إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عصمة الانبياء واهل البيت عليهم السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عصمة الانبياء واهل البيت عليهم السلام

    اللهم صل على محمد وال محمدوعجل فرجهم والعن اعدائهم يا كريم

    السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته


    في عصمة الانبياء وأهل البيت ( ع )


    عن علي بن محمدبن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليهما السلام فقال لهالمأمون : يا بن رسول الله أليس من قولك: إن الاَنبياء معصومون ؟ قال : بلى . قال : فما معنى قول الله عزّ وجلّ : ( وعصى آدم ربه فغوى ) (1) . فقال عليه السلام : إنَّالله تبارك وتعالى قال لآدم : ( اسكُن أنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّة وكُلا مِنهَارَغَداً حيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هذهِ الشَجَرَة ـ وأشار لهما إلى شجرة الحنطة ـفَتَكونَا مِن الظالمين ) (2) ولم يقل لهما : لا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كانمن جنسها فلم يقربا تلك الشجرة ولم يأكلا منها وإنّما أكلا من غيرها ، لمّا أن وسوسلهما الشيطان وقال : ( مَا نَهاكُما رَبّكُما عن هذهِ الشَجَرةِ ) (3) وإنّماينهاكما أن تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاَكل منها ( إلا أن تكُونا مَلكَينِ أوتكُونا من الخالدين ، وقاسمهُما إنّي لكُما لَمِنَ الناصحين ) (4) ولم يكن آدموحواء شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذباً ( فَدَلاّهُما بغرُورٍ ) (5) فأكلا منهاثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخولالنار وإنّما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الاَنبياء قبل نزول الوحيعليهم فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبياً كان معصوماً لا يذنب صغيرة ولا كبيرة قالالله عزّ وجلّ : ( وَعَصى آدم رَبَّه فَغوى ، ثمَّ اجتباه رَبُّه فتابَ عليه وَهَدى ) (6) وقال عز وجل : ( إن اللهَ اصطفى آدمَ ونُوحاً وآلَ إبراهيمَ وآل عمرانَ علىالعالَمين ) (7) . فقال له المأمون : فما معنى قول الله عز وجل : ( فَلمَّا آتاهُماصالِحاً جَعلا له شُركاء فيما آتاهُما ) (8) ؟ فقال له الرضا عليه السلام : إن حواءولدت لآدم خمسمائة بطن ذكراً وأنثى وإن آدم عليه السلام وحواء عاهدا الله عز وجلودعواه وقالا : ( لئن آتَيتَنا صالِحاً لنكوننَّ من الشاكرينَ ، فلمَّا آتاهماصالحاً ) (9) من النسل خلقاً سوياً برياً من الزمانة والتامة وكان ما آتاهما صنفينصنفاً ذكراناً وصنفاً إناثاً ، فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما ولميشكراه كشكر أبويهما له عز وجل ، قال الله تبارك وتعالى: ( فَتَعالى اللهُ عمّايُشرِكون ) (10) . فقال المأمون : أشهد أنك ابن رسول الله حقّاً فأخبرني عن قولالله عز وجل في حقِّ إبراهيم عليه السلام : ( فَلَمَّا جَنَّ عليهِ الليلُ رأىكَوكباً قال هذا رَبّي ) (11) فقال الرضا عليه السلام : إن إبراهيم عليه السلام وقعإلى ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة وصنف يعبد القمر وصنف يعبد الشمس وذلك حين خرج منالسرب الذي أخفي فيه ( فَلَمَّا جَنَّ عليهِ الليلُ ) فرأى الزهرة، قال : ( هذارَبّي ) على الاِنكار والاستخبار ( فلمَّا أَفَلَ ) الكوكب ( قال لا أُحِبُّالآفِلين ) (12) لاَنّ الاَُفول من صفات المحدَث لا من صفات القدم ( فَلمّا رأىالقمرَ بازِغاً قالَ هذا رَبّي ) (13) على الاِنكار والاستخبار ( فلمّا اَفَلَ قاللئن لم يهدِني رَبّي لاَكوننَّ مِنَ القومِ الضَّالِّين ) (14) يقول : لو لم يهدنيربي لكنت من القوم الضالين فلما أصبح و ( رأى الشمسَ بازغةً قالَ هذا رَبّي هذاأكبر ) من الزهرة والقمر على الاِنكار والاستخبار لا على الاِخبار والاِقرار ( فَلمَّا أَفَلت ) قال للاَصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس : ( يا قَوماِنّي بَريءٌ مما تُشركون ، إنّي وجَّهتُ وجهي لِلذي فَطَرَ السماواتِ والاَرضحنيفاً وما أنا من المُشرِكين ) (15) وإنّما أراد إبراهيم عليه السلام بما قال أنيبيّن لهم بطلان دينهم ويثبت عندهم أن العبادة لا تحقّ لمن كان بصفة الزهرة والقمروالشمس وإنّما تحقّ العبادة لخالقها وخالق السماوات والاَرض ، وكان ما احتجَّ بهعلى قومه مما ألهمه الله تعالى وآتاه كما قال الله عز وجل : ( وتِلكَ حُجّتُناآتيناها إبراهيم على قومهِ ) (16) . فقال المأمون : لله درّك يا بن رسول اللهفأخبرني عن قول إبراهيم عليه السلام : ( رَبِّ أَرني كيفَ تُحيي المَوتى قال أوَلَم تُؤمِن قال بلى ولكن ليَطمئِن قلبي ) (17) . قال الرضا عليه السلام : إن اللهتبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليه السلام إنّي مُتخذ من عبادي خليلاً إنسألني إحياء الموتى أجبته ، فوقع في نفس إبراهيم أنه ذلك الخليل فقال : ( رَبِّأَرني كيفَ تُحيي المَوتى قال أوَ لَم تُؤمِن قال بلى ولكن ليَطمئِن قلبي ) علىالخلّة ( قال فَخُذ أَربَعةً من الطّيرِ فصُرهُنَّ إلَيكَ ثُمَّ اجعَل على كُلِّجبلٍ منهُن جزءً ثُمَّ ادعُهُن يأتينَك سعياً واعلم أَنَّ اللهَ عزيزٌ حكيم ) (18) فأخذ إبراهيم عليه السلام نسراً وطاووساً وبطاً وديكاً ، فقطعهن وخلطهن ثمّ جعل علىكل جبل من الجبال التي حوله وكانت عشرة منهن جزء وجعل مناقيرهن بين أصابعه ثم دعاهنبأسمائهن ووضع عنده حبّاً وماءً فتطايرت تلك الاَجزاء بعضها إلى بعض حتى استوتالاَبدان ، وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه فخلى إبراهيم عليه السلام عنمناقيرهن فطرن ثمّ وقعن فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحبّ، وقلن : يا نبيالله أحييتنا أحياك الله ، فقال إبراهيم : بل الله يحيي ويميت وهو على كلِّ شيءقدير. قال المأمون : بارك الله فيك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( فَوَكَزَهُ موسى فَقَضى عليهِ قالَ هذا مِن عمل الشَّيطان ) (19) . قال الرضا عليهالسلام : إن موسى دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها وذلك بين المغربوالعشاء ( فَوَجدَ فيها رجُلين يَقتتِلان هذا من شيعتِه وهذا مِن عَدوِهفاستَغاثَهُ الذي من شيعَتِهِ على الذي من عَدوهِ ) (20) فقضى موسى على العدو ،وبحكم الله تعالى ذكره فوكزه فمات ( قالَ هذا مِن عَمَلِ الشَّيطان ) يعني الاقتتالالذي كان وقع بين الرجلين لا ما فعل موسى عليه السلام من قتله ، إنه ـ يعني الشيطانـ عدو مضل مبين . فقال المأمون : فما معنى قول موسى : ( ربّ إنّي ظَلَمتُ نَفسيفاغفر لي ) (21) . قال : يقول : إنّي وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينةفاغفر لي أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلونني ( فَغَفَرَ لهُ إنَّه هُوَالغفُورُ الرَّحيم ) (22) قال موسى عليه السلام : ( رَبّ بِما أنعمتَ عَليَّ ) منالقوة حتى قتلت رجلاً بوكزة ( فَلَن أكونَ ظهيراً للمُجرمين ) (23) بل أجاهد فيسبيلك بهذه القوة حتى رضى فأصبح موسى عليه السلام في المدينة خائفاً يترقب فإذاالذي استنصره بالاَمس يستصرخه على آخر قال له موسى إنّك لغويٌ مبين قتلت رجلاًبالاَمس وتقاتل هذا اليوم لاَودبنّك وأراد أن يبطش به ( فَلَمّا أن أراد أن يبطشَبالذي هوَ عَدوٌّ لهما ) وهو من شيعته ( قال يا موسى أتُريدُ أن تَقتُلَني كَماقَتَلتَ نَفساً بالاَمسِ إن تُريدُ إلاّ أن تَكون جبّاراً في الاَرض وما تُريد أنتكونَ مِنَ المُصلحين ) (24) . قال المأمون : جزاك الله عن أنبيائه خيراً يا أباالحسن فما معنى قول موسى لفرعون : ( فَعَلتُها إذاً وأنا من الضّالّين ) (25) . قالالرضا عليه السلام : إن فرعون قال لموسى لما أتاه : ( وفَعَلتَ فعلتَكَ التي فَعَلتوأَنتَ مِنَ الكافرين ) (26) ، قال موسى : ( فَعَلتُها إذاً وأَنا من الضالين) عنالطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك ( فَفَررتُ مِنكُم لَما خِفتُكم فَوَهَبَ ليرَبّي حُكماً وجَعَلَني مِنَ المُرسَلين ) (27) وقد قال الله عز وجل لنبيه محمد صلىالله عليه وآله : ( ألَم يَجِدكَ يتيماً فآوى ) (28) يقول : ألم يجدك وحيداً فآوىإليك الناس ( وَوَجَدكَ ضالاً ) (29) يعني عند قومك فهدى ، أي هداهم إلى معرفتك ( وَوَجدكَ عائِلاً فأَغنى ) (30) يقول : أغناك بأن جعل دعاءك مستجاباً. قال المأمون : بارك الله فيك يا بن رسول الله فما معنى قول الله عز وجل : ( ولَمّا جاء موسىلميقاتِنا وكَلَّمَه رَبُّه قالَ رَبِّ أَرني أَنظرُ إِليكَ قال لَن تَراني ) (31) كيف يجوز أن يكون كلم الله موسى بن عمران عليه السلام لا يعلم أنَّ الله تباركوتعالى ذكره لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال ؟ فقال الرضا عليه السلام : إنَّ كليم الله موسى بن عمران عليه السلام علم أنّ الله تعالى أعز أن يرى بالاَبصار، ولكنه لما كلمه الله عز وجل وقربه نجياً رجع إلى قومه فأخبرهم أن الله عز وجلكلمه وقربه وناجاه ، فقالوا ( لَن نُؤمن لَكَ ) حتى نستمع كلامه كما سمعت ، وكانالقوم سبعمأة ألف رجل ، فاختار منهم سبعين ألفاً، ثمّ اختار منهم سبعة آلاف ، ثماختار منهم سبعين رجلاً لميقات ربهم فخرج بهم إلى طور سيناء فأقامهم في سفح الجبلوصعد موسى إلى الطور وسأل الله تعالى أن يكلمه ويسمعهم كلامه ، فكلمه الله تعالىذكره وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام ، لاَنّ الله عز وجل أحدثهفي الشجرة وجعله منبعثاً منها حتى سمعوه من جميع الوجوه ، فقالوا : ( لَن نُؤمنلَكَ ) بأن هذا الذي سمعناه كلام الله ( حتّى نرى الله جهرة ) فلما قالوا هذا القولالعظيم واستكبروا وعتوا بعث الله عز وجل عليهم صاعقة ، فأخذتهم بظلمهم فماتوا. فقالموسى : يا ربّ ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا : إنك ذهبت به فقتلتهملاَنّك لم تكن صادقاً فيما ادعيت من مناجاة الله عز وجل إيّاك، فأحياهم الله وبعثهممعه ، فقالوا : إنّك لو سألت الله أن يريك ننظر إليه لاَجابك وكنت تخبرنا كيف هوفنعرفه حق معرفته ، فقال موسى : يا قوم إن الله تعالى لا يُرى بالاَبصار ولا كيفيةله ، وإنما يعرف بآياته ويعلم بأعلامه ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى تسأله ، فقال موسى : يا ربّ إنّك قد سمعت مقالة بني إسرائيل ، وأنت أعلم بصلاحهم، فأوصى الله تعالىإليه يا موسى سلني ما سألوك فلن أؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسى عليه السلام : ( رَبِّ أَرني أَنظرُ إِليكَ قال لَن تَراني ولكِن اُنظُر إلى الجبلِ فإِن استَقَرَمَكانَه ) وهو يهوي ( فَسوفَ تراني فَلمّا تَجَلّى رَبُّه للجبلِ ) بآية من آياته ( جَعَلَه دَكّاً وخرَّ مُوسى صَعِقاً فَلمّا أَفاقَ قال سُبحانكَ تُبتُ إِلَيكَ ) (32) يقول : رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي وأنا أوّل المؤمنين منهم بأنك لا تُرى . فقال المأمون : لله درُّك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( وَلَقَدهَمَّت بهِ وهَمَّ بها لَولا أن رأى بُرهان رَبّهِ ) (33) . فقال الرضا عليه السلام : لقد همَّت به ، ولولا أن رأى برهان ربه لهمَّ لها كما همَّت به، لكنه كان معصوماًوالمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه ، وقد حدّثني أبي عن أبيه الصادق عليه السلام أنّهقال : همَّت بأن تفعل وهمَّ بأن لا يفعل . فقال المأمون : لله درُّك يا أبا الحسنفأخبرني عن قول الله عز وجل : ( وَذَا النُّون إذ ذهبَ مُغاضباً فَظَنَّ أن لننقدِرَ عليه ) (34) . فقال الرضا عليه السلام : ذاك يونس بن متى عليه السلام ذهبمغاضباً لقومه ، فظن بمعنى استيقن أن لن نقدر عليه ، أي لن نضيق عليه رزقه ، ومنهقوله عزّ وجلّ : ( وأمَّا إذا مَا ابتلاهُ فَقَدَرَ عليهِ رِزقهُ ) (35) أي ضيقوقتر ( فَنَادَى في الظُّلماتِ) أي ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت : ( أنلا إله إلاَّ أنت سُبحَانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظالِمين ) (36) بتركي مثل هذهالعبادة التي قد فرّغتني لها في بطن الحوت ، فاستجاب الله له وقال عزّ وجلّ : ( فَلَولا أَنَّه كانَ مِن المُسبِّحين، للبِثَ في بَطنهِ إلى يوم يُبعَثُونَ ) (37) . فقال المأمون : لله درُّك يا أبا الحسن ، فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( حتى إذااستيأس الرُّسُل وَظَنُّوا أنَّهُم قَد كُذِبوا جَاءهُم نَصرُنا ) (38) . فقالالرضا عليه السلام : يقول الله عز وجل : حتى إذا استيأس الرُّسُل من قومهم، وَظَنَّقومهم ، أنَّ الرسل قَد كُذِبوا جَاء الرسل نَصرُنا . فقال المأمون : لله درُّك ياأبا الحسن ، فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( لِيغفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنذَنبِكَ وما تَأخّر ) (39) . قال الرضا عليه السلام : لم يكن أحد عند مشركي أهلمكّة أعظم ذنباً من رسول الله صلى الله عليه وآله لاَنّهم كانوا يعبدون من دون اللهثلاثمائة وستين صنماً ، فلمّا جاءهم صلى الله عليه وآله بالدعوة إلى كلمة الاِخلاصكَبُر ذلك عليهم وعظم وقالوا : ( أجعلَ الآلِهةَ إِلهاً واحِداً إنَّ هذا لشيءٌعُجاب ، وانطَلَقَ المَلأ مِنهم أن امشُوا واصبِرُوا على آلِهتِكُم إنَّ هَذالَشيءٌ يُرادُ ، ما سَمِعنا بِهذا في المِلَّةِ الآخِرةِ إن هذا إلاّ اختِلاق ) (40) فلمّا فتح الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله مكة قال له : يا محمد ( إنَّا فَتَحنَا لَكَ ) ـ مكة ـ ( فَتحَاً مُبيناً ، لِيغفر لَكَ اللهُ ما تَقَدَّممِن ذَنبِكَ وما تَأخّر ) (41) عند مشركي أهل مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدموما تأخر ، لاَن مشركي مكة أسلم بعضهم ، وخرج بعضهم عن مكة ، ومن بقى منهم لم يقدرعلى إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه ، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفوراًبظهوره عليهم. فقال المأمون : لله درُّك يا أبا الحسن ، فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( عَفَا اللهُ عَنكَ لِمَ أذِنتَ لَهُم ) (42) ؟ فقال الرضا عليه السلام : هذا مانزل بإياك أعني واسمعي يا جارة ، خاطب الله عز وجل بذلك نبيه وأراد به أُمّته ،وكذلك قوله تعالى : ( لئِن أشركتَ ليَحبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنالخاسرين ) (43) وقوله عز وجل : ( وَلولا أن ثَبَّتناكَ لَقَد كِدتَ تركَنُ إليهمشَيئاً قَليلاً ) (44) . قال : صدقت يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرني عنقول الله عز وجل : ( وإذ تَقولُ لِلَّذي أنعَم اللهُ عَليهِ وأنعَمت عَليهِ أمسِكعَلَيكَ زَوجَكَ واتَّقِ اللهَ وتُخفي في نَفسِكَ ما اللهُ مُبدِيهِ وَتَخشى النّاسواللهُ أحقُّ أن تخشاه ) (45) . قال الرضا عليه السلام : إن رسول الله صلى اللهعليه وآله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده ، فرأى امرأته تغتسلفقال لها : سبحان الذي خلقكِ، وإنّما أراد بذلك تنزيه الباري عز وجل عن قول من زعمأن الملائكة بنات الله فقال الله عز وجل : ( أَفأَصفاكُم رَبُّكُم بالبَنينَواتَّخَذَ مِنَ المَلائكَةِ إِناثاً إِنَّكُم لَتَقُولون قَولاً عَظِيماً ) (46) فقال النبي صلى الله عليه وآله لما رآها تغتسل : سبحان الذي خلقك أن يتخذ له ولداًيحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال ، فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيءرسول الله صلى الله عليه وآله وقوله لها : سبحان الذي خلقك ، فلم يعلم زيد ما أرادبذلك، وظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وقالله : يا رسولالله صلى الله عليه وآله إنَّ امرأتي في خلقها سوء وإنّي أُريد طلاقها، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ( أمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ واتَّقِ الله ) (47) وقد كان الله عز وجل عرَّفه عدد أزواجه وأن تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه ولميبده لزيد ، وخشى الناس أن يقولوا : إن محمداً يقول لمولاه : إن امرأتك ستكون ليزوجة يعيبونه بذلك ، فأنزل الله عز وجل : ( وإذ تَقُولُ لِلَّذي أنعَمَ اللهُعَليهِ )يعني بالاِسلام وأنعمت عليه يعني بالعتق ( أمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ واتَّقِاللهَ وتُخفي في نَفسِكَ ما اللهُ مُبدِيهِ وَتَخشى النّاس واللهُ أحقُّ أن تخشاه ) (48) ثمّ إن زيد بن حارثة طلقها واعتدت منه ، فزوّجها الله عز وجل من نبيه محمد صلىالله عليه وآله وأنزل بذلك قرآناً فقال عز وجل : ( فَلَمّا قَضَى زَيدٌ مِنهاوَطراً زَوَّجناكَها لكي لا يَكُونَ عَلى المؤمِنينَ حَرجٌ في أزواجِ أدعيائِهم إذاقضوا مِنهُنَّ وَطراً وكانَ أمرُ اللهِ مفعُولاً ) (49) ثمّ علم الله عز وجل أنالمنافقين سيعيبونه بتزوجها فأنزل الله تعالى: ( ما كانَ عَلى النَّبي مِن حرجٍفيمَا فَرَضَ اللهُ لَهُ ) (50) . فقال المأمون : لقد شفيت صدري يا بن رسول الله ،وأوضحت لي ما كان ملتبساً عليَّ ، فجزاك الله عن أنبيائه وعن الاِسلامخيراً[/align] (51) .
    ____________________________________
    (1)
    سورة طه : الآية 121 .
    (2)
    سورة البقرة : الآية 35 .
    (3)
    سورة الاَعراف : الآية 20 .
    (4)
    سورة الاَعراف : الآية 20 و21 .
    (5)
    سورة الاَعراف : الآية 22 .
    (6)
    سورة طه : الآية 121 و122 .
    (7)
    سورة آل عمران : الآية 33 .
    (8)
    سورة الاَعراف : الآية 190 .
    (9)
    سورة الاَعراف : الآية 189 و 190 .
    (10)
    سورة الاَعراف : الآية 190 .
    (11)
    سورة الاَنعام : الآية 76 .
    (12)
    سورةالاَنعام : الآية 76 .
    (13)
    سورة الاَنعام : الآية 77 .
    (14)
    سورة الاَنعام : الآية 77 .
    (15)
    سورة الاَنعام : الآية 78 و79 .
    (15)
    سورة الاَنعام : الآية 83 .
    (16)
    سورة البقرة : الآية 260 .
    (17)
    سورة البقرة : الآية 260 .
    (18)
    سورة القصص : الآية 15 .
    (19)
    سورة القصص : الآية 15 .
    (20)
    سورةالقصص : الآية 16 .
    (21)
    سورة القصص : الآية 15 .
    (22)
    سورة القصص : الآية 17 .
    (23)
    سورة القصص : الآية 19 .
    (23)
    سورة الشعراء : الآية 20 .
    (24)
    سورة الشعراء : الآية 19 .
    (25)
    سورة الشعراء : الآية 21 .
    (27)
    سورة الضحى: الآية 6 .
    (28)
    سورة الضحى : الآية 7 .
    (29)
    سورة الضحى : الآية 8 .
    (30)
    سورة الاَعراف : الآية 143 .
    (32)
    سورة الاَعراف : الآية 143 .
    (33)
    سورة يوسف : الآية 24 .
    (34)
    سورة الاَنبياء : الآية 87 .
    (35)
    سورة الفجر : الآية 16 .
    (36)
    سورة الاَنبياء : الآية 87 .
    (37)
    سورة الصافات : الآية 143 و 144 .
    (38)
    سورة يوسف : الآية 110 .
    (39)
    سورةالفتح : الآية 2 .
    (40)
    سورة ص : الآية 5 ـ 7 .
    (41)
    سورة الفتح : الآية 1و2 .
    (42)
    سورة التوبة : الآية 43 .
    (43)
    سورة الزمر : الآية 65 .
    (44)
    سورة الاِسراء : الآية 74.
    (45)
    سورة الاَحزاب : الآية 37 .
    (46)
    سورةالاِسراء : الآية 40 .
    (47)
    سورة الاَحزاب : الآية 37 .
    (48)
    سورة الاَحزاب : الآية 37 .
    (49)
    سورة الاَحزاب : الآية 37 .
    (50)
    سورة الاَحزاب : الآية 38 .
    (51)
    عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2 ص 174 ـ 182 ب 15.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
    اللهم عجل لوليك الفرج
    احسنتم جزاكم الله كل الخير على الموضوع القيم
    حفظكم الله وسدد خطاكم لكل خير

    تعليق


    • #3
      جزاكِ الله خير الجزاء
      وجعل الله هذا ميزان حسناتك الكثيرة
      انشاء الله
      موفقة لكل خير
      sigpic

      اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
      آللهم آنصر العراق

      تعليق


      • #4
        مشكور الزينبي ع المرور والمشاركة

        تعليق


        • #5
          خادم الشيعة مشكور ع المرور والمشاركة

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X