إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"العباس"أسوة كل مجاهد وجريح

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "العباس"أسوة كل مجاهد وجريح




    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

    لم يكن إعطاء الرخصة للقتال سهلاً هذه المرة ، فلم يبقَ في معسكر آل علي إلا هو و أخوه القمر . أما بقية رجال هذه الملحمة الخالدة فكانوا صرعى على الأرض بين قتيل و صريع .
    الزمان كان 61 للهجرة النبوية و المكان بين خيام بني هاشم في أرض يُقال لها كربلاء ، كان هذا الحوار :
    “أخي أنت العلامة من عسكري فإذا غدوت يؤول جمعنا إلى الشتات” [1] ، قالها الحسين (ع) و هو ينظر إلى أخيه العباس ، ربيب علي بن أبي طالب و فارس بني هاشم.
    المعصوم لا يتكلم مجازاً ولا ينطق بفضول الكلام ، “و ما ينطق عن الهوى” [2]، أي عسكر كان يقصد الحسين ؟ لم يكن في الخيام غيره هو و العباس من المقاتلين ؟
    لقد رأي الحسين في أخيه العباس جيشاً بمفرده ، قد كان جيش التوحيد في مقابل جيوش الكفر و الطغيان تحت لواء عمر بن سعد.
    العباس هو تلميذ علي (ع) الذي كان يرتجز و يقول بكل كبرياء و عزة “لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ، و لا تفرقهم عني وحشة” [3]، و هو القائل “لا تستوحشوا طريق الحق لقلّة سالكيه” [4]فكان مصداق لعزة المؤمنين المستمدة من ارتباطهم بالله تعالى . لذلك كان العباس كما وصفه الإمام جعفر الصادق “نافذ البصيرة ، صلب الإيمان”[5].
    يصف العلامة البوصيري رسول الله (ص) في قصيدته الخالدة ، “كأنه و هو فرد من جلالته ، في عسكر حين تلقاه و في حشم” .. فلا ضير أن يكون العباس تلميذاً لامعاً في مدرسة محمد بن عبدالله (ص) حتى اكتسب تلك الصفات الجليلة ، فهو الذي تربى بين يدي أبيه علي و أخويه الحسن و الحسين .
    هذا هو العباس بن علي ، فارس بني هاشم ، حتى أضحى يوم العاشر من المحرم كجده الأكبر ، فارس التوحيد الأول و محطم أصنام الجهل ، إبراهيم الخليل (ع) الذي وصفه الله تعالى في كتابه “إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفا”[6] . العباس كان أمةً لوحده في صحراء كربلاء ، مُحطماً لأصنام الطاغوت مجاهداً نفسه في سبيل رضا الله عزوجل [7].
    السلام عليك يوم ولدت ..
    و يوم استشهدت ..
    و يوم تُبعث حياً فيغبطك جميع الشهداء يوم القيامة [8]..

    ------------------------------
    [1]القزويني ، محمد كاظم (فاجعة الطف)
    [2]سورة النجم 3
    [3]الشريف الرضي (نهج البلاغة)
    [4]المصدر السابق : الخطبة 21
    [5]الشاكري ، حسين (شهداء أهل البيت ص 31)
    [6]سورة النحل 120
    [7]“يا نفس من بعد الحسين هوني ، و بعده لا كنت أو تكوني” (بطل العلقمي 1:11 – عبدالواحد المظفر)
    [8]الصدوق ، محمد بن علي (الخصال ج1 ص 68)

  • #2

    الأخت الكريمة
    ( عطر الولاية )
    أقول : احتلّ أبو الفضل (عليه السلام) قلوب العظماء ومشاعرهم، وصار أنشودة الأحرار في كلّ زمان ومكان، وذلك لما قام به من عظيم التضحية تجاه أخيه سيّد الشهداء، الذي ثار في وجه الظلم والطغيان، وبنى للمسلمين عزّاً شامخاً، ومجداً خالداً.

    وقد اوضح الإمام زين العابدين مكانت عمه حين قال :
    رحم الله عمّي العباس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه، حتى قطعت يداه، فأبدله الله بجناحين، يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وان للعبّاس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة..)

    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X