إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(اللهم اني أسألك صبر الشاكرين لك، وعمل الخائفين منك، ويقين العابدين لك)،

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (اللهم اني أسألك صبر الشاكرين لك، وعمل الخائفين منك، ويقين العابدين لك)،


    (اللهم اني أسألك صبر الشاكرين لك، وعمل الخائفين منك، ويقين العابدين لك)، هذا المقطع من الدعاء يتناول ثلاث ظواهر او ثلاث سمات نفسية هي الصبر والعمل واليقين وقد حدثناكم عن العبارة الاولى وهي "أسألك صبر الشاكرين" وفصلنا الحديث عن ظاهرة "الشكر" لله تعالى ومطلق الشكر كونها سمة سوية من سمات الشخصية المتوازنة ولكننا لم نحدثكم عن "الصبر" بصفته ايضاً سمة سوية تجسد هرم السلوك السوي كما سنرى من حيث صلتها بظاهرة الشكر لله تعالى أي اننا نتساءل ونحسبكم تتساؤلون ايضاً عن الرابط بين الشكر والصبر، عليه وهل ان الشكر وحده يتطلب صبراً ام ينسحب الصبر على سلوك الشخصية باكملها؟ .
    ان ظاهرة "الصبر" في الشريعة الاسلامية تظل اكثر السمات الحاحاً واهمية حتى ان القرآن الكريم يشير الى ان هذه السمة لا يوفق اليها الا ذو حظ عظيم ... كما ان الصبر من زاوية السلوك النفسي يعتبر هرم السلوك كما قلنا وذلك لسبب واضح هو ان تركيبة الانسان الثنائية التي تقوم على قطبي الخير والشر أي على وجود القابلية في ممارسة الخير والشر انما يتطلب السيطرة على الشر واختيار ظاهرة الخير والسيطرة في حد ذاتها هي عملية "صبر" وما يسميه علماء النفس بـ"التأجيل" في اشباع الحاجات فمثلاً لو واجهنا مثيراً جنسياً غير مشروع فان الموقف الاسلامي يفرض علينا ان نمارس عملية الصبر او تأجيل لاشباع الحاجة الجنسية غير المشروعة وكذلك جميع الحاجات الاخرى سواء كانت حاجات حيوية كالطعام والشراب الخ, او حاجات نفسية كالحاجة الى السيطرة والفوقية والتقدير والحب والجاه و....
    من هنا فان عملية السيطرة على حاجاتنا غير المشروعة تتطلب صبراً على ذلك ومن هنا ايضاً يعتبر الصبر الهرم لجميع الظواهر او السمات السوية كالامانة والبر والاحسان والحلم والصفح .... والآن في ضوء معرفتنا باهمية الصبر نتجه الى العبارة الواردة في الدعاء أي العبارة القائلة (أسألك صبر الشاكرين) فماذا تعني؟
    قبل ان نجيبكم عن السؤال المتقدم نلفت نظركم الى ان الصبر هو انماط منه الصبر عن المعصية كما لو صبرنا عن ممارسة عمل محرم وهناك نمط آخر هو الصبر على الطاعة وهذا كما لو صبرنا على الشدة المتمثلة في الصوم او الجهاد او ....
    وفي ضوء هذه الحقيقة نستطع الذهاب الى ان القول بان الصبر على الشكر او صبر الشكر يعني ان الصبر هنا يشمل النمطين المذكورين انما ينبغي علينا ان نشكره تعالى دواماً في الشدة وفي الرخاء بصفة ان الله تعالى لا تحصى نعمه وان الشدة بدورها تتطلب شكراً لله تعالى حيث ورد في هذا الميدان ما يشير الى المضمون القائل الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه احد سواه أي ان الشدة لا يحمد او يشكر عليها احد الا الله تعالى لانه خير للعبد في جميع الحالات أي ان الله تعالى لا يصنع بعبده الا الخير وهذا ما يتطلب الشكر كما هو واضح.
    اذن: اتضح لنا معنى الصبر على الشكر وهو امر يحملنا على ان نمارس هذه السمة دواماً في الحالات جميعاً في الرخاء والشدة ومن ثم ندرب ذواتنا على الطاعة مطلقاً والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

    مؤسسة السبطين العالمية


  • #2
    الاخت الفاضلة صدى المهدي . احسنت وسلمت اناملك على نشر هذا المقطع الراقي والجميل من أدعية شهر رجب . جعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك . ودمت في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      وبارك الله بكم مولانا


      شكرا لكم كثيرالحضوركم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X