إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح عقائد الشيخ المظفر رحمه الله 5

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح عقائد الشيخ المظفر رحمه الله 5

    عقيدتنا في صفات الامام وعلمه
    س48 : أمّا علمه: فهو يتلقّى المعارف والاحكام الالهية وجميع المعلومات من طريق النبي أو الامام من قبله,وإذا استجدّ شيء لابدّ أن يعلمه من طريق الالهام بالقوة القدسية التي أودعها الله تعالى فيه، فإنّ توجّه إلى شيء وشاء أن يعلمه على وجهه الحقيقي، لا يخطئ فيه ولا يشتبه، ولا يحتاج في كلّ ذلك إلى البراهين العقلية.بين كلام المصنف ؟

    الجواب : يقع الكلام هنا ي عدة جهات :
    الجهة الاولى : تعتقد الامامية ان المعصوم صفاته صفات النبي ,لان الامامة هي امتداد للنبوة فما ثبت للنبي ثبت للمعصوم ايضا ,اما وجه المفارقة يمكن ان يكون بالعلم والعصمة والاستعداد لقبول الفيض حيث ان النبي الاكرم ص هو الاعلى مرتبة من هذه الناحية .
    الجهة الثانية : في كيفية علمهم عليهم السلام, فقد نقل الكافي الشريف في باب جهات علم الامام مانصه
    باب جهات علوم الائمة عليهم السلام
    - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن عمه حمزة بن بزيع، عن علي السائي(1) عن أبي الحسن الاول موسى عليه السلام قال: قال: مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه: ماض وغابر(2) وحادث فاما الماضي فمفسر، وأما الغابر فمزبور(3) وأما الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الاسماع(4) وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا.
    2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن علي بن موسى، عن صفوان بن يحيى، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبدالله عليه السلام [قال] قلت: أخبرني عن علم عالمكم؟ قال: وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي عليه السلام قال: قلت: إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبكم وينكت في آذانكم(5) قال: أو ذاك(6(
    3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عمن حدثه، عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: روينا، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الاسماع فقال اما الغابر فما تقدم من علمنا، وأما المزبور فما يأتينا، وأما النكت في القلوب فإلهام وأما النقر في الاسماع فأمر الملك.
    _____________________________
    (1) السائى منسوب إلى قرية من المدينة يقال لها ساية.
    (2) الغابر هنا بمعنى الاتى
    (3)اى مكتوب.
    (4)يعنى من طريق الالهام وتحديث الملك ولما كان هذا القول منه (ع) يوهم ادعاء النبوة رد ذلك بقوله عليه السلام: لا نبى نبينا .
    (5) في بعض النسخ [في قلوبهم مرض وينكت في آذانهم ]
    (6) يعنى قد يكون ذا وقد يكون ذاك .
    فتحصل الى هنا ,ان علمهم عليهم السلام
    اما موروث او لا اما الموروث فهو :زبور داوود ,توراة موسى ,انجيل عيسى ,صحف ابراهيم و,مصحف فاطمة ...,واما ان لايكون كذلك فهو :اما ماضي فمفسر اي فسره رسول الله (صلى الله عليه واله) ,واما غابر فمزبور اي مكتوب وهو يتجدد مع الحوادث الانية
    واما حادث فهو : اما بواسطة فهو نقر في الاسماع بواسطة الملك , واما بدون واسطة فهو نكت في القلوب المعبر عنه بالالهام . قال المظفر ره : إنّ قوّة الالهام عند الامام ـ التي تسمّى بالقوة القدسية ـ تبلغ الكمال في أعلى درجاته، فيكون في صفاء نفسه القدسية على استعداد لتلقّي المعلومات في كلّ وقت وفي كل حالة .
    الجهة الثالثة : في هل ان علمهم فعلي او بالقوة قال ره: (فإنّ توجّه إلى شيء وشاء أن يعلمه على وجهه الحقيقي، لا يخطئ فيه ولا يشتبه),وقد عنون الكافي ره في الكافي الشريف.
    ( باب أن الأئمة إذا شاؤوا أن يعلموا علموا)
    1 - علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن بدر بن الوليد، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم . ومحصل الكلام ان علمهم فعلي والمقصود من هذا الباب ليس ان علمهم ع بالقوة , المشيئة هنا فعلية ومتى ماتوجهت نفسه الى شيء فيعلمه قال الشارح المازندراني شارحا لتلك الرواية : ((...وفيه دلالة على أن جهلهم بالشئ عبارة عن عدم حصوله بالفعل ويكفي في حصوله مجرد توجه النفس، والسبب في ذلك هو أن النفس الناطقة إذا قويت حتى صارت نورا إلهيا لم يكن اشتغالها بتدبير البدن عائقا لها عن الاتصال بالحضرة الإلهية، فهي والحالة هذه إذا توجهت إلى الجناب القدس لاستعلام ما كان وما سيكون وما هو كائن أفيضت عليها الصور الكلية والجزئية بمجرد التوجه من غير تجشم كسب وتمهيد مقدمات)) . المؤلف : مولي محمد صالح المازندراني
    وعلى هذا فكل ماورد في هذا الباب على هذا القياس
    س49 : أقول: لقد ثبت في الابحاث النفسيّة أنّ كل انسان له ساعة أو ساعات في حياته قد يعلم فيها ببعض الاشياء من طريق الحدس الذي هو فرع من الالهام، بسبب ما أودع الله تعالى فيه من قوّة على ذلك، وهذه القوة تختلف شدّة وضعفاً وزيادة ونقيصة في البشر باختلاف أفرادهم ...وقال ره : وهذا أمر قرَّره الفلاسفة المتقدّمون والمتأخرون ...وقال ره : وتنجلي في نفسه المعلومات كما تنجلي المرئيات في المرآة الصافية، لا غطش فيها ولا إبهام. بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : اقول مع قطع النظر عن التفاصيل التي قد ترد في الابحاث النفسية التي قررها علماء النفس او الفلاسفة ,طرحوا الحكماء والفلاسفة ثلاث مقامات اذا تحققت سوف تنجلي للانسان هذه الصور حضوريا .
    المقام الاول : مقام التخلي ,والمقصود منه ان يطهر الانسان الباطن من درن الذنوب والآثام لتكون نفسه على استعدد لتلقي المعارف النورانية ممهدة لها .
    المقام الثاني : وهو مقام التحلي ,اي بعد مرحلة التخلي عليه ان يتحلى بالصفات الحميدة والاخلاق الفاضلة .
    المقام الثالث : وهو مقام التجلي ,فهنا تنجلي له الصور وتكون عنده حالة قدسية نورانية وتكون المعارف لديه نورا ,بعد هذا الترتب الطولي .
    هذا عند الانسان, واما في علم اهل البيت عليهم السلام فقال الله تعالى: ((قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ))يونس 35 فتدبر جيدا .
    عقيدتنا في طاعة الاَئمّة
    س50 : ونعتقد: أنّ الاَئمة هم أولو الاَمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم،وأنّهم الشهداء على الناس،وأنّهم أبواب الله، والسبل إليه، والاَدلاّء عليه ... بل نعتقد: أنّ أمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهيه، وطاعتهم طاعته، ومعصيتهم معصيته، ووليّهم وليّه، وعدوَّهم عدوّه . بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : عرض المصنف في هذه العقيدة التي لاتقل اهمية عند اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام من وجوب الرجوع اليهم وحسن الانقياد الى امرهم ,انما الدليل الذي دل على وجوب الرجوع اليهم من خلال ما عرضة المصنف من آيات نازلة في حقهم ع وقد ذكر المصنف منها : اية اولو الامر وايات الشهداء على الناس ,ولبيان وجه دلالتها على الامامة والطاعة نشرع بالبيان التالي :
    وقال تعالى : (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ) البقرة : الاية (143)
    الاية تعطي نوعين من الشهادة الاولى شهادة (الامة الوسطى) (وشهادة الرسول) حيث فرع تعالى غايتين على الوسطية شهادتهم على الاعمال وشهادة الرسول عليهم , وهذه الوسطية ليست متوفرة عند جميع البشر بل لافراد مجهزين بجهاز العلم ومتحلين باكمل الصفات الخلقية والعلمية والعملية لتكون شهادتهم مرضية وهو الذي نعبر عنه اصطلاحا بالعصمة , والا كيف يشهد من به سقم ,فهو متحلي باعلى الكمالات الروحية كاسابقتها من سورة التوبة , إذن مانستفيده من خلال مفهوم الاية ان الرسول له مقام الشهادة على كل الامم والائمة على كل اعمال الناس , واما قوله تعالى (وسطا) هو تعبير عن الواسطة في الفيض الالهي بين الله تعالى والناس وهو الامام .
    واما الاية الثانية : قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ) النساء : الاية 59
    لفهم مقام الولاية وكونه منصب اللهي مستقل نتعرض لمفاهيم هذه الاية ويكون العرض على ثلاثة مباحث :
    الاول : امامة اولي الامر وولايتهم
    الثاني : عصمة اولي الامر
    الثالث : المراد من اولي الامر
    المبحث الاول : امامة اولي الامر وولايتهم ,وهو موقوف على ثلاثة مقدمات :
    المقدمة الاولى : ان القران الكريم تحدث عن منصبين ومقامين للنبي الخاتم ص الاول هو تلقي الوحي وتبليغه وهو المسمى بالنبوة والرسالة , والثاني الولاية والزعامة والسلطة قال تعالى : (النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم) الاحزاب :6
    المقدمة الثانية : ان النبي ص واجب الطاعة مطلقا قال تعالى : ( وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله) أي طاعته مستمدة من الله تعالى وفي طوله .
    المقدمة الثالثة : ان طاعة اولي الامر من طاعة النبي وطاعة النبي من طاعة الله تعالى بحسب ماقررته الاية لمقتضى الاطلاق والمشاركة بحرف العطف الذي هو الواو .
    المقدمة الرابعة : انه قد دلت الدلائل القطعية على ختم النبوة وهو اوضح من ان نبينه على صفحات هذا السفر المتواضع , وعليه ان طاعة اولي الامر مستمرة وباقية وهي غير النبوة اعني الولاية المشار اليها في الاية المباركة ,فقد تبين ان اولي الامر هم الولاة وواجبي الطاعة المطلقة وهم ليسوا بانبياء .
    المبحث الثاني : عصمة اولي الامر ,ويمكن بيان هذا المبحث بطريقين من الاستدلال:
    الطريق الاول : ان طاعة اولي الامر عين طاعة الرسول , وطاعة الرسول مطلقة فطاعتهم مطلقة , وكل من كانت طاعته مطلقة فهو معصوم , فالنتيجة اذن (اولي الامر معصومون) وهو غاية العصمة الفعلية والقولية .
    الطريق الثاني : انه لو لم يكونوا معصومين للزم التضاد والتالي باطل فالمقدم مثله في البطلان .
    بيان : ان الاية المباركة قد اسست ان الطاعة المذكورة هي طاعة مطلقة أي بالقول والفعل وهو مقتضى التصريح بالعصمة وكنايتها ابلغ , فكيف تكون الطاعة مطلقة من جهة ومن جهة اخرى نكون مامورين بعدم اتباع اولي الامر لانهم غير معصومين أفيامر الله تعالى من حيث ينهى !
    المبحث الثالث : المراد من اولي الامر , نتناول هذا البحث من زاويتين الاولى : امامتهم , والثانية: عصمتهم
    ان البحث عن هذا العنوان القراني (اولي الامر) يقتضي تحليله الى كلمتين
    الاولى : (اولي) وهي اسم جمع , الواحد من معناه (صاحب) فمعنى اولي أي اصحاب
    الثانية : (الامر) وترد في اللغة على معنيين رئيسين وقد عدّ المحققون المعاني الاخرى لكلمة (الامر) مصاديق لهذين المعنيين فارجعوا سائر الاستعمالات اليهما
    أـ الامر بمعنى الطلب كـ قوله تعالى (ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها) وجمعها اوامر
    ب ـ الامر بمعنى الشيء او الشأن وجمعه امور كقوله تعالى (وامرهم شورى بينهم) ويبدو واضحا ان المراد هو المعنى الثاني كما يمكن حملها على الاول ايضا .
    حيث يبدو معنى اولي الامر أي اصحاب الشأن , وعليه يتبين ان هنالك مجموعة خاصة لها موقع القيادة والتقدم وهم المرجعية بعد النبوة والرسالة وامتدادا لها كما سلف انفا والنيابة تكون في امور الدين والدنيا وهو مقتضى الامامة والولاية .
    واما عصمتهم فلما تقدم من الابحاث المتقدمة ولاحاجة الى اعادة هذا المطلب لما اوضحناه سابقاً , واما سبب دخالته في العنوان فهو لما عرفت من اهمية هذا الركن الاساسي بل هو المقتضي لاتباعهم من كونهم ولاة امر .
    س51 : ...والدليل القطعي دالّ على وجوب الرجوع إلى آل البيت، وأنّهم المرجع الاَصلي بعد النبي لاَحكام الله المنزلة، وعلى الاَقل قوله عليه أفضل التحيات: «إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً؛ الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الاَرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» . بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : يعرض المصنف ره امتن حديث كدليل من حيث الدلالة السندية والمتن على امامة اهل البيت ع وانهم هم المرجعية من خلال هذا الحديث ,واهم مايفرزه هذا الحديث هي النقاط التالية :

    قال السيخ المظفر ره : وهذا الحديث اتّفقت الرواية عليه من طرق أهل السنَّة والشيعة ,فدقّق النظر في هذا الحديث الجليل تجد ما يقنعك ويدهشك في مبناه ومعناه ففهم .
    عقيدتنا في حبّ آل البيت
    س52 : نعتقد: أنّه زيادة على وجوب التمسُّك بآل البيت، يجب على كل مسلم أن يدين بحبّهم ومودّتهم؛ لاَنّه تعالى في هذه الآية المذكورة حصر المسؤول عليه الناس في المودة في القربى. بين كلام المصنف ؟

    الجواب : شرع الماتن ره في بيان مطلب يتفرع عما سبق (عقيدتنا في طاعة الائمة) قال ره : ونعتقد انه زيادة على وجوب التمسك بآل البيت... اقول انه من المفروغ قطعا ان من ينقاد الى جماعة معينة او شخص ما فمن المؤكد انه ينقاد عن طريق الحب والولاء ,فكل طاعة مؤكد ان الحب يكون ملازم لها ,لكن ليس من الضروري ان من يحب يكون منقاد على عكسه ,فلعل ان يكون الحب هو الحب الادعائي دون الحب الولائي ,وقد يشكل في المقام على ان ليس كل من يطيع مولاه فهو محب له ,لعل الطاعة منبثقة اثر الخوف او دواعي اخرى ؟
    الجواب : نحن في صدد الحب الاختياري لا الحب الذي يكون منشأه الخوف او المصالح الاخرى ,اي حسن الطاعة عن حسن الاختيار .
    والكلام هنا يقع في ثلاثة مقامات :
    المقام الاول : اتفقت الملل على وجوب مودتهم وحبهم عليهم السلام وهو اجر الرسالة المحمدية الخالدة ,وكما بينا ان الحب مشروط بحسن الطاعة قال الشيخ المظفر ره في عقيدتنا في طاعة الائمة (وتفسير ذلك بحبّهم فقط من دون الاَخذ بأقوالهم واتّباع طريقهم هروب من الحق، لا يلجىء إليه إلاّ التعصُّب والغفلة عن المنهج الصحيح في تفسير الكلام العربي المبين)) , ناهيك عن كونه من ضروريات الدين الثابتة بالقطع , قال الشيخ ره : بل حبّهم فرض من ضروريات الدين الاِسلامي التي لا تقبل الجدل والشك .
    المقام الثاني : في من خرج عن هذه العقيدة التي تسالم عليها المسلمون, وهم الذين من نصبوا العداء لاهل البيت ع , والفرق الضالة المنتحلة للإسلام يختلف الحال فيهم.
    فمنهم: الغلاة، وهم على طوائف مختلفة العقائد، فمن كان منهم يذهب في غلوه إلى حد ينطبق عليه التعريف المتقدم للكاف ر حكم بنجاسته دون غيره.
    ومنهم: النواصب، وهم المعلنون بعداوة أهل البيت (عليهم السلام) ولا إشكال في نجاستهم.
    ومنهم: الخوارج، وهم على قسمين: ففيهم من يعلن بغضه لأهل البيت (عليهم السلام) فيندرج في النواصب، وفيهم من لا يكون كذلك وإن عدّ منهم ــ لاتباعه فقههم .
    المقام الثالث : مايعتقده مخالفونا في هذه العقيدة نذكر ماجاء في تفسير الالوسي
    أخرج ابن المنذر . وابن أبي حاتم . والطبراني . وابن مردويه من طريق ابن جبير عن ابن عباس قال : " لما نزلت هذه الآية { قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ } الخ قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت مودتهم؟ قال علي . وفاطمة . وولدها صلى الله عليه وسلم على النبي وعليهم " ,وسند هذا الخبر على ما قال السيوطي في «الدر المنثور» ضعيف ، ونص على ضعفه في تخريج أحاديث الكشاف ابن حجر [1]
    وفي المقابل نجد ان الفخر الرازي عندما ذكر ان في الاية مسائل ثلاث قال :في المسألة الثالثة معقباً على رواية صاحب الكشاف قال :
    المسألة الثالثة : نقل صاحب «الكشاف» : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من مات على حب آل محمد مات شهيداً ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنّة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنّة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنّة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة "
    هذا هو الذي رواه صاحب «الكشاف» ، وأنا أقول : آل محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد التعلقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل .[2]
    ومع غض النظر عن سند الرواية نجد ان سياقات العرف وعقولهم قد تسالمت على ان كل من يؤل امره الى احدٍ ما فهو قريبه فضلا عن كون امير المؤمنين ع بن عمه والحسن والحسين ابناه ,وبه يشهد ماقاله الالوسي وفي تفسير قوله تعالى ((وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ)) الاية :85 سورة الانعام .
    { وَعِيسَى } ابن مريم وهو اسم عبراني أو سرياني وفي «الصحيح» «أنه ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس» وفي ذكره عليه[واله] السلام دليل على أن الذرية يتناول أولاد البنات لأن انتسابه ليس إلا من جهة أمه وأورد عليه أنه ليس له أب يصرف إضافته إلى الأم إلى نفسه فلا يظهر قياس غيره عليه في كونه ذرية لجده من الأم . وتعقب بأن مقتضى كونه بلا أب أن يذكر في حيز الذرية وفيه منع ظاهر والمسألة خلافية ، والذاهبون إلى دخول ابن البنت في الذرية يستدلون بهذه الآية وبها احتج موسى الكاظم رضي الله تعالى عنه على ما رواه البعض عن الرشيد . وفي «التفسير الكبير» «أن أبا جعفر رضي الله تعالى عنه استدل بها عند الحجاج بن يوسف» وبآية المباهلة حيث دعا صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما بعد ما نزل { تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ } [ آل عمران : 61 ] . وادعى بعضهم أن هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم وقد اختلف إفتاء أصحابنا في هذه المسألة ، والذي أميل إليه القول بالدخول .[3]
    عقيدتنا في الاَئمّة
    س53 : لا نعتقد في أئمتنا [عليهم أفضل الصلاة والسلام] ما يعتقده الغلاةوالحلوليون . بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : شرع المصنف ره في المذاهب الفاسدة ,وانهم على غير الحق وليسوا على هدى اهل البيت عليهم السلام ,وهم الغلاة والحلوليون ((تطلق كلمة الحلوليون على القائلين بأن الله حل في الأجسام أو حل في جسم معين , ولهذا سموا بهذا الاسم .
    وأما الحلول: فهو يعني قيام موجود بموجود أخر ... وهذه الفكرة في واقعها هي امتداد لفكرة (الفناء) الصوفية.
    فقد قال بعض الصوفية : بجواز حلول الله تعالى في قلوب العارفين.
    وقد استدل المتكلمون على بطلان الحلول بأنه مستحيل على الواجب تعالى, لان الحال في الشيء يحتاج إليه فيلزم إمكانه, وإلا امتع حلوله .
    الحلوليون: وهم الذين يقولون بحلول روح الاله في جسم الامام، وهؤلاء مرجعهم إلى الغلاة، والحديث عنهم كالحديث عن الغلاة.
    الغلاة: هم الذين يعتقدون في الاَئمة عليهم السلام غير الحق، ويقولون بأنّهم آلهة وأنّهم ليسوا بمخلوقين وغيرها من الاعتقادات الفاسدة. وهؤلاء الغلاة فرق متعدّدة )).
    منهم الخطّابية: أتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الاَجدع الاَسدي الذي ادّعى بأنّه نبي مرسل، وأنّه من الملائكة، وغير ذلك من الخرافات.
    ومنهم الغرابية: الذين قالوا بأنّ الله جل وعلا أرسل جبرئيل إلى علي بالرسالة فاخطأ جبرئيل وأعطاها إلى محمد صلّى الله عليه وآله بسبب الشبه الذي بينهما.
    ومنهم العليائية: أتباع العلياء بن دراع الدوسي أو الاَسدي، وهم يعتقدون بربوبية علي بن أبي طالب عليه السلام، وقالوا إنّ محمداً صلّى الله عليه وآله عبد لعلي ـ العياذ بالله
    ومنهم المخمسية: وهم يقولون بأنّ الرب هو علي بن أبي طالب عليه السلام وأنّ سلمان الفارسي، وأبا ذر الغفاري، والمقداد بن الاسود، وعمار بن ياسر، وعمر بن أمية الضمري هم النبيون والموكّلون بمصالح العالم من قبل الرب الذي هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
    ومنهم البزيعية: أتباع بزيع بن موسى الحائك، ويقولون بأنّه نبي مرسل وأنّ الامام الصادق عليه السلام هو الذي أرسله بذلك، وقد سمع به الامام الصادق ولعنه بصراحة.
    ومنهم السبائية: أتباع عبدالله بن سبأ ـ الذي اختلف المؤرخون في حقيقة وجوده وهل هو شخصية حقيقية واقعية أم مختلقة اختلقها أعداء الشيعة ـ وهؤلاء يعتقدون بإلوهية علي عليه السلام.
    ومنهم المغيرية: أتباع المغيرة بن سعيد العجلي الذي ادّعى النبوّة، واستحلّ كثيراً من المحارم، ودسّ من خرافاته الكثير في كتب الشيعة، حتى ورد لعنه عن الامام الصادق عليه السلام.
    ومنهم المنصورية: أتباع أبي منصور العجلي، الذي تبرّأ منه الامام الباقر عليه السلام، وادّعى لنفسه الامامة. وقال إنّ علياً عليه السلام هو الكسف الساقط من السماء، وأنّ الرسل لا تنقطع ابداً ,والحديث عن الحلوليين كالحديث عن الغلاة .
    وغيرهم من الفرق الضالّة المنحرفة الذين تبرّأ منهم الاَئمة عليهم السلام في أحاديث كثيرة ,ولكي نكون على اطلاع على موقف اهل البيت ع نستعرض جملة من الروايات على مقالاتهم :
    المقولة الاولى : الالوهية لاهل البيت عليهم السلام
    من المشهور بين الغلاة ادعاء الالوهية لاهل البيت ع للامام علي ع خصوصاً ولاهل البيت عموما,منهم كابي الخطاب زعم ان اهل البيت كانوا الهة وان اولاد الحسن والحسين كانوا ابناء الله واحباءه ,ومن الشواهد الروائية على ذلك كثيرة منها :
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي مثلك في امتي مثل المسيح عيسى بن - مريم افترق قومه ثلاث فرق، فرقة مؤمنون وهم الحواريون، وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه ,فخرجوا عن الايمان، وان امتي ستفرق فيك ثلاث فرق، ففرقة شيعتك وهم المؤمنون...
    المقولة الثانية: ادعاء النبوة للائمة
    ادعت فئة اخرى من الغلاة النبوة لاهل البيت عليهم السلام كما في النص الوارد عن سديرقال (قلت لابي عبد الله الصادق ع :عندنا قوم يزعمون انكم رسل يقرؤن علينا بذلك قراناً (ياايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم ))المؤمنون 51
    وقد تصدى ائمة اهل البيت ع لهذه المقولة ايضاً كما في رواية الامام الرضا ع
    (فمن ادعى للانبياء ربوبية وادعى للائمة ربوبية أو نبوة أو لغير الائمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا والاخرة) عيون اخبار الرضا ج1
    المقولة الثالثة:ادعاء علم الغيب لاهل البيت ع دون الهام او تعليم الهي
    لذا قال الشيخ المفيد فأما إطلاق القول عليهم بأنهم يعلمون الغيب فهو منكر بين الفساد، لأن الوصف بذلك إنما يستحقه من علم الأشياء بنفسه لا بعلم مستفاد، وهذا لا يكون إلا الله - عز وجل -، وعلى قولي هذا جماعة أهل الإمامة إلا من شذ عنهم من المفوضة ومن انتمى إليهم من الغلاة.[4]
    المقولة الرابعة:القول بتناسخ ارواح الائمة
    والتناسخ هو انتقال النفس الناطقة بعد الموت من بدن الى بدن انسان اخر في هذه النشاة
    قال (الامام الرضا ع): إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم عليه السلام فصلى خلفه وقال عليه السلام: إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل: يا رسول الله ثم يكون ماذا؟ قال ثم يرجع الحق إلى أهله فقال المأمون يا أبا الحسن فما تقول في القائلين بالتناسخ؟ فقال الرضا عليه السلام: من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم مكذب بالجنة والنار .
    المقولة الخامسة:دعوى التفويض الاستقلالي
    ومن مقالات الغلاة ان الله فوض الى النبي ص واهل البيت ع امر الخلق من الاحياء والاماتة وما الى ذلك ,وقال السيد الخوئي: (ومن الغلاة من ينسب إليه (الله تعالى) بالوهيتة تعالى الا انه يعتقد ان الامور الراجعة الى التشريع والتكوين كلها بيد امير المؤمنين ع او احد الائمةع فيرى انه المحيي والمميت وانه الخالق والرازق وهذه هي عقيدة التفويض لان معناها ان الله سبحانه كبعض السلاطين والملوك قد عز لنفسه عما يرجع الى تدبير مملكته وفوض الامور الراجعة الى احد وزرائه)[5]

    عقيدتنا في أنّ الاِمامة بالنص
    س54 : نعتقد: أنّ الامامة كالنبوّة، لا تكون إلاّ بالنص من الله تعالى على لسان رسوله، أو لسان الامام المنصوب بالنص إذا أراد أن ينص على الامام من بعده. بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : شرع الماتن ره في بيان معتقد الشيعة الامامية في ان منصب الامامة هوالتعيين بالنص لا كما ادعت العامة انه قد يكون بالانتخاب او التعين من دون نص (تعين ابوبكر لعمر) او الشورى ,وكلها باطلة حيث ان اختلافهم في ملاك تعيين الخليفة يوحي الى عدم وجود قاعدة دينية ,على اساسها يكون منصب الخلافة ,هذا من جهة ومن جهة اخرى ,ماهو منشأة الاخذ بهذه الاعتبارات اهو النص القراني او الروائي ؟ او المنشأة هو الاخذ بما تقرره الناس في خصوص هذا الشأن ؟
    فان كان الاول فهو... ,وان كان الثاني فحينئذٍ من الممكن جدا عدم التوقف على هذه الطرق فممكن ان يكون طريق رابع وخامس وهكذا ومن ضمنها النص ! .
    س55: ومن أوّل مواطن النص على إمامته قوله حينما دعا أقرباءه الادنين وعشيرته الاقربين فقال: «هذا أخي، ووصيي، وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا»، وهو يومئذ صبي لم يبلغ الحلم,وكرَّر قوله له في عدّة مرّات: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبي بعدي» ,إلى غير ذلك من روايات وآيات كريمة دلّت على ثبوت الولاية العامّة له، كآية: (إنَّما وَليُّكُم اللهُ ورَسولُهُ والَّذين آمنوا الّذِينَ يُقيِمُونَ الصَّلاةَ وَ يؤُتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعوُنَ). المائدة: 55. بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : شرع الماتن في بيان الدليل على ان الامامة بالنص حيث تعرض المصنف الى جملة والروايات ومن الايات القرانية الدالة على ذلك ,الا ان المقام لا يسع الى بيانها تفصيلا سوف نجمل الكلام عنها :
    حديث الدار المعروف حين جمع الرسول ص اقربائه وعشيرته ودعاهم لكيون احدهم خليفته من بعده روى الطبري في تفسيره بحديث طويل ...(( عن عليّ بن أبي طالب: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ ) دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: "يا عليُّ، إنَّ الله أمَرَنِي أنْ أُنْذِرْ عَشِيرَتِي الأقْرَبِين"، قال: "فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أنى متى ما أنادهم بهذا الأمر أَرَ منهم ما أكره، فصمتُّ حتى جاء جبرائيل، فقال: يا محمد، إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربك. فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب، حتى أكلمهم، وأبلغهم ما أمرت به"، ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم له، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب...فقال: "يا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، إنِّي والله ما أعْلَمُ شابا فِي العَرَبِ جَاءَ قَوْمَهُ بأفْضَلَ ممَّا جئْتُكُمْ بِهِ، إنّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِخَيْرِ الدُّنْيَا والآخِرَةِ، وَقَدْ أمَرَنِي الله أنْ أدْعُوكُمْ إلَيْهِ، فَأيُّكُمْ يُؤَازِرُني عَلى هَذَا الأمْرِ، عَلى أنْ يَكُونَ أخِي"وكَذَا وكَذَا؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأخمشهم ساقا. أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك، فأخذ برقبتي، ثم قال: "إن هذا أخي"وكذا وكذا، "فاسمعوا له وأطيعوا"،
    ومنها : حديث المنزلة , حيث اثبت فيه رسول الله ص كل المنازل بستثناء النبوة ,ولو ارادة اخراج شيء اخر لاستثناه مع النبوة ,روى مسلم في صحيحه : حديث المنزلة: صحيح مسلم: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِىُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِىُّ وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ كُلُّهُمْ عَنْ يُوسُفَ الْمَاجِشُونِ - وَاللَّفْظُ لاِبْنِ الصَّبَّاحِ - حَدَّثَنَا يُوسُفُ أَبُو سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِعَلِىٍّ « أَنْتَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِىَّ بَعْدِى ». قَالَ سَعِيدٌ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَ بِهَا سَعْدًا فَلَقِيتُ سَعْدًا فَحَدَّثْتُهُ بِمَا حَدَّثَنِى عَامِرٌ فَقَالَ أَنَا سَمِعْتُهُ. فَقُلْتُ آنْتَ سَمِعْتَهُ فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ فَقَالَ نَعَمْ وَإِلاَّ فَاسْتَكَّتَ .
    ومنها : حديث الغدير المشهور والمتواتر لفظا ومعنى : رواه الذهبي في [رسائل طرق حديث من كنت مولاه] للذهبي :ثنا عبد الرزاق نا اسرائيل عن عزيز ابي اسحاق ثنا سعيد بن وهب وعبد خير أنّهما سمعا عليّاً يقول : أنشد الله من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه ؟ فقام عدّة فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك ,قال الرمادي : حدّثناه عبد الرزّاق مرّة أخرى وزاد فيه : اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
    فقلنا لعبدالرزّاق : ذكر عمراً ذا مرٍّ فيه ؟ قال : لا. إسناده قويّ
    ومنها : قوله تعالى ((إنَّما وَليُّكُم اللهُ ورَسولُهُ والَّذين آمنوا الّذِينَ يُقيِمُونَ الصَّلاةَ وَ يؤُتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعوُنَ)) . فقد نقل القاضي الايجي ما نصه((...الثاني قوله تعالى إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ... الإمام وقد أجمع أئمة التفسير على أن المراد بالذين يقيمون الصلاة إلى قوله تعالى وهم راكعون علي ...)) .
    ونقل التفتزاني في شرح المقاصد ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) نزلت باتفاق المفسرين في علي بن أبي طالب) رضي الله عنه حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع في صلاته .
    وقال الالوسي في تفسيره { الذين يُقِيمُونَ الصلاة وَيُؤْتُونَ الزكواة } ... وغالب الأخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه .
    نعم يبقى شيء اخر وهو : انه لماذا كانت الامامة بالنص ؟
    الجواب : من الواضح ان منصب النبوة والامامة من المناصب الالهية المقتضية للطاعة فيهما طاعة مطلقة كما مر بيانه ,وبحسب ماتقدم لابد ان يكون صاحب هذا المنصب معصوم,والعصمة من الامور الخفية لا يعلمها الا الله تعالى, لانه امر قدسي روحاني باطني وتعريفه تعالى لنا لابد من ان يكون بالنص ,فتأمل جيدا.


    [1] تفسير روح المعاني :للالوسي

    [2] تفسير الفخر الرازي

    [3] تفسير روح المعاني :للالوسي

    [4] اوائل المقالات للشيخ المفيد

    [5] التنقيح في شرح العروة الوثقى



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X