إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جواب سؤال برنامج خطوط حمراء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جواب سؤال برنامج خطوط حمراء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن المهدي صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك ياارحم الراحمين.. اللهم صل على محمد وآل محمد..


    في موضوع دورنا كمنتظرين يجبعلينا وعلى كل مؤمن موالٍ أن يفكر في مؤهلاته التي هو عليها الآن، ويسأل نفسه هل هو مؤهلاً ليكون من

    المنتظرين؟ أو من الأنصار للإمام عليه السلام؟ فإذا لم يكن كذلك فلابد له حينئذ من تزكية النفس عن قذارة الدنيا، ولابد له من الكدح والعمل للوصول إلى القرب الإلهي، ولابد له من الورع والابتعاد عن الشبهات، ولابد له من التخلق بالأخلاق العليا في القول والفعل، ولابد له من جعل الظاهر والباطن واحداً إلا في تقية، ولابد له من الامتثال الكامل لأوامر الإمام عجل الله تعالى فرجه، وبخلاف هذا سيكون الكلام مجرد ادعاء ويبقى المرء بعيداً عن الإمام عجل الله تعالى فرجه، مهما أعطى لنفسه من عناوين ومناصب. ودور كل شخص منتظر سواء كان رجل أم إمرأة يعد مشترك ويتمثل في وظائف عدة منها:

    * الشعور بهم مستمر بسبب غيبة الإمام (عج) ..

    إذ لا خلاف في أن الغيبة تعد من موجبات الهم والغم الأكيد ، وخصوصاً بأن كل ما يحدث على هذه الأرض من مآسي وظلم وإسالة للدماء يعود إلى غيبته (ص)، لأنه بظهوره - كما هو موعود - ستملأ الأرض قسطاً وعدلا ، بعدما ملئت ظلماً وجورا ..ومن هنا نجد أئمتنا (ع) قد كانوا يعيشون حالة من الأسى والحزن الشديد على هذه الغيبة قبل أن يولد (عج).. ومما يروى أن الإمام الصادق (ع) شوهد جالساً على التراب، وعليه مسحٌ خيبريٌّ مطوّقٌ بلا جيب مقصّر الكمين ، وهو يبكي وقد نال الحزن من وجنتيه ، وشاع التغير في عارضيه ، وأبلى الدموع محجريه ، وهو يقول : (سيدي !.. غيبتك نفت رقادي، وضيّقت عليّ مهادي، وأسرت مني راحة فؤادي . سيدي !.. غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد ، وفقد الواحد بعد الواحد ، يفني الجمع والعدد ، فما أحسّ بدمعةٍ ترقى من عيني ، وأنين يفتر من صدري عن دوارج ( أي مواضي ) الرزايا ، وسوالف البلايا ، إلا مُثّل لعيني عن عواير ( أي مصائب ) أعظمها وأفظعها ، وتراقي أشدّها وأنكرها ، ونوائب مخلوطة بغضبك ، ونوازل معجونة بسخطك ).

    من هنا يتبين أنه لابد لكل مؤمن كلما ازداد بلوغاً ورشداً فكرياً وعاطفياً ، كلما عاش مأساة غيبة إمام زمانه (ع) أكثر ، وبالعكس فإن إهماله لهذا الأمر ، علامةً على ابتعاده عن مصدر النور ..ويجب أيضاً اتحاد المؤمنون على كلمة الله دون وجود تشتت بينهم إذ أن الإمام يحتاج إلى أنصار وأعوان على مستوى من المسؤولية ، وهذا مما يؤخر تعجيل مهمته (ع).. ولو أذن للإمام باستعمال الغيب والإعجاز، لكان خرج منذ سنوات عديدة ، ولكنه ينتظر الظرف الاجتماعي المناسب ، والذي يمكن أن يعينه على حركته المباركة .

    ومن العبادات المهمة أيضاً انتظار الفرج ..

    فهو أفضل أعمال الأمة وانتظار الفرج من الفرج .. وانتظار الفرج من أعظم الفرج – من ذلك نستدل أنه من سمات الإنسان المنتظر : عدم الاسترسال في الشهوات ، والعروج بالنفس نحو الكمال .. فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) قوله : (من سُرّ أن يكون من أصحاب القائم ، فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر ، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدّوا وانتظروا !.. هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة).

    ونظيف أيضاً أمر الارتباط الشخصي بالإمام (عج)

    يكون ذلك من خلال الدعاء ، وإهداء الأعمال له (عج) ؛ فإنه يسعد كثيراً بذلك ، ويردها أضعافاً على صاحبها.. إلا أنه يتألم أيضاً من عدم مراعاة الأمانة فيما يهدى إليه (عج) ، كما حصل لذلك الرجل ، حيث أصابه العمى ، لأنه أعطى من المال المدفوع للحج عن الإمام لابنه الفاسق .. وعن النبي (ص) أنه قال : (لا يؤمن عبدٌ حتى أكون أحبّ إليه من نفسه ، وتكون عترتي أحبّ إليه من عترته ، ويكون أهلي أحبّ إليه من أهله ، ويكون ذاتي أحبّ إليه من ذاته).
    ومن العوامل المهمة أيضاً هو الوقوف عند سماع اسمه الشريف (عج)، ووضع اليد اليمنى فوق الرأس ، وهذه الحركة مأثورة عن أهل البيت (ع) ، وفيها دلالة تعظيمية ، وتسليم لأمره (عج) .. وقد ورد عن الإمام الرضا (ع) ، أنه حينما وصل دعبل إلى هذا البيت في تائيته المشهورة : (خروج إمام لا محالة خارج *** يقوم على اسم الله بالبركات) ، قام وأطرق برأسه إلى الأرض ، ووضع يده اليمنى على رأسه ، وقال : (اللهم عجل فرجه و مخرجه وانصرنا به نصراً عزيزا).


    ومن أهم الاعمال هو الالتجاء إلى الله عزوجل بالدعاء بالثبات على الدين

    والسلامة من فتن آخر الزمان ، حيث الابتلاء بالشهوات والشبهات .. وهنا أمرنا في زمان الغيبة ببعض الأدعية ، ومنها دعاء الغريق، وهو أن يقول المؤمن : (يا الله !.. يا رحمن !.. يا رحيم !.. يا مقلّب القلوب !.. ثبّت قلبي على دينك).. غير أنه لا يعني ذلك الاكتفاء بالدعاء فحسب ، وإنما يلزم المؤمن السعي في تحصين نفسه :من خلال تكامل في الروح ، والفكر ، والعقيدة ؛ مثله مثل الإنسان الذي يطلب الرزق ، ويسعى جاهداً في تحصيله
    ختاماً نقول:

    ورد عن الامام علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: « تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والأئمة بعده، يا أبا خالد، إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته، المنتظرين لظهوره أفضل أهل كلّ زمان؛ لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنـزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنـزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالسيف، أولئك المخلصون حقاً، وشيعتنا صدقاً والدعاة إلى دين الله سراً وجهراً، وقال عليه السلام انتظار الفرج من أعظم الفرج».
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X