بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
نساءٌ كثيرات سرن على خطى الزهراء عليها السلام مقتديات بروحها العظيمة، وهمّتها التي لا تلين في نصرة الحق متى النصر أو الاستشهاد. آمنة الصدر (بنت الهدى)، الفاضلة بنت الشهيد الأول، السيدة أم ياسر الموسوي، الأسيرة المحرّرة رسمية جابر، وحتى نساءٌ كان لهن باعٌ طولى في ميادين العلم والجهاد حتى لاقين وجه ربهم. كيف نقتدي بالسيدة الزهراء عليها السلام؟ سؤال يتكرر والحاجة إلى الإجابة تتجدد، ولا نجد في المقام، دون وعظ أو إرشاد، إلا أن نقدّم للقارىء عموماً سِيَرُ بعض الصالحات المؤمنات السالكات خط ولاية أهل بيت النبوة، والمقتديات بالزهراء نموذجاً حتى يكنّ درساً في العمل ومصداقاً للقول الشريف: "كونوا دعاةً لنا بغير ألسنتكم"، "وكونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا".
* الشهيدة بنت الهدى
الشهيدة آمنة الصدر من الرائدات في مجال العمل النسوي الإسلامي في العراق والعالم العربي. فهي أديبة وشاعرة ملتزمة قضايا المسلمين، متشبعة بالثقافة الأصيلة فقهاً وعقيدة. شاركت في تأسيس مدارس الزهراء عليها السلام في العراق للنهوض بالوضع العلمي والثقافي للمرأة العراقية، خصوصاً مع طغيان المدّ العلماني هناك. وقد شهدت حياتها محطات جهادية بارزة استمرت حتى استشهادها رضوان اللَّه تعالى عليها مع أخيها الشهيد السعيد المرجع محمد باقر الصدر قدس سره. ولدت الشهيدة آمنة بنت آية اللَّه حيدر الصدر عام 1356 هجرية - 1937 ميلادية، في مدينة الكاظمية، وكانت أصغر شقيقيها محمد باقر وإسماعيل وكانت أختهما الوحيدة. تعلّمت الشهيدة بنت الهدى القراءة والكتابة في البيت على يد والدتها - رحمها اللَّه - وكانت الأم تثني عليها وعلى قدرتها على التعلّم والاستيعاب، وقد استكملت مراحل تعلُّم القراءة والكتابة على يد أخويها، وشمل ذلك علوم العربية في أكثر جوانبها، حتى تمكنت من كتابة الشعر في السنوات المبكرة من عمرها. وكانت الشهيدة بنت الهدى - رحمها اللّه - حريصة على تثقيف نفسها ثقافة إسلامية رفيعة، سواء في مراحل حياتها الأولى، أو فترة ما قبل الاستشهاد. كما كانت ذات اهتمام كبير ببيتها، حيث برزت كنموذج خلقي رفيع خلال معايشتها لوالدتها وأخيها وزوجة الشهيد الصدر، ولقد كان على الشهيدة القيام بأدوار عدّة:
- المهام والوظائف التي تقوم بها تجاه السيد الشهيد الصدر، أو ما يكلفها به في مجالات متعدّدة، من تدريس أو إقامة ندوات، أو إشراف على مدارس دينية أو غير ذلك.
دورها في استقبال الضيوف من النساء، والاهتمام بتلبية حاجاتهن الفقهية الفكرية، والمساهمة في حلّ مشاكلهن العائلية والزوجية.
- دورها في تربية بنات السيد الشهيد تربية لائقة وصحيحة.
- دورها في خدمة والدتها رحمها اللَّه بسبب كبر العمر ومعاناتها من أمراض متعدّدة.
- دورها في القيام بشؤون البيت بالمساهمة مع زوجة الشهيد الصدر.
لقد كان للشهيدة رحمها اللَّه عدّة أدوار رئيسية على صعيد الجهاد الثقافي والتربوي والتبليغي، نستعرضها هنا باختصار:
* مدارس الزهراء عليها السلام
تعتبر الشهيدة بنت الهدى من المؤسسين أو المساهمين في إنشاء مدارس الزهراء في بغداد والكاظمية والنجف قبل العام 1967م - حيث اقتضت الضرورة إنشاء هذه المدارس لمواجهة الثقافات المادية التي تدعو إلى الفساد والانحراف والتردّي الأخلاقي، والسعي في الوقت نفسه إلى نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، وزيادة الوعي النسوي.
* التدريس وإقامة الندوات
كان للسيدة بنت الهدى - رحمها اللَّه - منهجها في المجال التثقيفي، حيث كان يعتبر التدريس أهم فقراته. لكن ذلك لم يكن سهلاً بسبب العقبات الكثيرة التي كانت تعترض طريقه؛ إلا أن الشهيدة استطاعت أن تتغلب على تلك المشكلة بمعونة أخويها السيد إسماعيل الصدر والشهيد محمد باقر. إضافة إلى النشاط التدريسي كانت الشهيدة تقيم في بيتها الندوات التي شهدت إقبالاً منقطع النظير.
* الكتابة والتأليف
تعتبر الشهيدة بنت الهدى الرائدة الأولى في الكتابة والتأليف واستعمال الأسلوب القصصي في إيصال الأفكار والتوجيهات، حيث لم تعهد النجف التي تضمّ الحوزة العلمية والمرجعية الدينية، كاتبة إسلامية سباقة للشهيدة بنت الهدى في هذا المجال. ومع ذلك كانت الشهيدة متواضعة لم تستهدف الشهرة والظهور. ويبدو من اختيارها لاسم غير اسمها الحقيقي أنها ما كانت ترغب بالشهرة. ولقد كانت الشهيدة بنت الهدى تكتب إضافة إلى ذلك، وكما هو معروف، في مجلة الأضواء التي تصدرها جماعة العلماء في النجف الأشرف، وفي مجلة الإيمان التي أصدرها المرحوم الشيخ موسى اليعقوبي. حاولت الشهيدة بنت الهدى من خلال كتاباتها إثارة الموضوعات المعاصرة بسلاسة وعذوبة وفكرٍ واضحٍ.
* مؤلفاتها
- الفضيلة تنتصر.
- الخالة الضائعة - امرأتان ورجل.
- صراع لقاء في المستشفى.
- مذكرات الحج ليتني كنت أعلم.
- بطولات المرأة المسلمة - كلمة ودعوة.
- الباحثة عن الحقيقة - المرأة مع النبي.
هذا فضلاً عن المخطوطات التي صادرتها السلطات الحاكمة في العراق.
* بنت الهدى مرشدة في الحج
كانت الشهيدة بنت الهدى في أيام الحج المباركات تذهب إلى الأرض المقدسة كمرشدة دينية في إحدى الحملات التي تذهب إلى الحج من بغداد والكاظمية، تعلّم النساء مسائل الحج وأحكامه، فكانت من الناحية الفقهية محيطة بفتاوى العديد من المراجع، وكانت تجيب كل حاجَّة على وفق من تقلّد من المجتهدين.
* مع المراجعات
كان للشهيدة بنت الهدى دور كبير في الربط بين السيد الشهيد وبين القطاعات النسائية، وكانت الشهيدة تنقل بأمانة ما يعرض للنساء من مسائل فقهية قد يترددن بسبب الحياء من توجيهها للسيد الصدر مباشرة.
* بنت الهدى والسياسة
تقول إحدى المقربات من الشهيدة في مقال لها في مجلة المنبر "يخطىء من يقول أو يظن أن الشهيدة اقتصر عملها على التوجيه التربوي والاجتماعي، بل كانت تعمل في المجال السياسي بشكل واع ودقيق لظروفها والمرحلة التي تعيشها، حيث كانت تتحرّك ضمن رؤية واضحة المعالم، فكانت تقوم بشرح الموقف السياسي المطلوب آنذاك لجميع من يعمل معها وتعبئة النساء على مقاومة النظام ومخططاته وأساليبه التي تدعو وتضغط على النساء عموماً بالانخراط في حزب البعث، وبالتالي التخلي عن القيم والمفاهيم الإسلامية. وقد ساهمت في تربية المرأة على الورع عن محارم اللَّه تعالى، وفي تكوين الروح الجهادية ضد أعداء الإسلام...". وكانت الشهيدة تستمد رؤيتها السياسية من السيد الصدر نفسه، وكانت في أحيان كثيرة تناقش المواضيع والأحداث معه بصراحة ووضوح. وكان قدس سره يستمع إليها بدقة ويحترم وجهة نظرها.
* مسيرتها الجهادية
منذ الولادة واليتم وصولاً إلى الشهادة، شاركت السيدة آمنة الصدر أخاها الشهيد السعيد مسيرته الجهادية؛ ولقد بدأت المسيرة الجهادية منذ الاعتقال الأول للسيد عام 1971م، ثمّ جاءت انتفاضة صفر 1977م عندما تعرّض السيد الصدر للاعتقال مرّة ثانية، مع ما رافق ذلك من خوف ورعب، فكانت الشهيدة ثابتة شجاعة، ورابطة الجأش حتى خروج السيد من الاعتقال. أمّا في العام 1979م عندما اعتقل الشهيد الصدر في شهر رجب فقد ذهبت إلى حرم أمير المؤمنين عليه السلام وخطبت بالحاضرين داعية إياهم إلى التظاهر والاحتجاج وإخراج الشهيد من المعتقل... وبالفعل فقد خرجت تظاهرة من الحرم العلوي ساهمت فيها جموع الشعب العراقي ما أدّى إلى الإفراج عن الشهيد الصدر.
* شهادتها
في الخامس من نيسان عام 1980 تم اعتقال الشهيد الصدر وأخته بنت الهدى، وتعرضت أثناءها إلى أشد أنواع التعذيب ونالت وسام صابرة محتسبة رضي الله عنها واستشهدت وأخوها السيد محمد باقر الصدر، ومساء التاسع من نيسان 1980م، وفي حدود الساعة التاسعة قطعت السلطة التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف، وتسلّلت مجموعة من قوات الأمن إلى دار المرحوم السيد محمد صادق الصدر وأخذوه إلى مبنى محافظة النجف حيث سلّموه جثة الشهيدة الصدر وأخيها السيد محمد باقر؛ ثمّ أخذوه إلى مقبرة وادي السلام وواروهما الثرى.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
نساءٌ كثيرات سرن على خطى الزهراء عليها السلام مقتديات بروحها العظيمة، وهمّتها التي لا تلين في نصرة الحق متى النصر أو الاستشهاد. آمنة الصدر (بنت الهدى)، الفاضلة بنت الشهيد الأول، السيدة أم ياسر الموسوي، الأسيرة المحرّرة رسمية جابر، وحتى نساءٌ كان لهن باعٌ طولى في ميادين العلم والجهاد حتى لاقين وجه ربهم. كيف نقتدي بالسيدة الزهراء عليها السلام؟ سؤال يتكرر والحاجة إلى الإجابة تتجدد، ولا نجد في المقام، دون وعظ أو إرشاد، إلا أن نقدّم للقارىء عموماً سِيَرُ بعض الصالحات المؤمنات السالكات خط ولاية أهل بيت النبوة، والمقتديات بالزهراء نموذجاً حتى يكنّ درساً في العمل ومصداقاً للقول الشريف: "كونوا دعاةً لنا بغير ألسنتكم"، "وكونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا".
* الشهيدة بنت الهدى
الشهيدة آمنة الصدر من الرائدات في مجال العمل النسوي الإسلامي في العراق والعالم العربي. فهي أديبة وشاعرة ملتزمة قضايا المسلمين، متشبعة بالثقافة الأصيلة فقهاً وعقيدة. شاركت في تأسيس مدارس الزهراء عليها السلام في العراق للنهوض بالوضع العلمي والثقافي للمرأة العراقية، خصوصاً مع طغيان المدّ العلماني هناك. وقد شهدت حياتها محطات جهادية بارزة استمرت حتى استشهادها رضوان اللَّه تعالى عليها مع أخيها الشهيد السعيد المرجع محمد باقر الصدر قدس سره. ولدت الشهيدة آمنة بنت آية اللَّه حيدر الصدر عام 1356 هجرية - 1937 ميلادية، في مدينة الكاظمية، وكانت أصغر شقيقيها محمد باقر وإسماعيل وكانت أختهما الوحيدة. تعلّمت الشهيدة بنت الهدى القراءة والكتابة في البيت على يد والدتها - رحمها اللَّه - وكانت الأم تثني عليها وعلى قدرتها على التعلّم والاستيعاب، وقد استكملت مراحل تعلُّم القراءة والكتابة على يد أخويها، وشمل ذلك علوم العربية في أكثر جوانبها، حتى تمكنت من كتابة الشعر في السنوات المبكرة من عمرها. وكانت الشهيدة بنت الهدى - رحمها اللّه - حريصة على تثقيف نفسها ثقافة إسلامية رفيعة، سواء في مراحل حياتها الأولى، أو فترة ما قبل الاستشهاد. كما كانت ذات اهتمام كبير ببيتها، حيث برزت كنموذج خلقي رفيع خلال معايشتها لوالدتها وأخيها وزوجة الشهيد الصدر، ولقد كان على الشهيدة القيام بأدوار عدّة:
- المهام والوظائف التي تقوم بها تجاه السيد الشهيد الصدر، أو ما يكلفها به في مجالات متعدّدة، من تدريس أو إقامة ندوات، أو إشراف على مدارس دينية أو غير ذلك.
دورها في استقبال الضيوف من النساء، والاهتمام بتلبية حاجاتهن الفقهية الفكرية، والمساهمة في حلّ مشاكلهن العائلية والزوجية.
- دورها في تربية بنات السيد الشهيد تربية لائقة وصحيحة.
- دورها في خدمة والدتها رحمها اللَّه بسبب كبر العمر ومعاناتها من أمراض متعدّدة.
- دورها في القيام بشؤون البيت بالمساهمة مع زوجة الشهيد الصدر.
لقد كان للشهيدة رحمها اللَّه عدّة أدوار رئيسية على صعيد الجهاد الثقافي والتربوي والتبليغي، نستعرضها هنا باختصار:
* مدارس الزهراء عليها السلام
تعتبر الشهيدة بنت الهدى من المؤسسين أو المساهمين في إنشاء مدارس الزهراء في بغداد والكاظمية والنجف قبل العام 1967م - حيث اقتضت الضرورة إنشاء هذه المدارس لمواجهة الثقافات المادية التي تدعو إلى الفساد والانحراف والتردّي الأخلاقي، والسعي في الوقت نفسه إلى نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، وزيادة الوعي النسوي.
* التدريس وإقامة الندوات
كان للسيدة بنت الهدى - رحمها اللَّه - منهجها في المجال التثقيفي، حيث كان يعتبر التدريس أهم فقراته. لكن ذلك لم يكن سهلاً بسبب العقبات الكثيرة التي كانت تعترض طريقه؛ إلا أن الشهيدة استطاعت أن تتغلب على تلك المشكلة بمعونة أخويها السيد إسماعيل الصدر والشهيد محمد باقر. إضافة إلى النشاط التدريسي كانت الشهيدة تقيم في بيتها الندوات التي شهدت إقبالاً منقطع النظير.
* الكتابة والتأليف
تعتبر الشهيدة بنت الهدى الرائدة الأولى في الكتابة والتأليف واستعمال الأسلوب القصصي في إيصال الأفكار والتوجيهات، حيث لم تعهد النجف التي تضمّ الحوزة العلمية والمرجعية الدينية، كاتبة إسلامية سباقة للشهيدة بنت الهدى في هذا المجال. ومع ذلك كانت الشهيدة متواضعة لم تستهدف الشهرة والظهور. ويبدو من اختيارها لاسم غير اسمها الحقيقي أنها ما كانت ترغب بالشهرة. ولقد كانت الشهيدة بنت الهدى تكتب إضافة إلى ذلك، وكما هو معروف، في مجلة الأضواء التي تصدرها جماعة العلماء في النجف الأشرف، وفي مجلة الإيمان التي أصدرها المرحوم الشيخ موسى اليعقوبي. حاولت الشهيدة بنت الهدى من خلال كتاباتها إثارة الموضوعات المعاصرة بسلاسة وعذوبة وفكرٍ واضحٍ.
* مؤلفاتها
- الفضيلة تنتصر.
- الخالة الضائعة - امرأتان ورجل.
- صراع لقاء في المستشفى.
- مذكرات الحج ليتني كنت أعلم.
- بطولات المرأة المسلمة - كلمة ودعوة.
- الباحثة عن الحقيقة - المرأة مع النبي.
هذا فضلاً عن المخطوطات التي صادرتها السلطات الحاكمة في العراق.
* بنت الهدى مرشدة في الحج
كانت الشهيدة بنت الهدى في أيام الحج المباركات تذهب إلى الأرض المقدسة كمرشدة دينية في إحدى الحملات التي تذهب إلى الحج من بغداد والكاظمية، تعلّم النساء مسائل الحج وأحكامه، فكانت من الناحية الفقهية محيطة بفتاوى العديد من المراجع، وكانت تجيب كل حاجَّة على وفق من تقلّد من المجتهدين.
* مع المراجعات
كان للشهيدة بنت الهدى دور كبير في الربط بين السيد الشهيد وبين القطاعات النسائية، وكانت الشهيدة تنقل بأمانة ما يعرض للنساء من مسائل فقهية قد يترددن بسبب الحياء من توجيهها للسيد الصدر مباشرة.
* بنت الهدى والسياسة
تقول إحدى المقربات من الشهيدة في مقال لها في مجلة المنبر "يخطىء من يقول أو يظن أن الشهيدة اقتصر عملها على التوجيه التربوي والاجتماعي، بل كانت تعمل في المجال السياسي بشكل واع ودقيق لظروفها والمرحلة التي تعيشها، حيث كانت تتحرّك ضمن رؤية واضحة المعالم، فكانت تقوم بشرح الموقف السياسي المطلوب آنذاك لجميع من يعمل معها وتعبئة النساء على مقاومة النظام ومخططاته وأساليبه التي تدعو وتضغط على النساء عموماً بالانخراط في حزب البعث، وبالتالي التخلي عن القيم والمفاهيم الإسلامية. وقد ساهمت في تربية المرأة على الورع عن محارم اللَّه تعالى، وفي تكوين الروح الجهادية ضد أعداء الإسلام...". وكانت الشهيدة تستمد رؤيتها السياسية من السيد الصدر نفسه، وكانت في أحيان كثيرة تناقش المواضيع والأحداث معه بصراحة ووضوح. وكان قدس سره يستمع إليها بدقة ويحترم وجهة نظرها.
* مسيرتها الجهادية
منذ الولادة واليتم وصولاً إلى الشهادة، شاركت السيدة آمنة الصدر أخاها الشهيد السعيد مسيرته الجهادية؛ ولقد بدأت المسيرة الجهادية منذ الاعتقال الأول للسيد عام 1971م، ثمّ جاءت انتفاضة صفر 1977م عندما تعرّض السيد الصدر للاعتقال مرّة ثانية، مع ما رافق ذلك من خوف ورعب، فكانت الشهيدة ثابتة شجاعة، ورابطة الجأش حتى خروج السيد من الاعتقال. أمّا في العام 1979م عندما اعتقل الشهيد الصدر في شهر رجب فقد ذهبت إلى حرم أمير المؤمنين عليه السلام وخطبت بالحاضرين داعية إياهم إلى التظاهر والاحتجاج وإخراج الشهيد من المعتقل... وبالفعل فقد خرجت تظاهرة من الحرم العلوي ساهمت فيها جموع الشعب العراقي ما أدّى إلى الإفراج عن الشهيد الصدر.
* شهادتها
في الخامس من نيسان عام 1980 تم اعتقال الشهيد الصدر وأخته بنت الهدى، وتعرضت أثناءها إلى أشد أنواع التعذيب ونالت وسام صابرة محتسبة رضي الله عنها واستشهدت وأخوها السيد محمد باقر الصدر، ومساء التاسع من نيسان 1980م، وفي حدود الساعة التاسعة قطعت السلطة التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف، وتسلّلت مجموعة من قوات الأمن إلى دار المرحوم السيد محمد صادق الصدر وأخذوه إلى مبنى محافظة النجف حيث سلّموه جثة الشهيدة الصدر وأخيها السيد محمد باقر؛ ثمّ أخذوه إلى مقبرة وادي السلام وواروهما الثرى.
تعليق