إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح عقائد الشيخ المظفر رحمه الله 4

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح عقائد الشيخ المظفر رحمه الله 4

    عقيدتنا في معجزة الانبياء
    س33 : نعتقد: أنّه تعالى إذ ينصّب لخلقه هادياً ورسولاً لابدّ أن يعرِّفهم بشخصه، ويرشدهم إليه بالخصوص على وجه التعيين، وذلك منحصر بأن ينصب على رسالته دليلاً وحجّة يقيمها لهم، إتماماً للّطف، واستكمالاً للرحمة. بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : ان قاعدة اللطف اللهي التي التزمت بلزوم بعث الانبياء لخلاص المكلفين من مقام الحيرة والنزعات فلا بد ان تستكمل تلك القاعدة بان يلطف العلي الحكيم ان يعرف نبيه لئلا يبقى الانسان في حيرة من امره في التّعرف على مدعي النبوة ,وذلك يتم بحسب ما افاده المصنف من خلال المعجزة المقترنة للنبوة وتطابقها .
    س34 : وذلك الدليل لابدّ أن يكون من نوع لا يصدر إلاّ من خالق الكائنات ومدبر الموجودات، أي: فوق مستوى مقدور البشر ... بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : شرع المصنف في بيان المعجزة وكيف تكون , ان المعجزة متقومة بعدة من الامور او الشروط :
    الشرط الاول : ان يعجز عن الاتيان بمثله, والاّ لما كانت معجزة فوق طاقة البشر,وهذا على نحو الدوام سواء للبشر المحققون في زمان النبي او فيما بعد ,بعبارة منطقية على نحو القضية الحقيقية ,والا لامكن ان يوجد من يخرق هذا الاعجاز فلا تكون معجزة , ومن هنا جاء تعريف المعجزة : وهي امر خارق للعادة مقرون بالتحدي على وجه يعجز الاتيان بمثله .
    قال الشيخ المظفر : ...وذلك الدليل لابدّ أن يكون من نوع لا يصدر إلاّ من خالق الكائنات ومدبر الموجودات، أي: فوق مستوى مقدور البشر، فيجريه على يدي ذلك الرسول الهادي .
    الشرط الثاني : ان تكون المعجزة مقترنة زمانا مع دعوى النبوة , بمعنى ان لا يوجد تخلل زماني بين المعجزة والدعوى بفاصل زمني, وإلا لا ربط بين الزمانين المنفصلين قال الشيخ المظفر ره : مع اقتران تلك المعجزة بدعوى النبوّة منه، لتكون دليلاً على مدّعاه، وحجة بين يديه .
    الشرط الثالث : ان تكون مناسبة ,بمعنى ان تكون على وفق عادة القوم لتكون اكثر تثبتا في قلوبهم ,وهذا يحتاج الى نوع من الايضاح : لنفرض ان الزمان الذي اشتهر في زمانه هو الطب ,وجاء النبي بالفصاحة وتحداهم بها ,فهذا مما لا يناسب اقناعهم وانقيادهم له ,لان الامرين مختلفان من حيث العمل والتثبت فيشكل حينئذٍ ,لانهم لاتخصص لهم بهذا المجال , قال الشيخ المظفر ره : ولاجل هذا وجدنا أنّ معجزة كل نبي تناسب ما يشتهر في عصره من العلوم والفنون، فكانت معجزة موسى (عليه السلام) هي العصا التي تلقف السحر وما يأفكون، إذ كان السحر في عصره فنّاً شائعاً، فلما جاءت العصا بطل ما كانوا يعملون، وعلموا أنّها فوق مقدورهم وأعلى من فنّهم ... وكذلك كانت معجزة عيسى (عليه السلام)، وهي إبراء الاكمه والابرص وإحياء الموتى، إذ جاءت في وقت كان فن الطب هو السائد بين الناس، وفيه علماء وأطباء لهم المكانة العليا، فعجز علمهم عن مجاراة ما جاء به عيسى (عليه السلام), ومعجزة نبيّنا الخالدة هي القرآن الكريم، المعجز ببلاغته وفصاحته، في وقت كان فن البلاغة معروفاً ...
    الشرط الرابع : ان لا تكون المعجزة معكوسة ,اي تكون مخالفة للدعوى, كما هو الحال فيمن ادعى النبوة ولم تطابقه المعجزة ,والشواهد كثيرة في ذلك .
    عقيدتنا في عصمة الانبياء
    س35 : ونعتقد: أنّ الانبياء معصومون قاطبة، وكذلك الائمة عليهم جميعاً التحيات الزاكيات، وخالَفَنا في ذلك بعض المسلمين، فلم يوجبوا العصمة في الانبياء، فضلاً عن الائمة. بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : شرع الماتن ره في بيان اعتقادنا في عصمة الانبياء ع ,واعتقادنا في ذلك ان الانبياء ع كلهم معصومون من قبل البعثة الى اخر حياتهم , واما عند غير اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام فالكلام يقع في امرين :
    الامر الاول : ان الافعال الصادرة من الانبياء ع تقع على انحاء اربعة
    أ ـ الاعتقاد الديني ,اي مايعتقده نفس النبي عن دينه من اصول وفروع .
    ب ـ الفعل الصادر عنهم ع من الافعال الدينية ,اي كل فعل عبادي كالصلاة والصيام ,والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
    ج ـ تبليغ الاحكام ونقل الشرائع ,وهذا واضح .
    د ـ الافعال المتعلقة بهم في الدنيا ,كـ الاكل والشرب والجلوس ,كل امر دنيوي .
    الامر الثاني : الاقول في المسألة :
    اما القسم الاول ,فقد اتفق العقلاء على امتناع الخطأ فيه , الا ما نقل عن الخوارج وهم الفُضيليّة من تجويز الكفر عليهم ,لان المعصية عندهم كفر ,وجوزا صدور المعصية منهم .
    اما القسم الثاني , فقد اختلف الناس فيه :فجوز بعضهم الكبائر عليهم ,ومنهم من منع الكبائر وجوزا الصغائر ,واما الامامية فمنعوا من ذلك القسمين عمدا وسهوا قبل النبوة وبعدها .
    واما القسم الثالث , فقد اتفق الجمهور على المنع من الخطأ فيه عمدا وسهوا .
    واما القسم الرابع , فقد جوز اكثر الناس السهو عليهم فيه ,وخالف في ذلك الامامية ,وهو الحق لما سوف يعرضه المصنف من الدليل على عصمتهم ع .
    س36 : والعصمة: هي التنزُّه عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها، وعن الخطأ والنسيان، وإن لم يمتنع عقلاً على النبي أن يصدر منه ذلك . بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : شرع الماتن في بيان تعريف العصمة ,وهو واضح كما يبدوا ,فلا حاجة الى مزيد من البيان وقد تقدم نحو من التفصيل في ذلك , لكن لدينا سؤال مهم وهو انه هل يجوز العقل على النبي صدور المعاصي ام لا ؟ الجواب عن هذا التساؤل يحتاج الى مقدمة : حاصلها انه ما هو المانع من صدور المعاصي من اي شخص؟ اما صارف نفساني او العصمة التي تنير له الحقائق .
    فهل يتصور من هذا الشخص وقوع الذنب او لا الجواب نعم انما المانع من جهة كونه معصوم فلهذا لا يقع والا بمقتضي بشريته فهو انسان متمكن من فعل اي شيء والعقل لا يمنع منه ابدا ,وبعبارة ادق : ان الممتنع هو الممتنع وقوعا لا عقلا ,فهو مستحيل وقوعا ممكن عقلا ,ففهم .
    س37 : والدليل على وجوب العصمة: أنّه لو جاز أن يفعل النبي المعصية، أو يخطأ وينسى، وصدر منه شيء من هذا القبيل، فإمّا أن يجب إتّباعه في فعله الصادر منه عصياناً أو خطأً، أو لا يجب: ... بين كلام المصنف ؟
    الجواب : هذا شروع من الماتن ره في بيان الدليل الدال على عصمة الانبياء ع وهو كالاتي : ان النبي مع كونه نبي اذا صدرت منه المعصية ,فلا يخلوا اما انه واجب الاتباع والطاعة والانقياد ,او لا فعلى الاول يلزم تجويز المعصية من الله تعالى , لانه هو الامر بألاتباع له ,وهو محال في حقه , واما من الثاني فحينئذٍ ينافي مقتضى النبوة ,انما بُعث الانبياء ع لتعريف الناس الاحكام وإظهار الشرائع ,وعليه يلزم التوقف في صحة قوله ,لاحتمال الكذب في التبليغ .
    عقيدتنا في الانبياء وكتبهم
    س38 : نؤمن على الاجمال بانّ جميع الانبياء والمرسلين على حق،كما نؤمن بعصمتهم وطهارتهم ... بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : شرع الماتن ره بعد ان عرض عصمتهم اجمعين ,ولتوضيح هذا المطلب نسأل هذا السؤال : انه بعد ان ثبت ان الانبياء معصومون ,ونحن لا نعلم اسمائهم وكتبهم وشرائعهم فهل يجب علينا معرفتهم تفصيلا اولا ؟
    الجواب : لايجب ذلك قال المصنف ره : أمّا المعروفة أسماؤهم وشرائعهم، كآدم ونوح وإبراهيم وداود وسليمان وموسى وعيسى وسائر من ذكرهم القرآن الكريم بأعيانهم، فيجب الايمان بهم على الخصوص ... فان المعرفة مخصوصة حينئذٍ بمن ذكره القران الكريم على وجه الخصوص واما البقية فاجمالا .
    وقال ايضا : وأمّا التوراة والانجيل الموجودان الان بين أيدي الناس، فقد ثبت أنّهما محرّفان عمّا أنزلا، بسبب ما حدث فيهما من التغيير والتبديل والزيادات والاضافات بعد زماني موسى وعيسى (عليهما السلام)بتلاعب ذوي الاهواء والاطماع ... وعليه يتلخص من كلام المصنف ان كلمة (اجمالا) افرزت احتمالين وكلاهما مراد :
    الاول : ان الاجمال من ناحية معرفتهم الشخصية بأجمعهم .
    الثاني : ان الاجمال من ناحية معرفة شرائعهم وكتبهم .

    عقيدتنا في الاسلام
    س39 : قال ره : وإذا كنّا نشاهد اليوم الحالة المخجلة والمزرية عند الذين يسمّون أنفسهم بالمسلمين، فلانّ الدين الاسلامي في الحقيقة لم يطبَّق بنصه وروحه، ابتداء من القرن الاول من عهودهم، واستمرت الحال بنا ـ بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : يتعرض المصنف ره في هذه الأسطر الى اشكالية حاصلها : انه اذا كان الدين هو دين رحمة ودين يحكمه القانون اللهي فلماذا نرى عكس ذلك كله وخير دليل ان الحالة المزرية التي يعيشها المسلمون منذ العصر الاول والى يومنا الحاضر فاين السبب في ذلك ؟.
    الجواب :يجيب المصنف ره عن هذه الاشكالية بعدة من الامور
    الاول : فلانّ الدين الاسلامي في الحقيقة لم يطبَّق بنصه وروحه , اي ان الخلل في التطبيق وليس بالنظرية التي جاء بها الدين او القانون ككل
    الثاني : نحن الذين سمّينا أنفسنا بالمسلمين ـ من سيّء إلى أسوأ إلى يومنا هذا، فلم يكن التمسّك بالدين الإسلامي هو الذي جر على المسلمين هذا التأخّر المشين، بل بالعكس: إنّ تمرُّدهم على تعاليمه، واستهانتهم بقوانينه، وانتشار الظلم والعدوان فيهم، من ملوكهم إلى صعاليكهم ومن خاصتهم إلى عامتهم . اي من الرغم بعدم التمسك صرنا نسيء الى الدين بسبب هذا التخلف عن الدين قال ره : ...هو الذي شلَّ حركة تقدّمهم، وأضعف قوّتهم ,اي بسبب الإساءة بانتشار الظلم والعدوان
    الثالث : انشغال المسلمون بأشياء, نستطيع التعبير عنها بالامور الثانوية التي ادت الى الابتعاد عن روح الاسلام حتى وصل الحال الى تكفير بعضهم البعض كما هو الحال في محنة خلق القران وامثال غيرها,وتركوا السلطة الفاسدة التي تبعث روح الفساد وظلمهم للمسلمين , قال رحمه الله : فانشغلوا عن جوهر الدين وعن مصالحهم ومصالح مجتمعهم: بأمثال النزاع في خلق القرآن، والقول بالوعيد والرجعة، وأنّ الجنة والنار مخلوقتان أو سيخلقان، ونحو هذه النزاعات التي أخذت منهم بالخناق، وكفّر بها بعضهم بعضاً، وهي إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ على انحرافهم عن سنن الجادّة المعبّدة لهم، إلى حيث الهلاك والفناء... ويوم تمكّن الغرب المتيقظ ـ العدو اللّدود للاسلام ـ من أن يستعمر هذه البقاع المنتسبة إلى الاسلام، وهي في غفلتها وغفوتها، فيرمي بها في هذه الهوّة السحيقة ...

    عقيدتنا في القرآن الكريم
    س40 : نعتقد: أنّ القرآن هو الوحي الالهي المنزَّل من الله تعالى على لسان نبيه الاكرم فيه تبيان كل شيء، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها ...بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : شرع الماتن ره في بيان المعجزة الخالدة للنبي الاكرم ص الا وهي القران الكريم ,وعبر عنها المصنف بالخالدة في قبال المعاجز الوقتية التي حصلت له ص من قبيل انشقاق القمر وتسبيح الحصى وغيرها من المعاجز الكثيرة .
    والذي نريد ان نفهمه الان من كلامه ره ان القران هو الوحي الالهي المنزل ,وهنا اشارة لطيفة من المصنف ره في بيان حقيقة القران الكريم ,ولبيان ذلك نشرع بالبيان التالي :
    ماهو المراد من القران الكريم حقيقة: المراد منه هو تبيين حقيقة القران ,وانه ليس هو النقوش و الالفاظ المكتوبة او الملفوظة , نقول : ان القران ذو حقيقة تكوينية بمعنى ان القران لا تنحصر درجاته بهذه الالفاظ وهذه العبارات , وان هذا الوجود للقرآن هو المعبر عنه بالكتبي , واما القران حقيقة هو الوجود التكويني ويدل على هذه المرتبة مجموعة من الشواهد :
    أ ـ ان نزول القران يعرب عن كونه كان ذو حقيقة مجردة ثم نزل على الخاتم ص بوجود مادي كتبي .
    ب ـ بعض الايات التي تندد باثاره العجيبة والخارقة التي لا يمكن حملها على هذا الوجود الاعتباري منها قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا)الرعد :31 حيث انه قد ذكر في شأن النزول ان قريش اقترحت على النبي ص ان يباعد جبال مكة , لان مكة كانت ضيقة من حيث المساحة فتتوسع ,وطلبوا منه ان يحيي لهم قصي جده واجدادهم ليكلموهم ,فالله تعالى لو اظهر تلك الاثار بالقران لما امنوا , وهذه الاثار لا تفترض للكتاب الاعتباري .
    ج ـ قوله تعالى (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الحشر : (21) , وواضح ان المقصود في هذه الاية ليس القرطاس والورق الذي كتب عليه القران له هذه الخصوصية , ولم ينزل على صدر النبي ص هذا الكتاب الاعتباري ,بل مانزل عليه هي تلك المعاني الحقيقية التكوينية التي تدل عليها تلك العبارات فكل لفظ يختبىء خلفه معنى حقيقي ملكوتي .
    د ـ قوله تعالى (بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)البروج : (12)و (22) وفيها دلالة واضحة على انه حقيقة مكنونة في لوح محفوظ .

    س41 : وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزّل على النبي، ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه، وكلّهم على غير هدى . بين كلام الماتن ره ؟
    الجواب : يتعرض المصنف ره الى بيان اشكالية مثارة ,وكثيرة ماهي الاشكالات التي تثار على اتباع مدرسة اهل البيت ع ,هذه الاشكالية باتت تعرف بشبهة تحريف القران معتمدة على أساس روايات في كتاب الكافي وغيرها تفضي الى وجود تحريف في الايات القرانية , منها على سبيل المثال لا الحصر ,... واما ما هو كان على خلاف ما انزل الله فهو قوله " كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فقال ابوعبدالله عليه السلام لقاري هذه الآية " خير امة " يقتلون امير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليه السلام؟ فقيل له وكيف نزلت يابن رسول الله؟ فقال انما نزلت " كنتم خير ائمة اخرجت للناس " الا ترى مدح الله لهم في آخر الآية " تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "[1]
    قلنا ان ذلك محمول على ان القران منزَّل مع التأويل ولما جمع حذف التأويل وبقي الاصل ,ومع قطع النظرعن البحث السندي لتلك الروايات التي اغلبها مراسيل .
    والان ننقل شواهد من اتباع مدرسة الصحابة على ذلك :
    (عن عمر قال لولا ان يقول الناس ان عمر زاد في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي) (البخاري ج4 ص152و135 باب الشهادة عند الحاكم في ولاية القضاء..)
    ونقول : هذا يعني ان الخليفة عمر قائل بالنقص' لأن آية الرجم ليست في القرآن وهو لم يقل بنسخ التلاوة لأنه يريد ان يكتبها ولكن يخاف من قول الناس' ولذا نقل السيوطي عن صاحب البرهان للزركشي انه قال :(ظاهره ان كتابتها جائزة وانما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج مايمنعه فاذا كانت جائزة لزم ان تكون ثابتة لأن هذا شأن المكتوب (الاتقان الجزء 2 الصفحة 26 ).[2]
    وفي سنن الترمذي ما جاء :
    3249 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ح قَالَ وَحَدَّثَنَا الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِى يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ قَالَ أَمَرَتْنِى عَائِشَةُ رضى الله عنها أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا فَقَالَتْ إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الآيَةَ فَآذِنِّى (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا فَأَمْلَتْ عَلَىَّ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَصَلاَةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ وَقَالَتْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. وَفِى الْبَابِ عَنْ حَفْصَةَ.
    قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
    هل نقول ان مسالة تحريف القران قد اجمع عليها المسلمون ؟!
    س42 : ومن دلائل إعجازه: أنّه كلّما تقدّم الزمن وتقدّمت العلوم والفنون، فهو باق على طراوته وحلاوته، وعلى سموّ مقاصده وأفكاره، ولا يظهر فيه خطأ في نظرية علمية ثابتة، ولا يتحمل نقض حقيقة فلسفية يقينية ...بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : شرع الماتن ره في بيان معنى انه معجزة ,وللقران الكريم معاجز كثير حيث ذكر من الفنون والعلوم الغريبة اكثر من ان تحصى ,وبما ان المقام لا يسع لذكرها سوف نقصر الكلام على مراد المصنف ره من خلال التقرير الاتي :
    جاء في ذيل هذه الاية المباركة قوله تعالى افلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) النساء – 82
    يعرض العلامة الطبطبائي ره في الميزان في ذيل هذه الاية بتحدي القران بعدم الاختلاف فيه ,ولنعرض ذلك على المقدمات التالية :
    الاولى : إن من الضروري أن النشأة نشأة المادة و القانون الحاكم فيها قانون التحول و التكامل فما من موجود من الموجودات التي هي أجزاء هذا العالم إلا و هو متدرج الوجود متوجه من الضعف إلى القوة و من النقص إلى الكمال في ذاته .
    الثانية : ان هذا التحول والتكامل يتوسل به الانسان بواسطة التفكر ,قال ره :...لا يزال يتحول و يتكامل في وجوده و أفعاله و آثاره التي منها آثاره التي يتوسل إليها بالفكر و الإدراك، فما من واحد منا إلا و هو يرى نفسه كل يوم أكمل من أمس و لا يزال يعثر في الحين الثاني على سقطات في أفعاله و عثرات في أقواله الصادرة منه في الحين الأول، هذا أمر لا ينكره من نفسه إنسان ذو شعور.
    الثالثة : ان القران الكريم كان ينزل على مدار 23 سنة باحوال مختلفة ومناسبات وظروف مختلفة ايضا قال ره : و هذا الكتاب جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نجوما و قرأه على الناس قطعا قطعا في مدة ثلاث و عشرين سنة في أحوال مختلفة و شرائط متفاوتة في مكة و المدينة في الليل و النهار و الحضر و السفر و الحرب و السلم في يوم العسرة و في يوم الغلبة و يوم الأمن و يوم الخوف، و لإلقاء المعارف الإلهية و تعليم الأخلاق الفاضلة و تقنين الأحكام الدينية في جميع أبواب الحاجة، و لا يوجد فيه أدنى اختلاف في النظم المتشابه كتابا متشابها مثاني، و لم يقع في المعارف التي ألقاها و الأصول التي أعطاها اختلاف يتناقض بعضها مع بعض و تنافي شيء منها مع آخر ...
    إذن تحصل الى هنا ان كل ما في الوجود في سير دائم وتكامل دائم ,إلا القران الكريم فهو باقي على حاله ويواكب العصور مع بقاء هيمنته ,هذا ما إفادته المقدمة الاولى ,واما الثانية إفادة ان التحول يكون بواسطة عملية التفكير المستجدة لدى الانسان بسبب ما يراه من التحول الدائم من يوم إلى يوم اخر ,وهذا بخلاف القران الكريم ,واما الثالثة أفضت ان كل ماتقدم الزمن بالإنسان يواكب عصرا جديدا وظروفا تختلف ,مما يتطلب الى تجديد نظامه وأولياته ... وهذا بخلاف القران الكريم فهو باق ٍ على طراوته وحلاوته .
    طريقة إثبات الاسلام والشرائع السابقة
    س43 : لو خاصمنا أحد في صحّة الدين الاسلامي، نستطيع أن نخصمه بإثبات المعجزة الخالدة له، وهي القرآن الكريم، على ما تقدّم من وجه إعجازه ; وكذلك هو طريقنا لاقناع نفوسنا عند ابتداء الشك والتساؤل اللّذين لابدّ أن يمرّا على الانسان الحر في تفكيره عند تكوين عقيدته أو تثبيتها. بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : هذا شروع من الماتن ره في بيان كيفية اثبات الشريعة السمحاء ,وكيف للانسان ان يبحث عن دينه وهل يجب الفحص عن الاديان السابقة ام لا ,ولماذا ؟ ,يطرح المصنف عدة من التساؤلات ويبدوا واضحا ان هذه التساؤلات من الامور التي ينبغي الوقوف عليها بحذر لأهميتها على سلوك الانسان ,لان في عدم طي هذه المجموعة من الاسئلة التي قد تختلج نفسه ,بل لابد منها سوف يصل الى نتائج قد تكون وخيمة وصعبة الاندراس خصوصا مع القطع واليقين ,حيث بها يثبت عنده صحة معتقده وشرائع دينه , لبيان الاجابة عن هذه التساؤلات لابد من طرح هذه المقدمات :
    المقدمة الاولى : كيف نقنع انفسنا ان الدين الاسلامي هو الدين الصحيح , وهنا نجيب بان معجزة الانبياء اجمعين حيث كانت هي لاثبات صدق مدعاهم على نبوتهم من حيث اقامة الشريعة التي جاءوا بها الى هداية البشر, وقد تقدم الكلام حول معجزة الانبياء, وشروط المعجزة اما الان نقول :ان المعجزة هي بعينها كانت الدليل على صحة اثبات شريعة الانبياء ,وحيث كانت معاجز الانبياء التي هي الدليل على صحة مداعاهم, لم تكن هي نفس الشريعة بل كانت كدليل على صحة نبوتهم فقط ,كعصا موسى وشفاء المرضى من عيسى عليهم السلام,فكيف اذا كانت المعجزة او الدليل هو نفس الشريعة و القوانين ,كالقران الكريم الذي يعد في الوقت نفسه دليل على صحة الشريعة, وهو نفس الشريعة ,فيجعل من نفسه دليل على حصة التثبت على الدين من هذين الناحيتين اعني كونه دليل معجز ,وقانون سماوي .
    المقدمة الثانية : هل يجب الفحص على الاديان السابقة ام لا؟ فأذا كانوا الانبياء ع على حق لماذا لايجب اتباع شرائعهم ؟
    الجواب :بحسب ما أسسته قاعدة اللطف الالهي ان الله تعالى لاياتي بشريعة فاسدة اما الشرائع السابقة فانا نؤمن انها قد نسخت ,وما نسخ وعُدم لايسأل عنه ,والفحص عنه ,لان المعدوم بالنسخ قد زال حكمه بالشريعة اللاحقة ,نعم يجب الاعتقاد الجازم بما اخبر به النبي الكريم ص وبالتصديق بهم وكتبهم بمعنى انهم اصحاب شرائع , واما الاخذ بكتبهم والاخذ بشرائعهم فلا ,وذلك للأسباب التالية :
    أـ ان الشريعة اللاحقة تنسخ الشريعة السابقة ,لان الأحكام تختلف تبعا للظروف والأزمان
    ب ـ لو سلمنا بجواز العمل بها ,لكنها قد حرفت بسبب الاهواء وضعاف النفوس وحيث لم تكن بحد ذاتها من المعاجز حتى لا يعتريها التحريف والتبديل .
    ج ـ نحن كمسلمين نعتقد ان ما جاء به الله تعالى هو الحق والصواب فنحن تعبدا بما جاء به القران الكريم متمسكون ,قال الله تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ال عمران(85)
    المقدمة الثالثة : كيف للانسان اذا اراد ان يعتنق دينا من الاديان ان يفحص ويتأكد عن صحة ذلك الدين ويبتغيه ؟
    الجواب : ان الله تعالى خلق الانسان مختارا في جميع انحاء مجالاته سواء على المستوى الاجتماعي او الفكري فهو حر كيف شاء ,فعليه ان ينظر ويتفحص عن صحة المذاهب والاديان بعيدا عن العاطفة والميول النفسية فيرى في اصول اعتقاداته من التوحيد الى المعاد ,ليصل بالنهاية الى نتيجة حاسمة تضعه امام الواقع الذي لايفر منه فتحصل لديه قناعة ان ما توصل اليه هو الحق ,لكن كما نبهنا بعيدا عن روح التعصب الفكري ,فان مجرد اعتناق اي مذهب من دون دراية لما في المذاهب الأخرى امر بغاية الخطورة ,وقد قلنا سابقا انه قد يصل الى نتائج وخيمة جدا .
    الجدير بالذكر ان الله تعالى قال : (لا اكراه في الدين) قد يتمسك بها البعض كذريعة للتملص او اعتناق اي مذهب ديني على اساس انه لا اكراه في الدين فأن الله تعالى جعل الانسان حرا ولم يكره على دين بعينه ,وفي الحقيقة هذا التفسير خطأ محض ,انما صرحت الاية انه لا اكراه في الدين بعد تماميته ,وبعبارة ان البعض يُسيء الفهم ويعطي نوع من الفهم بحسب المزاج التفسير بالراي ويتغافل في ان الدين الاسلامي جاء ليحرر الانسان من عبودية الاوثان , فكيف يترك له الحرية في اتخاذ قرار خطير حتى ينتحل دين غير الاسلام وهو القائل عز وجل (ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) والصحيح ان الدين لا اكراه فيه قد تبين الرشد من الغي ...ويقول السيد الشهيد محمد باقر الصدر : "انما يهدف القران الكريم حين ينفي الاكراه في الدين الى ان الرشد قد تبين من الغي ,والحق تميز عن الضلال ,فلا حاجة الى الاكراة مادام المنار واضحاً والحجة قائمة..."[3]
    نعم لو لم يثبت لدى الانسان صحة الدين الاسلامي يجب عليه الفحص على صحة الشريعة السابقة قال الشيخ المظفر ره : نعم، لو بحث الشخص عن صحّة الدين الاسلامي، فلم تثبت له صحّته، وجب عليه عقلاً ـ بمقتضى وجوب المعرفة والنظر ـ أن يبحث عن صحّة دين النصرانية، لانّه هو آخر الاديان السابقة على الاسلام، فإن فحص ولم يحصل له اليقين به أيضاً وجب عليه أن ينتقل فيفحص عن آخر الاديان السابقة عليه، وهو دين اليهودية حسب الفرض، وهكذا ينتقل في الفحص حتى يتم له اليقين بصحّة دين من الاديان .

    عقيدتنا في الامامة
    ملاحظة : ان البحث عن الامامة هو متفرع عما سبق قال الشيخ المظفر ره : واختلاف المذاهب والاراء، وتشعّب الفرق والنحل ـ أن يسلك الطريق الذي يثق فيه أنّه يوصله إلى معرفة الاحكام المنزَّلة على محمّد صاحب الرسالة، لانّ المسلم مكلَّف بالعمل بجميع الاحكام المنزَّلة في الشريعة كما أُنزلت , ولكن كيف يعرف أنّها الاحكام المنزَّلة كما أُنزلت، والمسلمون مختلفون، والطوائف متفرّقة، فلا الصلاة واحدة، ولا العبادات متّفقة، ولا الاعمال في جميع المعاملات على وتيرة واحدة! فماذا يصنع؟ وأوّل ما يقع التساؤل فيما بينه وبين نفسه أنّه هل يأخذ بطريقة آل البيت أو يأخذ بطريقة غيرهم؟ وإذا أخذ بطريقة آل البيت، فهل الطريقة الصحيحة طريقة الامامية الاثني عشرية أو طريقة من سواهم من الفرق الاخرى؟ ثمّ إذا أخذ بطريقة أهل السنّة فمن يقلِّد من المذاهب الاربعة أو من غيرهم من المذاهب المندرسة؟ ...ولاجل هذا وجب عليناـ بعد هذاـ أن نبحث عن الامامة، وأن نبحث عمّا يتبعها في عقيدة الامامية الاثني عشرية.
    س44 : نعتقد: أنّ الامامة أصل من أُصول الدين، لا يتم الايمان إلاّ بالاعتقاد بها، ولا يجوز فيها تقليد الاباء والاهل والمربّين مهما عظموا وكبروا، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوّة, وعلى الاقل أنّ الاعتقاد بفراغ ذمّة المكلّف من التكاليف الشرعية المفروضة عليه يتوقّف على الاعتقاد بها ايجاباً أو سلباً، فاذا لم تكن أصلاً من الاُصول لا يجور فيها التقليد، لكونها أصلاً، فإنّه يجب الاعتقاد بها من هذه الجهة، أي من جهة أنّ فراغ ذمة المكلّف من التكاليف المفروضة عليه قطعاً من الله تعالى واجب عقلاً . بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : هذا شروع من الماتن ره في الفصل الثالث من هذا الكتاب ,وهو يختص في الاصل الثالث (الامامة) وما يتفرع عنها , وكلامه مبني على فهم جملة من الامور:
    الاول : ان الامامة من اصول الدين هذا ماعليه المشهور ,ويبدوا لي ان من قال انها من اصول المذهب قليل جدا ,ولايتم الايمان الا بالاعتقاد بها ,بيان ذلك: ان اصول الدين هي تلك الامور التي لابد من الاعتقاد بها والاقرار بها على وجه لايعتري الشك او الظن في تثبتها قلبا وطمئنانا ,ولابد للمسلم ان يقر بتلك المعارف ويتدين بها للوصول الى المعارف الدينية ,ومن تلك الوسائل التي يتوسل بها المكلف للوصول الى الحكم الشرعي هو الامام على طريقة الامامية .
    الثاني : قول المصنف ره : فاذا لم تكن أصلاً من الاُصول لا يجور فيها التقليد، لكونها أصلاً، فإنّه يجب الاعتقاد بها من هذه الجهة ... من باب فرض اقل التقادير بيان ذلك : ان الامامة لو لم تكن من اصول الدين تنزلا مع الخصم ,فهذا لا يصيرها من الفروع التي يجوز التقليد فيها فضلا عن وجوبه ,لان اعتبارها من اصول الدين سوف يكون على اقل تقدير ولو من جهة ان الاحكام الشرعية متوقفة على الاعتقاد بها ايجابا أي من الأصول أو سلبا أي ليست بأصل ,وبعبارة ممكن النظر اليها من الجنبة الشرعية ونعتبرها اصل لهذه التكاليف ,مع قطع النظر عن كون الدين يتوقف عليها كأصل .
    الثالث : ان الذي اوجب هذا التنزيل اعني ان ننظر الى الامامة من ناحية ان التكاليف متوقفه عليها ,مع الاغماض عن ان الدين متوقف عليها ,هو ان المكلف يعلم اجمالا ان ذمته مشغوله بتكاليف شرعية ولا تبرأ ذمته إلاّ من جهة الاعتقاد بالامامة وهو قاطع بذلك اعني ان ذمته مشغولة قال ره : فإنّه يجب الاعتقاد بها من هذه الجهة، أي من جهة أنّ فراغ ذمة المكلّف من التكاليف المفروضة عليه قطعاً من الله تعالى واجب عقلا, وليست كلّها معلومة من طريقة قطعية، فلا بدّ من الرجوع فيها إلى من نقطع بفراغ الذمة باتّباعه، أمّا الامام على طريقة الامامية، أو غيره على طريقة غيرهم.
    س45 : كما نعتقد: أنّها كالنبوّة لطف من الله تعالى، فلابدّ أن يكون في كل عصر إمام هاد يخلف النبي في وظائفه من هداية البشر، بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : يتعرض المصنف ره الى بيان الدليل على تنصيب مقام الامامة ,وهو نفس الدليل على لزوم بعث الانبياء ع ,فنقول ماهو الدليل على لزوم بعث الامام ؟الجواب : هو اللطف ,وقد مر بيان قاعدة اللطف فراجع .
    س46 : وعليه لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفروض الطاعة منصوب من الله تعالى، سواء أبى البشر أم لم يأبوا، وسواء ناصروه أم لم يناصروه، أطاعوه أم لم يطيعوه، وسواء كان حاضراً أم غائباً عن أعين الناس، إذ كما يصح أن يغيب النبي ـ كغيبته في الغار والشعب ـ صحّ أن يغيب الامام، ولا فرق في حكم العقل بين طول الغيبة وقصرها . بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : يتعرض المصنف ره في نهاية مطافه الى اشكالية وهي عدم حضور الامام وعدم قيامه بوظيفته وهي تبليغ الاحكام هو تعطيل لها . الجواب عن هذه الإشكالية سوف يأتي التفصيل فيه في عقيدتنا في الامام المهدي ع ,لكن نجيب بصورة اجمالية :
    اولا : ان الغيبة هو امر قد مر به اغلب الانبياء ع كـ غيبه موسى وغيبة النبي ص في الغار ,أيمكن القول ان غيبة النبي ص آثرت على انقياده للناس ؟ او ان غيبة عيسى ع ورفعه لا حكمة فيه او ان غيبة الخضر لا فائدة من وجوده ,بل ما تقولون في غيبة موسى حتى ان غيبته آثرت على ان عبدوا العجل واتخذوه اله من دون الله تعالى ,افلا يكون هذا اشنع ؟ من غيبة امام زماننا ؟
    ثانيا : ان الامام ليس وظيفته التبليغ والتدبير فقط ,بل له المقام الروحي الذي يعطي شحنة إيمانية للإنسان ,مما يدفع الانسان الى العمل ودوام العناية في تهذيب النفس وتزكيتها .
    ثالثا : وهم ودفع ,ربما يشكل, ان غيبة الامام كانت اطول من الناحية الكمية من غيبة الانبياء ع ؟
    الجواب عن هذا الاشكال : وهو منقوض في غيبة عيسى ع ايضا روى البخاري : 3449 - حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِى قَتَادَةَ الأَنْصَارِىِّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ » .صحيح البخاري : باب نزول عيسى .
    مضافا ان حكم العقل لا يفرق بين طول الغيبة وقصرها في هذا الجانب خصوصا وانه جانب تبليغي ديني لا يمكن التهاون فيه ولو للحظات فرضاً ,وهذا معناه انا يجب التعامل مع طول الغيبة وقصرها من الناحية النوعية وكيف كان ,هذا بحث لا ثمرة فيه أبدا .
    س47 : عرض المصنف ره ايات تدل على الامامة تعرب عن كون الامامة استمرار للنبوة منها قوله تعالى : (انما انت منذر ولكل قوم هاد) الرعد :7 ,كيف تستدل على ذلك ؟
    الجواب : وجه الاستدلال على الامامة في عرض هذه الاية نوكله الى التفصيل الأتي:
    نقول :من هو المقصود بالهاد فقد ذكر بعض المفسرين ان المقصود هو النبي ص أي انك هاد لكل قوم وهو ضعيف من خلال البيان التالي :
    اولا : لو كان التفسير ان النبي هو المنذر وهو الهاد لوقعنا بمحذور اعرابي , وهو ان الواو المتوسطة (ولكل) المفروض ان لا يفصلها عامل وهو الجار والمجرور فلا يجوز فصل المتعاطفين بعامل لان المعنى سوف يكون انت منذر وانت هاد من دون فصل بينهما لوجود مبتدا مقدر فيكون المعنى انت منذر وانت هاد لكن هذا التفسير لا يساعد , لامرين الاول الاصل عدم التقدير ,وثانيا ان الفصل بين الجملتين بعامل وهو (لكل) يفضي الى عدم عطفها , فالجملة مستأنفة .
    ثانيا : ان مجيىء اداة العموم (كل) والتنوين في (قومٍ وهادٍ) يدل على الاستغراق وان لكل قوم هاد وحيث ان عُمر النبي ص محدود وليس باقٍ في هذه النشأة لجميع الاقوام فبتكثر الاقوام يتكثر الهاد .
    ثالثا : ان المقصود بالهداية هي الهداية الايصالية وليست الارائية ,وذلك للمقابلة بين الانذار والهداية .
    رابعا : ان الكفار طلبوا من النبي انزال اية وتكون مظهر لقدرة الباري واثبات مدعاه قال تعالى : وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ , فان طلبهم لانزال هذه الاية كان من حيث ولاية النبي ص لا من حيث رسالته , لانهم طلبوا المعجز كما هو واضح بالتدبر , فيكون جواب طلب الكفار انما انت منذر أي من حيث رسالتك لا تجري بيدك الاية بل ظهور الاية وتبليغها ,والمعجز بيد الهاد ومن له الهداية الايصالية .

    [1] الكتاب : تفسير القمي / المؤلف : ابي الحسن علي بن ابراهيم القمي

    [2] كتاب اكذوبة تحريف القران

    [3] المدرسة القرانية : للسيد الشهيد محمد باقرالصدر ص 364
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X