إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لإِيلافِ قُرَيْشٍ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لإِيلافِ قُرَيْشٍ



    (بسم الله الرحمن الرحيم)

    لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)

    هذه الأسئلة طرحناها، فوجدنا إجابتها في موسوعة تفسير «من هدى القرآن» لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي «دام ظله الشريف» وتعميماً للفائدة ننشر، في كل عدد، مجموعة من الأسئلة مع أجوبتها المستوحاة من الموسوعة المذكورة مباشرة.

    - أين نزلت سورة قريش المباركة؟ و متى؟و كم عدد آياتها؟ و ماهو ترتيبها النزولي؟و ترتيبها في القرآن الكريم؟


    • نزلت هذه السورة المباركة في مكة بعد سورة التين. آياتها (4)، ترتيبها النزولي (28) و ترتيبها في القرآن الكريم (106).


    * فضل السورة و خواصها

    - ما فضل هذه السورة و خواصها؟

    • فضل هذه السورة المباركة كثير؛ و الرواية التالية تبيّن جانباً من هذا الفضل :
    فعن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عليه السلام، قال :

    "من أكثر من قراءة (لإيلاف قريش)، بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة، حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة". (1)
    و من خواص هذه السورة المباركة، ما روي عن الرسول الأعظم، صلى الله عليه وآله، أنه قال :
    "من قرأ هذه السورة، أعطاه الله من الأجر كمن طاف حول الكعبة، و اعتكف في المسجد الحرام، وإذا قُرئت على طعام يُخاف منه، كان فيه الشفاء، و لم يؤذِ آكله أبداً". (2)
    و قال، صلى الله عليه وآله، أيضاً :
    "من قرأها على طعام، لم يُرَ فيه سوءٌ ابدا ". (3)

    و قال الإمام الصادق، عليه السلام :
    "إذا قُرئت على طعام يُخاف منه، كان شفاءً من كل داء. و إذا قرأتها على ماءٍ ثم رُشّ الماء على مَن أشغل قلبه بالمرض ولا يدري ما سببه، يصرفه الله عنه". (4)

    * البقاء على الاساطير.. لماذا؟

    - ماهو الإطار العام لهذه السورة المباركة؟


    • انها - حقا - ارهاصات رسالة، و بشائر حضارة، حيث كانت في قريش بقية من آثار الحنيفية الإبراهيمية. ألم يحتفوا ببيت الله الحرام الذي آمنه الله من الدواهي؟ألم يقدر الله ان يبعث فيهم رسوله، صلى الله عليه و آله، فيكونوا حملة رسالاته الى الآفاق؟ألم يجعل أئمة المسلمين من صفوة قريش بني هاشم و صفوة الصفوة : أولاد محمد و علي، صلى الله عليهم أجمعين؟
    بلى؛ لقد آلفهم الله حول بيته، و آلفهم لرحلة الشتاء و الصيف، و هيأ لهم مدنية راقية بين مثيلاتها في الجزيرة؛ إذاً ليعبدوا رب هذا البيت، و يتعالوا عن خرافات الجاهلية التي لا تتناسب ومستوى حضارتهم. أوليس رب هذا البيت قد أطعمهم من جوع، و آمنهم من خوف؟فلماذا البقاء مع أساطير التخلف و الخوف؟!!
    و تأتي هذه السورة المباركة متممة لبصائر سورة الفيل السابقة حتى قيل : إنهما معا سورة واحدة.

    * حضارة قريش

    - هل هذه السورة و التي سبقتها - و هي سورة الفيل - سورتان؟أم سورة واحدة تفصل بينهما البسملة؟أم البسملة هي الأخرى محذوفـــة؛ كمــا نقل عــن مصحف أُبَي؟


    • فيه أقوال مختلفات، أقربها أنهما - كما في عامة المصاحف - سورتان متقاربتا المحتوى، وإن جاز - حسب بعض النصوص - الجمع بينهما في الفريضة، فقد روي عن الامام الصادق، عليه السلام، أنه قال :
    "لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى و ألم نشرح، و ألم تر كيف و لإيلاف قريش "(5)
    ذلك ان ما فعله الله بأصحاب الفيل كان مثلا واضحا لكرامة البيت الحرام عند الله سبحانه، وأنه قد استجاب فيه لدعوة مجدد بنائه؛ إبراهيم الخليل، عليه السلام، فجعله بيتا آمنا، و رزق أهله من الثمرات، وكل ذلك وفر شروط المدنية عنده، حيث بنت قبيلة قريش حضارتها و إيلافها، و كانت تمهيدا لحضارة الاسلام المجيدة، فقال ربنا سبحانه تعليقا على قصة أصحاب الفيل : (لإيلاف قريش).


    * معنى الإيلاف
    - إذن؛ ماذا عنى بقوله تعالى : (لإيلاف قريش)؟


    • قالوا معناه : فعلنا ذلك بأصحاب الفيل لكي يألفوا مكة، و تتوفر لهم شروط الرحلة الى الشام واليمن.

    و قال البعض : بل الحديث في هذه السورة مستقل مستأنف، و إن كــان مكمــلا - محتوى و معنى - لما بَيَّنه القرآن في السورة السابقة و معناه : ان الله وفر الأمن لقريش حتى تتسنى لهم رحلة الشتاء و الصيف.
    و هكذا فسروا الإيلاف : بايجاب الألف، وهو الاجتماع المقرون بالإلتئام، و نظيـره الايناس، و نُقل عن الأزهري أنه يشبه الإجارة و الخفارة، يقال : ألف يؤلف : اذا أجار الخمائل بالخفارة (6) حيث أن الله وفر لقريش فرصة التجارة، بما كانت لهم من علاقات حسنة مع سائر العرب، و بما كانت لهم من هيبة في نفوس الناس باعتبارهم في جوار بيت الله.
    و أنى كان أصل معنى الايلاف، فان اللفظ يشير الى معنى المدنية و الحضارة، لأن كلمة المدنية مشتقة من المدينة، و الإيلاف بدوره يوحي بالتواجد في مكان واحد، أما الحضارة فهي مشتقة من حضور الناس عند بعضهم، بينما الإيلاف يدل على الحضور و التآلف، و معروف أن التآلف أهم من مجرد الحضور، و قد جعله الله سبحانه نعمة كبرى حين قال سبحانه: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} . (سورة الأنفال /الآية 63)


    - كيف توفرت لقريش بوادر المدنية؟


    • كانت قريش القبيلة العربية التي ظهرت فيها بوادر المدنية باستقرارها في منطقة استراتيجية، و أمنها، و اشتغالها بالتجارة التي هي اكثر من مجرد علاقات اقتصادية، لأنها توفر - ايضا - فرصة التواصل الثقافي.
    و لا ريب ان كل هذه الفرص لم تتوفر لقريش إلا بفضل ما بقيت لديهم من آثار الوحي، ومن تراث الحنيفية الإبراهيمية. وحسب النصوص الشرعية : كان النبي، صلى الله عليه وآله، من سلالة طاهرة موحدة، لم تدنسها الجاهلية بشركها و فسوقها.

    * قريش : الأعظم

    - كلمة قريش على كل الألسنة و على مدى قرون، فماذا تعني هذه الكلمة بالتحديد؟


    • كلمة قريش : جاءت من القرش بمعنى المال، باعتبارهم كانوا تجارا، و التقريش بمعنى الاكتساب، و قيل : بل جذر الكلمة من الاجتماع، حيث يقال تقرشوا : أي اجتمعوا، و انما سموا بذلك حينما جمع"قصي بن كلاب» سائر قريش في الحرم. و يقال : ان الكلمة مأخوذة من سمك القرش، لانه الأعظم بين أحياء البحر؛ و قريش كانت الأعظم بين أحياء العرب.
    و أنى كان الاسم و مصدره؛ فان القبائل التي كانت تنتمي الى"النضر بن كنانة بن خزيمة» كانت تسمى بهذا الاسم.

    * الرحلتان

    - لماذا كانت لهم رحلتان : الأولى في الشتاء، و الثانية في الصيف، و إلى أين؟


    • ذكر بعضهم قصة تعكس بداية اهتمام هذه القبيلة بأمر التجارة في عهد عمرو بن عبد مناف (8) وهي تدل على ان ذلك كان بسبب مجاعة اصابتهم، كما ان تلك المجاعة دعتهم الى تنظيم علاقاتهم الاجتماعية بصورة أفضل، حتى قال شاعرهم في صفة التواسي بينهم :
    و الخالطــون فقيــرهم بغنيهـــم

    حتــى يصيــر فقيــرهـم كالكـافـــي

    أي ألفوا هذه الرحلة بفعل الله و فضله، و كانوا يرحلون في الشتاء الى اليمن لانها بلاد دافئة، بينما يتجهون صيفا الى الشام لمناخها المعتدل.و قال بعضهم : بل كانوا يشتون بمكة، و يصيفون بالطائف.
    و سواءً كان التشتي و الاصطياف بهذه الارض او تلك او بهدف التجارة او المتعة، فان ذلك يعكس مستوى رفيعا من المدنية و الغنى، أليس الانسان كلما تحضر أكثر كلما بحث عن وسائل الراحة، حتى ولو اقتضى الأمر الارتحال من بلد لآخر؟

    * هذه تجارتهم

    - ماذا كانوا يتاجرون في تلكما الرحلتين؟


    • قال البعض : كانوا يحملون من مكة إلى الشام، الأُدُم (9)، و اللُّب (10)، و ما يقع من ناحية البحر من الفلفل و غيره؛ فيشترون بالشام، الثياب، و الدّرمَكْ (11) و الحبوب؛ و كان معاشهم من ذلك.

    * انتكاسة الفطرة

    - هل الفاء في قوله تعالى : (فليعبدوا رب هذا البيت) سببية تتعلق برحلة الشتاء و الصيف لقريش؟


    • ما الذي جعلهم في أمن و غنى، أليس جوارهم لبيت الله؟فلماذا الشرك به و التمرد على رسالاته؟! وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! واية انتكاسة كبيرة في فطرة الانسان تلك التي تجعل جزاء الإحسان كفرا و عصيانا؟!
    فلأجل شكر نعمة إيلاف الله رحلة الشتاء و الصيف لقريش، عليهم ان يعبدوا رب هذا البيت، الذي كان محور إيلافهم و وحدتهم و حضارتهم، و كلما تفاعل المجتمع مع محور تقدمه و حضارته، ومع أسباب رفاهه و غناه، كلما كان ذلك سببا لدوام نعم الله عليه و زيادتها و تناميها.

    * طُلَقاء بعد السيادة

    - في قوله تعالى : (الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف) لماذا جاء ذكر نعمتيْ الغنى و الأمن بالتحديد؟


    • بسبب الإيلاف الذي كان بدوره نابعا من جوار البيت الحرام، وفر الله لقريش أهم نعمتين :
    الغنى و الأمن بالرغم من تواجدهم في بلاد قاحلة، لا زرع فيها ولا ضرع؛ بلاد قاسية دعت أهلها المعدودين الى الصراع مــــن أجل البقاء، فكانوا في حروب لا تنتهي؛ شعارهم الخوف، و دثارهم السيف. في هذه البيئة القاسية الفقيرة الخطيرة، وفر الله لقريش الطعام و الأمن, ألا يدعوهم ذلك الى الشكر و الطاعة؟
    ان قريشا نسيت ان كل ذلك كان بفضل آثار الرسالة الإبراهيمية التي تجلت في دعاءِ مجدِّدِ بناء الكعبة المشرفة، الذي جار الى الله قائلا :

    {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُد الْأَصْنَامَ} (سوررة إبراهيم/ سورة إبراهيم)أخطؤوا في تفسير هذه الظاهرة الفريدة في محيط الجزيرة العربية الذي كانت القبيلة في دوامة من الحروب الدامية، و الأزمات الاقتصادية الخانقة، و كان خطأ قريش في تفسير ذلك حائلا ؛ إذ جعلهم يواجهون رسالة الاسلام، مما أزال سيادتهم على الجزيرة، و سلب منهم شرف سدانتهم للحرم، و فتح الله مكة لنبيه الكريم محمد، صلى الله عليه وآله، و جعلهم الطلقاء بعد ان كانوا سادة العرب !


    * .. إلى "الحزب الأموي"

    - إن قريشاً دخلوا الإسلام، فما الذي جرى عليهم بعد ذلك؟

    • يبدو ان هذه السورة الكريمة وفرت فرصة ذهبية لقريش لكي تصحح نظرتها الى نفسها، حتى لا تفتخر بما تملك من متعة و غنى، و لا تتخذها وسيلة للطغيان و العصيان، و نشر الفساد في الارض، و الاستكبار على الناس. و لكن قريشا لم تنتفع بذلك لا في عهد هبوط الآية ولا بعدئذ، حيث انها كادت لرسول الله،صلى الله عليه و آله، و حاربت رسالته، فلما نصره الله عليهم، دخلوا في الاسلام و قلوبهم مليئة بأحقاد الجاهلية، ثم انضووا تحت راية"الحزب الأموي» الحاقد على الاسلام، و انتقموا من آل الرسول، صلى الله عليه و عليهم اجمعين، و قال شاعرهم "يزيد بن معاوية"بعد قتله للامام الحسين، عليه السلام :

    لعبـــت هــاشــم بالملــك فـــلا

    خبــر جـــاء و لا وحـــــي نـــــــزل
    لست مــن خنــدف ان لم انتقــم
    مــن بنــي هاشــم ما كــان فعــل

    هكذا أذلهم الله و جعلهم عبرة لكل معتبر.


    * عِزّ الإسلام

    - ماذا لو استمرت العرب في افتخارها بأمجادها بعيداً عن رسالات الله؟

    • إذا استمرت العرب تفتخر بثرواتها و بأمجادها بعيدة عن رسالات الله، فان مصيرها لن يكون أفضل من عاقبة قريش و حزبه الأموي أما إذا اعتزوا بالاسلام، فان الله يرفع شأنهم، و يعيدهم الى شرفهم الأسمى، و مجدهم التليد.
    كتبه
    السيد جواد الرضوي


  • #2
    عاشت الايادي ع النقل
    ننتظر الجديد منك
    تحيتي





























    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X