه السلام)العلم علمان : مطبوع ومسموع ولا ينفع مسموع اذا لم يكن مطبوع ومن عرف الحكمة لم يصبر على الازدياد منها الجمال في اللسان والكمال في العقل.
      20 - روى (عليه السلام) عن علي قال في كتاب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ان ابن آدم اشبه شيء بالمعيار إما راجح بعلم وقال مرة بعقل أو ناقص بجهل.
      21 - روى (عليه السلام) عن جده أمير المؤمنين (عليه السلام) اقصد العلماء للمحجّة الممسك عند الشبهة والجدل يورث الرياء ومن أخطأ وجوه المطالب خذلته الحيل والطامع في وثاق الذلّ ومن احبّ البقاء فليعدّ للبلاء قلباً صبوراً.
      22 - روى عن جده أميرالمؤمنين(عليه السلام)العلماء غرباء لكثرة الجهّال بينهم.
      23 - روى (عليه السلام) عن جده أمير المؤمنين (عليه السلام)لو سكت الجاهل ما اختلف الناس.
      24 - روى عن أمير المؤمنين(عليه السلام)التوبة على أربعة دعائم : ندم القلب واستغفار باللسان وعمل بالجوارح وعزم على ان لا يعود.وثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله : كثرة الاستغفار وخفض الجانب وكثرة الصدقة.
      25 - روى (عليه السلام) عن الإمام الصادق (عليه السلام) لما سئل عن الزاهد في الدنيا قوله :الذي يترك حلالها مخافة حسابه ويترك حرامها مخافة عقابه.
      26 - روى (عليه السلام) عن الإمام الصادق (عليه السلام) عندما قيل له صف لنا الموت قوله (عليه السلام) :للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه وينقطع التعب والألم كله عنه وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب أو أشد.
      27 - وقال (عليه السلام)مرض رجل من أصحاب الرضا (عليه السلام) فعاده فقال : كيف تجدك ؟ قال : لقيت الموت بعدك . يريد به ما لقيه من شدة مرضه .
      فقال (عليه السلام) : كيف لقيته ؟ قال : شديداً أليماً.
      قال : ما لقيته إنما لقيت ما يبدؤك به ويعرفك بعض حاله انما الناس
      رجلان : مستريح بالموت ومُستراح منه به فجدّد الايمان بالله وبالولاية تكن مستريحاً.
      28 - قال الامام الجواد (عليه السلام)أوحى الله الى بعض الانبياء : أما زهدك في الدنيا فتعجّلك الراحة واما انقطاعك اليّ فيعزِّزك بي ولكن هل عاديتَ لي عدوّاً وواليت لي ولياً
      ((علمه عليه السلام))
      روى المسعودي عن عبد الرحمن بن محمد عن كلثم بن عمران أنه قال : قلت للرضا (عليه السلام)أنت تحبّ الصبيان فادع الله أن يرزقك ولداً . فقال :إنّما اُرزق ولداً واحداً وهو يرثني . فلما ولد أبو جعفر كان طول ليلته يناغيه في مهده فلمّا طال ذلك على عدّة ليال قلت: جُعلت فداك قد ولد للناس أولادقبل هذا فكل هذا تعوّذه! فقال: وَيْحَك! ليس هذا عوذة إنّما أغرّه بالعلم غرّاً.
      وجاء أيضاً عن الإمام محمّد الجواد أبي جعفر الثاني (عليه السلام) انه قال:قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام)إن الأوصياء محدّثون يحدّثهم روح القدس ولا يرونه.
      وروي أيضاً انه جيء بأبي جعفر الجواد (عليه السلام) إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد استشهاد أبيه (عليه السلام) وهو طفل وجاء الى المنبر ورقى منه درجة ثم نطق فقال :انا محمد بن علي الرضا انا الجواد انا العالم بأنساب الناس في الاصلاب أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون اليه عِلمٌ منحنا به من قبل خالق الخلق أجمعين وبعد فناء السماوات والأرضين ولو لا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشكّ لقلت قولاً تعجّب منه الأوّلون والآخرون .
      ثم وضع يده الشريفة على فيه وقال : يا محمد اصمت كما صمت آباؤك من قبل.

      تعليق


      • #4
        من أقوال وحكم ألإمام الجواد ((عليه السلام))
        بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
        الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
        الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
        *****************************
        1 -قال الإمام الجواد (عليه السلام): من شهد أمراً فكرهه كان كمن غاب عنه ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده.
        2 -قال الإمام الجواد (عليه السلام)من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس.
        3-قال الإمام الجواد (عليه السلام)إظهار الشيء قبل أن يستحكم مفسدة له.
        4 -قال الإمام الجواد (عليه السلام)المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه.
        5 -قال الإمام الجواد (عليه السلام)نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر.
        6 -قال الإمام الجواد (عليه السلام)إياك ومصاحبة الشرير فإنه كالسيف المسلول يحسن منظره ويقبح أثره.
        7 -قال الإمام الجواد (عليه السلام)عز المؤمن غناه عن الناس.
        8-قال الإمام الجواد (عليه السلام)الحوائج تطلب بالرجاء وهي تنزل بالقضاء والعافية أحسن عطاء.
        9- قال الإمام الجواد (عليه السلام)من استفاد أخاً في الله فقد استفاد بيتاً في الجنة.
        10- قال الإمام الجواد (عليه السلام)لو كانت السموات والأرض رتقاً على عبد ثم اتقى الله تعالى لجعل منها مخرجاً.
        11 -قال الإمام الجواد (عليه السلام)إنه من وثق بالله أراه السرور.
        12-قال الإمام الجواد (عليه السلام)من توكل على الله كفاه الأمور.
        13 -قال الإمام الجواد (عليه السلام)الثقة بالله حصن لا يتحصن فيه إلا المؤمن.
        14-قال الإمام الجواد (عليه السلام)التوكل على الله نجاة من كل سوء وحرز من كل عدو.
        15-قال الإمام الجواد (عليه السلام)الدين عز والعلم كنز والصمت نور وغاية الزهد الورع ولا هدم للدين مثل البدع ولا أفسد للرجال من الطمع وبالراعي تصلح الرعية وبالدعاء تصرف البلية

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صل على محمد وال محمد
          **************************
          الإمام الجواد (عليه السلام) وحكّام عصره
          ((المأمون العبّاسي))
          استمرّ المأمون على منهجه السابق في التظاهر بالإحسان لأهل البيت (عليهم السلام) وقد تظاهر بإكرام الإمام الجواد (عليه السلام) فزوّجه ابنته وحاول التقرّب اليه كثيراً لكنه في الوقت ذاته كان يكيد للإمام من خلال تحجيم دوره وتشديد الرقابة عليه بالرغم من تظاهره بالولاء لأهل البيت(عليهم السلام) والرعاية له بشكل خاص. وذلك لما عرفناه من موقف المأمون من أبيه الرضا(عليه السلام))ما صدر من المأمون أتجاه الإمام الجواد(عليه السلام) .
          وسنتطرق الى الثغرات الرئيسية في العلاقة بين الإمام (عليه السلام) والمأمون فيما بعد.
          تزويج المأمون ابنته من الإمام الجواد (عليه السلام) :
          قال المؤرخون :لمّا أراد المأمون ان يزوج ابنته ام الفضل أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) بلغ ذلك العباسيين فغلظ عليهم واستنكروه وخافوا ان ينتهي الأمر معه الى ما انتهى مع الرّضا (عليه السلام) فخاضوا في ذلك واجتمع منهم أهل بيته الادنون منه . فقالوا : ننشدك الله ياأمير المؤمنين ان تقيم على هذا الأمر الذي عزمت عليه من تزويج ابن الرضا فإنّا نخاف ان يخرج به عنا أمر قد ملّكناه الله عزوجل وينزع منّا عزّاً قد ألبسناه الله وقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم قديماً وحديثاً وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك من تبعيدهم والتصغير بهم وقد كنّا في وهلة من عملك مع الرضا (عليه السلام) ما عملت فكفانا الله المهم من ذلك . فالله الله ان تردّنا الى غمّ قد انحسر عنّا واصرف رأيك عن ابن الرضا واعدل الى مَن تراه من اهل بيتك يصلح لذلك دون غيره.
          فقال لهم المأمون : أما ما بينكم وبين آل أبي طالب فأنتم السبب فيه ولو انصفتم القوم لكانوا اولى بكم واما ما كان يفعله من قبلي بهم فقد كان قاطعاً للرّحم واعوذ بالله من ذلك والله ما ندمت على ما كان منّي من استخلاف الرضا (عليه السلام) ولقد سألته ان يقوم بالأمر وأنزعه من نفسي فأبى وكان أمر الله قدراً مقدوراً .
          واما أبو جعفر محمد بن علي فقد اخترته لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم والفضل مع صغر سنه والاعجوبة فيه بذلك وانا أرجو ان يظهر للناس ما قد عرفته منه فيعلمون ان الرأي ما رأيت فيه .
          فقالوا له : ان هذا الفتى وإن راقك منه هديه فانه صبي لا معرفة له ولا فقه فأمهله ليتأدب ثم اصنع ما تراه بعد ذلك .
          فقال لهم : ويحكم اني اعرف بهذا الفتى منكم وان اهل هذا البيت علمهم من الله تعالى وموادّه والهامه ولم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال فان شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يتبين لكم به ما وصفت من حاله .
          قالوا : قد رضينا لك ياأمير المؤمنين ولأنفسنا بامتحانه فخلّ بيننا وبينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة فان أصاب في الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في أمره وظهر للخاصة والعامة سديد رأي أمير المؤمنين فيه وإن عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه . فقال لهم المأمون : شأنكم وذلك متى أردتم .
          فخرجوا من عنده واجتمع رأيهم على مسألة يحيى بن أكثم وهو يومئذ قاضي الزمان على ان يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها ووعدوه بأموال نفيسة على ذلك وعادوا الى المأمون وسألوه ان يختار لهم يوماً للاجتماع فأجابهم الى ذلك .
          فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه وحضر معهم يحيى بن اكثم وأمر المأمون ان يفرش لابي جعفر دست ويجعل له فيه مسورتان ففعل ذلك وخرج أبو جعفر وهو يومئذ ابن تسع سنين وأشهر فجلس بين المسورتين وجلس يحيى بن اكثم بين يديه وقام الناس في مراتبهم والمأمون جالس في دست متصل بدست أبي جعفر (عليه السلام).
          فقال يحيى بن اكثم للمأمون : يأذن لي أمير المؤمنين أن اسأل أبا جعفر عن مسألة ؟ فقال له المأمون : استأذنه في ذلك فأقبل عليه يحيى بن اكثم فقال : أتأذن لي جعلت فداك في مسألة ؟
          فقال أبو جعفر (عليه السلام)سل إن شئت.
          قال يحيى : ما تقول جعلت فداك في محرم قتل صيداً ؟
          فقال أبو جعفر (عليه السلام)قتله في حلّ أو في حرم عالماً كان المحرم أو جاهلاً قتله عمداً أو خطأ حرّاً كان المحرم أو عبداً صغيراً كان او كبيراً مبتدئاً بالقتل او معيداً من ذوات الطير كان الصيد ام من غيرها من صغار الصيد ام من كبارها مصرّاً على ما فعل او نادماً في الليل كان قتله للصيد ام في النهار محرماً كان بالعمرة اذ قتله او بالحج كان محرماً ؟
          فتحيّر يحيى بن اكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع ولجلج حتى عرف جماعة اهل المجلس أمره . فقال المأمون :الحمد لله على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي ثم نظر الى أهل بيته فقال لهم : اعرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ؟ ثم اقبل على أبي جعفر (عليه السلام) فقال له : اتخطب يا أبا جعفر ؟
          فقال : نعم ياأمير المؤمنين . فقال له المأمون : اخطب لنفسك جعلت فداك قد رضيتك لنفسي وانا مزوّجك ام الفضل ابنتي وان رغم قوم ذلك .
          فقال أبو جعفر (عليه السلام)الحمد لله إقراراً بالنعمة ولا اله إلاّ الله إخلاصاً لوحدانيته وصلى الله على محمد سيد بريّته والأصفياء من عترته .
          اما بعد فقد كان من فضل الله على الأنام ان أغناهم بالحلال عن الحرام فقال سبحانه( وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) .
          ثم ان محمد بن علي بن موسى يخطب اُمّ الفضل بنت عبد الله المأمون وقد بذل لها من الصّداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد(عليهما السلام) وهو خمسمائة درهم جياداً فهل زوّجته ياأمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور ؟
          فقال المأمون : نعم قد زوّجتك ياأبا جعفر ام الفضل ابنتي على الصداق المذكور فهل قبلت النكاح ؟
          قال أبو جعفر (عليه السلام)قد قبلت ذلك ورضيت به .
          فأمر المأمون ان يقعد الناس على مراتبهم في الخاصة والعامة .
          قال الريّان : ولم نلبث ان سمعنا أصواتاً تشبه اصوات الملاّحين في محاوراتهم فاذا الخدم يجرّون سفينة مصنوعة من فضة مشدودة بالحبال من الابريسم على عجلة مملوّة من الغالية ثم أمر المأمون ان تخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية ثم مدّت الى دار العامّة فتطيبوا منها ووضعت الموائد فأكل الناس وخرجت الجوائز الى كلّ قوم على قدرهم .
          فلما تفرق الناس وبقي من الخاصة من بقي قال المأمون لأبي جعفر (عليه السلام)ان رأيت جعلت فداك ان تذكر الفقه الذي فصّلته من وجوه من قتل المحرم لنعلمه ونستفيده .
          فقال أبو جعفر (عليه السلام)نعم ان المحرم اذا قتل صيداً في الحلّ وكان الصيد من ذوات الطير وكان من كبارها فعليه شاة فان أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً واذا قتل فرخاً في الحلّ فعليه حمل قد فطم من اللبن واذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمة الفرخ فاذا كان من الوحش وكان حمار وحش فعليه بقرة وإن كان نعامة فعليه بدنة وان كان ظبياً فعليه شاة وان كان قتل شيئاً من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً هدياً بالغ الكعبة .
          واذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه وكان إحرامه بالحجّ نحره بمنى وان كان إحرامه بالعمرة نحره بمكة وجزاء الصيد على العالم والجاهل سواء وفي العمد عليه المأثم وهو موضوع عنه في الخطأ والكفّارة على الحرّ في نفسه وعلى السيّد في عبده والصغير لاكفّارة عليه وهي على الكبير واجبة والنادم يسقط ندمه عنه عقاب الآخرة والمصرّ يجب عليه العقاب في الآخرة .
          فقال المأمون: أحسنت ياأبا جعفر احسن الله اليك فان رأيت ان تسأل يحيى عن مسألة كما سألك .
          فقال أبو جعفر(عليه السلام) ليحيى:أسألك ؟ قال: ذلك اليك جعلت فداك فإن عرفت جواب ما تسألني والا استفدته منك .
          فقال له أبو جعفر (عليه السلام)اخبرني عن رجل نظر الى امرأة في اول النهار فكان نظره اليها حراماً عليه فلما ارتفع النهار حلّت له فلما زالت الشمس حرمت عليه فلما كان وقت العصر حلّت له فلما غربت الشمس حرمت عليه فلما دخل وقت العشاء الآخرة حلّت له فلما كان وقت انتصاف الليل حرمت عليه فلما طلع الفجر حلّت له ما حال هذه المرأة وبماذا حلّت له وحرمت عليه ؟
          فقال له يحيى بن اكثم :لا والله لا اهتدي الى جواب هذا السؤال ولا اعرف الوجه فيه فان رأيت ان تفيدناه .
          فقال أبو جعفر (عليه السلام)هذه أمة لرجل من الناس نظر اليها أجنبي في اول النهار فكان نظره اليها حراماً عليه فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلّت له فلما كان عند الظهر أعتقها فحرمت عليه فلما كان وقت العصر تزوّجها فحلت له فلما كان وقت المغرب ظاهَر منها فحرمت عليه فلما كان وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظهار فحلّت له ، فلما كان نصف الليل طلّقها واحدة فحرمت عليه فلمّا كان عند الفجر راجعها فحلّت له .
          قال : فأقبل المأمون على من حضره من اهل بيته فقال لهم : هل فيكم من يجيب هذه المسألة بمثل هذا الجواب او يعرف القول فيما تقدم من السؤال ؟ قالوا : لا والله ان أمير المؤمنين اعلم وما رأى .
          فقال : ويحكم ان أهل هذا البيت خصّوا من الخلق بما ترون من الفضل وان صغر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال. اما علمتم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو ابن عشر سنين وقبل منه الإسلام وحكم له به ولم يدع أحداً في سنّه غيره وبايع الحسن والحسين(عليهما السلام) وهما ابنا دون الست سنين ولم يبايع صبياً غيرهما أو لا تعلمون ما اختص الله به هؤلاء القوم؟ وانهم ذرية بعضها من بعض يجري لآخرهم ما يجري لاولهم . فقالوا : صدقت ياأمير المؤمنين ثم نهض القوم .
          فلما كان من الغد اُحضر الناس وحضر أبو جعفر (عليه السلام) وسار القوّاد والحجّاب والخاصة والعمّال لتهنئة المأمون وأبي جعفر (عليه السلام) فاخرجت ثلاثة أطباق من الفضة فيها بنادق مسك وزعفران معجون في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة وعطايا سنية واقطاعات فأمر المأمون بنثرها على القوم من خاصته فكان كل من وقع في يده بندقة أخرج الرقعة التي فيها والتمسه فأطلق يده له ووضعت البدر فنثر ما فيها على القوّاد وغيرهم وانصرف الناس وهم أغنياء بالجوائز والعطايا . وتقدم المأمون بالصدقة على كافة المساكين ولم يزل مكرماً لابي جعفر (عليه السلام) معظماً لقدره مدة حياته يؤثره على ولده وجماعة أهل بيته.
          الدست هنا صدر البيت وهو معرب .
          المصدر:بحار الانوار : 50 / 74 ـ 79 .

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 💕
            اللهم صل على محمد وال محمد 💚
            🔷🔶🔷🔶🔷🔶🔷🔶🔷🔶🔷🔶🔷

            مجموعة من الكلمات الذهبية التي تعد من مناجم التراث الإسلامي ومن أروع الثروات الفكرية في الإسلام وقد حفلت بأصول الحكمة وقواعد الأخلاق وخلاصة التجارب
            __________________________________________________ ____________

            (1)قال الامام الجواد (عليه السلام):
            أفضل العبادة الإخلاص
            بحار الأنوار ج67 ص245

            (2) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر
            إعلام الدين ص309

            (3) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            القصد إلى الله تعالى بالقلوب ابلغ من إتعاب الجوارح بالإعمال
            بحار الأنوار ج67 ص60

            (4) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            ثلاث خصال تجلب فيهن المودة : الإنصاف في المعاشرة , والمواساة في الشدة , والانطواء على قلب سليم
            الفصول المهمة ص258

            (5) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            ثلاثة من كن فيه لم يندم : ترك العجلة , والمشورة , والتوكل على الله تعالى عند العزيمة
            الإتحاف في بحب الإشراف ص78

            (6) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله تعالى : كثرة الاستغفار , وخفض الجانب , وكثرة الصدقة
            بحار الأنوار ج75 ص81

            (7) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            أربع خصال تعين المرء على العمل : الصحة , والغنى , والعلم والتوفيق
            بحار الأنوار ج75 ص79

            (8) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            الناس إشكال , وكل يعمل على شاكلته
            الفصول المهمة ص270

            (9) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            الناس إخوان فمن كانت إخوته في غير ذات الله , فهي عداوة
            بحار الأنوار ج71 ص165

            (10) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            لو سكت الجاهل ما اختلف الناس
            كشف الغمة ج2 ص349

            (11) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله , وواعظ من نفسه , وقبول ممن ينصحه
            تحف العقول ص457

            (12) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقة , وعنوان صحيفة السعيد حسن الثناء علية
            بحار الأنوار ج75 ص79

            (13) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            عز المؤمن غناه عن الناس
            تحف العقول ص88

            (14) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            كيف يضيع من الله كافله , وكيف ينجو من الله طالبه
            بحار الأنوار ج68 ص155

            (15) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            توسد الصبر , واعتنق الفقر , وارفض الشهوات , وخالف الهوى , وعلم انك لن تخلو من عين الله , فانظر كيف تكون
            تحف العقول ص455
            (16) قال الامام الجواد (عليه السلام):

            يوم العدل على الظالم اشد من يوم الجور على المظلوم
            مستدرك الوسائل ج12 ص97

            (17) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            الدين عز , والعلم كنز , والصمت نور
            كشف الغمة ج2 ص346

            (18) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            ما هدم الدين مثل البدع , ولا افسد الرجال مثل الطمع , وبالراعي تصلح الرعية , وبالدعاء تصرف البلية
            كنز الفوائد ج1 ص350

            (19) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            ما استوي رجلان في حسب ودين إلا كان أفضلهما عند الله أدبهما
            وسائل الشيعة ج17 ص327

            (20) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            إياك ومصاحبة الشرير , فانه كالسيف المسلول , يحسن منظره , ويقبح أثره
            مستدرك الوسائل ج8 ص351

            (21) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            موت الإنسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر
            كشف الغمة ج2 ص348

            (22) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            العامل بالظلم , والمعين علية , والراضي به شركاء ثلاثتهم
            بحار الأنوار ج72 ص312

            (23) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            تأخير التوبة اغترار , وطول التسويف حيرة
            تحف العقول ص456

            (24) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم
            كشف الغمة ج2 ص349

            (25) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            راكب الشهوات لاتقال عثرته
            بحار الأنوار ج75 ص364

            (26) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            لا تكن وليا الله في العلانية عدوا له في السر
            بحار الأنوار ج75 ص365

            (27) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            الحوائج تطلب بالرجاء , وهي تنزل بالقضاء
            إعلام الدين ص309

            (28) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
            بحار الانوارج75 ص363

            (29) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            العافية أحسن عطاء
            بحار الأنوار ج75 ص365

            (30) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            كفى بالمرء خيانة إن يكون أمينا للخزنة
            بحار الأنوار ج72 ص380

            (31) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            الصبر على المصيبة مصيبة للشمات
            إرشاد القلوب ج1 ص74

            (32) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            مقتل الرجل بين فكيه
            إكمال الدين ج2 ص574

            (33) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            كفر النعمة داعية للمقت
            كشف الغمة ج2 ص349

            (34) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            لا يغرك سخط من رضاه الجور
            نزهة الناظر ص137

            (35) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            التحفظ على قدر الخوف , والطمع على قدر النيل
            بحار الأنوار ج75 ص365

            (36) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            إظهار الشيء قبل ان يستحكم مفسدة له
            تحف العقول ص457

            (37) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            ما شكر الله احد على نعمة أنعمها عليه إلا استوجب بذلك المزيد قبل ان يظهر على لسانه
            مستدرك الوسائل ج12 ص371

            (38) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            إن الله عبادا يخصهم بدوام النعم , فلا تزال فيهم ما بذلوا لها , فإذا منعوها نزعها عنهم وحولها إلى غيرهم
            الفصول المهمة ص258

            (39) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            قد كاداك من ستر عنك الرشد إتباعا لما تهواه
            إعلام الدين ص309

            (40) قال الامام الجواد (عليه السلام):
            إن من وثق بالله أراه السرور , ومن توكل على الله كفاه الأمور , والثقة بالله حصن لا يتحصن فيه إلا المؤمن , والتوكل على الله نجاة من كل سوء , وحرز من كل عدؤ
            الفصول المهمة ص373

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              سلاما جواد الائمة
              نعزي مولانا الامام الحاضر في كل زمان الغائب عن الانظار بمناسبة ذكرى استشهاد مولانا الجواد(عليه السلام )
              كما و نعزي مراجعنا العظام وعلمائنا الإعلام وجميع المؤمنين الموالين ( محي اهل البيت ) عليهم السلام
              وفي مقتطفات فيما يخص إمامنا الجواد
              هو ابن الامام علي ابن موسى الرضا ، ولد في المدينة المنورة في فترة حافلة بالإحداث والظروف السياسية الصعبة
              مرحلة الصراع وتؤثر الاحداث في الخلافة العباسية بين الأمين والمأمون ابني هارون الرشيد وكانت ولادته في شهر رمضان
              ه وقد اشارة الروايات ان الامام الرضا الذي كان محط انظار المسلمين من علماء وساسة وجماهير شعبية ولما استدعاه المأمون
              إلى عاصمة خلافته اصطحب معه ابنه الجواد قبل ان يتوجه إلى خرس وذهب به لزيارة بيت الله الحرام ومن هناك كان التوديع بينهما ، وكانت صوت هذا التوديع تنبئ عن مدى تعظيم ألاما م الاب لأنه الذي سيحمل من بعده لواء الامامة وإسرارها
              ثار الجدل والنقاش حول شخصية الامام وإمامته بسبب صغر سنه فقد كان عمره وقتها سع سنوات عندما استشهد والده فتفرق عض ارتاع اهل الين عن الامام ودارت مناظرات عديدة بينهم حول مؤهلات الامام ولياقته للإمامة في هذا السن المبكر
              وقد ساهم الامام الجواد كغيره من ائمة الهدى في نشر العلوم والمعارف الإسلامية وكانت مدرستهم ابرز واغنى مدرسة في عطائها بشكل تميزت فيه عن سائر مدارس المذاهب والفرق الإسلامية الاخرى
              وامتازت الفترة التي غاشها الامام الجواد بان خف فيها الاضطهاد نوعا ما عن اهل البيت وهي فترة المأمون والمعتصم
              استقدمه المأمون من المدينة سنة ه فتقرب منه واظهر له الولاءوالاخلاص وفام بتزويجه من ابنته
              وبعد قدومه إلى بغداد لم يبقى إلا فترة قصيرة حتى دس له السم في طعامه وهكذا انتهت حياة إمامنا العظيم شهيدا فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
              المصادر :بحار الأنوار المجلسي الجزء 5 ص99
              سيرة النبي والائمة الاطهار صالي 345

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ابي القاسم محمد وعلى اله الائمة الطيبين الطاهرين

                ونحن اليوم في رحاب مولانا وسيدنا الاماممحمد بن علي الجواد (عليهم السلام) وفي ذكرى شهادة الاليمة نهدي هذه القصيدة الى مولاناالامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ومراجعنا العظام والعلماء الاعلام وجميع الموالين والقصيدة هي :

                نص الرضا ان الجواد خليفتي ,,,,, عليكم بامر الله يقضي ويحكم

                هو ابن ثلاث كلم الناس هاديا ,,,,, كما كان في المهد المسيح يكلم

                سلوه يحكم وانظروا ختم كتفيه ,,,,, ففي كتفه ختم الامامة يختم

                وكم لك يا ابن المصطفى بان معجز,,, به حيث كل من اعاد بك مرغم
                اقمت وقومت الهدى بعد سادة ,,,, اقاموا الهدى من بعد زيغ وقوموا

                فطوس لكم والكرخ شجوا وكربلاء ,,,,, وكوفان تبكي والبقيع وزمزم

                وكم ابرموا امرا وكادوا فكدتهم ,,,,,, ينقصك ما كادوك فيه وابرموا

                فما منكم قد حرم الله حللوا ,,,,,,, وما لكم قد حلل الله حرموا

                فصمتم من الدين الحنيف حبله ,,,, وعروته الوثقى التي ليس تفصم

                وسمته ام الفضل عن امر عمها ,,,, فويل لها من جده يوم تقدم

                على قلة الايام والمكث لم يزل ,,,, بكم كل يوم يستضام ويعظم

                فيا قصير العمر طال لموته ,,,,, على الدين والدنيا البكاء والتألم

                هذه القصيدة للشاعر اهل البيت (عليهم السلام) السيد صالح القزويني النجفي والتي اجاد فيها في مدح الامام محمد الجواد (عليه السلام) مع
                اشارة على نص الامام الرضا (عليه السلام ) على امامة الامام محمد الجواد (عليه السلام) وغيرها من المناقب والكمالات والمعاجز مع الاشارة لدوره العظيم في الاسلام وكذلك علمه وحكمة با لاضافة الى الكثير من تعاليمه الدينية وهداية الناس ودفاعة عن بيضة الاسلام ووقوفه بوجه الطغاة والظلمة بالاضافة الى طريقة استشهاده وسمه من قبل زوجته ام الفضل بامر من عمها المعتصم العباسي وبالتالي المصيبة الاليمة الكبرى وغيرها.
                ويمكن للقارئ التامل فيها واستخراج ما فيها من العبر والدروس
                ولتكون منارا له في دنياه واخرته مع زيادة نسبة الولاء باهل البيت (عليهم السلام ) .
                وختاما وفي ذكرى شهادة الامام محمدالجواد(عليه السلام ) تعزية من القلب لكل الموالين .

                وسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا

                وانا لله وانا اليه راجعون


                والحمد لله رب العالمين

                تعليق


                • #9
                  عظم الله لكم الاجر
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى اله الائمة الطيبين الطاهرين

                  نحن في ذكرى شهادة الامام محمد بن عليالجواد (عليهم السلام) والتي كانت في اخر ذي القعدة سنة ( 220هجرية ) .
                  وقد سمته زوجته ام الفضل بأمر من الحاكم العباسي لعنه الله وقد دفن امامنا محمد بن علي الجواد (عليهم السلام) عند ضريح جدهالامام موسى الكاظم (عليه السلام ) في الكاظمية المقدسة 0وكان عمره الشريف (25سنه).
                  مع العلم انه اصغر الائمة (عليهم الصلاة والسلام) استلم منصب الامامة الا انه سلام الله عليه كان له الدور العظيم في الاسلام
                  كما لا يخفى ذلك على الموالين والمنصفين من المذاهب الاخرى وسابين لكم موقفين عظيمين لامام محمد الجواد (عليه السلام) وكانت مع عدو من اعداء ال محمد (اللهم صل على محمد وال محمد) وهو المامون العباسي والموقفين هما :

                  اولا : كان يتصرف تصرف الانسان الواثق من نفسه وفي كل الظروف وفي السراء والضراء بل حتى عندما كان صبيا
                  وكما تحكي القصة ان المامون العباسي مر من طريق وكان الامام محمد الجواد (عليه السلام ) مع الصبيان في ذلك الطريق فلما راى الصبيان موكب المامون هربوا وبقيالامام واقفا في مكانه
                  فقال له المامون لماذا لم تهرب مثلما هرب الصبيان ؟.

                  فقال الامام الجواد (عليه السلام) لم يكن لي ذنب اخافه منك ولم يكن الطريق ضيقا حتى اوسعه عليك .

                  فقال له المامون من انت فقال الامام الجواد (عليه السلام) انا ابن الرضا فقال المامون سلام الله على الرضا وذهب .

                  لاحظ اخي الكريم هذا الموقف الذي يعبر عن الثقة بالنفس والشجاعة بالموقف والعقل الكبير والفكر السليم .

                  ثانيا : ان المامون العباسي عندما عزم على ان يزوج ابنة ام الفضل من الامام الجواد (عليه السلام) فقد انكر عليه ذلك بنو العباس ولم يرضوا بذلك وقالوا اتركوه حتى يكبر ويتأدب بآداب القران ويعرف الحلال من الحرام .

                  فقال المامون انه لأفقه منكم واعلم بالله ورسوله وسنته واحكامه , واقرا لكتاب الله منكم , واعلم بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وظاهره وباطنه وخاصه وعامه وتنزيله وتأويله منكم .

                  هذا المقطع من قصة زواج الامام محمدالجواد (عليه السلام) من بنت المامون .

                  شاهد حال هذه القصة ان المأمون يشهد بعلم الامام محمد الجواد (عليه السلام) وامكانيته ويقدره (والفضل ما شهدت به الاعداء) بل يعلم ان الخلافة للامام لا له لكن الملك عقيم وهذا واضح من تصرفاته وسواء التي ذكرناها او غيرها , وحتى معالامام الرضا (عليه السلام) والذي سمه في نهاية الامر وكذلك يفهم من هم اهل البيت (عليهم السلام).

                  وللكلام بقية نتركه الى حلقة قادمة انشاء الله .

                  ونحن في ذكرى شهادته تعزية لكل الموالين

                  والحمد لله رب العالمين .


                  تعليق


                  • #10
                    ((روائع الحـــــــــــــــــــــــكم و الاداب للامام الجواد عليه السلام ))


                    بعث الامام الجواد (عليه السلام) رساله الى رجل من اهل الحيرة جاء فيها بعد البسملة الحمد لله الذي انتجب من خلقه واختار من عباده واصطفى من النبيين محمد (صلى الله عليه واله وسلم)فبعثه بشيرا ونذيرا ودليلا على سبيله الذي من سلكه لحق ومن تقدمه مرق ومن عدل عنه محق
                    وصلى الله على محمد واله

                    اما بعد فأني اوصي اهل الاجابة بتقوى الله الذي جعل لمن اتقاه المخرج من مكروهه ان الله عز وجل اوجب لوليه ما اوجبه لنفسه و نبيه في محكم كتابه بلسان عربي مبين وقد بلغني عن اقوام انتحلوا المودة ونحلوا بدين الله ودين ملائكته. شكو في النعمة وحملوا أوزارهم واوزار المقتدين بهم واستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وما ورثوه من اسلاف صالحين ابصروا فلزموا ولم يؤثروا دنيا حقيرة على اخرة مؤبدة

                    فأين يذهب المبطلون سوف يأتي عليهم يوم يضمحل عنهم فيه الباطل وتنقطع اسباب الخدائع وذلك يوم الحسرة اذ القلوب لدى الحناجر والحمد لله الذي يفعل ما يشاء وهو العليم الخبير .



                    1. قال عليه السلام لا تعاجلوا الامر قبل بلوغه فتندموا ولا يطولن عليكم الامد فتقسوا قلوبكم ورحموا ضعفاءكم وطلبوا الرحمة من الله بالرحمة لهم

                    2. قال عليه السلام ثلاث يبلغن با لعبد رضوان الله تعالى كثرة الاستغفار وخفض الجانب وكثرة الصدقة وثلاث من كن فيه لم يندم ترك العجلة وا لمشوره والتوكل على الله عند العزم

                    3. قال عليه السلام كيف يضيع من الله كافله وكيف ينجوا من الله طالبه

                    4. قال عليه السلام يوم العدل على الظالم اشد من يوم الجورعلى المظلوم



                    5قال الإمام الجواد (عليه السلام): من أمّل إنساناً هابه ومن جهل شيئاً عابه والفرصة خلسة ومن كثر همّه سقم جسده وعنوان صحيفة المسلم حسن خلق
                    6قال الإمام الجواد (عليه السلام): عنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه.

                    7 قال الإمام الجواد (عليه السلام): الجمال في اللسان والكمال في العقل.

                    8 قال الإمام الجواد (عليه السلام): العامل بالظلم والمعين له والراضي شركاء.




                    والسلام في الختام على امامنا الجواد

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X