بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
أُدخِلَ نساء الحسين (عليه السلام) وصبيانه على ابن زياد فلبست زينب (عليها السلام) أرذل ثيابها وتنكرت ومضت حتى جلست ناحية من القصر وحف بها اماؤها ، فقال ابن زياد من هذه ، فلم تجبه فأعاد الكلام ثانيا وثالثا يسال عنها فلم تجبه فقال له بعض امائها هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاقبل عليها ابن زياد وخاطبها بما فيه الشماتة والجفاء والغلظة والجرأة على الله ورسوله كما يقتضيه لؤم عنصره وخبث طينته وأراد تصديق كونه دعيا ابن دعي ، فقال لها : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم واكذب أحدوثتكم ، فأجابته زينب (عليه السلام) بما أخرسه وأخزاه وفضحه فقالت : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وطهرنا من الرجس تطهير انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ، فقال كيف رأيت فعل الله بأخيك وأهل بيتك ، فقالت ما رأيت الا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتتحاجون إليه وتختصمون عنده فانظر لمن الفلج يومئذ هبلتك أمك يا ابن مرجانة .
فغضب واستشاط حين أعياه الجواب ، وكانه هم بها فقال له عمرو بن حريث : أيها الأمير انها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشئ من منطقها ولا تذم على خطيئتها .
فلجا ابن زياد حينئذ إلى البذاءة وسوء القول مما هو جدير به فقال لها : لقد شفى الله نفسي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك ، فرقت زينب وبكت وقالت له : لعمري لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي فإن كان هذا شفاءك فقد اشتفيت ، وعرض عليه زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) فقال من أنت ؟ قال علي بن الحسين فقال : أ ليس قد قتل الله علي بن الحسين ، فقال له علي : قد كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس ، فقال بل الله قتله ، فقال علي بن الحسين : الله يتوفى الأنفس حين موتها ، فغضب ابن زياد وقال وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للرد علي اذهبوا به فاضربوا عنقه ، فتعلقت به عمته زينب وقالت يا ابن زياد حسبك من دمائنا واعتنقته وقالت لا والله لا أفارقه فان قتلته فاقتلني معه فقال لها علي اسكتي يا عمة حتى أكلمه ، ثم أقبل عليه فقال : أ بالقتل تهددني يا ابن زياد أ ما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة ؛ ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين (عليه السلام) وأهل بيته فحملوا إلى دار بجنب المسجد الأعظم فقالت زينب بنت علي (عليه السلام) لا تدخلن علينا عربية الا أم ولد أو مملوكة فإنهن سبين كما سبينا ، ولما أصبح ابن زياد أمر برأس الحسين (عليه السلام) فطيف به في سكك الكوفة كلها وقبائلها ولما فرع القوم من التطواف به في الكوفة ردوه إلى باب القصر . ثم إن ابن زياد نصب الرؤوس كلها بالكوفة على الخشب وهي أول رؤوس نصبت في الاسلام بعد رأس مسلم بن عقيل بالكوفة
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
أُدخِلَ نساء الحسين (عليه السلام) وصبيانه على ابن زياد فلبست زينب (عليها السلام) أرذل ثيابها وتنكرت ومضت حتى جلست ناحية من القصر وحف بها اماؤها ، فقال ابن زياد من هذه ، فلم تجبه فأعاد الكلام ثانيا وثالثا يسال عنها فلم تجبه فقال له بعض امائها هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاقبل عليها ابن زياد وخاطبها بما فيه الشماتة والجفاء والغلظة والجرأة على الله ورسوله كما يقتضيه لؤم عنصره وخبث طينته وأراد تصديق كونه دعيا ابن دعي ، فقال لها : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم واكذب أحدوثتكم ، فأجابته زينب (عليه السلام) بما أخرسه وأخزاه وفضحه فقالت : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وطهرنا من الرجس تطهير انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ، فقال كيف رأيت فعل الله بأخيك وأهل بيتك ، فقالت ما رأيت الا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتتحاجون إليه وتختصمون عنده فانظر لمن الفلج يومئذ هبلتك أمك يا ابن مرجانة .
فغضب واستشاط حين أعياه الجواب ، وكانه هم بها فقال له عمرو بن حريث : أيها الأمير انها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشئ من منطقها ولا تذم على خطيئتها .
فلجا ابن زياد حينئذ إلى البذاءة وسوء القول مما هو جدير به فقال لها : لقد شفى الله نفسي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك ، فرقت زينب وبكت وقالت له : لعمري لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي فإن كان هذا شفاءك فقد اشتفيت ، وعرض عليه زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) فقال من أنت ؟ قال علي بن الحسين فقال : أ ليس قد قتل الله علي بن الحسين ، فقال له علي : قد كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس ، فقال بل الله قتله ، فقال علي بن الحسين : الله يتوفى الأنفس حين موتها ، فغضب ابن زياد وقال وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للرد علي اذهبوا به فاضربوا عنقه ، فتعلقت به عمته زينب وقالت يا ابن زياد حسبك من دمائنا واعتنقته وقالت لا والله لا أفارقه فان قتلته فاقتلني معه فقال لها علي اسكتي يا عمة حتى أكلمه ، ثم أقبل عليه فقال : أ بالقتل تهددني يا ابن زياد أ ما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة ؛ ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين (عليه السلام) وأهل بيته فحملوا إلى دار بجنب المسجد الأعظم فقالت زينب بنت علي (عليه السلام) لا تدخلن علينا عربية الا أم ولد أو مملوكة فإنهن سبين كما سبينا ، ولما أصبح ابن زياد أمر برأس الحسين (عليه السلام) فطيف به في سكك الكوفة كلها وقبائلها ولما فرع القوم من التطواف به في الكوفة ردوه إلى باب القصر . ثم إن ابن زياد نصب الرؤوس كلها بالكوفة على الخشب وهي أول رؤوس نصبت في الاسلام بعد رأس مسلم بن عقيل بالكوفة
تعليق