محاور المواجهة

[يحيى غالي ياسين]

لا شك أن الاسلام يعيش حالة مواجهة شرسة مع عدوه ، وان الاهم من تشخيص هوية العدو هو معرفة ما يهمنا منه ، وما يهمنا منه هو ان نعرف محاور المواجهة وجهتها اولاً وكذلك الاسلحة التي يواجهنا بها ويستعملها في تلك المحاور ثانياً .. وهذا ما نريد توضيحه باختصار هنا ..

محور المواجهة الاول : على نطاق اتباع مدرسة اهل البيت ع باعتبار ان المذهب الشيعي هو المذهب الذي يشهد تطوراً فكريا وادائياً على مستوى الساحة الاسلامية على خلاف التراجع الذي تشهده المذاهب الاخرى /

وفي هذا المحور هدفان للحرب الموجهة ضد اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام مدعومة من قبل دول اقليمية وعالمية وعن طريق أدوات مختلفة ، وهذان الهدفان هما :

الأول : الافراط في موالاة أهل البيت ع الى حد المغالاة في اتّباعهم ، وركز اتباع هذه الحرب على موضوعة التبري من جانب وفتح الباب على مصراعيه للشعائر الحسينية وشعائر احياء مناسبات اهل البيت ع عموماً من الجانب الآخر .

الثاني : التفريط ، ويتمثل بضرب الاعمدة الفقرية داخل المنظومة العقائدية والفقهية لمدرسة أهل البيت ع ، كضرب بعض تفاصيل عقيدة الامامة وترك التقليد وضرب الشعائر بالجملة وهكذا .

المحور الثاني : على نطاق الاسلام ، وله ثلاثة اهداف مهمة هي :

الأول : الدعوة الى الاصولية وزرع السلفية لتكون مصدرا للارهاب العالمي الذي يعود سلبا على الاسلام والمسلمين كمتضرر اول وكتشويه صورة ..

الثاني : الدعوة الى الالحاد والعلمانية وعدم التدين وترك الاسلام جانباً .. وهذا عن طريق اغرار الشباب خاصة بالفكر العلماني والالحادي وكذلك ايقاد ردات فعل مبالغ بها على تصىرفات بعض الاسلاميين كجماعات او مؤسسات او دول وخطف ابصارهم الى الحضارة الغربية المعاصرة كطعم وقوة جذب يقف امام العقل والمبدأ ..

الثالث: زرع حالة من الصراع المذهبي داخل الاطار الاسلامي واحلال الكراهية وثقافة القتل والتكفير والانتقام بدلا من روح الاخوة والتسامح التي اصلها الاسلام وشدد عليها بين افراده ومع الاخر ..

فلنعرف عدونا ..