إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"" معالمُ الطريق إلى اللهِ سبحانه في نظرِ الإمام زين العابدين , عليه السلامُ ,""

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "" معالمُ الطريق إلى اللهِ سبحانه في نظرِ الإمام زين العابدين , عليه السلامُ ,""

    "" معالمُ الطريق إلى اللهِ سبحانه في نظرِ الإمام زين العابدين , عليه السلامُ ,""
    "" وضرورة تربية النفس وفق ما يُريده الله تبارك وتعالى على الطاعةِ والصِدقِ في الامتحانِ والبلاء"""
    :.. كُنّا في خدمة الإمام السجّاد , عليه السلامُ , وهو يُعلّمنا ويُبيّنُ ويُوضح لنا معالمَ الطريق إلى اللهِ تعالى , وأنَّ هذا الطريقَ يَمرُّ به الإنسانُ ويواجه فيه مشاكلَ كثيرة ,
    وبالنتيجة لا بدّ مِن أن يكونَ موقفه منها سليماً في مسألة الرزق وغيرها ,
    لأنَّ الله تعالى هو ربّ العالمين , وهو القيّوم , وهو الخالقُ والرزّاق .
    ونحن لنا مع ذلك محطّات , ومن جملتها هذه الحياة الدنيا لأننّا نؤمن أنَّ من بعد هذه الدنيا لا يكون فناءً مطلقاً , بل لكلّ عالَمٍ خصوصياته , فعالمنا الدنيوي هو عالم العمل والاعتبار , وليس عالمَ الجزاء والحساب , والله قد خلقنا لنعمل ولنهتدي وأعطانا عقلاً وجوارحَ وجوانحَ , وأعطانا أدواتٍ نستعين بها على تحقيق هذه الهداية , وجعل لنا الخيارَ في ذلك , فنحن مَن نختارُ هذا الطريقَ أو ذاك .
    والدنيا محلٌّ عملٍ - نعم قد تحدثُ بعض حالات الجزاء فيها إذا كانت هناك مصلحة يراها اللهُ تعالى انتصاراً لدينه أو لعبده المؤمن, والعبدُ المؤمن مظهرٌ من مظاهر التدين والرحمة , فالجزاء منوطٌ بالآخرة , ولذا نرى أنَّ الكافرين والمنافقين قد تمكنوا من قتل الأنبياء , ولو كانت الدنيا دارَ جزاءٍ لما فعلَ الكافرون ذلك ,((قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ))(149)الأنعام.
    وسيحتجُ اللهُ علينا بعد أن أعطانا العقل والحجةَ , ولا حيلة لنا في ذلك الموقف الذي سيسألنا فيه , فضلاً عن شهادة الملائكة والأيدي والأفواه والجوارح .
    :.. والشاهدُ إنَّ من جملة ما يُبتلى به الإنسان هي حالة الرزق , فتارة يكون عنده مال , وهذا مصدر رزق – وأخرى لا يملك , فيتأخر عنه رزقه , فماذا يفعل؟
    الأمرُ في الكلام سهلٌ على اللسان وله معنى كبير , ولكن ممكن أن يُطوى ذلك بدقائق بمجرد الاختبار.
    وكذلك الحال في القرآن الكريم والذي هو عميق , وهو كلام الله تعالى , وفي قراءته قد يستغرق الواحد منا نهاراً كاملاً , ولكن ماذا فهمَ منه ؟
    وكذلك عندما يتعرض الإنسانُ إلى المرض والبلاء من الله , فإذا وقعت الحالة ماذا سيفعل ؟ هل سيطابق كلامه واقعه أم أنّ واقعه الجديد سيكذّب واقعه القديم؟
    وكلامنا في الرزق إذا تأخر ماذا يفعل ؟ هل يترك اللهَ – هل يعترض عليه – أم ينبغي أن يصبرَ ,ويسعى ؟ وخاصة وهو يعلم أنَّ المرض فيه زيادة في الأجر والدرجة ,
    ويؤمن بذلك فعلاً فماذا يفعل ؟ هل يبقى على اعتقاده أم أنَّ اعتقاده سيتخلل ؟
    إنَّ الإمام السجادَ , عليه السلامُ ,في مثل هذه الحالات يُريدُ أنْ يُبيّنَ آثارها على الإنسان , ويطلبَ منه أن لا يضعف أمام هذه الابتلاءات.
    وفي الدعاء يُبيّنُ الإمامُ السجادُ حالة القرابة والأرحام مع ما أننا موصون بالتواصل معهم ,وهذه مسؤولية تقع علينا , لأنَّ صلة الأرحام مطلوبة بشتى أنواعها , ولكن إن انقطعت فهذه مشكلة وتكون من الكبائر , بحكم كون ( الرحم معلّقة بالعرش) كما في الحديث.
    والحكمة من ذلك أنّ الدعاء يهدف إلى تربيتنا في الوضع الطبيعي , وأن نتوكل على اللهِ سبحانه , لا أن نعتمد على الآخرين أيّا كانوا من القرابة وغيرهم.
    لأنَّ البعض يبتلى بمسألة الشح والمَن , وهما صفتان مذمومتان, بمعنى لا الشح هو من الصفات الحسنة ولا المن كذلك , والشح هو أنْ يمنعَ الإنسانُ و لا يعطي ,
    والمَن هو أن يعطي القليلَ ويمنّ فيه كثيراً , فلذلك بيّن الإمام السجاد , عليه السلامُ ,هذه الحالة وآثارها ( وإِنْ وَكَلْتَنِي إِلَى خَلْقِكَ تَجَهَّمُونِي ، وإِنْ أَلْجَأْتَنِي إِلَى قَرَابَتِي حَرَمُونِي)
    فإذا وكلتني إلى نفسي فأنا لا أستطيع فكيف تكلني إلى خلقك فيتجهموني .
    والتجهم هو معنى يحكي الأخلاقَ الذميمةَ , وأن يعبّس هذا الشخص بوجهي ,
    ولا يتفاعل معي .
    ولنتعلّم من الشارع المقدس , فنحن عندنا صفاتٌ وأخلاقٌ كثيرةٌ ليس للشرع علاقة بها , والمشكلة أننّا لا نتعلّم ولا نقرأ أو نقرأ ولا نعمل .
    إنَّ الشارع المقدس يحث على تقوية العلاقات الاجتماعية ويوجّه بقضاء الحاجات لأصحابها , ويعتبرها من نعم اللهِ تعالى , ولا بدّ من الفرح بها , كما يُفرحُ بالنعمةِ .
    ففرقٌ بين حالتين وهما أن يعطيك شخصٌ هدية ويطلب أخرٌ منك حاجة ,
    وفي الأولى يفرح الإنسان وأما في الثانية يحزن , لأنَّ الإنسان مجبولٌ على أن يأتيه الخيرُ والمنافع.
    والشارع المقدس يرفضُ هذا الفهم العرفي , لأنّه يُربينا على القناعة والتربية الخاصة.
    وعلينا أن نبدّلَ طريقةَ تربيتنا لأنفسنا .
    و توجد عند البعض جرأة على اللهِ تبارك وتعالى , لأنَّ اللهَ يمهل ولا يضربنا بسوطِ العقوبة فوراً عندما نعصيه ..... نحن قد تجرأنا على الله تعالى , وبدأنا نهتك المُحرّمات , بحسب ما نستطيع ... نكذب ونسرق ونظلم ونتجاوز ....ويكفينا أننا سنقفُ عند مليك مقتدر , وسنقفُ عند مَن لا تخفى عليه الأمور , لا بصغيرها ولا بكبيرها , وسنقف عند من لا نستطيع الهربَ منه ,وهذه الوقفةُ ليست فيها حالة من المداهنة , ولا حالة من الشفاعة..
    إنَّ هذه الدنيا سريعة فسرعان ما يكبر الإنسانُ فيها ويشيبُ وتحيطُ به الأمراضُ
    فيضع رأسه بوضع نهائي , وهذه حقيقة لا يمكن لأحدٍ أن ينكرها , فالموت يطلبنا جميعاً.
    وعلى الإنسان أن ينتفض ويتوب من قريب والتوبة واجبة فوريّاً كما يقول العلماء.
    وإن كان الشيطان لا يتركنا , وأسوء ما فينا هو التسويف وأننا من المسوفين , الذين يقولون بكثرة سوف نتوب وسوف أصلح نفسي , وسوف أداري الآخرين.
    وهذه ( سوف) لا تحقق بسبب تراكم الذنوب والوصول لحد اليأس .
    والشيطان يتأذى إذا تاب العبدُ واهتدى , وهمه أن يخرجَ العبادَ من طاعة ربهم.
    وفي مسألة الرزق يقول الإمام السجاد( وإِنْ وَكَلْتَنِي إِلَى خَلْقِكَ تَجَهَّمُونِي ، وإِنْ أَلْجَأْتَنِي إِلَى قَرَابَتِي حَرَمُونِي) :- وهنا تحذير من المذلة التي قد تحصل بفعل الحاجة إلى القرابة من الذين يبخلون ويعبسون في الوجه ,.
    :.. نحن اليوم نعاني كثيراً من قطيعة الرحم حتى بات أحدنا لا يعرفُ ما يجري على قرابته ,وهذه الحالة مذمومة وهي من الموارد التي تجلبُ الابتلاءات.
    وهذه الحالات ترجعُ إلى التربية وأهميتها , فبعضُ الناس يتربى على التلفزيون ,وآخرون يتربون على مواقع النت والتواصل الاجتماعي , وبعضهم يربي عائلته بلا تربية , والشارع يربي , ومن ثمّ إذا سمع الأحاديثَ التي تحثُّ على التواصل مع الأرحام يصعق .
    ::... نحن نلجأ إلى تراث أهل البيت , عليهم السلام , لنقف على المعارف والأخلاق , وهذه موازين خاصةٌ ليس لها علاقة بالتقدم العلمي والتكنلوجي , فهذا علمٌ له مسالكه وخواصه , ولا يمكن أن نُطبّق مثلاً قوانين الأخلاق على الفيزياء , ولا قوانين الطب على المجتمع , فكُلُّ له تخصصه وقوانينه , لأنّه هناك أشياء ثابتة ولا بدّ من أن نعرف كيفية الاستفادة منها , وإنّ وسائل التواصل الاجتماعي تكون إيجابية فيما لو أحسن استعمالها بالصورة الصحيحة لوجود معارف جيدة فيها , إلاّ أنّه وكما يقول الفلاسفة:
    الإنسانُ تعلّم الطيرانَ في الهواء , والغوصَ في البحار , ولكن إلى ألآن لم يتعلّم المَشيَ على الأرض:.
    ____________________________________________
    مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمد الصافي ,دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ,
    السابع عشر من ربيع الآخر ,1439 هجري- الخامس من كانون الثاني ,2018 م .
    ________________________________________________
    - تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
    - كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ , ونسألَكم الدُعاءَ-
    _______________________________________________

  • #2


    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم وبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X