إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحسين..اسم أوجز كل معاني السماء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحسين..اسم أوجز كل معاني السماء






    اسم أوجز كل معاني السماء والقيم العليا التي جاء بها الأنبياء..

    رمز لكل مبادئ الحق والخير والصلاح..

    جسّد أرفع معنى وأقدس غاية للإنسان والإنسانية في تحقيق المبدأ والعقيدة والخير ومقارعة الفساد والظلم والطغيان حتى نال بذلك الشهادة فكان أعظم ثائر وأعظم ما يكون عليه شهيد فهو سيد الشهداء وأبو الشهداء وأبو الأحرار جميعا.
    وقف وحده مع قلة قليلة ليموت هو ومن معه ليعلم الناس كيف يعيشون وكيف يموتون، علّمهم معنى الكرامة بقوله: (ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام) وعلمنا أيضاً كيف نكون حقاً (خير أمة أخرجت للناس) لو سرنا على خطاه.
    كان كفؤاً للمهمة الملقاة على عاتقه ففجّر ثورته التي انبثقت عن أعظم شهادة في تاريخ البشرية، فكانت شهادته ضماناً لحياة أمة، وأساساً لبناء عقيدة، وكشفاً لأقنعة الزيف والظلم والطغيان الأموي، وإدانة لممارساته البشعة المنحرفة، وإنقاذاً لرسالة السماء من أيدي المحرّفين والمنحرفين.
    سطّر بشهادته أعظم درس للبشرية وهو (الرفض) للظلم والفساد بأحرف حمراء من دم الشهادة فيقيت كلماته تدوّي في الأجيال: (لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد)، فما أعظمه من درس، وما أقدسه من موقف، وما أجلها من عظة.
    الحسين.. منهج الإباء

    وقفتُ كثيراً قبل أن يختط القلم هذه الأسطر وأنا أنظر إلى هذه السيرة المعطاء التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، لأقارن بينها وبين واقعنا المتخاذل والمنحرف عن مبادئ الإسلام المحمدي الأصيل الذي تجسد بأروع صوره في منهج أهل البيت (عليهم السلام) في تحقيق القيمة الحقيقية للإنسان وحفظ إنسانيته وكرامته وحقوقه.
    وقفتُ طويلاً وأنا أقرأ هذا السفر العظيم من التضحية والفداء والبطولة والإيثار، لأقارن بينه وبين ما نعيشه الآن جراء ابتعادنا عن هذه القيم ورضوخنا للتسلّط والتجبّر والظلم وخنق الحريات والإستغلال والإستعباد، وميلنا إلى الشعارات الجوفاء والمبادئ المنحرفة المستوردة، فتساءلت: هل يكفي لنا أن نردد قولنا للحسين: (يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً) ونحن أبعد ما نكون عنه وعن قيمه؟

    هل يكفي أن نستذكر موقفه العظيم في كربلاء بالشعائر والشعارات والدموع دون أن نحيي موقفه في أنفسنا وفي مجتمعنا؟
    ماذا لو كان الحسين حياً فهل سيرضى بما رضينا به من الظلم والعدوان؟ وما وصلنا إليه من التراجع والتخاذل؟
    عظمة الحسين

    لقد ترك الحسين إرثاً عظيماً لم يتركه عظيمٌ غيره في أمته، هذا الإرث الذي فاض بنميره على البشرية حتى أغدقها فكراً وعطاءً وغمرها نورا وحياة فأينعت به الضمائر واخضرت به القلوب في دوائر الجهات فطفقت نبضات انطوان بارا لتردد: (لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبراً، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين)، وخفقت جوانح جبران خليل جبران لتتلو: (لم أجد انساناً كالحسين سجّل مجد البشرية بدمائه)، وشخصت أنظار غاندي نحو هذا الشاخص المتألق في تخوم الدهر لتتلو في خشوع: (تعلّمت من الحسين أن أكون مظلوماً حتى انتصر). وهؤلاء الثلاثة ليسوا بمسلمين، فما أعظم الحسين؟

    لقد أدرك هؤلاء وغيرهم الكثير من العظماء الذين وقفوا على سر عظمة الحسين وقالوا فيه، معنى هذه العظمة، ووعوا الأهداف الإنسانية السامية النبيلة التي سار عليها الحسين، وضحى من أجلها واستهان بحياته في سبيل تحقيقها، وهي أهداف تشترك في سبيل تحقيقها الإنسانية جمعاء فالإنسانية ليست وقفاً على دين من الأديان، أو قومية من القوميات هذه الإنسانية التي تجسّدت بأروع صورها في الحسين.

    ويتجلّى الهدف السامي من ثورة الحسين واستشهاده في قوله: (أيها الناس: إن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله قال: من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هولاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرّموا حلاله)

    فأي هدف أسمى وأرقى وأنقى وأجلى وأعظم من هذا الهدف؟ ولقد صرح الحسين برأيه هذا مراراً وتكراراً من أجل إيقاظ الأمة وتحريرها من العبودية فأرسل كلمته في عمق الأمة: (إنا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، ومثلي لا يبايع مثله).

    الحسين يعلمنا كيف يكون الإنسان شجاعاً في الحق لا ترهبه صولة الباطل ولا تخدعهٍ زهرة الحياة عن أداء رسالة الحق والخير والإيمان ولا يداهن على حساب دينه وكرامته، حتى إذا عاش عاش عزيزاً، وإذا قضى قضى مع الأبرار كريماً (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
    الحسين تلميذ أبيه القائل: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين) علّمنا أن اليد الطاهرة النقية لا تخضع لليد الآثمة الملوّثة وإلّا صارت مثلها، وقد قال: (وعلى الإسلام السلام اذا ابتليت الأمة براع مثل يزيد)، وقال: (والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية)، وتتجلى روعة موقفه في يوم عاشوراء على ما هو عليه ماضٍ بقوله: (أمضي على دين النبي).

    الحسين وريث جده النبي محمد، ووريث دعوته المباركة التي قضت على الجاهلية وأنقذت الإنسان من العبودية، فكان الحسين امتداداً لتلك الدعوة بثورته ضد التحريف والظلم الأموي، فقام بدوره التاريخي الرسالي من أجل إنقاذ الرسالة من أعدائها الألداء في الجاهلية والإسلام، فكان المثل الأعلى لكل ثائر على الظلم في كل الأزمان، يقول الكاتب المصري إبراهيم عبد القادر المازني: (لا يزال مصرع الحسين بعد أربعة عشر قرناً يهز العالم الاسلامي هزاً عنيفاً، ولست أعرف في تاريخ الامم قاطبة حادثة مفردة كان لها هذا الأثر العميق على الزمن في مصائر دول عظيمة وشعوب شتى، ولقد بلغت من الذيوع والشهرة، أن أصبح يرويها الكبير والصغير والمسلم وغير المسلم).
    الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسية - جزء من مقال
    محمد طاهر الصفار



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X