تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
يلاحظ المتابع في الفترة الأخيرة تصاعد الخطاب القومي والعنصري بالإضافة الى الطائفي في وسائط التواصل الاجتماعي بين العرب والأخوة الكرد خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة، والغريب من بعض الأخوة الكرد اتهام الشيعة بوجود تراث روائي يحرض ضد القومية الكردية، ويقصدون الاحاديث التي نهت عن مخالطة الأكراد وبأنهم قوم من الجن ونحوها، ولا يخفى على الباحث المنصف ضعف بعضها، وهذا لا يمنع من اعتبار البعض الآخر منها، ونحن في الوقت الذي لا ننكر فيه وجود هذه الروايات بل صحة واعتبار بعضها، إلا أن فقهائنا بينوا المقصود منها، وصرحوا بأنها قضية خارجية يراد بها الأكراد المعاصرون لزمن صدور الرواية وكانوا حينها قوماً بدواً في الأماكن القفر، يتلصصون، لذا نهى الإمام عن التخالط معهم وهو أمر طبيعي، وإليك بعض عبارات فقهائنا المتقدمين منهم والمتأخرين:
يقول السيد الروحاني في كتابه فقه الإمام الصادق (عليه السلام): انما الكلام في المراد من الاكراد، والظاهر ان المراد بهم ليس هو من يتكلم بلغة الاكراد، بل الظاهر ان المراد بهم - كما عن الخوزي -: هو الجيل المعهود منهم في صدر الاسلام، وان شئت قلت: ان المراد بالأكراد القوم المطاردون الراحلون من مكان الى مكان، وعلة الكراهة حينئذ لعلها التعرب والبعد عن الفقه والمسائل والاحكام[1].
وعلله ابن إدريس الحلي بقوله: وذلك راجع إلى كراهية معاملة من لا بصيرة له، فيما يشتريه، ولا فيما يبيعه، لأن الغالب على هذا الجيل، والقبيل، قلة البصيرة، لتركهم مخالطة الناس، وأصحاب البصائر[2].
وقال صاحب الحدائق (ره): قال بعض مشايخنا من متأخري المتأخرين: ربما يؤول بانهم لسوء أخلاقهم وجبلتهم اشباه الجن، فكأنهم منهم كشف الغطاء عنهم[3].انتهى..
[1]فقه الصادق: للسيد الروحاني: ج15، ص170.
[2]السرائر: ج 2 ص 233.
[3]الحدائق: ج18، ص41.