إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامام علي بن الحسين ولغة الدعاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام علي بن الحسين ولغة الدعاء


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين



    مدخل...
    على مر العصور و الأزمان و تغير الناس من حال إلى حال و مهما تطور العلم و تقدمت الحياة فهناك حقيقة ثابتة و هي : أن الأرض لا تخلو من حجة لله, و بعد وفاة الرسول الكريم عليه ألاف التحايا و السلام تعاقب الأئمة من ولده من نسل فاطمة وعلي رحمة بالناس كي لا تسيخ الأرض بأهلها دون وجود خليفة لله و حفاظاً على الرسالة المحمدية فعن أبي جعفر عليه السلام قال : "والله ما ترك الله أرضا منذ قبض آدم عليه السلام إلا وفيها إمام يهتدي به إلى الله وهو حجته على عباده ، ولاتبقى الأرض بغير إمام حجة لله على عباده " (1) ولكن اختلف حجم الدور الذي قام به كل إمام و تنوع منهج الذي سلكه تبعاً لعديد من العوامل منها:


    1) الضغط و التضييق الذي كان يتعرض له الإمام .
    2) الوضع السياسي المعاصر.
    3) القاعدة الشعبية للإمام.
    4) أن الإمام بعلمه قد يتخذ من المواقف مافيه تمهيد و مقدمة لحركة لاحقة قد يقوم بها من بعده من الأئمة.

    ففي حين كان موقف الإمام الحسن عليه السلام موقف المهادن وبذلك استطاع إن يفضح معاوية و يظهر حقيقته , كان موقف الإمام الحسين الثائر مزلزلاً لحكم الأمويين , وكذا نجد أن فكر أهل البيت و علمهم لم ينتشر إلا في عهد الإمام الباقر و الصادق و لم يتسنى ذلك لباقي الأئمة عليهم السلام.

    وعندما نتحدث عن زمن الامام السجاد عليه السلام نجد الكثير من الروايات التي تحدثنا عن طول بكائه بعد فاجعة كربلاء حتى عد من البكائين الأربعة و لم يقدم له طعام أو شراب إلا و مزجه بدموع عينيه و هو سلام الله عليه سيد الساجدين العابدين..

    فهل كان كانت إمامته سلام الله عليه بكاء و صلاة وعبادة ؟؟؟

    لن أتناول هنا بحثاً تاريخياً و إن كان التحليل التاريخي يوضح الكثير من الجوانب , ولكن وقوفاً على الوضع بعد ثورة الإمام الحسين و فاجعة كربلاء استفاد الامام عليه السلام من جانبين: (2)

    أولهما : الوضع السياسي المضطرم بعد واقعة الطف الذي تمخضت عنه العديد من الثورات

    · ثورة أهل المدينة سنة 63هـ بقيادة عبدالله بن حنظلة الأنصاري.
    · ثورة مكة بقيادة عبدالله بن الزبير التي أدت إلى هتك حرمة مكة المكرمة و ضرب الكعبة بالمنجنيق.
    · الأزمة السياسية الحادة في البيت الأموي بعد هلاك يزيد على من يتولى الحكم.
    · ثورة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي سنة 64هـ.
    · ثورة المختار الثقفي سنة 66هـ التي انتقم فيها من كل من شارك في حرب الإمام الحسين.

    وفي خضم هذا الجو المشحون تنحى الامام عن الجانب السياسي و اهتم بالجانب التربوي و الإصلاحي في الأمة.

    الجانب الثاني: التجاوب النفسي و التعاطف الكبيرمن قبل شريحة كبيرة من الناس مع أهل البيت و مظلوميتهم بعد ما اوقعه بهم يزيد من ذبح و هتك و سبي لعقائل بيت النبوة , فاصبح تفاعلهم و تأثرهم أكثر.

    فكانت ثورته سلام الله عليه ثورة روحية و ثقافية تربوية خاصة أن عصر الفتوحات الإسلامية أعقبه عصر رخاء و انفتاح لذا سعى الإمام لتقوية ارتباط الناس بربهم و عدم الانجراف وراء ملذات الدنيا فأعطى للبشرية من التراث العظيم الذي يمثل طوق نجاة و غذاء للروح تربي الفرد بل و تربي المجتمع بأسره و يتجلى ذلك في الصحيفة السجادية و رسالة الحقوق. (3)

    الصحيفة السجادية:
    زبور أل محمد , تتجلى فيه أروع صور البلاغة العربية و أعظم المعاني و التوجيهات الروحية نجده سلام الله عليه سطر لنا أروع الكلمات في حمد الله و الثناء عليه و شكره على نعمه , علمنا كيف نتوب من ذنوبنا و كيف نناجيه محبين مريدين شاكرين عاشقين , فلو استشعر المؤمن في نفسه روحانية معينة أو رقة في قلبه في اتجاه محدد فسيجد الدعاء أو المناجاة المناسبة لتلك الحالة في طيات هذه الصحيفة المباركة.
    ولو اقتصرت على دعاء مكارم الأخلاق لكفى إذ يربينا فيه الامام سلام الله عليه على الأخلاق الكريمة التي ينبغي التحلي بها سواء في التعامل مع الرب أو النفس أو الناس فيقول سلام الله عليه:

    " اللهم صل على محمد و أله و حلني بحلية الصالحين و ألبسني زينة المتقين في بسط العدل و كظم الغيظ و إطفاء النائرة و ضم أهل الفرقة و إصلاح ذات البين و إفشاء العارفة و ستر العائبة ولين العريكة وخفض الحناح و حسن السيرة وسكون الريح وطيب المخالقة والسبق إلى الفضيلة وإيثار التفضل وترك التعيير والإفضال على غير المستحق والقول بالحق و إن عز واستقلال الخير و إن كثر من قولي وفعلي واستكثار الشر و إن قل من قولي وفعليو أكمل لي ذلك بدوام الطاعة ولزوم الجماعة ورفض أهل البدع و مستعملي الرأي المخترع".

    رسالة الحقوق:
    سِفر عظيم حري به أن يتخذ كوثيقة معتمدة لدى جمعيات حقوق الانسان بل ويدرس كمنهج في الجامعات لعلنا نحترم بعضنا و نؤدي أبسط حقوق الانسانية , يتناول فيه الامام سلام الله عليه جميع الحقوق التي للانسان و عليه والتي قد يغيب بعضها على الكثيرين , من الحقوق الفردية و المزدوجة وحقوق الشعوب و الحكام و بل حقوق الانسانية , نجده يتدرج عليه السلام في عرض هذه الحقوق بدءً من أعظمها و هو حق الله تعالى و صولاً إلى حق أهل الذمة و ما بينهما ثمان وأربعين حقاً علينا للوالدين والأولاد والجار و الأعضاء من أذن و عين و بطن وفرج وغيرها وكل كلمة فيها ليست مجرد وعظ ديني بل هي علم بحد ذاتها برهن العلم الحديث على صحتها .

    أورد هنا أحد هذه الحقوق وهو حق البطن الذي اعتقد أنه موضع ابتلاء..
    " أما حق بطنك : فألا تجعله وعاء لقليل من الحرام ولا لكثير ، وأن تقتصد له في الحلال ، ولا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين ، وذهاب المروءة ، وضبطه إذا هم بالجوع والظمأ ، فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم مكسلة ومثبطة ومقطعة عن كل بر وكرم ، وإن الري المنتهي بصاحبه إلى السكر مسخفة ومجهلة ، ومذهبة للمروءة ".

    فأي وعاء هذا البطن الذي يؤثر في سلوك المرء و أخلاقه و عبادته بل وحتى في ذريته؟

    كثيرون لا يهتمون بالـتأكد من حلية ما يتناولونه من المطاعم المنتشرة و يعتمدون على كون البلد اسلامياً فكل طعامه و شرابه حلال , في حين أننا نعلم أن الضمائر قد اصبحت في علاقة عكسية مع الأسعار و الغلاء وأصبحت معظم المطاعم و كما يعبر عنه ( تخلط ) اللحم البلدي بالمستورد الرخيص حتى أصبح التحقق من حلية اللحوم في كثير من المطاعم شبه مستحيل فأين نحن من ذلك؟؟

    من أثار أكل الحرام بل حتى الأكل المشبوه:
    1) ذهاب للغيرة و المروءة.
    2) أن التأثير يمتد إلى الأولاد فيبتلى الانسان بالولد العاق أو قليل الالتزام الديني ربما بسبب لقمة حرام.
    3) تشويه لروحية المؤمن و إقباله على العبادة.
    4) حاجب لاستجابة الدعاء.
    5) قد يسبب بعض الأمراض الجسدية كما أظهرت بعض الدراسات زيادة البكتيريا في اللحم الغير مذكى .

    وعدم العلم بحرمة الطعام لا يمنع أثاره على الانسان وإن كان لم يرتكب مخالفة شرعية.

    وحتى الطعام الحلال لا يخلو من الأثار السلبية و التي يسطرها لنا الامام زين العابدين عليه السلام فالاسراف في الأكل و الشرب :
    1) يذهب المروءة.
    2) يؤثر على التفكير السليم.
    3) مثبط عن العبادة.
    4) يورث الوهن و الأمراض المختلفة فكما قيل المعدة بيت الداء.
    5) تقطع عن أعمال البر و الكرم إذ أن التخمة تقعد بصاحبها.


    فلنتأمل اللقمة التي تدخل جوفنا إذ أنها لابد تاركة بصمة هناك.



    السلام عليك يا زين العابدين , يا سيد البلغاء و سيد الساجدين و على أبائك و أبنائك الطيبين الطاهرين.
    ..............................................
    المصادر:
    (1) الكافي ج1- ص179
    (2) رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ السيد لطيف القزويني
    (3) تقديم الصحيفة السجادية للسيد الصدرجهاد الإمام السجاد السيد محمد رضا الجلالي

  • #2
    الأخت الكريمة

    ( عطر الولاية )



    بارك الله تعالى فيكم على هذا الطرح الرائع

    اثابكم الله الاجروالثواب
    وجعله في ميزان حسناتك

    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X