إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أًديبُ الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أًديبُ الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


    إذا أصغيت بقلبك وسمعت ضجيج أصوات تَهزُ عرش المَلك الجبّار، ستعي صوت النحيب ؟! إنه صوت بكاء دموع فاطمه وتسبيحها، ما أعظم الفاجعة وما أجلّ المصاب…!! فرحيل المصطفى خاتم الأنبياء محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- فطّر فؤاد الزهراء ومزّق أحشاء المرتضى ولوّع الحسنين، ومذ ذلك الحين والمصائب تتواتر على أهل البيت الأطهار،و بدأ التجاسر على نبي الرحمة وبدأت رحلة الظلامة لعترة محمد-صلى الله عليه وآله وسلم- ونراها تبث سمومها جيلاً بعد جيل إلى أن يأتي اليوم الذي ستشرق الأرض فيه بنور محمد مهدينا المنتظر (عج).

    رحل عنّا رسول الله وخلف لنا كنوز لا تقدر بثمن وهو القائل : ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي )، فلنقف اليوم على بحر جوده ولنستلهم من فيضه قطرة…

    قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم : ” وإنك لعلى خلق عظيم ” ، في هذه الآية المباركة يتحدث الله عزوجل عن جانب من جوانب شخصية الرسول (ص) والذي صبغه بصفة العظمة، وموضوع الأخلاق مرتبط بشكل أساسي في التربية، فمايتربى عليه الفرد ينعكس على سلوكه وتصرفاته وبالتالي هو أيضا يغرس هذه التربية في أبنائه ومن هم بعده، لكن رسولنا الكريم-صلى الله عليه وآله وسلم- من الذي ربّاه؟! من الذي أدّبه؟! وهنا الجواب حاضراً من نفس الرسول (ص) فيقول: ( إن ربي أدبني فأحسن تأديبي )، وإن تربية الله عزجل ورعايته لا تقاس بأية مقاييس لذلك حق على الله عز وجل أن ينعتها بالعظيمة لأنها انعكاس لروح الجلالة لذا فإن نبينا الخاتم هو أديبُ الله.

    والآية المباركة مُجمَلة في معناها ومحتواها،لكن ما أن تدبرنا معاني كلام الله ستتجلى لنا سمات الخُلق المحمدي الإلهي في قوله تعالى : ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” ، وفي آية أخرى : ” فبما رحمة منا لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك”، فالأخلاق صنفان إما تأخذ طابع الرحمة واللين أو تكون غليظة قاسية، ولنا في نبي الله أسوة حسنة…” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنِتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم “ فهو روحي فداه يتألم لآلام الناس حريص عليهم رؤوف بهم رحيم ، حريص على أن تصل الهداية لهم ويتحسر على ضلالتهم يدعو لهم …(اللهم اهد قومي إنهم لايعلمون) فهو الرحمة والقدوة للعالمين أجمع.

    حتى أجر رسالته لم تكن ثمارها له صلوات الله عليه وعلى آله بل إن مضمونها الهداية والرحمة والنور للبشرية ، ” قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى” ، فالرحمة تتجلى بأروع صورها في النبي (ص) فكان حريص على غرسها في التربة الجافة القاسية وفي قلوب مَن لم تكن تعرف قلوبهم الرحمة ، لكن أسفي على ماجرى في دار النبوة بعد غيابه لم يؤد الأجر ولم تحفظ الوديعة وتجاوزوا بفعلهم حدود الواحد القهّار.

    لنكن محمّديّن بأخلاقنا ، بين أهلينا وأحبابنا ،لنتأدب بأدب الله ، لنُجسّد أخلاقه في سلوكنا وتعاملاتنا بالرحمة والرفق واللين، لنتمسك بخيط النور الإلهي لنصل إلى رضوان الله تعالى والفوز العظيم.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X