إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شبهات حول التقليد: التقليد يستلزم الدور؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شبهات حول التقليد: التقليد يستلزم الدور؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قد يقال ان التقليد هو فعل من أفعال المكلف فلابد فيه من حكم للشرع المقدس فما من واقعة إلا ولله فيها حكم، وحينئذ يتوقف جواز التقليد على معرفة الحكم الشرعي، فإذا توقفت معرفة الحكم الشرعي على التقليد لزم الدور المحال؟
    وقد أشار السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) في مصباح المنهاج لهذه الشبهة، قائلاً: قالوا: Sان اصل وجوب التقليد ليس بتقليد لاستلزامه الدورR.
    وبتوضيح أكثر: إن أصل حجية تقليد المجتهد تتوقف على حجية تقليده في هذه المسألة، وحجية تقليده في هذه المسألة تتوقف على أصل حجية تقليده، فتكون النتيجة: إن أصل حجية تقليده تتوقف على أصل حجية تقليده...وهذا هو عين توقف الشيء على نفسه الذي هو الدور المحظور.
    Sفلا يمكن للعامي ان يقلد في هذه المسألة، اي يرجع الى مجتهد استنبط وجوب رجوع العامي على المجتهد للزوم الدور، وهو توقف حجية رأي المجتهد في هذه المسألة على حجية رأيهR([1]).

    والجواب: قد تقدم بيان موضوع التقليد اي المسائل التي يجب فيها ([2])، وهي خصوص الأمور التي لا يستطيع العامي معرفة حكمها، لتوقفها على معرفة الدليل ومسائل أخرى لا طاقة له بها، وأما الأحكام الواضحة المشهورة كوجوب الصوم والصلاة وحرمة السرقة والاعتداء فهي خارجة عن دائرة التقليد لوضوحها في الشريعة، وقد صرح الأعلام بذلك في بدايات رسائلهم العملية، فمثلاً قال السيد السيستاني (دام ظله)، في منهاجه: يجب على كل مكلف لم يبلغ رتبة الاجتهاد أن يكون في جميع عباداته ومعاملاته وسائر أفعاله وتروكه مقلداً أو محتاطاً، إلا ان يحصل له العلم...او يكون الحكم من ضروريات الدين او المذهب ـ كما في بعض الواجبات وكثير من المستحبات والمباحات ـ ويحرز كونه منها بالعلم الوجداني او الاطمئنان الحاصل من المناشئ العقلائية كالشيع وإخبار الخبير المطلع عليها([3]).
    ولزيادة التوضيح: إن اي مسلم، عندما يبلغ مرحلة التمييز من عمره التي هي قُبيل سن التكليف، يعي ان هذه الظاهرة ـ التقليد ـ من الظواهر الدينية، ويدرك بانها من الأساسيات والضروريات في امتثال الأوامر والنواهي الدينية.
    كما يعي ان المسلمين المتشرعين قد أخذوا بهذه الظاهرة جيلاً بعد جيل بما يعطيه اليقين بضرورة الأخذ بها ان لم يكن مجتهداً.
    فالوعي الوجداني عند المسلم العامي بضرورة رجوعه الى الفقيه، وإيمانه التلقائي بقيام سيرة المسلمين (المتشرعة) على ذلك ينتج لديه ـ وبشكل بديهي ـ وجوب التقليد.
    ومن هنا لا يحتاج المسلم العامي في مسألة وجوب التقليد الى ان يقلد من المجتهدين من يفتي بها فيستند في تقليده الى فتواه، لا لما قال الفقهاء من ان التقليد في مسألة وجوب التقليد يلزم منه الدور وهو محال، وإنما لأنه يملك الدليل على هذا الوجوب، إلا أنه دليل بديهي لا يحتاج معه الى إعمال فكر او إطالة نظر.


    ([1]) مصباح المنهاج، السيد محمد سعيد الحكيم: ص9.

    ([2]) تحت عنوان (بماذا نقليد).

    ([3]) منهاج الصالحين: ج1، باب التقليد: مسألة رقم: 1.



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X