إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

: مَشهدُ الحُزنِ العاشورائي وأسراره :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • : مَشهدُ الحُزنِ العاشورائي وأسراره :

    :: لقد استلهَمَ المُجَاهِدون الأبطالُ البَسَالةَ والشَجاعَةَ والقُوّةَ مِن الحُزنِ وإقامةِ المَجَالِسِ على سَيّدِ الشُهداءِ , عليه السلامُ , والبكاءِ عليه , فهبّوا للدفاعِ عن البلادِ والعِبَادِ والمُقَدّسَاتِ وحفظوها ::
    :نتحدّثُ إليكم عن مسألةِ الحُزنِ العاشورائي وأهميته , وإنَّ مسألةَ عاشوراءِ الحرامِ , وما حدثَ من معركةٍ أو فاجعةٍ أو واقعةٍ في مثلِ شهرِ محرمٍ الحرامِ قُتِلَ فيها الإمامُ الحُسَين , عليه السلامُ , وسُفِكَ دمه الطاهر , تُمثّلُ مَشهداً عظيماً دعا الأئمةَ الطاهرين, عليهم السلامُ , إلى التركيزِ على موضوعةِ إظهارِ الحزنِ فيه وتعظيم أمرِ الحسين , وذلك هو اليومُ الذي أقرحَ جفون المعصومين , عليهم السلامُ , وعن الإمامِ الرضا , عليه السلامُ , أنّه قال :إنَّ يومَ الحُسين أقرحَ جفوننا ، وأسبلَ دموعنا ، وأذلَ عزيزنا ، بأرضِ كربٍ وبلاءٍ ، أورثتنا الكربَ والبلاءَ إلى يومِ الانقضاءِ ، فعلى مِثلِ الحُسين فليبك الباكون ،. )
    :الأمالي , الصدوق, ص191,:....:
    .. إنَّ مشهدَ عاشوراءِ إلى ألآن لم يُكشَف النقاب عن كلِّ ما فيه ,مما دعا ذلك الأئمةَ المعصومين , عليهم السلامُ , إلى وضعِ أسس شرعيّةٍ لمشهدِ الحزنِ على سيّد الشهداء , الإمامِ الحُسين , عليه السلامُ , تمثّلَتْ بتراثٍ ضخم جداً يمتّدُ إلى 255سنة بالمقدار العلني بدءاً بالنبي الأكرم, صلى اللهُ عليه وآله وسلّم, إلى آخرِ يومٍ في حياةِ الإمام الحَسن العسكري , عليه السلامُ , ومن ثمَّ هناك عشراتُ السنين ابتدأتْ بالإمام المهدي , عجّل اللهُ فرجه الشريف , وبواسطة سفرائه الخاصين ,.
    ومع هذا التراثِ الضخمِ للأئمة الأطهارِ , عليهم السلامُ , عقائداً وفقهاً وأخلاقاً وفكراً وسلوكا ,وكُلِّ ما يتعلقُ بشؤون الحياةِ فلقد أفردوا كَماً كبيراً من التراثِ يتعلّقُ بسيّد الشهداء ,وقصةِ استشهاده ,.

    .. إنَّ الغرضَ من هذا كلّه هو الحثُّ والتأكيدُ على مسألةٍ مهمةٍ ألا وهي مسألةُ شهادةِ ومظلوميةِ الإمام الحُسين , عليه السلامُ , في واقعةِ الطف الأليمةِ ,والتي أريدَ لها أن تُقرأَ طولاً من جهةِ ما قبل الإمامِ الحُسين , وإلى ما بعده ,.

    :.. إنَّ حالةَ الحزنِ على الإمامِ الحُسينِ , هي حالة ليستْ بالدخيلةِ وإنما هي حالةٌ أصيلةٌ ومَكينةٌ في تراثِ المعصومين , عليهم السلامُ , بحيث اهتم بها النبيُ الأعظمُ والأئمةُ المعصومون ,وقد بكى النبي الأكرمُ , على الإمامِ الحُسين , وبحضورِ أم سلمة , وبعض الصحابة كابن عباس , وكذا فعلَ الإمام علي , عليه السلامُ , عندما جاء من صفين ومرّ بكربلاء , وكذا صنعَ الإمامُ الحسنُ , عليه السلامُ , إذ قالَ : (ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله )
    :الأمالي , الثقةُ الصدوقُ ,ص 177,.:

    :..إنَّ ثقافةَ البكاءِ والحزنِ على الإمام الحُسين , عليه السلامُ , هي ثقافةٌ مَكينةٌ وراسخةٌ في فكرِ وسلوكِ الأئمةِ المعصومين , عليهم السلامُ, وقد أذكوها وأحيوها ممّا يستدعي ذلك الاستفهامُ بأّنه هل البكاءُ هو أمر عفوي ناشئ من قضية حدثتْ وانتهتْ ؟ أم لا بدّ من وجود سر عظيم لمشهدِ الحزن العاشورائي ؟
    وبعد هذه القرون الطويلةِ نجدها تتجددُ وبزيادةٍ في الأعدادِ الغفيرةِ وفي كلّ عامٍ ,.

    :.. إنَّ هذا الأمرَ يُلفتُنَا إلى حِكمَةٍ عظيمةٍ ومُهمةٍ جدا وهي أنّه لا شكّ أنّ لكلّ فعلٍ ردّةَ فعلٍ تٌقابله وتساويه في المقدار وتعاكسه في الاتجاه ,وكما هو مُقررٌ في العلوم الطبيعية كالفيزياء والرياضياتِ , وقد تكون هذه ردة الفعل معلومة في هذه العلوم , والمقاييس تختلفُ في ذلك في حياتنا الاجتماعية من حيث الجزاءِ والتحديدِ وكذلك في الشرعِ الحكيم في باب القصاص والدياتِ ,والإتلافِ ,وقد يتجاوزُ الإنسانَ حده في الجزاءِ ويكون ظالما ومعتديا ,
    ولكن الأمرَ مختلفٌ مع مشهدِ عاشوراء الإمام الحُسَين , عليه السلامُ , لأنّا لا نعرفَ جزاءَ محدداً للجريمة التي حدثتْ في واقعةِ الطفِ الأليمةِ ,وأنَّ الأمرَ مرتبطٌ بموقعِ ومقامِ ومنصبِ الإمام المعصوم الحُسين ,وهذا منصبٌ جعله اللهُ تعالى له , وليس له أن يتنازلَ عنه , وهو مرتبةٌ رتبه اللهُ تعالى فيها ,وموقعٌ مرتبطٌ بعالمِ الآخرةِ ,

    وإذ يمثّلُ امتداداً وجودياً لمقامِ النبوة المحمدية الشريفةِ ,:(( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ))(124)البقرة,.

    .. إنَّ ردودَ الفعلِ إزاءَ جريمةِ عاشوراءِ عصيّةٌ على أفهامنا ,ولا نستوعبَ تحديدها ,لِما لها من خصوصيةٍ لا تتكررُ في التاريخِ لا قبلاً ولا بعدا.

    ..ولذلك اهتمَ بها النبي وأهل بيته الطاهرين اهتماماً شديدا , حتى ركّزَ النبي الأكرمُ على موقعيّةِ الإمامةِ المَجعولةِ ربّانيّا في كلّ الأحوالِ في حديثه الشهير(الحَسَنُ والحُسيَنُ إمامان قاما أو قعدا ) في إشارةٍ منه لعظمِ المنزلةِ وعدمِ قابلية التنازلِ عن هذا الحقِّ العظيمِ , وأنّه محفوظٌ في نفسه , ولا علاقةَ له بالخلافة الظاهرية وقيامها ,
    وهذا الموقعُ الكبير إلهيّا هو الذي يدفعُ المؤمنينَ به إلى الدفاعِ عنه ونصرته , وكذا وضحتْ الزياراتُ في بعض فقراته هذا الأمرَ الخطيرَ ,ومدى ارتباطه بعالم الملكوت قبل عالم الأرضِ ,..

    ..عندنا في الرواياتِ المُعتبرةِ وفي عقيدتنا أنَّ الملائكةَ شعثا وغبرا تندبُ الإمامَ الحُسَين , عليه السلامُ ,
    ويبكونه جزعا ,لأنَّ دمه الطاهر قد سكنَ جنّةَ الخُلدِ ,.

    والأنبياءُ تبكي على الإمامِ الحُسَين , عليه السلامُ , ويستأذنونَ اللهَ تعالى لزيارته.

    :.. إنَّ من أهدافِ الإمام المهدي , عليه السلامُ ,الأساسيةِ هو أن يجعلَ واقعةَ الطفِ في مَشروعه القابلِ ,
    وقد نبّهتْ الرواياتُ لذلك في الدعاء بطلبِ النصرةِ مع إمام منصورٍ من أهل بيت محمدٍ ,
    (
    يا أبا عبد الله بأبي أنت وأمي لقد عَظُمَ مَصابي بكَ ، فاسأل اللهَ الذي أكرمَ مَقامك أن يكرمني بك ، ويرزقني طلب ثارك مع إمامٍ منصورٍ مِن آلِ مُحَمّدٍ , صلى اللهُ عليه وآله ,.... )
    :كاملُ الزيارات, ابن قولويه,ص329,...:

    :..إنَّ الحزنَ العاشورائي له القدرة في تمييز الحقّ من الباطلِ , وإثارة الأسى والثورةِ وقد ابيضتْ عينا النبي يعقوب من الحزن على فراق ولده يوسف الحي , والذي عادَ إليه فيما بعد ,وليس في الحزنِ على سيد الشهداء مِن ضعفٍ بل هو حالةُ رفضٍ واندفاعٍ وقد تعلّم المُجاهدون الأبطالُ واستلهموا مِن مَجالسَ الحُسَين , كُلَّ مَعاني القوةِ والشجاعةِ
    والإقدام ِفي حفظِ البلادِ والعبادِ ,
    والدمعةُ الساكبة هي عبارةٌ عن ثورةٍ ووصولٍ للمعارف الحُسينية الشريفةِ ,.

    .. مِن الإمامِ الحُسَين , نتعلّمُ كيفَ تعاملَ مع أعدائه في عدمِ منعهم الماءَ وصنعَ ذلك في أحلكِ الظروف ,
    كما فعلَ أبوه أمير المؤمنين , عليه السلامُ , إذ لم يمنع أعدائه مِن الماءِ في صفين بخلافِ ما فعلَ معاويةُ بمنعه الماءِ..:

    وكذلك نتعلمُ مِن شعاراته ( مِثلي لا يُبايعُ مثله) ,( ومَن تخلفَ لم يبلغ الفتحَ) وغيرها ,.

    :... وعن حنان بن سدير عن أبيه قال : قال لي الإمامُ الصادق ُ, عليه السلامُ ,
    : يا سديرُ تزورُ قبرَ الحُسَين , عليه السلام , في كلّ يومٍ ؟قُلتُ : جُعلتُ فداك لا . قال : ما أجفاكم فتزوره في كُلّ جمعةٍ ؟ قُلتُ : لا . قال : فتزوره في كلّ شهرٍ ؟ قُلتُ : لا .قال : فتزوره في كلّ سنةٍ ؟ قُلتُ : قد يكون ذلك . قال : يا سديرُ
    ما أجفاكم بالحُسَين , عليه السلام , أما علمتم أنَّ للهِ ألفين مِن الملائكة ، وفي رواية ( التهذيب ) و ( الفقيه ) ألف ألف ملك شعثاً غبراً يبكون ويزورون لا يفترون ؟ وما عليك يا سدير أنْ تزورَ قبرَ الحُسَين , عليه السلام , في كل جمعة خمس مرات , وفي كل يوم مرة . قُلتُ : جُعلتُ فداك إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة .
    فقالَ : تصعدُ فوقَ سطحك ثم تلتفتُ يمنةً ويسرةً ثم ترفعُ رأسك إلى السماءِ,
    ثم تتحولُ نحو قبر الحُسَين, عليه السلام , ثم تقولُ : [ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ] . تُكتبُ لك زوره ، والزورةُ حَجةٌ وعَمرةٌ..:: .
    : مفاتيح الجنان , الشيخ عباس القمي ,ص685,...:
    _________________________________________________
    ::مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ,والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمد الصافي,
    دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليومَ ,
    الثامن مِن مُحرّمِ الحَرَامِ ,1439 هجري, التاسع والعشرين من أيلول ,2017 م.::

    ________________________________________________

    - تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
    :: كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ ::
    _______________________________________________


  • #2
    السلام على الحسين
    وعلى علي بن الحسين
    وعلى اولاد الحسين
    وعلى أصحاب الحسين
    السلام عليك يامولاي يا ابن عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك
    اللهم انصر قواتنا الامنية والحشد الشعبي المقدس الذين استلهموا من الحسين كل معاني التضحية والفداء من اجل الحفاظ على القيم والمبادئ والمقدسات
    الشكر لكم شيخنا الفاضل وبوركت جهودكم القيمة ولا حرمنا الله من وجودكم
    التعديل الأخير تم بواسطة الغاضري; الساعة 30-09-2017, 12:52 PM.
    مَوالِىَّ لا اُحْصى ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ

    تعليق


    • #3
      تقديري لكم أخي الكريم والله يحفظكم.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X