إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لسنا عبدة قبور .. نحن فقط عشاق حق ونور

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لسنا عبدة قبور .. نحن فقط عشاق حق ونور

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


    إنه إحساس إيماني عميق ، وشعور إسلامي رائع ، أن نحزم أمتعتنا وحقائبنا وبكل شغف ولهفة لمجاورة أهل بيت النبوة ، ومهبط الوحي ، ومنبع الرسالة ، ونعكف نمارس شعائرنا الدينية بقلب خاشع ، وفكر متقد ، ووجدان مشِّع ، ثم نعود إلى ديارنا سالمين غانمين ، وهل هناك غنيمة عظيمة كبرى ، أن تقف ضارعاً ومتشفعاً أمام ولي من الأولياء ، وإمام من الأئمة ، ونبي من الأنبياء ، وقد ذرفت من مقلتيك دمعة ، وتفجرت من بين جوانحك عبرة ، وتمخضت من فرائصك رجفة على شخصية إنسان ملاك ، قد قدم للبشرية جمعاء ، علماً وخلقاً وعبادة وتضحية قمة في الروعة والإبداع والجمال ؟.

    فأمثال هؤلاء العمالقة الأبطال يستحقون كل حفاوة وإحتفاء ، وكل إشادة وإحياء ، ليس لأننا شيعة وموالين فنمعن فيهم مدحاً وإطراء ، وإنما كل فرد في العالم مهما يكن جنسه وعرقه وملته ، أن يقف لهؤلاء النخبة المصطفين الأخيار ، وقفة أنفة وكبرياء ، فيغمر كل ذرة في كيانه ذوباناً وإنصهاراً في حبهم وعشقهم حتى النخاع . ولنيمم وجوهنا شطر مقام السيدة زينب عليها السلام، هذه المرأة المعجزة بكل ما تعنيه الكلمة ، التي ضربت رقماً قياسياً في كل صعيد وميدان ، نرى أن مقامها الشريف يكتظ ليلاً ونهاراً بالضيوف والزوار والرواد من كل فج عميق ، رغم إختلاف المشارب والنحل .

    لأن العترة الطاهرة عليهم السلام، ليسوا حجراً لشيعة آل محمد فقط ، وإنما لكل إنسان على وجه الخليقة ينشد نبلاً ورفعة وسمواً . إننا عندما نزور ضريح من أضرحة العترة المعصومة ، فلا نزور قبة ومأذنة ، ولا نزور سياجاً وطوبة ، ولكن لو يعلم من يعلم منزلة هؤلاء القوم المكرمين عند الله سبحانه وتعالى ، لقبل قبابهم أيما تقبيل ، ولقبل مآذنهم أيما تقبيل ، ولم خامرته فكرة أن يبارح موقع مثوى رفاتهم قيد أنملة ، ولقضي سني حياته حتى آخر رمق خادماً وفياً مخلصاً لإستقبال ضيوفهم ومحبيهم .

    دون أن ينتظر حفنة أجر ، أو كلمة معروف وإمتنان ، سوى أن يكون عمله هذا ، ذخراً وسنداً له في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . وكيف لا يكون قلبا سليما لمن نذر نفسه أن يكون سيداً وخادماً لأشرف خلق الله مكانة ومنزلة ، ولأعز خلق الله درجة ومرتبة ؟ . إن شيعة أهل البيت عليهم السلام، هاجروا الديار والأوطان ، وتجرعوا مرارة الغربة ، وباعوا الغالي والنفيس ، لأنهم يعلمون تمام العلم ، إن دار الحياة الدنيا ، دار فناء وزوال ، ودار زخرف وحطام ، وإن الآخرة لدار الحيوان .

    ولكي يخرجوا بزاد مغنم رابح ، عليهم أن يتخذوا من أهل البيت ملجأآ وملاذاً ، ملجأ من خاتمة حياة لا تساوي جناح بعوضة ، وملاذاً في يوم عسير فيه كر وفر ، وإقبال وإدبـــار . فما أجملكم وأروعكم يا شيعة أمة محمد ، وقد شحذتم الهمة والعزم ، وركبتم المخاطر والأهوال دون حيرة وتردد ، فداء وتضحية لهؤلاء النجباء الأخيار . فطوبى ومرحى لكل زائر وافد حل ضيفا عزيزاً كريماً في فناء وباحة لمرقد من مراقد أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى .

    وان كل فلس أحمر ينفق من أجل زيارة طاهر مطهر من بيت النبوة ، هو بمثابة كنز عظيم بين أقطار السماوات والأرضيين ، وهو بمثابة ورقة رابحة ، وجواز مرور لدخول جنة الخلد من أوسع أبوابها ، وهل هناك سفينة نجاة غير هؤلاء الكرام الأطهار ، وقد قال فيهم الباري عز وجل في محكم كتابه المجيد ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ).

    إن حبنا لأهل البيت عليهم السلام، ليس حباً عرفياً ، وليس حباً وراثياً ، وليس حباً روتينياً ، وإنما هو حب ثقافة وعقيدة قد بلغ فينا مبلغاً عظيماً فكرياً وقلبياً وروحياً ، فجعلنا نقبل لزيارة مقاماتهم المباركة ، وكأننا قابلون على دخول جنة من الجنان الواسعة العريضة التي لم ترها عين ، ولم تسمع عنها إذن ، ولم تخطر على قلب بشر ، وهل هناك جنة سرمدية كجنة إحتضان مرقد من مراقد أهل بيت التقوى والزهد والورع ، وأهل بيت العلم والعبادة والذكر ، وأهل بيت التضحية والشهادة والفداء ، وأهل بيت الجود والكرم والسخاء ، وأهل بيت العزة والكرامة والشرف ، وأهل بيت الشهامة والنخوة والإباء ، وأهل بيت الحق والعدل والمساواة ، وأهل بيت الأدب والعفة والتسامح ، وأهل بيت الدعة والسكينة والإطمئنان ، وأهل بيت الشفاء والرحمة والغفران ، وأهل بيت الغنيمة والفوز والفلاح ، وأهل بيت الضراعة والشفاعة والإنابة ، وأهل بيت الشجاعة والبطولة والاقدام ، وأهل بيت الصبر والقناعة والخشوع ، وأهل بيت الرضا والقبول والإيمان ، وأهل بيت الشيعة والموالين والأنصار .

    اللهم إجعلنا شيعة خلصاً أوفياء ، وثبت قلوبنا على محبة محمد وآل محمد ، وإجعل زيارتنا مقبولة ، ونوايانا صادقة ، وبطانتنا خيرة ، وقلوبنا عامرة ، وأحشرنا في زمرة محمد وآله الطيبين الأبرار ، آمين رب العالمين .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X