إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قالتها زينب(ع).. والله لا تمحو ذكرنا!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قالتها زينب(ع).. والله لا تمحو ذكرنا!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

    لم تكن زينب(ع) غافلةً عن أبعاد كلمتها التّاريخيَّة الخالدة، وهي تتحدَّى القاتل يزيد المحاط بالجند والعسكر، وتقول له: "فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا".
    لم يكن ذلك منها مجرّد تعبير امرأة عن فورة غضبها بعد أن فقدت الأبناء والأخوة والأحبّة والأصحاب دفعةً واحدة، وسبيت ومن معها من النّساء، وألقيت على عاتقها مهمّة حفظهم والعيال.

    وزينب وليدة بيت النبوّة، وسليلة العصمة والإمامة، ولا ريب في أنّها أدركت منذ بداية المسير، طبيعة المواجهة الّتي فرضت على الإمام الحسين(ع) من قبل الظالمين والطغاة، وما ستستدعيه هذه المواجهة من مخاطر كبيرة جدًّا، من بينها سقوط شهداء، وعلى رأسهم الإمام الحسين(ع). ولكنَّها سارت مع هذا الخيار وهي ممتلئة إيمانًا وعزمًا وإرادةً صلبة، ومدركة بأنَّه طريق لا بدَّ من سلوكه.
    ومن هنا جاءت كلمتها أمام الطّاغية يزيد، تهدر ليس فقط في قصره المحميّ بالقوّة العسكريّة والعدديّة، بل على مساحات الزّمن كلّها، لتحفر على صفحات التّاريخ كلمةً يسجَّل لها عمقها الاستراتيجيّ، وهي تقرّر أنّ النّصر يحسب على المدى البعيد، وأنّ الانتصارات الآنيّة لا تعني ربح المعركة، إضافةً إلى أنّها تعكس إيمانها ويقينها بصوابيَّة الخيار الّذي انتهجه الحسين(ع) في سبيل الإسلام وحفظه.

    لقد أراد القاتل يزيد أن يمحو ذكر أهل البيت(ع)، لا بصفتهم الشّخصيّة فحسب، وإنّما بما يمثّلونه من صورة الإسلام النَّاصعة، ومن نهج إسلاميّ هو امتداد لنهج رسول الله(ص)، وطَمِعَ في أن يعود بالقوم إلى عصر الجاهليّة الجهلاء، حيث حكم العشائر والقبائل، وحيث الانتقام من الإسلام الّذي قضى على أشياخه الكافرين.
    ولكنّ زينب(ع) جاءت بكلمتها لتنغّص عليه حلمه الموبوء، معلنةً أنَّ مشروعه لن يعرف إلا الهزيمة، وأنَّ ما حدَّده من هدف محو ذكرهم، والقضاء على خطّهم، لن يكون مصيره إلا الوأد في المهد.

    وإذا نظرنا إلى كلّ مراحل التّاريخ، وحتّى أكثرها ظلاميّة وقمعًا للرّأي الآخر، نرى أنّ ما قالته زينب(ع) مثّل الحقيقة النّاصعة، فذكر أهل البيت(ع) لم يتوقّف، بل كان عدد المؤمنين بنهجهم يزداد يوماً بعد يوم، وهي كانت مدركةً تمام الإدراك، أنّ النّصر في هذه المعركة لن يكون ليزيد، ولا لنهجه الاستكباريّ، ولا لأمثاله من الظّالمين الطّغاة، على الرّغم من نشوة النّصر الزّائفة الّتي عاشها لوقت قليل، وكانت ترى بعين البصيرة واليقين، أنّ النّصر سيكتب لمسيرة خطّوها بدمائهم وتضحياتهم، وأنّ الدّم الزّاكي الّذي سال على أرض كربلاء، سيكون شعلةً تضيء درب كلّ الأحرار في كلّ زمان ومكان، والبوصلة الّتي ترشد كلّ من يريد السّير في طريق الحقّ، طريق الإسلام، وسيكون معين الثّوّار ضدّ كلّ طاغية ومستكبر...

    ها هي عاشوراء اليوم تفرض نفسها على العالم كلّه، ترفع شعارات الحقّ والعدل ضدّ الظّلم والباطل، وتنتج في كلّ يوم أبطالاً يتّخذون من الحسين وأصحابه قدوةً في مقارعة الاستكبار وأهله، والملايين من المسلمين، من محبّي أهل البيت(ع) في كلّ أقطار العالم، يلهجون بذكرهم، ويسيرون على دربهم.
    قالتها زينب(ع)، وزينب هي تلك الثّائرة المسلمة المؤمنة البطلة القويّة، الّتي اتّخذت خيارًا، وكانت على قدر المسؤوليّة، لم تهن ولم تضعف وهي تسير في طريق ذات الشّوكة. فلتكن هذه صورتها دائمًا، ولا نسيئنّ إليها بأيّ صورة أخرى تبرزها في موقف الضّعف والوهن، إذ لا يمكن لمن وقفت أمام طاغية عصرها تهدر بكلمات التحدّي، أن يعرف الضّعف طريقًا إليها.


  • #2
    الأخت الكريمة

    ( عطر الولاية )

    بارك الله تعالى فيكم على هذا الاختيار القيم

    جعله الله في ميزان حسناتكم

    ثبتنا الله وإياكم على الولاية



    حفظكم الله ورعاكم


    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X