إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علاقة الماء والدمعة والدم بالامام الحسين (ع) ..... ؟؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علاقة الماء والدمعة والدم بالامام الحسين (ع) ..... ؟؟؟


    بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد

    الكثير منا عندما يذهب باتجاه الماء قاصدا بذلك شرب الماء لرفع العطش عنه ما إن يغرف غرفة من الماء بيده أو بقدح ليرتشفها ؛ حتى تعود به الذاكرة إلى الالاف من الأعوام الماضية والسنين الخالية لترتسم في ذهنه صورة ذلك الثائر المضحّي الشهيد الذي قُتل ظمآنا ، فيتمتم المرء قائلاً : " السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين ".
    وأينما نظر المرء منّا إلى الماء فإنّه يجد الحسين (ع) وعطشه فيه ، فتراه يحدّث نفسه بأنّ هذا الماء قد حُرم منه سيّد الشهداء وأهل بيته وأنصاره صلوات الله عليهم أجمعين ، وقد قتلوا جميعاً عطاشى على أرض كربلاء وألسنتهم تلتهب من شدّة الظمأ فيستذكر ما جرى وما وقع في تلك الفاجعة العظيمة ، وتختلج في صدره الأحزان . وهكذا ظلّ الماء والحسين (ع) متلازمين في عالم المعاني ، والحقّ أنّ هذا الارتباط قد أوجده الله تعالى بحكمته ، فقرن بين قضية الحسين (ع) وعنصر الحياة وجعل بينهما علاقة أزلية لتدوم القضية بدوام الماء الذي لابدّ لكل كائن حي منه حتّى يعيش ، فإذا عاش الانسان احتاج إلى الماء ، وإذا احتاج إلى الماء تذكّر الحسين (ع) ، وإذا تذكّر الحسين (ع) تجدّدت رسالته في نفسه ، فيبقى الإسلام ببقاء ذكر الحسين (ع) . وإذا كان الماء سرّ الحياة المادّية ، فإنّ الحسين (ع) سرّ الحياة المعنوية الحرّة الكريمة الأبيّة. وما دام الماء باقيا في الدنيا فسيبقى الحسين (ع) حيّاً باقيا في الضمائر والقلوب ، وحتّى إن نضب الماء وحلّ الجفاف فإنّ جميع أهل الأرض سيتذكّرون عطش الحسين (ع) وحرمانه منه فان الاراضي وان جفت من الماء لكن الضمائر لاتجف بحب الحسين (ع) واستذكاره . أجل قد جعل الله (عزّ وجلّ) من الماء كلّ شيء حي ، وجعل من الحسين (ع) كلّ مؤمن حرّ.
    وهناك علاقة فطرية أُخرى ليست معنوية فحسب بل تكوينية أيضاً ، وهي العلاقة التي تربط بين الحسين (ع) وبين دمعة الإنسان ، أيّاً كانت عقيدته وأيّاً كان انتماؤه ، فإنّ لسيّد الشهداء تأثيراً على عيون الناس ودموعهم التي تتقاطر تلقائياً ولا إرادياً في كثير من الأحيان ، عند ذكر قصّة استشهاده ومقتله (ع) ، فتجد حتى غير المعتقدين بولايته كالنواصب والكفّار والملحدين يتأثّرون ويكون به ، بل إنّ الدموع قد نزلت من عيون قاتليه كيزيد وعمر بن سعد (عليهما لعنة الله) ولم يكن ذلك عن قصد واختيار منهم بل عن تأثير تكويني ودافع فطري لأنّ للحسين (صلوات الله عليه) علاقة حميمة بالدموع والعبرات . فعن سعد بن عبد الله قال : سألت القائم (ع) عن تأويل كهيعص قال (ع): هذه الحروف من أنباء الغيب أطّلع الله عليها عبده زكريا ثم قصها على محمد (ص) ، وذلك أن زكريا سأل الله ربه ان يعلمه أسماء الخمسة ، فأهبط عليه جبرئيل (ع) فعلمه إيّاها ، فكان زكريا إذا ذكر محمداً وعلياً وفاطمة والحسن (ع) سُرِّي عنه همه ، وانجلى كربه ، وإذا ذكر اسم الحسين (ع) خنقته العبرة ، ووقعت عليه البهرة ، فقال ذات يوم : إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصته. (بحار الأنوار: ج 44 ص 223) . وفي تفسير الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) . (البقرة/37) ، أنه رأى ساق العرش وأسماء النبي (ص) والأئمة (ع) فلقنّه جبرئيل قل: يا حميد بحق محمد ، و يا عالي بحق علي ، يا فاطر بحق فاطمة ، يا محسن بحق الحسن والحسين ومنك الإحسان ، فلما ذكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه وقال : يا أخي جبرئيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي ؟ قال جبرئيل : ولدك هذا يصاب تصغر عندها المصائب ؟ فقال : يا أخي وما هي ؟ قال : يقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً ليس له ناصر ولا معين . (بحار الأنوار/ ج 44 / ص 245) . وقد ورد في صحيح الأخبار عن آل النبي المختار (ع) أنّه في يوم عاشوراء بكت جميع الخلائق على أبي عبد الله حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار، بل بكاه أيضاً أهل جهنّم من الكافرين ، وما ذلك إلاّ لأنّ الدمعة صنيعة قضية الحسين صلوات الله وسلامه عليه ، وأيّاً كانت العين الباكية فإنّ محابس الدموع فيها لا تتمكّن من حبسها عندما تذكر قصّته الحزينة المؤلمة . عن أبي عبد الله (ع) قال : أنا قتيل العبرة قتلت مكروباً وحقيق عليّ أن لا يأتيني مكروب قط إلاّ رده الله وأقلبه إلى أهله مسروراً. (كامل الزيارات / ص216) . وقال (ع) : أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلاّ بكى . (كامل الزيارات / ص 215) . ولنعم ما قال الشاعر: تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ! لكنّما عيني لأجلك باكية .
    ولربما لاحظ البعض أنّ اسم (حسين) هو بحدّ ذاته ذو إيقاع حزين خاص خلافاً لكلّ الأسماء الأُخرى ، ولربما لا يجد علماء النفس لذلك سبباً منطقياً وجيهاً ، فأن يكون لهذا الاسم إيقاعه الحزين عند الذين يمتلكون الخلفية الثقافية عنه من الشيعة ؛ ومن يعرفون قصّة استشهاده وسيرته ؛ فذلك أمر ليس بعجيب ، ولكن العجيب هو تأثّر من لم يعرفوا عن سيّد الشهداء (عليه السلام) شيئاً وإنّما لمجرد سماعهم باسمه الشريف . إذ كيف يتأثّر من كان كذلك بمجرد إنصاته بهدوء لاسم (حسين) مكررا ؟؟؟ وكيف يحسّ بتلك المشاعر الحزينة وقد انتابته ما إن تردّد عليه هذه الكلمة ؟؟؟ إنّ هذا هو ما لا يمكن تفسيره إلاّ بالغيب والفطرة الإلهية حيث قضى الله (تعالى) أن يكون اسم الحسين (ع) مثيراً للحزن واللوعة والدمعة . ولنضرب مثالاً لذلك فنقول إنّ طائر البومة قد ارتبطت صورته في الذاكرة الإنسانية بالحزن دون سبب علمي وجيه إلاّ أنّ شكل هذا الطائر أعطى هذا الانطباع ، فهكذا هو اسم الحسين ، يبعث النفس البشرية إلى أن تحزن وتتألّم . فكيف إذا علمنا بأنّ طائر البومة – كما ورد في الروايات – ظلّ حزيناً حقّاً منذ مقتل الحسين بن علي عليهما الصلاة والسلام ؟؟؟
    إنّ كلّ من يسمع بقضية أبي عبد الله (ع) لا يمكنه إلاّ أن يتأثّر وأن تدمع عيناه ، حتى وإن كان قلبه من حجر، فإنّ الحجر نفسه بكى على الحسين دماً إذ لم يُرَ حجر في يوم العاشر إلاّ ووجُد أسفله دما عبيطا ، بل التاريخ يذكر أنّ السماء بكت دماً على الإمام الحسين (ع) . وما هذا إلا لأن قضية الحسين (ع) هي قضية استثنائية تكوينا وتشريعا .
    وهناك أمر آخر استثنائي يرتبط بالدم ، إنه الدم الذي يتدفق من أجساد الموالين يوم العاشر من محرم كل عام دون أن يُصابوا بالأذى ؟؟؟ والدم الذي يتدفق من صخرة في الشام وُضع عليها رأسه الشريف قبل أربعة عشر قرنا ؟؟؟ والدم الذي ينسال من شجرة في قزوين حطّت عليها طيور حملت قطرات من دم الحسين الشهيد بأبي هو وأمي ؟؟؟
    فهل هذه إلا خروقات للقواعد الكونية ؟؟؟ وهل هذه إلا تعابير حيّة عن قضية استثنائية لا مثيل لها ولن يكون لها مثيل إلى يوم الدين ؟؟؟
    وبما تقدم عرفنا ماهو وجه العلاقة بين الماء والدمعة والدم مع الحسين (ع) ...... والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . (منقول بتصرف كبير) .

    السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين (ع) ورحمة الله وبركاته .


  • #2
    السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين (ع) ورحمة الله وبركاته .


    احسنتم البحث الحسيني المبارك
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X