إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نماذج من تاريخ معاوية على لسان أهل السنة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نماذج من تاريخ معاوية على لسان أهل السنة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سيرة معاوية تكاد تكون شرحاً لسيرة فرعون، نعم يتميز فرعون عن معاوية بإعلان الكفر، أما الأعمال والسيرة فتكاد تكون واحدة، وسنتوسع في هذه الحاضنات التاريخية عند كلامنا في كتب قادمة عن كبائر معاوية.
    فمثلاً:
    1 - سبي وقتل وسجن النساء المسلمات – وهذا كله بلا حق طبعاً -
    2 - قتل الاطفال صغاراً والرجال صبراً – وكل هذا بلا حق-
    وفي ذلك عشرات الروايات التاريخية في سيرة معاوية، فهل نستعرضها؟
    هذا صعب جداً ، لو فعلنا لكان كتاباً مفرداً ، ولكن سنذكر منها بعض النماذج القليلة جداً في نهاية هذا المبحث- .
    3 - التمثيل بالمخالفين (قطع أرجلهم وأيدهم ..)، فسنجد لها عشرات الروايات في سيرة معاوية[1] فهل نستعرضها؟ هذا أمر صعب كما قلنا، لكن سنشير لبعضها فقط من باب أننا لا نقول الكلام جزافاً، وإنما الحواضن القرآنية والحديثية والتاريخية تدعم هذا الحديث..

    نماذج من الحواضن التاريخية:
    مجرد قصة واحدة من قصص مظالم معاوية وولاته ستجد فيها كثيراً مما قلنا، فمثلاً: في مصنف ابن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة (ثقة) قال حدثني الوليد بن كثير (ثقة) عن وهب بن كيسان (ثقة) قال : سمعت جابر بن عبد الله (صحابي) يقول:
    لما كان عام الجماعة بعث معاوية إلى المدينة بسر بن أرطاة ليبايع أهلها على راياتهم وقبائلهم ، فلما كان يوم جاءته الانصار جاءته بنو سليم[2] فقال : أفيهم جابر ؟ قالوا : لا ، قال : فليرجعوا فإني لست مبايعهم حتى يحضر جابر ، قال : فأتاني فقال : ناشدتك الله إلا ما انطلقت معنا فبايعت فحقنت دمك ودماء قومك ، فإنك إن لم تفعل قُتلت مقاتلتنا وسُبيت ذرارينا[3].
    قال : فاستنظرهم إلى الليل ، فلما أمسيت دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتها الخبر فقالت : يا ابن أم ! انطلق ! فبايع واحقن دمك ودماء قومك ، فإني قد أمرت ابن أخي يذهب فيبايع[4].
    والحديث في التاريخ الصغير للبخاري: حدثني سعيد بن محمد الجرمي ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني أبو نعيم وهب بن كيسان مولى الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قدم بسر بن أرطاة المدينة زمان معاوية فقال لا أبايع رجلاً من بنى سلمة حتى يأتي جابر فأتيت أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت بايع فقد أمرت عبد الله بن زمعة بن أخي أن يبايع على دمه وماله أنا أعلم أنها بيعة ضلالة[5].
    وهو في تاريخ الطبري – (ج 4 / ص 106) : ثم دخلت سنة أربعين ذكر ما كان فيها من الأحداث فمما كان فيها من ذلك توجيه معاوية بسر بن أبى أرطاة في ثلاثة آلاف من المقاتلة إلى الحجاز فذكر عن زياد بن عبد الله البكائي عن عوانة قال أرسل معاوية بن أبى سفيان بعد تحكيم الحكمين بسر بن أبى أرطاة وهو رجل من بنى عامر بن لؤي[6] في جيش فساروا من الشام حتى قدموا المدينة وعامل علي على المدينة يومئذ أبو أيوب الانصاري[7] ففر منهم أبو أيوب فأتى ـ علياً بالكوفة، ودخل بسر المدينة قال فصعد منبرها ولم يقاتله بها أحد فنادى على المنبر يا دينار ويا نجار ويا زريق[8] شيخي شيخي عهدي به بالأمس فأين هو - يعنى عثمان[9] - ثم قال يا أهل المدينة والله لولا ما عهد إليّ معاوية ما تركت بها محتلماً إلا قتلته[10]، ثم بايع أهل المدينة وأرسل إلى بنى سلمة فقال والله ما لكم عندي من أمان ولا مبايعة حتى تأتوني بجابر بن عبد الله فانطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها ماذا ترين؟
    إني قد خشيت أن أقتل وهذه بيعة ضلالة قالت أرى أن تبايع فإني قد أمرت ابني عمر بن أبى سلمة أن يبايع وأمرت ختني عبد الله بن زمعة وكانت ابنتها زينب ابنة أبى سلمة عند عبد الله بن زمعة، فأتاه جابر فبايعه.
    وهدم بسر دورا بالمدينة ثم مضى حتى أتى مكة فخافه أبو موسى (الأشعري) أن يقتله فقال له بسر ما كنت لأفعل بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك[11] فخلى عنه.
    وكتب أبو موسى قبل ذلك إلى اليمن أن خيلاً مبعوثة من عند معاوية تقتل الناس، تقتل من أبى أن يقر بالحكومة[12] ثم مضى بسر إلى اليمن وكان عليها عبيد الله بن عباس عاملاً لعلي فلما بلغه مسيره فر إلى الكوفة حتى أتى علياً واستخلف عبد الله بن عبد المدان الحارثي على اليمن فأتاه بسر فقتله وقتل ابنه ولقى بسر ثقل عبيدالله بن عباس وفيه ابنان له صغيران فذبحهما وقد قال بعض الناس إنه وجد ابني عبيدالله بن عباس عند رجل من بنى كنانة من أهل البادية فلما أراد قتلهما قال الكناني علام تقتل هذين ولا ذنب لهما فإن كنت قاتلهما فاقتلني قال أفعل فبدأ بالكناني فقتله ثم قتلهما ثم رجع بسر إلى الشام وقد قيل إن الكناني قاتل عن الطفلين حتى قتل وكان اسم أحد الطفلين اللذين قتلهما بسر عبد الرحمن والآخر قثم وقتل بسر في مسيره ذلك جماعة كثيرة من شيعة علي باليمن.
    وبلغ علياً خبر بسر فوجه جارية بن قدامة في ألفين ووهب بن مسعود في ألفين فسار جارية حتى أتى نجران فحرق بها وأخذ ناساً من شيعة عثمان[13] فقتلهم وهرب بسر وأصحابه منه واتبعهم حتى بلغ مكة.
    فقال لهم جارية بايعونا فقالوا قد هلك أمير المؤمنين فلمن نبايع؟ قال لمن بايع له أصحاب علي فتثاقلوا ثم بايعوا ثم سار حتى أتى المدينة وأبو هريرة يصلى بهم فهرب منه فقال جارية والله لو أخذت أبا سنور لضربت عنقه، ثم قال لأهل المدينة بايعوا الحسن بن علي فبايعوه وأقام يومه ثم خرج منصرفاً إلى الكوفة وعاد أبو هريرة فصلى بهم[14].
    وهو في الإستيعاب في معرفة الأصحاب – (ج 1 / ص 50): أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد المؤمن قال حدثنا أبو محمد إسمعيل ابن علي الخطبي ببغداد في تاريخه الكبير قال حدثنا محمد بن مؤمن بن حماد قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا محمد بن الحكم عن عوانة (ابن الحكم)[15] قال وذكره زياد أيضاً عن عوانة قال :
    أرسل معاوية بعد تحكيم الحكمين بسر بن أرطاة في جيش فساروا من الشام حتى قدموا المدينة وعامل المدينة يومئذ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففر أبو أيوب ولحق بعلي رضي الله عنه ودخل بسر المدينة فصعد منبرها فقال أين شيخي الذي عهدته هنا بالأمس يعني عثمان رضي الله عنه ثم قال يا أهل المدينة والله لولا ما عهد إلي معاوية ما تركت فيها محتلماً إلا قتلته ثم أمر أهل المدينة بالبيعة لمعاوية وأرسل إلى بني سلمة فقال ما لكم عندي أمان ولا مبايعة حتى تأتوا بجابر بن عبد الله فأخبر جابر فانطلق حتى جاء إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها ماذا ترين فإن خشيت أن أقتل وهذه بيعة ضلالة فقالت أرى أن تبايع وقد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة أن يبايع فأتى جابر بسراً فبايعه لمعاوية وهدم بسر سوراً بالمدينة ثم انطلق حتى أتى مكة وبها أبو موسى الأشعري فخافه أبو موسى على نفسه أن يقتله فهرب فقيل ذلك لبسر، فقال ما كنت لأقتله وقد خلع علياً ولم يطلبه، وكتب أبو موسى إلى اليمن إن خيلاً مبعوثة من عند معاوية تقتل الناس من أبى أن يقر بالحكومة، ثم مضى بسر إلى اليمن وعامل اليمن لعلي رضي الله عنه عبيد الله بن العباس فلما بلغه أمر بسر فر إلى الكوفة حتى أتى علياً واستخلف على اليمن عبد الله بن عبد المدان الحارثي فأتى بسر فقتله وقتل ابنه ولقي ثقل عبيد الله بن العباس وفيه ابنان صغيران لعبيد الله بن العباس فقتلهما ورجع إلى الشام[16].
    وفعلها سفيان بن عوف الغامدي – أحد قواد معاوية- وكل سرايا معاوية كان يقال في كل منها (فقتل وسبى)!.
    هذه الحادثة وحدها (قصة أرسال بسر بن أبي أرطأة إلى الحجاز واليمن) قد يستخرج منها الباحث سيرة فرعون كلها تقريباً ، وهذا ما يقوي الحديث بأن: Sمعاوية فرعون هذه الأمةR.


    [1] الاستيعاب في معرفة الأصحاب – (ج 1 / ص 262 ): قال الشعبي: كان عبد الله ابن بديل في صفين عليه درعان وسيفان، وكان يضرب أهل الشام ويقول:.. وذكر القصة وفيها مقتله وقول معاوية: اكشفوا عن وجهه، فقال له ابن عامر: والله لا يمثل به وفي روح، وقال معاوية: اكشفوا عن وجهه، فقد وهبناه لك

    [2] الصواب بنو سلمة قوم جابر بن عبد الله ، أحد بيوتات الأنصار.

    [3] هذه شهادة من أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها على سيرة معاوية، بأنها هكذا، والصحابة الصالحون كأم سلمة وجابر بن عبد الله يعرفون أن معاوية كفرعون يقتل الرجال ويستحيي النساء والذراري بل يسبيهم وهذا أبلغ من فعل فرعون (فرعون يبقي عليهم بلا سبي = استحياء)، أما معاوية وولاته فيسبون المسلمات والذراري عند مقاتلته أهل العدل للترهيب كما تفعل داعش اليوم، هذا معروف من سيرته في قتال أهل العدل إن لم يبايعوه طوعا أو كرها ، فرأت أم سلمة الرخصة لجابر بن عبد الله في البيعة كرها وتقية.

    [4] مصنف ابن أبي شيبة: ج 7 / ص 252.

    [5] التاريخ الصغير للبخاري: ج 1 / ص 141.

    [6] أي بيت عمرو بن ود وسهيل بن عمرو، بيت كبير من بيوت قريش، وهذا البيت عريق في حرب النبوة.

    [7] انظروا كيف انقلبت الأمور، أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله والذي نزل رسول الله في داره يفر من داره لغلبة أهل الشر والنفاق والخذلان، وهذا الشرير العامري يعبث في المدينة النبوية كما يشاء.... ابتلاء وتمحيص كبير، وإثم هذا في رقاب كثير من المفرطين في الأمر الأول، فلولاهم ما كان معاوية ولا بسر ولا مسرف ولا عمرو .

    [8] بيوتات من خلاصة الأنصار بنو النجار، بنو زريق، بنو دينار.

    [9] بسر على مذهب معاوية يرى أن ألأنصار قتلوا عثمان، نعم شاركوا في الثورة على عثمان، لكن لم يقتله أحد منهم، قتله سودان بن حمران واشترك في قتله آخرون.

    [10] الرجل مستعد لقتل كل محتلم كما ترون، سيرة فرعون، لكن معاوية أوصاه لما يعلم من الخطورة التي تترتب على قتل أهل المدينة كافة، ستحرض عليه الناس.

    [11] ما شاء الله على التقوى! بسر يقول هذا في أبي موسى الأشعري فقط لأن هواه كان مع معاوية ، وهنا بداية العقيدة السلفية في الصحابة، فمن كان مع علي ليس صحابيا ولو كان بدريا ، ومن كان مع معاوية فهو صحابي ولو كان منافقا لذلك لا يعظم النواصب وغلاة السلفيين إلا الذين وقفوا مع معاوية من المنافقين والطلقاء والأعراب، ولا يكادون يعرفون من أهل بدر -الذين كانوا مع علي- إلا عمار بن ياسر لشهرة مقتله وارتباط الحدث والحديث به.

    [12] وهذا الشيخ ما زال حريصاً على حكومته، وقد أخذ فيها البغال والعبيد.

    [13] يعني من جماعة معاوية النواصب، كان يقال لهم شيعة عثمان لأن معاوية رفع قميصه وادعى الأخذ بدمه.

    [14] تاريخ الطبري: ج 4 / ص 106.

    [15] أخباري علامة مشهور، مات بعد 140 ه وكان متهما بوضع الأخبار لبني أمية.

    [16] الإستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 / ص 50؛ وهذه السنة الفرعونية كررها مسرف بن عقبة بعد معاوية في أهل المدينة ففي الإصابة في معرفة الصحابة – (ج2/ ص 102): فإن ابن عيينة روى عن الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما قدم مسلم بن عقبة المدينة بايع الناس يعني بعد وقعة الحرة قال: وجاءه بنو سلمة فقال: لا أبايعكم حتى يأتي جابر قال: فدخل على أم سلمة أستشيرها فقالت: إني لأراها بيعة ضلالة وقد أمرت أخي عبد الله بن أبي أمية أن يأتيه فيبايعه قال: فأتيته فبايعته اه فالقصة تكررت إن لم يكن هذا وهم من سفيان بن عيينة, وقصة الحرة قصة كبيرة لها مكانها.




  • #2
    بارك الله بكم وانار طريقكم

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X