تويت
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
دائما ما يطرح هذا التساؤل (هل ارتد البعض من الصحابة) لكن هذا التساؤل يبدو غريبا ..لذا سأبدله بتساؤل غيره وهو (هل الصحابة كلهم عدول) وهذا الامر هو من المواضيع الحساسة التي لا يتقبل الطرف السني الكلام فيه ويعتبره من الخطوط الحمراء التي لايمكن تجاوزها ..ولا يقبل النقاش في احوالهم فهو(الطرف السني) يعطيهم عن قصد او عن غير قصد العصمة المطلقة التي لا يعطيها حتى للنبي الاكرم صلوات الله تعالى عليه لان الطرف السني يناقش في مسألة عصمة النبي وينفي بكل قوة هذه العصمة وينفي عصمة الانبياء (سلام الله عليهم).واذا وصلت النوبة الى عصمة الائمة صلوات الله عليهم فيجن جنون هذا الطرف السني وكأن ما طرحته من القول بعصمتهم هو كفر وإلحاد.. فكيف جاز ان تنفي العصمة عن النبي الخاتم وعن الانبياء السابقين وتثبتها عمليا الى الصحابة ..ومجرد رفض الكلام عنهم والبحث في احوالهم هذا الرفض هو تطبيق عملي للقول بعصمتهم والا فما معنى عدم جواز التكلم عنهم البحث في احوالهم وانتقاد الاخطاء التي وقعت منهم ..ونرجع الى السؤال السابق وهو (هل الصحابة كلهم عدول)..الواقع ان الحوادث التاريخية والخوض فيها ينتج لنا ان هناك الكثير من الصحابة اقترفوا ما يقدح بعدالتهم بل البعض منهم ارتكب اكبر الكبائر ومن هذه الكبائر هي خروجه على امام زمانه الخليفة الشرعي ..وما حرب الجمل وحرب صفين الا مثال واضح على ذلك عندما خرج يوم الجمل عائشة وطلحة والزبيروابناء الزبيروغيرهم وخرج في صفين معاوية بن ابي سفيان وعمر بن العاص وغيرهم وحاربوا الخليفة الشرعي المنتخب بأول انتخاب حقيقي طوعي في الاسلام لاننا نحن الشيعة نعلم علم اليقين بان انتخاب الخليفة الاول لم يكن شرعيا وانه كان بالقهر والاكراه وان عمليات قتل واغتيال واحراق دور قد صاحبت هذا الانتخاب ومن شاء فليراجع كتب التاريخ لتخبره عن ذلك فلا اريد الدخول في تفاصيل تلك الحادثة كما ولا اريد ان ادخل في تفاصيل حرب الجمل وصفين وما هي الخسائر البشرية التي تسبب بها من خرج على امام زمانه(امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام)
فهل هناك من ارتد من الصحابة ..سؤال صعب ليس من السهل تقبله على الاخوة من ابناء العامة الذين تشبعت قلوبهم وعقولهم بحب الصحابة وتقديسهم الى الحد الذي لم يعد بمقدورهم النظر في احوالهم او اخطائهم او التحقق من اي قول او وصف يخالف الصورة القدسية التي ارتسمت لهم في عقولهم ..فهل ارتد الصحابة او على الاقل هل ارتد البعض من الصحابة ..فلنتحقق من هذا السؤال ومن هذا الاتهام الذي يعتقد العامة ان الشيعة يتهمون به الصحابة ولنتفحص كتب التاريخ او كتب الحديث لنسألها عن ذلك وطبعا لن نأخذ من روايات الشيعة بل سنأخذ ونرجع الى روايات السنة بل من اصح كتب السنة وهو كتاب البخاري (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه) كما يعتقد اهل السنة.
فهذا كتاب البخاري يخبرنا ان النبي الاكرم هو الذي اتهم الصحابة بالارتداد..والذي ارتد هو من الصحابة وليس من غيرهم لان النبي يسميهم(اصحابي)
3349 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ثُمَّ قَرَأَ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ وَإِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي إِلَى قَوْلِهِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}..
البخاري –باب الطيب للجمعة- الجزء 8- ص 416
اذن هناك من ارتد من وهم من الصحابة والنبي يخاطبهم ويوجه الخطاب اليهم فليسوا هم من المرتدين الذين حاربهم ابو بكرالذين حاول البخاري سحب القضية اليهم لان النبي يخاطبهم بضمير الحاضر وليس بضمير الغائب البعيد ..وبالتالي هو يكلم الصحابة الذين كانوا معه في المدينة وليس الغائبين في الجزيرة العربية ..
وهذا حديث آخر من البخاري يشابه الاول
7050،7051 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَمَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا لَيَرِدُ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي
الباب 3836- الجزء 17- ص539
فهذا الحديث واضح الدلالة اذ ان النبي يقول لله تعالى (انهم مني) والله يقول (انك لاتدري ما احدثوا بعدك) .كما ان النبي يقول(سحقا لمن بدل بعدي)..ولكن ما الذي بدلوه بعده ياترى ..حتى يسميهم الله مرتدين..وحتى يمنعهم من الحوض وحتى يقول النبي لهم سحقا سحقا..ان الامر الذي بدلوه لكبير جدا حتى يستحق مثل هذه العقوبة الكبيرة..والغريب ان عدد هؤلاء ليس بالقليل بل ان الحديث يصفه بانهم اقوام من هؤلاء الذين بدلوا ..بل ان حديثا آخر ورد فيه ان لا يخلص منهم الا مثل همل النعم إشارة الى العدد القليل من الصحابة الذين سوف يثبتون على ما تركهم عليه النبي الاكرم ولا يبدلوا بعده فهذا حديث البخاري الذي يصف الناجين منهم وان الكثير منهم يساقون الى النار!
6587 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ فَقُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ قُلْتُ وَمَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ قُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ قُلْتُ مَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ
البخاري الباب 3826- الجزء 16 – ص 433 شاملة
اذن الحديث واضح الدلالة ان الصحابة ارتدوا بعد النبي على ادبارهم ولا يخلص منهم الا كمثل همل النعم وانهم اقوام ..
وهذا ما يقوله الشيعة من ان الصحابة ارتدوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله )وهذا الالرتداد هو ليس ارتداد عن الاسلام بل هو ارتداد عن اوامر النبي الاكرم وارتداد عما عاهدوا عليه نبيهم يوم غديرخم يوم نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا اميرا للمؤمنين بأمر من الله تعالى عندما امر الله نبيه ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)
فقد ارتد الصحابة بعد نبيهم ولم يسلم منهم الا كمثل همل النعم وهذ تماما يا يقوله الشيعة بل هذا ما تقوله نفس كتب العامة اعلاه والتي اشارت اليه كتب الشيعة التي ذكرت هذا الارتداد حيث ورد عن ائمة اهل البيت صلوات الله تعالى عليهم
فقد ورد في حديث عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وأناب الناس بعد، كان أول من أناب أبو ساسان [حصين بن منذر الوقاشي صاحب راية علي عليه السلام]، وعمار، وأبو عروة، وشتيرة، فكانوا سبعة، فلم يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام إلا هؤلاء السبعة.
اختيار معرفة الرجال ص 11
فهذا هو ارتداد الامة وغدرها بإمامها الذي بايعوه قبل شهرين من استشهاد بنيهم وانتقاله الى جوار ربه وهذا الارتداد الذي اخبرهم النبي عنه وانهم يذادون عن الحوض وانه يساق بهم الى الانار وانه لا ينجو منهم الا كمثل همل النعم والذي ينادي النبي ياربي هؤلاء اصحابي فيأتيه النداء انهم ارتدوا بعدك...
وانظر الى حديث آخر الذي يثبت غدر الامة وارتدادها عن امامها فقد ورد في المستدرك على الوسائل
4659 - حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الجمحي ، بمكة ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا عمرو بن عون ، ثنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي إدريس الأودي ، عن علي رضي الله عنه قال : « إن مما عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم : أن الأمة ستغدر بي بعده »
« هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه »
المستدرك على الوسائل – الحاكم النيسابوري - الجزء العاشر –ص480
وقال ايضا في نفس المصدر
4660 - أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ، ببخارى ، ثنا سهل بن المتوكل ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا محمد بن فضيل ، عن أبي حيان التيمي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : « أما إنك ستلقى بعدي جهدا » قال : في سلامة من ديني ؟ قال : « في سلامة من دينك »
« هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه »
نفس المصدر الجزء العاشر – ص..
اذن ليست هي تهمة يتهم بها الشيعة الصحابة بل هي حقيقة تاريخية ثابتة أثبتها النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وحذر منها اصحابه وحاولت الاقلام المأجورة اخفائها وحاول وعاظ السلاطين من الالتفاف عليها ..ولكن يأبى الله الا ان يتم نوره
والامر متروك الى من ألقى السمع وهو شهيد
دائما ما يطرح هذا التساؤل (هل ارتد البعض من الصحابة) لكن هذا التساؤل يبدو غريبا ..لذا سأبدله بتساؤل غيره وهو (هل الصحابة كلهم عدول) وهذا الامر هو من المواضيع الحساسة التي لا يتقبل الطرف السني الكلام فيه ويعتبره من الخطوط الحمراء التي لايمكن تجاوزها ..ولا يقبل النقاش في احوالهم فهو(الطرف السني) يعطيهم عن قصد او عن غير قصد العصمة المطلقة التي لا يعطيها حتى للنبي الاكرم صلوات الله تعالى عليه لان الطرف السني يناقش في مسألة عصمة النبي وينفي بكل قوة هذه العصمة وينفي عصمة الانبياء (سلام الله عليهم).واذا وصلت النوبة الى عصمة الائمة صلوات الله عليهم فيجن جنون هذا الطرف السني وكأن ما طرحته من القول بعصمتهم هو كفر وإلحاد.. فكيف جاز ان تنفي العصمة عن النبي الخاتم وعن الانبياء السابقين وتثبتها عمليا الى الصحابة ..ومجرد رفض الكلام عنهم والبحث في احوالهم هذا الرفض هو تطبيق عملي للقول بعصمتهم والا فما معنى عدم جواز التكلم عنهم البحث في احوالهم وانتقاد الاخطاء التي وقعت منهم ..ونرجع الى السؤال السابق وهو (هل الصحابة كلهم عدول)..الواقع ان الحوادث التاريخية والخوض فيها ينتج لنا ان هناك الكثير من الصحابة اقترفوا ما يقدح بعدالتهم بل البعض منهم ارتكب اكبر الكبائر ومن هذه الكبائر هي خروجه على امام زمانه الخليفة الشرعي ..وما حرب الجمل وحرب صفين الا مثال واضح على ذلك عندما خرج يوم الجمل عائشة وطلحة والزبيروابناء الزبيروغيرهم وخرج في صفين معاوية بن ابي سفيان وعمر بن العاص وغيرهم وحاربوا الخليفة الشرعي المنتخب بأول انتخاب حقيقي طوعي في الاسلام لاننا نحن الشيعة نعلم علم اليقين بان انتخاب الخليفة الاول لم يكن شرعيا وانه كان بالقهر والاكراه وان عمليات قتل واغتيال واحراق دور قد صاحبت هذا الانتخاب ومن شاء فليراجع كتب التاريخ لتخبره عن ذلك فلا اريد الدخول في تفاصيل تلك الحادثة كما ولا اريد ان ادخل في تفاصيل حرب الجمل وصفين وما هي الخسائر البشرية التي تسبب بها من خرج على امام زمانه(امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام)
فهل هناك من ارتد من الصحابة ..سؤال صعب ليس من السهل تقبله على الاخوة من ابناء العامة الذين تشبعت قلوبهم وعقولهم بحب الصحابة وتقديسهم الى الحد الذي لم يعد بمقدورهم النظر في احوالهم او اخطائهم او التحقق من اي قول او وصف يخالف الصورة القدسية التي ارتسمت لهم في عقولهم ..فهل ارتد الصحابة او على الاقل هل ارتد البعض من الصحابة ..فلنتحقق من هذا السؤال ومن هذا الاتهام الذي يعتقد العامة ان الشيعة يتهمون به الصحابة ولنتفحص كتب التاريخ او كتب الحديث لنسألها عن ذلك وطبعا لن نأخذ من روايات الشيعة بل سنأخذ ونرجع الى روايات السنة بل من اصح كتب السنة وهو كتاب البخاري (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه) كما يعتقد اهل السنة.
فهذا كتاب البخاري يخبرنا ان النبي الاكرم هو الذي اتهم الصحابة بالارتداد..والذي ارتد هو من الصحابة وليس من غيرهم لان النبي يسميهم(اصحابي)
3349 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ثُمَّ قَرَأَ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ وَإِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي إِلَى قَوْلِهِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}..
البخاري –باب الطيب للجمعة- الجزء 8- ص 416
اذن هناك من ارتد من وهم من الصحابة والنبي يخاطبهم ويوجه الخطاب اليهم فليسوا هم من المرتدين الذين حاربهم ابو بكرالذين حاول البخاري سحب القضية اليهم لان النبي يخاطبهم بضمير الحاضر وليس بضمير الغائب البعيد ..وبالتالي هو يكلم الصحابة الذين كانوا معه في المدينة وليس الغائبين في الجزيرة العربية ..
وهذا حديث آخر من البخاري يشابه الاول
7050،7051 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَمَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا لَيَرِدُ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي
الباب 3836- الجزء 17- ص539
فهذا الحديث واضح الدلالة اذ ان النبي يقول لله تعالى (انهم مني) والله يقول (انك لاتدري ما احدثوا بعدك) .كما ان النبي يقول(سحقا لمن بدل بعدي)..ولكن ما الذي بدلوه بعده ياترى ..حتى يسميهم الله مرتدين..وحتى يمنعهم من الحوض وحتى يقول النبي لهم سحقا سحقا..ان الامر الذي بدلوه لكبير جدا حتى يستحق مثل هذه العقوبة الكبيرة..والغريب ان عدد هؤلاء ليس بالقليل بل ان الحديث يصفه بانهم اقوام من هؤلاء الذين بدلوا ..بل ان حديثا آخر ورد فيه ان لا يخلص منهم الا مثل همل النعم إشارة الى العدد القليل من الصحابة الذين سوف يثبتون على ما تركهم عليه النبي الاكرم ولا يبدلوا بعده فهذا حديث البخاري الذي يصف الناجين منهم وان الكثير منهم يساقون الى النار!
6587 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ فَقُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ قُلْتُ وَمَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ قُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ قُلْتُ مَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ
البخاري الباب 3826- الجزء 16 – ص 433 شاملة
اذن الحديث واضح الدلالة ان الصحابة ارتدوا بعد النبي على ادبارهم ولا يخلص منهم الا كمثل همل النعم وانهم اقوام ..
وهذا ما يقوله الشيعة من ان الصحابة ارتدوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله )وهذا الالرتداد هو ليس ارتداد عن الاسلام بل هو ارتداد عن اوامر النبي الاكرم وارتداد عما عاهدوا عليه نبيهم يوم غديرخم يوم نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا اميرا للمؤمنين بأمر من الله تعالى عندما امر الله نبيه ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)
فقد ارتد الصحابة بعد نبيهم ولم يسلم منهم الا كمثل همل النعم وهذ تماما يا يقوله الشيعة بل هذا ما تقوله نفس كتب العامة اعلاه والتي اشارت اليه كتب الشيعة التي ذكرت هذا الارتداد حيث ورد عن ائمة اهل البيت صلوات الله تعالى عليهم
فقد ورد في حديث عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وأناب الناس بعد، كان أول من أناب أبو ساسان [حصين بن منذر الوقاشي صاحب راية علي عليه السلام]، وعمار، وأبو عروة، وشتيرة، فكانوا سبعة، فلم يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام إلا هؤلاء السبعة.
اختيار معرفة الرجال ص 11
فهذا هو ارتداد الامة وغدرها بإمامها الذي بايعوه قبل شهرين من استشهاد بنيهم وانتقاله الى جوار ربه وهذا الارتداد الذي اخبرهم النبي عنه وانهم يذادون عن الحوض وانه يساق بهم الى الانار وانه لا ينجو منهم الا كمثل همل النعم والذي ينادي النبي ياربي هؤلاء اصحابي فيأتيه النداء انهم ارتدوا بعدك...
وانظر الى حديث آخر الذي يثبت غدر الامة وارتدادها عن امامها فقد ورد في المستدرك على الوسائل
4659 - حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الجمحي ، بمكة ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا عمرو بن عون ، ثنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي إدريس الأودي ، عن علي رضي الله عنه قال : « إن مما عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم : أن الأمة ستغدر بي بعده »
« هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه »
المستدرك على الوسائل – الحاكم النيسابوري - الجزء العاشر –ص480
وقال ايضا في نفس المصدر
4660 - أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ، ببخارى ، ثنا سهل بن المتوكل ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا محمد بن فضيل ، عن أبي حيان التيمي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : « أما إنك ستلقى بعدي جهدا » قال : في سلامة من ديني ؟ قال : « في سلامة من دينك »
« هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه »
نفس المصدر الجزء العاشر – ص..
اذن ليست هي تهمة يتهم بها الشيعة الصحابة بل هي حقيقة تاريخية ثابتة أثبتها النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وحذر منها اصحابه وحاولت الاقلام المأجورة اخفائها وحاول وعاظ السلاطين من الالتفاف عليها ..ولكن يأبى الله الا ان يتم نوره
والامر متروك الى من ألقى السمع وهو شهيد
تعليق