إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح كتاب المسائل المنتخبة للسيد السيستاني دام ظله ، مسألة 20

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح كتاب المسائل المنتخبة للسيد السيستاني دام ظله ، مسألة 20

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة على محمد واله الطيبين الطاهرين


    ( مسألة 20 ) : يثبت الاجتهاد ، أو الأعلمية بأحد أمور:
    (1) العلم الوجداني، أو الاطمئنان الحاصل من المناشئ العقلائية ــ كالاختبار ونحوه ــ و إنّما يتحقق الاختبار فيما إذا كان المقلِّد قادراً على تشخيص ذلك.
    (2) شهادة عادلين بها ــ والعدالة هي الاستقامة العملية في جادة الشريعة المقدسة الناشئة غالباً عن خوف راسخ في النفس، وينافيها ترك واجب أو فعل حرام من دون مؤَمِّن ــ ويعتبر في شهادة العدلين أن يكونا من أهل الخبرة ، وأن لا يعارضها شهادة مثلها بالخلاف ، ولا يبعد ثبوتهما بشهادة من يثق به من أهل الخبرة وإن كان واحداً ، ومع التعارض يؤخذ بقول من كان منهما أكثر خبرة بحدٍّ يوجب صرف الريبة الحاصلة من العلم بالمخالفة إلى قول غيره


    الـشــرح :
    لقد ذكر سابقا إنه يشترط في مرجع التقليد أن يكون مجتهداً ,وإذا اختلف المجتهدون في الفتوى وجب تقليد الأعلم , وفي هذه المسألة يريد السيد " دام ظله " أن يبين الطرق التي يثبت بها الاجتهاد أو الأعلمية


    فقال : يثبت الاجتهاد أو الأعلمية بأحد أمور :


    1- /العلم الوجداني"1": فإذا كان الشخص من أهل العلم"2" وقد حضر عند المجتهد وأطلع على
    أبحاثه وإستدلالاته فقد يحصل له العلم "القطع" بأن هذا الشخص قد بلغ درجة الاجتهاد أو أنه أعلم من الآخرين إذا كان مطلعاً على أبحاث باقي المجتهدين الذين يحتمل أعلميتهم


    وتارة لايحصل له القطع " أي العلم بدرجة 100% " بأن هذا الشخص مجتهد أو أنه أعلم من الآخرين ولكن يحصل له الاطمئنان وفي هذه الحالة أيضاً يثبت الاجتهاد أو الأعلمية لأن الاطمئنان حجة ولكن يشترط أن يكون هذا الاطمئنان ناتج من مناشيءعقلائية:
    كالاختبار: فالعقلاء يعدون الاختبار طريق عقلائي يعتمد عليه في تشخيص مثل هكذا أمور فنجدهم يعتمدون على الاختبار في قبول الطلبة في دراسات خاصة مثلاً أو منحهم شهادة تجيز لهم ممارسة المهـن ذات التأثـير في حـياة الإنسان


    أوالشياع: فإذا شاع في الأوساط العـلمية الحـوزوية أن فـلاناً مجتهد أو أعـلم فإذا ولـّـد َ هذا الـشياع العـلم َ أو الاطـمئنان في نـفـس المكلف بأن فلان مجتهد أو أعلم فهذا المقدار يكفي لإثبات أعلميتةواجتهاده
    أما الشياع في الأوساط غير العلمية بأن زيد مجتهد أو أنه أعلم فهذا الشّياع لايكون منشأ عقلائيًا " أي ليس طريقة عقلائية يعتمد عليها العقلاء في تشخيص مثل هكذا أمور "


    2- شهادة عادلين :ويعبر عنها بالبينة , فإذا شهد شاهدان من أهل الخبرة أن فلان مجتهد , أو أنه أعلم من الآخرين فإن شهادتهم حجة يثبت بها اجتهاده أو أعلميته ُ ،
    ولكن يعتبر في هذه الشهادة أمور


    أولاً :أن يكون الشاهدان عادلين ,
    ويقصد بالعدالة: هو أنهما لا يتركان واجباً ولا يرتكبان محرماً من دون مؤمن شرعي , والمؤمن هو العذر المقبول شرعاً لو اعتذر به من ارتكب المحرم مثاله : أن يتناول الميتة من دون علم لأنه أخذها من سوق المسلمين"3" فإن تناول الميتة حرام ولكن لأنه اعتمد على ماجعله الشارع مؤمناً من العقاب أعني " سوق المسلمين " فإنَّ مايؤخذ من سوق المسلمين مع عدم العلم بحرمته يحكم عليه بالحليـّة فإذا تبين بعد تناوله إياه أنه حرام " ميتة " فلا يعد مرتكباً للحرام بدون مؤمن , وكذلك لو شرب ماءً ولم يكن قاطعاً بطهارته اعتمادًا على " أصالة الطهارة "4" فإذا أتضح أن ماشربه من الماء كان نجساً , فإن شُرب الماء النّجِس وإن كان حراماً إلا أنه أرتكب هذا المحّرم ولديه مؤمن شرعي وهي " أصالة الطهارة " فهي قاعدة مجعولةمؤمنة من قبل الشارع وهي مؤمنة من العقاب عند انكشاف ان الماء كان نجسا وقد اعتمد عليها في شربهُ للماء


    وقد عبر سماحة السيد عن العدالة : الاستقامه العملية " أي في مقام العمل بالإتيان بالواجبات وترك المحرمات " في جادة الشريعة المقدسة " وهذا تعبير بلاغي لطيف إذ شبَّه الشريعة بالطريق الذي يسير فيه الإنسان فالشريعة هي (الأحكام التي شرعها المولى من واجبات ومحرمات ) والاستقامة فيها هو تطبيق تلك الأحكام بشكل كامل فإذا ما خالف الشخص حكمًا من الأحكام الشرعية يكون حائداً عن طريق الشريعة وليس بمستقيم ٍعليها " قال : (الناشئة غالبًا عن خوفٍ راسخ في النفس )


    فالدافع الحقيقي الذي يدفع الإنسان للتمسك بالأحكام الشرعية هو الخوف من المولى تعالى وأليم العقاب الذي أعده للعصاة ومن البديهي أن هذا الخوف كلما كان راسخـًا في النفس فإنه يمنع صاحبَهُ من ارتكاب الذنوب التي تستوجب العقاب , وبهذا التمسك بأحكام الشريعة يكون الإنسان عادلاً، ولا فرق في الذنوب التي تذهب العدالة بين الصغيرة والكبيرة


    وبهذا يتضح معنى العدالة التي أشترطها سماحة السيد في مرجع التقليد في المسألة 11 .


    ثانياً : يشترط في الشاهدين أن يكونا من أهل الخبرة في مجال الاجتهاد والأعلمية , أي يشترط أن يكونا مجتهدين أو على مرتبة علمية عالية تقارب الاجتهاد


    قد أطلعا على حال من يشهدان له أو عليه بالاجتهاد أو عدمه فهؤلاء هم من يمكن الاعتماد على شهادتهم في هذا المجال أن يكونوا على علـم ودرايةٍ , وأما غير أهل الخبرة ممن لم يكن قد بلغ هذه الدرجة العلمية فإنه وان كان عادلاً إلا أن شهادته في هذا المجال لا يعتد بها


    ثالثاً : أن لا يعارض شهادة الشاهدين العادلين من أهل الخبرة شهادة عادلين آخرين من أهل الخبرة فيشهد الشاهدان باجتهاد (زيد) مثلاً ويشهد الشاهدان الآخران بعدم اجتهاده , أو يشهد الشاهدان بأن (ىزيد) أعلم المجتهدين ويشهد آخران بأن (سعدًا) هو الأعلم


    فهذه الصوّر يعبر عنها ( تعارض الشهادتين ) وفي هذه الحالة إن تساوى الشهود بالخبرة فالذين يشهدون بأن (زيد ) مجتهد خبرتهم مساوية للذين يشهدون أن (زيد) ليس بمجتهد في هذه الحالة تتساقط الشهادتان ولا يعتمد على أيٍّ منهما ،وإن أختلف الشهود بالخبرة بحيث كانت خبرة الشاهدين الذين شهدا باجتهاد (زيد) مثلاً أكثر من شهادة من شهدا بعدم اجتهاده بدرجةٍ واضحةٍ فيحتمل احتمالاً قويًا أن كلام الشاهدين الأولين (بسبب زيادة خبرتهما بهذه الدرجة الملحوظة )هو المصيب للواقع فعندها يؤخذ بشهادة الأكثر خبرة ففي مثالنا يحكم باجتهاد (زيد)


    /خبر الثقة "5"من أهل الخبرة : وهذا هو الطريق الثالث من الطرق التي يثبت بها الاجتهاد أو الأعلمية


    فإن الشخص إذاكان ثقة لا يكذب وإن لم يكن عادلاً فإن كان من أهل الخبرة وشهادته تولد الوثوق في نفس المكلف فإذا شهد باجتهاد شخص أو أعلميته فيثبتان( الاجتهاد والاعلمية) بشهادته ،إذ ثبت من جهة الشارع اعتبار قول الثقة مطلقاً سواء كان عادلاً أم لا مادام صدوقاً في قوله
    ولكن أذا تعارض قول الثقة هذا مع قول ثقة آخر من أهل الخبرة أيضاً فيؤخذ بقول اكثرهما خبرةً ومع تساويهما في الخبرة يتساقط قوليهما فلا يثبت بهِ شيء كما تقدم عند تعارض الشاهدين العادلين بشهادة شاهدين عادلين اخرين .


    الهوامش


    "1"العلم الوجداني : وهو العلم بالوجدان أي النفس وقواها الباطنية فهو العلم بدون واسطة خارجية فمثلاً إذا رأى الشخص الهلال فهذا الشخص حصل له علم وجداني بالهلال لأنه هو من حصل هذا العلم , ولكن لو أخبره شخص آخر بأنه رأى الهلال أو أن غداً عيد فعلم بالهلال من خلال أخبار الشخص له بذلك لم يكن عمله هذا علماً وجدانياً .


    "2"أهل العلم : المقصود بهم الطلبة الذين بلغوا درجة عالية من العلمية فأصبح بإمكانهم تشخيص المجتهد .


    "3"قاعدة سوق المسلمين : معناها أن الآخذ من سوق المسلمين يكفي في الحكم بان الشيء المأخوذ مذكى ( أي مذبوح على الطريقة الشرعية ) فيحكم بحليته والمراد من السوق مطلق الأمكنة التي تكون في سيطرة المسلمين لا السوق بالمعنى الخاص المتعارف فقط ،فلو كان هناك دكان ليس في السوق ولكنه في بلاد المسلمين فانه ينطبق عليه حكم سوق المسلمين فيحكم على ما يؤخذ منه بالحلية والطهارة ، كما أن المراد من المسلمين هو كونهم اغلب الأفراد ( أي اغلب الأفراد الموجودين في ذلك البلد هم مسلمين ) .


    "4"قاعدة الطهارة : معناها إن كل شيء تشك في انه طاهر أم لا تحكم بطهارته حتى يثبت لك خلاف ذلك . وشروط تطبيق هذه القاعدة ثلاثة أمور مالم تتحقق فلا يستطيع المكلف تطبيق القاعدة وهي : 1- عدم وجود حالة سابقة للنجاسة ( فلو كان سابقا يعلم أن الإناء نجس مثلا وبعد ذلك شك في بقاء نجاسته لاحتمال أن يكون شخص آخر قد طهره ففي هذه الحالة لا يحكم بطهارته بل يحكم بنجاسته إي يستصحب النجاسة المعلومة سابقا ) 2 – عدم وجود أمارة شرعية تثبت النجاسة ( كما اخبرني صاحب الماء الذي أخذته منه أن الماء نجس وشككت في قوله لأني اعتقد انه مشتبه مثلا ففي هذه الحالة
    يضا احكم بالنجاسة ولا تجري قاعدة الطهارة )


    "5"الثقة : هو الشخص الصدوق في كلامه الذي لا يكذب ، ولا يشترط أن يكون عادلا ، فبين الثقة والعادل عموم وخصوص من وجه ( إي هناك من يكون عادل وثقة ، وهناك ثقة وليس عادل كمن يترك الصلاة ولكنه كان صدوقا في كلامه وإخباره ، وهناك عادل وليس ثقة كمن يكذب متعمدا وتاب فهذا الشخص عادل لأنه بالتوبة تعود العدالة ولكنه حيث صدر منه الكذب المتعمد فلا يوثق بكلامه بعد ذلك فلا يكون ثقة ) .

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    بارك الله بكم ع البحث المبارك
    شكرا لكم كثيرا


    تعليق


    • #3
      اللهم صلِ على محمد وال محمد الاطهار
      انار الباري طريقكم ووفقكم
      جزيتم الخير
      تحيتي

      تعليق


      • #4
        اسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X