إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح عقائد الشيخ المظفر رحمه الله 6

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح عقائد الشيخ المظفر رحمه الله 6

    عقيدتنا في عدد الائمة
    س56 : ونعتقد: أنّ الائمّة الذين لهم صفة الامامة الحقّة، هم مرجعنا في الاحكام الشرعية، المنصوص عليهم بالامامة اثنا عشر إماماً، نصّ عليهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) . بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : بعد ان تقدم الكلام عن الامامة شرع المصنف في بيان من له منصب الامامة واعتقادنا في ذلك ان الائمة اثني عشر اماماً : والاحاديث كثيرة جدا بهذا المقام عند الفريقين
    روى مسلم في صححيه : « لاَ يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ يَكُونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ».
    والغريب ان مدرسة الصحابة قد اختلفوا في تفسير هذا الحديث اختلافا عجيبا ,راجع :
    كلام بن العربي في شرح صحيح الترمذي حيث ادعى ان الحديث لا معنى له , وكلام ابن الجوزي في كشف المشكل من الصحيحين حيث يرى لاحد ينطبق عليه الحديث, ويرى النووي في شرح صحيح مسلم ان الحديث لا يعلم به الا الله تعالى قال ((والله اعلم بمراد نبيه)) .وغيرها
    عقيدتنا في المهديّ
    س57 : إنّ البشارة بظهور المهديّ من ولد فاطمة في آخر الزمان ليملا الارض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، ثابتة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالتواتر، وسجّلها المسلمون جميعاً فيما رووه من الحديث عنه على اختلاف مشاربهم . بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : شرع الماتن ره في بيان ان عقيدة المهدي هي عقيدة ثابتة وقد سجلها المسلمون على اختلاف نحلهم ,بل ان انكار هذه العقيدة يؤدي الى الكفر في نظر المسلمين قال الالباني في السلسلة الصحيحة :(و أكاد أقطع أن كل من أنكر عقيدة المهدي ينكرها أيضا (اي عقيده نزول عيسى ع)، و بعضهم يظهر ذلك من فلتات لسانه ، و إن كان لا يبين . و ما مثل هؤلاء المنكرين جميعا عندي إلا كما لو أنكر رجل ألوهية الله عز وجل بدعوى أنه ادعاها بعض الفراعنة) ! ( فهل من مدكر) .
    وقد صرح الذهبي في تاريخ الاسلام: (...وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين. عاش بعد أبيه سنتين ثم عدم)
    وقال أحمد القرماني الحنفي - أخبار الدول وآثار الأول - الفصل : ( 11)
    - في ذكر أبي القاسم محمد الحجة الخلف الصالح : وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين ، أتاه الله فيها الحكمة كما أوتيها يحيى (ع) صبيا . وكان مربوع القامة ، حسن الوجه والشعر ، أقنى الأنف ، أجلى الجبهة . . . واتفق العلماء على أن المهدي هو القائم في آخر الوقت ، وقد تعاضدت الأخبار على ظهوره ، وتظاهرت الروايات على إشراق نوره .
    س58 : ولا يجوز أن تنقطع الامامة وتحول في عصر من العصور وإن كان الامام مخفياً، ليظهر في اليوم الموعود به من الله تعالى، الذي هو من الاسرار الالهية التي لا يعلم بها إلاّ هو تعالى,ولا يخلو من أن تكون حياته وبقاؤه هذه المدة الطويلة معجزة جعلها الله تعالى له، وليست هي بأعظم من معجزة أن يكون إماماً للخلق وهو ابن خمس سنين يوم رحل والده إلى الرفيق الاعلى، ولا هي بأعظم من معجزة عيسى إذ كلّم الناس في المهد صبياً وبعث في الناس نبياً. بين كلام المصنف رح ؟
    الجواب : تعرض المصنف ره في هذا الشطر من الكلام الى جملة من الامور :
    الامر الاول : في خفاء الامام ع وان الامامة لاتنقطع معها ,وجملة الكلام قال السيد المرتضى ره في كتابه المقنع في الغيبة ( أمّا سبب الغِيْبة فهو: إخافة الظالمين له عليه السلام، وقبضهم يده عن التصرّف فيما جُعل إليه التصرّف والتدبير له؛ لأنّ الإمام إنّما ينتفع به إذا كان مٌمَكَّناً، مطاعاً، مُخلّيً بينه وبين أغراضه، ليقوِّم الجناة، ويحارب البغاة، ويقيم الحدود، ويسدّ الثغور، وينصف المظلوم من الظالم، وكلّ هذا لا يتمّ إلاّ مع التمكين، فإذا حيل بينه وبين مراده سقط عنه فرض القيام بالإمامة، فإذا خاف على نفسه وجبت غَيْبته ولزم استتاره ,وقال ايضا تحت عنوان [لَم لَم يستتر الأئمة السابقون عليهم السلام]
    فإن قيل: إنْ الخوف أحوجه إلى الاستتار، فقد كان آباؤه عندكم في تقيّة وخوف من أعدائهم، فكيف لم يستتروا؟!
    قلنا: ما كان على آبائه عليهم السلام خوفٌ من إعدائهم، مع لزومهم التقيّة، والعدول عن التظاهر بالإمامة، ونفيها عن نفوسهم)) . قال الشيخ المظفر ره (ولا يجوز أن تنقطع الامامة وتحول في عصر من العصور وإن كان الامام مخفياً)) .
    الامر الثاني : طول حياته عليه السلام ,قلنا انه امر ممكن وقد حدث لمثله كما في عمر نوح وغيبة عيسى والخضر وليس على الله تعالى بمستنكر , ومن زعم انها من المسائل الخرافية والأساطير فقد نقل ابن تيمة في مجموع الفتاوى قائلا: ((...ولأن الدجال وكذلك الجساسة الصحيح أنه كان حيا موجودا على عهد النبى وهو باق الى اليوم لم يخرج وكان فى جزيرة من جزائر البحر)) ![1] أليس هذا من الخرافة الذي يخالف العقل كما زعم ابن تيمية على ان القول بوجود الامام ما يخالف العقل ؟
    الامر الثالث : في إمامته وهو ابن الخامسة من العمر ,وان ردَّ فقد رده المصنف ره : (ولا هي بأعظم من معجزة عيسى إذ كلّم الناس في المهد صبياً وبعث في الناس نبياً) ,هذا من جانب ومن جانب اخر ممكن القول: ان السنن الإلهية منها ما يقبل التبديل والتحويل ومنها غير ذلك ,كالموت الذي لايحول عنه احد وكختامية الرسالة بنبوة النبي الاكرم ص فهذه مما لا يقبل التبديل والتحويل ,واما ما يقبل التبديل والتحويل كما في عصى موسى التي قلبت الى أفعى ونار ابراهيم ع التي تحولت الى برد وسلام ,وطول عمر الانسان فهذا مما تسالم عليه العقل انه امر ممكن .
    قال الشيخ المظفر ره ( وطول الحياة أكثر من العمر الطبيعي ـ أو الذي يتخيّل أنّه العمر الطبيعي ـ لا يمنع منها فن الطب ولا يحيلها، غير أنّ الطب بعد لم يتوصّل إلى ما يمكّنه من تعمير حياة الانسان، وإذا عجز عنه الطب فانّ الله تعالى قادر على كلّ شيء، وقد وقع فعلاً تعمير نوح وبقاء عيسى (عليهما السلام) كما أخبر عنهما القرآن الكريم، ولو شك الشاك فيما أخبر به القرآن فعلى الاسلام السلام,ومن العجب أن يتساءل المسلم عن إمكان ذلك وهو يدّعي الايمان بالكتاب العزيز!!)) .
    الامر الرابع : عدم ضياع الشرع في غيبته عليه السلام ,وقد يشكل في المقام لِمَ لايكن شيء من الشرع لم يصل الينا ونحن بحاجة الى تبليغ الاحكام ,وهو امر يؤدي الى ضياع الشريعة وتعطيل الاحكام .
    الجواب : مانقله السيد المرتضى في بيان الجواب عن هذا الاشكال لو قدر ,وكما يبدوا لي انه قد ظهر نوع من هذا الاشكال على السن البعض ,فالاجابة نجملها بهذه المقدمات تبعاً لما قرره السيد المرتضى في كتابه "شرح جمل العلم والعمل"
    المقدمة الاولى : ان شريعة النبي ص لازمة لكل الازمان الى يوم القيامة .
    المقدمة الثانية :نحن نعلم ان التكليف لم يسقط عنافي حال من الاحوال
    المقدمة الثالثة : ان الامام غائب ولم يظهر, مع عدم سقوط التكليف عنا
    فأذن لو اتفق ذلك لكان اما ان يسقط من التكليف عنا ما ذلك الشيء لطف فيه ,وقد علمنا ان التكليف غير ساقط عنا ,او كان يجب ان يظهر الامام فيؤدي الينا ما ضاع منا ولم يصل الينا ,فلما لم يسقط التكليف عنا ولم يظهر هو ,علمنا ان ذلك لم يتفق ,اي ضياع الشرع .
    عقيدتنا في الرجعة
    س59 : إنّ الذي تذهب إليه الامامية ـ أخذاً بما جاء عن آل البيت (عليهم السلام)ـ أنّ الله تعالى يعيد قوماً من الاموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعزّ فريقاً ويذلّ فريقاً آخر، ويديل المحقّين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام مهدي آل محمّد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام. بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : شرع الماتن ره في الامور التي تتفرع عن مسالة الاعتقاد بالامامة ومنها الاعتقاد بالرجعة من كون ان بعض الائمة ,او اجمعهم يرجعون الى دار الدنيا بعد ان لم يتسنى لهم في سالف الازمان قال تعالى : وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ . الانبياء 105 وهنا امور :
    الاول : ماهي الرجعة ؟ الرجعة من الرجوع اي العود بعد الذهاب ومنه قوله تعالى (انه على رجعه لقادر) .
    الثاني : الغاية من الرجعة , اما الغاية منها ,فنجمله في نقاط :
    1
    انتصار المظلوم من الظالم في بعض الموارد
    2 حكم بعض الائمة بعد ان اوكل الله اليهم منصب الامامة التي تعد منصب ديني ودنيوي اي سياسي وهو حق على الله تعالى .
    3 لكي يري بعض الناس العدل اللهي على يد اوليائه تفضل منه وتحنناً
    4 فرصة لمن قال ربي ارجعوني للعدول عن امرهم , وان صرح القران بـ (كلا) فهو لمن لا يستحق الرجوع الى هذه الدار .
    الثالث : الدليل على الرجعة ,لقد صرح القران الكريم باكثر من اية على هذه الحقيقة ,وها نحن نسوق الدليل على تلك الحقيقة :
    أ ـ هل يدل العقل على امكان الرجعة؟ يقول بن سينا: (كل ما قرع سمعك من الغرائب فذره في بقعة الإمكان ما لم يذدك عنه قائم البرهان(
    اي كل شيء ممكن, اذا نفينا عنه الاستحالة حتى يتبين من نفيه او اثباته في البرهان ,ومن العجيب من ينفي ذلك من دون التحكم الى العقل في امكان الرجعةعقلا , وانها ليست من الامور المستحيلة .
    ب ـ ثانياً :مايدل على الاخذ بالرجعة ايات كثيرة على وقوعها منها :
    1 قوله تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ) [النمل/84]
    دون الحشر الأكبر حيث عبر عنه تعالى (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) ,الكهف47
    2 أحياء النبي عيسى ع لبعض الأموات قال تعالى: (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ) ,آل عمران:49
    3 قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ )244 البقرة
    4 قال تعالى : (وإذا وقع القول عليهم اخرجا لهم دابة من الأرض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) ,الانفال23
    5 قال تعالى : ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ غافر:11 , والآيات كثيرة جداً بهذا المضمار .
    س60 : وإذا كانت الرجعة تناسخاً فإنّ إحياء الموتى على يد عيسى (عليه السلام)كان تناسخاً، وإذا كانت الرجعة تناسخاً كان البعث والمعاد الجسماني تناسخاً.إذن، لم يبق إلاّ أن يناقش في الرجعة من جهتين:الاولى: أنّها مستحيلة الوقوع.الثانية: كذب الاحاديث الواردة فيها. بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : يتعرض المصنف ره في بيان مناقشتين الاولى : ان حاصل القول بالرجعة هو القول بالتناسخ ,والثانية انها لم تثبت في الاخبار, وكذب الاحاديث الواردة فيها
    الامر الاول : دفع بعض الاشكاليات الواردة على حقيقة الرجعة :
    أ ـ القول بالتاسخ : القول بالتناسخ وهو انتقال الروح من بدن إلى بدن آخر منفصل عن الأول ,او هو عبارة عن تعلق الارواح بعد خراب الابدان بأبدان اخر في هذه النشأ, وان هذا التصور باطل لان التناسخ عبارة عن رجوع الفعلية الى القوة أي ان الروح تنتقل الى بدن اخر فتمر بمراحل عدة من النطفة الى المضغة الى ان تصير طفلا , واين هذا من الرجعة التي هي عود الروح الى البدن المتكامل من جميع الجهات من دون رجوع الى القوة بعد الفعلية ...
    ب ـ الشبهة الثانية : ان القول بالرجعة ,هو القول بعدم نسخ الشريعة ,حيث احياء الموتى ورجوع ناس الى الحياة كانت في زمن نبي الله عيسى ع إذ قال عنه تعالى : ((وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ)(آل عمران:49)
    الجواب : ان النسخ يقع في الشريعة وفي الامور الفرعية التي لايجدي ثبوتها في كل الازمان
    اما الامور الاعتقادية وفرعياتها فليست منها, كـ عقيدة التوحيد ومعاجز الانبياء فهي باقية الى زمن النبي الأكرم ص ,والى زمان الأمام المعصوم .
    الامر الثاني : كذب الاخبار الواردة فيها ,وهو امر غاية في البطلان حيث لا يمكن رفض عدد كثير من هذه المرويات حيث سجل العلامة المجلسي في هذا الصدد في كتاب مرآة العقول ... و اعلم أن الرجعة أي رجوع جماعة من المؤمنين إلى الدنيا قبل القيامة في زمن القائم عليه السلام أو قبله أو بعده ليروا دولة الحق ... ، و قد أوردت في المجلد الثالث عشر من كتاب بحار الأنوار أزيد من مائتي حديث نقلا عن نيف وأربعين أصلا من الأصول المعتبرة و كلها صريحة في إثبات الرجعة ...) .
    وفي المسائل السروية للشيخ المفيد قدس سره: أنه سئل عما يروي عن مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في الرجعة و ما معنى قوله: ليس منا من لم يقل بمتعتنا و يؤمن برجعتنا أهي حشر في الدنيا مخصوص للمؤمن أو لغيره من الظلمة الجبارين قبل يوم القيامة؟... و أما قوله عليه السلام من لم يؤمن برجعتنا فليس منا فإنما أراد بذلك ما يختصه من القول به في أن الله تعالى يحشر قوما من أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم بعد موتهم قبل يوم القيامة، و هذا مذهب يختص به آل محمد صلى الله عليه و آله و سلم و القرآن شاهد به، قال الله عز و جل في ذكر الحشر الأكبر يوم القيامة:" وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً" و قال سبحانه في حشر الرجعة قبل يوم القيامة" وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ" فأخبر أن الحشر حشران: عام و خاص، و قال سبحانه مخبرا عمن يحشر من الظالمين أنه يقول يوم الحشر الأكبر:" رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ" و للعامة في هذه الآية تأويل مردود.
    قال الشيخ المظفر ره : ...والاية المتقدّمة: (قالُوا رَبَّنا أمَتَّنا اثنَتَينِ...) ، فإنّه لايستقيم معنى هذه الاية بغير الرجوع إلى الدنيا بعد الموت، وإن تكلَّف بعض المفسِّرين في تأويلها بما لا يروي الغليل، ولا يحقّق معنى الاية.

    تتميم : تنقسم الرجعة الى معنوية وظاهرية ,والظاهرية الى ماتحتوي على فكرة الحياة بعد الموت ,وما لاتحتوي على ذلك .
    بيان : ان الرجعة المعنوية هي الرجعة الاخروية مصداقاً لقوله تعالى( وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً )الكهف47
    والظاهرية او المادية ,وهي تنقسم الى قسمين :الأول ما تحتوي على فكرة الحياة بعد الموت وهي مانحن فيه ,وقد اختلف في كيفية الرجعة ,اما ان يقوم من قبره بعد الموتة الاولى ,واما بولادة جديدة ,الا ان هذا الرأي واجه اشكالية التناسخ, كما مر
    واما التي لاتحتوي على فكرة الحياة بعد الموت ,وهي غياب اشخاص في هذه الدار ثم يعودون ,ومن مصاديقها غياب موسى عن قومه اربعين يوما ,وغياب النبي ص في الغار,وغياب الامام المهدي عليه السلام .
    تبين الى هنا ان الرجعة ليست من المحالات العقلية بعد ثبوتها بسالف الازمان المتقدمة ,والا ان الدليل العقلي الذي ينفي بأستحالة الرجعة كان من المفروض ان يشمل تلك الازمان .
    ,ومن يمنعها بزعم الاستحالة عقلاً فنطالبه بالدليل ؟ واما اذا كان جاهلا ببعض الخصوصيات ,كما في كيفية الرجعة ,وما الى ذلك ,فأن الكلام ليس فيه ,لاننا نبحث عن اصل فكرة الرجعة وهو ثابت كما تقدم .وعلى كل حال فأن حقيقة الرجعة ليست من الاصول الاعتقادية التي يجب تحصيل الجزم بها ,بل يكفي العلم بها اجمالا .

    عقيدتنا في التقيّة
    س61 : وي عن صادق آل البيت (عليه السلام) في الاثر الصحيح: «التقيّة ديني ودين آبائي» ، و «من لا تقيّة له لادين له» وكذلك هي، لقد كانت شعاراً لال البيت (عليهم السلام)، دفعاً للضرر عنهم وعن أتباعهم، وحقناً لدمائهم . بين كلام المصنف ره؟

    الجواب :شرع المصنف ره في بيان الامر الثاني من الامور التي تتفرع على الامامة ... في حسن التسليم والانقياد والعمل وفق ما جاء به اهل البيت ع الا وهي التقية ,تعرض المصنف ره الى بيان ان التقية من الدين, بل عُدة تسعة اعشار الدين ,روى الكافي ره:(عن بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عمر الاعجمي قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له ...) الكافي :باب التقية .
    والسر في ذلك : ان من قرأ تاريخ حياة الشيعة في القرون الماضية يرى ان الشيعة كانوا يؤخذون بالظنة ويقتلون وتصادر اموالهم .
    قال ابو الحسن على بن محمد بن يوسف المدائني في كتاب "الاحداث" : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب و أهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة[القعة] و على كل منبر يلعنون عليا و يبرءون منه و يقعون فيه و في أهل بيته و كان أشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي ع فاستعمل عليهم زياد ابن سمية و ضم إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة و هو بهم عارف لأنه كان منهم أيام علي ع فقتلهم تحت كل حجر و مدر و أخافهم و قطع الأيدي و الأرجل و سمل العيون و صلبهم على جذوع النخل و طرفهم و شردهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم و كتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي و أهل بيته شهادة[2] .
    قال الشيخ المظفر ره : ...وكذلك هي، لقد كانت شعاراً لال البيت (عليهم السلام)، دفعاً للضرر عنهم وعن أتباعهم، وحقناً لدمائهم، واستصلاحاً لحال المسلمين، وجمعاً لكلمتهم، ولمّاً لشعثم.
    س62 : وللتقيّة أحكام من حيث وجوبها وعدم وجوبها بحسب اختلاف مواقع خوف الضرر، مذكورة في أبوابها في كتب العلماء الفقهية. بين كلام المصنف ؟
    الجواب : شرع الماتن ره في بيان ان للتقية اقسام باعتبار احوالها
    القسم الاول الواجب: ما يكون لدفع ضرر متوجه اليه من النفس او العرض
    القسم الثاني المستحب : ماكان موجبا للتحرز عن كونه معرضا للضرر بمعنى انه من الممكن. ان يكون تركها مفضيا الى الضرر تدريجيا كترك المداراة مع المخالفين وهجرهم .
    القسم الثالث المباح : ما كان التحرز عن الضرر وفعله مساويا في نظر الشارع كالتقية في اظهار كلمة الكفر ,اي يعلن انه كافر امام الانظار .
    القسم الثالث المحرم : كما في الدماء فقتل المؤمن في مورد لا يستحق القتل تقية حرام ,وفي بعض الروايات انما جُعلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقية .جاء في كتاب الوسائل
    وللقسم الثالث موارد لا تجوز فيها التقية اما مطلقا او لاشخاص معينين
    الاول : لا تقية في الدم مطلقا لاي شخص ما اذا كان غير مستحقا للقتل, وعليه كلمة الفقهاء
    الثاني :التبري عن امير المؤمنين واولاده ع مطلقا ,ورد في غير واحدة في الروايات عن الامام علي ع انه رخص في سبه عند الاكراه ولم يرخص في البراءة منه . راجع الوسائل :باب 29 من ابواب الامر والنهي .
    الثالث : حرمة التقية فيما يتعلق بأساس الدين لاشخاص خاصة ,كما اذا تعرض المسلم من قبل اعداء الدين الى مافيه هدم الدين كما اذا اكره على تأليف كتاب في الرد على الاسلام او التشنيع او انكار قواعده المسلمة وكما لو اكره الفقيه على شرب الخمر واللعب بالقمار .
    س63 : كما أنّه ليس معناها أنها تجعل الدين وأحكامه سرّاً من الاسرار لا يجوز أن يذاع لمن لا يدين به، كيف وكتب الامامية ومؤلّفاتهم فيما يخص الفقه والاحكام ومباحث الكلام والمعتقدات قد ملات الخافقين، وتجاوزت الحد الذي ينتظر من أيّة أمَّة تدين بدينها؟! بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : تعرض المصنف ره الى استدراك حاصله ان ماتفعلة الشيعة اتجاه هذه العقيدة هو كتمان للحق والدين ,بل تجرأ بعضهم الى القول بالنفاق والجواب عنه :
    1 ان من راجع الموروث الروائي لدى علماء الشيعة يجد عكس ذلك تماما ويكفينا شهرة الكتب الاربعة المعروفة .
    2 والفرق بينها وبين النفاق واضح ,حيث ان المنافق يبطن الكفر ويظهر الايمان ,ودن المتقي حيث يبطن الايمان ويظهر الكفر, وهو كل ما فسد معتقده او كان غير صحيح بأختلاف الموارد.
    س64 : وإذا كان طعن من أراد أن يطعن يستند إلى زعم عدم مشروعيتها من ناحية دينية، فإنّا نقول له: ...بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : شرع المصنف ره في بيان الاستدلال على عقيدة التقية والايات المصرحة في ذلك كثيرة جدا نذكر منها ثلاثة :
    الاية الاولى :) من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)
    ذكروا المفسرون ان الاية نزلت في جماعة اكرهوا على الكفر وهم عمار وابوه وامه
    وانتشر خبر عمار وقال قوم كفر عمار ,ثم اخبر رسول الله بذلك ,فقال الرسول ص :"كلا ان عماراً مُلىء ايماناً من قرنه الى قدمه ... ثم قال الرسول ص لعمار (ان عادوا لك فعد لهم بما قلت) .
    الاية الثانية: ( لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ومن يفعل ذلك ليس من اللّه في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة )ال عمران 28
    الاية الثالثة وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ) غافر28 . واما الروايات فقد تقدمت .
    وهم ودفع : ربما يقال ان الايات التي استعرضناها كلها تدل على التقية من الكافر ,مع اننا نجد الشيعة تتقي من أخيه المسلم ؟.
    الجواب : ان مدلول الايات كانت تنحو منحى الفرد الأكمل من باب ان الظلم يصدر أولا وبالذات من الكافر,وهذا لا يعني عدم صدوره من غير الكافر,وعلى ان العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب, او قل الوارد لا يخصص المورد .

    الفصل الرابع : تمهيد
    س65 :قدم المصنف ره تمهيدا قبل الولوج في مباحث الفصل الرابع قال ره : إنّ الائمّة من آل البيت (عليهم السلام) علموا من ذي قبل أنّ دولتهم لن تعود إليهم في حياتهم، وأنّهم وشيعتهم سيبقون تحت سلطان غيرهم ممّن يرى ضرورة مكافحتهم بجميع وسائل العنف والشدّة. وكان من اللازم بمقتضى إمامتهم ـ من جهة أُخرى ـ أن ينصرفوا إلى تلقين أتباعهم أحكام الشريعة الاسلامية .بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : هذا شروع من الماتن ره في بيان ما يتفرع عن عقيدة التقية التي مرت وحاصل هذا التمهيد هو : ان الامامة هي منصب ديني ودنيوي حيث ان الامام هو قائد ديني وعسكري فلما لم يتسنى لهم الدور السياسي بسبب قلة الناصر فعلموا ان دولتهم لم تعود فكان من اللازم ان يؤدي دوره الديني ,ولا يعني ان الامامة ملغاة بسبب عدم القيادة ,واما الدور الديني الذي قاموا به الائمة ع فقد صنف الشيخ المظفر ره له عدة من الاجوبة :
    أ ـ عقيدتنا في الدعاء قال المصنف ره في هذه العقيدة :(( ...وبالاختصار، إنّ هذه الادعية قد أُودعت فيها خلاصة المعارف الدينية من الناحية الخلقية والتهذيبية للنفوس، ومن ناحية العقيدة الاسلامية، بل هي من أهم مصادر الاراء الفلسفية، والمباحث العلمية في الالهيات والاخلاقيات,ولو استطاع الناس ـ وما كلهم بمستطيعين ـ أن يهتدوا بهذا الهدى الذي تثيره هذه الادعية في مضامينها العالية، لما كنت تجد من هذه المفاسد)) .
    ب ـ ماورد في نهج البلاغة من الخطب والحكم
    ج ـ الحركة الفكرية في عصر الصادقين ع
    د ـ ادعية الصحيفة السجادية حيث صنفها المصنف ره الى تسعة امور حتى سميت بـ زبور ال محمد , وسبب التسمية في ذلك ان زبور دوود ع كان على شكل دعاء يتضمن التعاليم الالهية,وخصوصا ان الفترة التي كان يعيشها الامام زين العابدين ع تفضي الى ذلك قال المصنف ره: بعد واقعة الطف المحزنة، وتملُّك بني أميّة ناصية أمر الامَّة الاسلامية ـ فأوغلوا في الاستبداد، وولغوا في الدماء، واستهتروا في تعاليم الدين ـ بقي الامام زين العابدين وسيِّد الساجدين (عليه السلام)جليس داره محزوناً ثاكلاً، وجليس بيته لا يقربه أحد، ولا يستطيع ن يفضي إلى الناس بما يجب عليهم وما ينبغي لهم,فاضطرّ أن يتّخذ من أسلوب الدعاء ـ الذي قلنا أنّه أحد الطرق التعليمية لتهذيب النفوس ـ ذريعة لنشر تعاليم القرآن، وآداب الاسلام، وطريقة آل البيت، ولتلقين الناس روحية الدين والزهد، وما يجب من تهذيب النفوس والاخلاق.
    قال الشيخ المظفر ره : ((وكانت[ادعية الصحيفة] في مختلف الموضوعات التربوية الدينية، فهي تعليم للدين والاخلاق في أسلوب الدعاء، أو دعاء في أُسلوب تعليم للدين والاخلاق، وهي بحقّ ـ بعد القرآن، ونهج البلاغة ـ من أعلى أساليب البيان العربي، وأرقى المناهل الفلسفية في الالهيات)) .
    فعلى كلا التقديرين نكون نحن مأمورين بتطبيق هذه التعاليم التربوية سواء جاءت بصيغة الدعاء او بصيغة التعليم كما هو واضح .
    عقيدتنا في زيارة القبور
    س66 : وفي هذا النوع من الادب ما يوضّح لمن يريد أن يفهم الحقيقة عن مقاصد الائمة وشيعتهم تبعاً لهم في زيارة القبور، وما يلقم المتجاهلين حجراً حينما يزعمون أنّها عندهم من نوع عبادة القبور،والتقرّب إليها، والشرك بالله . بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : شرع الماتن ره في بيان عقيدتنا في زيارة القبور وكونها احد مصاديق التربية الروحية والادبية الى كل مسلم ,من خلال ماتعطيه من تعاليم في ادب الزيارة وباعثة الى روح المحبة ,هذا اولا ,ثانيا يتعرض المصنف في الباب الى اشكالية طالت على السن العامة والتشنيع بها ,وهي كون زيارة القبور نوعا من انواع الشرك زاعمين ان التقرب بها هو لغير الله تعالى .
    الجواب : نقضا
    قال ابن حجر العسقلاني في كتابه المعروف :تهذيب التهذيب, قال وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول خرجنا مع امام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضى بطوس قال فرأيت من تعظيمه يعنى ابن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا .
    قال صاحب كتاب الطيوريات : لابي طاهر احمد بن محمد بن احمد الشافعي الاصبهاني ,سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يقولُ: سَمِعْتُ أَبا الحُسَيْنِ بنَ جميعِ الغَسّانِيَّ يقولُ: سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنَ بنَ إِسمْاعِيلَ المُحامِلِيَّ يقولُ: (( أَعْرِفُ قَبْرَ مَعْروفِ الكَرْخِيِّ مُنْذُ سَبْعينَ سَنَةً، ما قَصَدَهُ مَهْمومٌ إِلاّ فَرَّجَ اللهُ هَمَّهُ )) .
    رجال إسناده ثقات.
    الكتاب : الموسوعة الفقهية الكويتية ,المؤلف : وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بالكويت , تحت عنوان «شدّ الرّحال لزيارة القبور» : ذهب جمهور العلماء إلى أنّه يجوز شدّ الرّحل لزيارة القبور ، لعموم الأدلّة ، وخصوصاً قبور الأنبياء والصّالحين.
    كتاب : فتح الباري بشرح صحيح البخاري ,لان حجر العسقلاني ((قَالَ بَعْض اَلْمُحَقِّقِينَ : قَوْلُهُ " إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ " اَلْمُسْتَثْنَى مِنْهُ مَحْذُوف ، فَإِمَّا أَنْ يُقَدِّرَ عَامًّا فَيَصِيرَ : لَا تُشَدّ اَلرِّحَال إِلَى مَكَانٍ فِي أَيِّ أَمْرٍ كَانَ إِلَّا إِلَى اَلثَّلَاثَةِ ، أَوْ أَخَصّ مِنْ ذَلِكَ . لَا سَبِيلَ إِلَى اَلْأَوَّلِ لِإِفْضَائِهِ إِلَى سَدِّ بَابِ اَلسَّفَرِ لِلتِّجَارَةِ وَصِلَةِ اَلرَّحِمِ وَطَلَبِ اَلْعِلْمِ وَغَيْرهَا فَتَعَيَّنَ اَلثَّانِي ، وَالْأَوْلَى أَنْ يُقَدَّرَ مَا هُوَ أَكْثَرُ مُنَاسَبَة وَهُوَ : لَا تُشَدّ اَلرِّحَال إِلَى مَسْجِدٍ لِلصَّلَاةِ فِيهِ إِلَّا إِلَى اَلثَّلَاثَةِ ، فَيَبْطُلُ بِذَلِكَ قَوْل مَنْ مَنَعَ شَدَّ اَلرِّحَال إِلَى زِيَارَةِ اَلْقَبْرِ اَلشَّرِيفِ وَغَيْره مِنْ قُبُورِ اَلصَّالِحِينَ وَاَللَّه أَعْلَمُ)) .
    وبعد هذا البيان لا اعتقد ان مسالة زيارة القبور من المسائل الشركية ,والا كانت العواقب وخيمة جدا وما بيناه هو المفصح عن ذلك .
    عقيدتنا في البعث والمعاد
    س67 : نعتقد: أنّ الله تعالى يبعث الناس بعد الموت في خلق جديد في اليوم الموعود به عباده، فيثيب المطيعين، ويعذِّب العاصين ,وهذا أمر على جملته وما عليه من البساطة في العقيدة اتّفقت عليه الشرائع السماوية والفلاسفة . بين كلام المصنف ره ؟
    الجواب : هذا هو الفصل الخامس والأخير حيث شرع الماتن بالاصل الخامس من اصول الدين وهو المعاد ,وقد تعرض المصنف في هذا المطلب الى ان مسالة المعاد على جملتها هو امر مسلم عند كل مسلم ,بل الشرائع السماوية السابقة على زماننا ,والسر في تعبير المصنف ره بقوله على جملته) هو اشارة الى اختلاف المذاهب في كيفية المعاد ,نحو هل المعاد جسماني اوروحاني او كليهما ؟ وهكذا ,فمع قطع النظر عن هذه الاختلافات ان المعاد بما هو هو امر ثابت بالادلة العقلية , وتطلب من مضانها , واما الغاية من المعاد فهي كما افاده المصنف ره ,لاجل الثواب والعقاب .
    عقيدتنا في المعاد الجسماني
    س68 : وبعد هذا، فالمعاد الجسماني ـ بالخصوص ـ ضرورة من ضروريات الدين الاسلامي، دلَّ صريح القرآن الكريم عليها: (أيَحسَبُ الانسانُ أنْ لَنْ نَجمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادرينَ عَلَى أن نُّسَوِّيَ بَنَانهُ) وما المعاد الجسماني ـ على إجماله ـ إلاّ إعادة الانسان في يوم البعث والنشور ببدنه بعد الخراب، وإرجاعه إلى هيئته الاولى بعد أن يصبح رميماً ,ولا يجب الاعتقاد في تفصيلات المعاد الجسماني أكثر من هذه العقيدة على بساطتها التي نادى بها القرآن . بين كلام المصنف ره ؟

    الجواب : هذا شروع من الماتن ره في بيان هذه الضرورية من ضروريات الدين ,ولاجل بيان ما افادة المصنف ره نصنف الكلام بالمطالب التالية :
    المطلب الاول : في سبب تعرض المصنف الى هذه العقيدة هنا ؟ الجواب : زعمت الاشاعرة ان المعاد روحاني فقط وان الانسان يعود يوم القيامة بالروح فقط حيث هي المباشر الوحيد في اقتراف العمل ,وما ذهبت اليه الامامية وغيرهم ان المعاد روحاني جسماني ,والعمل مشترك بين الروح والجسد .
    المطلب الثاني : ان الدليل الدال على المعاد الجسماني هو النقل وليس الى سبيله العقل وصرحت جملة من الايات بذلك منها ماتقدمت في كلام الماتن ره وقوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا)) النساء الاية :56 وغيرها من الايات الكثيرة جدا
    المطلب الثالث : هل نحن مأمورون بتفاصيل حقيقة المعاد بأكثر من التصديق بها والتسليم بما نادت به الاخبار او لا ؟ الجواب : لا يجب ذلك ,والسبب كما قدم المصنف بيانه في الامور التالية :
    أ ـ ولا يجب الاعتقاد في تفصيلات المعاد الجسماني أكثر من هذه العقيدة على بساطتها التي نادى بها القرآن .
    ب ـ وايضا انه لا يشترط تحقق الاسلام في الخوض في تفاصيلها, وانه موقوف على ذلك المعتقد, قال المصنف : (والغرض أنّه لا يشترط في تحقيق الاسلام معرفة أنّها من الاجسام...)
    ج ـ كونها من المنزلقات التي زلت بها الاقدام قال المصنف ره : (فإذا أراد الانسان أن يتجاوزها إلى تفصيلها بأكثر ممّا جاء في القرآن ليقنع نفسه دفعاً للشبه ـ التي يثيرها الباحثون والمشككون بالتماس البرهان العقلي أو التجربة الحسيةـ فانّه إنّما يجني على نفسه، ويقع في مشكلات ومنازعات لا نهاية لها. لكونها خارجة عن محيطنا قال ره : يكفي في ردّها قناعتنا بقصور الانسان عن إدراك هذه الاُمور الغائبة عنّا والخارجة عن أفقنا ومحيط وجودنا، والمرتفعة فوق مستوانا الارضي، مع علمنا بأنّ الله تعالى العالم القادر أخبرنا عن تحقيق المعاد ووقوع البعث.
    المطلب الرابع : كون المعاد الجسماني من ضروريات الدين ,وعدم التصديق به لازم للكفر ,والسبب انه يلزم تكذيب القران الكريم الذي اخبر عنها صريحا ,والانكارعلى الله تعالى هو الكفر بعينه ,لكن كما مر بيانه انه لا يلزم الاعتقاد بها على نحو التفصيل ,بل الاقرار بهذه العقيدة كاف لوحده قال تعالى : (مَن يُحيي العِظامَ وَهَيَ رَميمٌ) (قل يُحييها الَّذي أنشَأَهَا أوّلَ مَرَّة وَهُوَ بِكُلِّ خَلق عَليمٌ) , واما كيفية العود وكيف يحي العظام وهي رميم ,فألازم ان لا يكلف الانسان به اكثر من القرار به .

    والحمد لله رب العالمين
    تم الفراغ منه : الأحد 10 / من محرم الحرام /1439 هـ
    معتذر فيه عن الخطأ والنسيان



    [1] مجموع الفتاوى - ابن تيمية

    [2] شرح نهج البلاغة - ابن ابي الحديد
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X