إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا خلق الله العالم؟ القسم الثالث: لماذا خلق الله الإنسان؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا خلق الله العالم؟ القسم الثالث: لماذا خلق الله الإنسان؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بالرجوع الى كلام ربنا تبارك وتعالى نجد الإجابة في ضمن اربع آيات كريمات:

    الآية الأولى: قوله تعالى:ƒوَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلاّ لِيَعْبُدُونِ([1]).الآية الثانية: تعالى: ƒوَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إلاّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ([2]).الآية الثالثة: قوله تعالى: ƒاللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا([3]).الآية الرابعة: قوله تعالى: ƒالَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ([4]).والآية الأولى صريحة في ان الغاية من خلق الجن والأنس هي العبادة، اما الآية الثانية فتفيد إن الغاية هي رحمة الله تعالى، أي خلقهم ليرحمهم، واما الآية الثالثة فتحكي إن الغاية من الخلق هو أن يعلم الإنسان إن الله على كل شيء قدير وإنه قد أحاط بكل شيء علماً، أما الآية الرابعة فتحدد إن الغرض هو النجاح في الاختبار.وقد يتبادر للذهن تعارض دلالة الآيات المذكورة، والحقيقة خلاف ذلك فجميع هذه الآيات ترجع الى معنى جامع واحد وهو إن الغرض من خلق الإنسان هو ان يصل الى الكمال اللائق بشأنه، وبما ان كمال الإنسان لا يحصل إلاّ من خلال محوري العلم والعمل او بتعبير القرآن الإيمان والعمل الصالح فهما الجناحان اللذان يطير بهما الإنسان من ارض البهيمية الى سماء ƒثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى([5]).لذا نجد بعض الآيات السابقة تكلمت عن كماله من جهة العمل وهي الآيتان الأولى والرابعة، وتكلمت الآية الثالثة عن كماله من جهة العلم والإيمان.والخلاصة: الغرض الذي بينه القرآن الكريم لخلق الإنسان هو أن يصل الى كماله اللائق بشأنه وهو الوصول في مقام العمل الى مستوى العبودية والتسليم لله تبارك وتعالى، والوصول الى درجة اليقين بأن الله على كل شيء قدير وإنه قد أحاط بكل شيء علماً في مقام الإيمان.بقي الكلام حول الآية الثانية وهي صريحة في ما تقدم وهو ان الله خلق الإنسان ليوصله الى كماله، وقد عبر عن هذا بأنه خلقهم ليرحمهم أي ليوصلهم الى كمالهم. فهذه الآية هي الأشمل من بين الآيات الأربع.ويمكن أن نفهم وجهاً آخراً للجمع بين الآيات الأربع المذكورة في بداية البحث؛ بناء على ما جاء عن الإمام الصادق (8) عن الإمام الحسين (8) انه خطب أصحابه فقال: «إنّ الله عزّوجلّ ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه».فيكون قوله تعالى: ƒاللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا([6])،غاية قريبة وهذا ما أشار اليه قول الإمام: «إنّ الله عزّوجلّ ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه ..»؛ من وراءها غاية أهم هي ƒوَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلاّ لِيَعْبُدُونِ([7])، وهذا ما أشار اليه قوله(8): «فإذا عرفوه عبدوه...».ومن وراء هاتين الغايتين غاية أبعد تمثله الغاية في قوله تعالى: ƒالَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ([8])،وهذا معنى قول الإمام الحسين(8): «فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه».ومن وراء الكل غاية هي الرحمة لهؤلاء الذين احسنوا عملاً،وهو ما بيّنته الآية الكريمة: ƒوَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إلاّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ([9]).

    ([1])الذاريات: 56.
    ([2]) هود: 118،119.
    ([3]) الطلاق: 12.
    ([4]) الملك: 2.
    ([5])النجم: 9.
    ([6])الطلاق: 12.
    ([7])الذاريات: 56.
    ([8])الملك: 2.
    ([9])هود: 118،119.


  • #2
    تسلم ايدك على الطرح الجميل
    الله يعطيك الف عافيه

    على مجهودك المميز












    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X