إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سر الإعجاز في القرآن: القسم الرابع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سر الإعجاز في القرآن: القسم الرابع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولأبي محمد عبد الحقّ بن غالب المحاربي الغرناطي، الفقيه المفسّر (توفي سنة542) اختيار يشبه اختيار أبي سليمان البستي، و لعلّه اختزال منه، ذكره في مقدّمة تفسيره (المحرّر) و نقله الإمام بدر الدين الزركشي، مع تصرّف و اختصار ..
    قال ابن عطيّة: إنّ الذي عليه الجمهور و الحذّاق، و هو الصحيح في نفسه، أنّ التحدّي إنّما وقع بنظمه، و صحّة معانيه، و توالي فصاحة ألفاظه. و وجه إعجازه أنّ اللّه قد أحاط بكلّ شي‏ء علما، و أحاط بالكلام كلّه علما، فإذا ترتّبت اللفظة من القرآن علم- بإحاطته- أيّ لفظة تصلح أن تلي الأولى، و يتبيّن المعنى دون المعنى، ثمّ كذلك من أوّل القرآن الى آخره. و البشر معهم الجهل و النسيان و الذهول، و معلوم ضرورة أنّ بشرا لم يكن قطّ محيطا، فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة‏([1]).
    وكذلك ممن ذهب هذا المذهب البلاغي الشهير عبد القاهر الجرجاني (توفي سنة 471 ه) و هو الواضع الأوّل لاسس علميّ المعاني و البيان، حيث قال: و إنّه كما يفضل النظم النظم، و التأليف التأليف، و النسج النسج، و الصياغة الصياغة، ثم يعظم الفضل، و تكثر المزيّة، حتى يفوق الشي‏ء نظيره و المجانس له درجات كثيرة، و حتى تتفاوت القيم التفاوت الشديد، كذلك يفضل بعض الكلام بعضا، و يتقدّم منه الشي‏ء الشي‏ء، ثمّ يزداد من فضله ذلك، و يترقّى منزلة فوق منزلة، و يعلو مرقبا بعد مرقب و يستأنف له غاية بعد غاية، حتى ينتهي الى حيث تنقطع الأطماع، و تحسر الظنون، و تسقط القوى و تستوي الاقدام في العجز([2]).
    وممن ذهب الى النظرية الثانية من القسم الثاني التي تقول بأن إعجاز القرآن في بلاغته يرى أبو يعقوب، يوسف بن محمد بن علي السكاكي، صاحب مفتاح العلوم، (توفي سنة 567)، أنّ الإعجاز في القرآن أمر يمكن دركه و لا يمكن وصفه، و المدرك هو الذوق، الحاصل من ممارسة علمي الفصاحة و البلاغة و طول خدمتهما لا غير. فقد جعل للبلاغة طرفين، أعلى و أسفل و بينهما مراتب لا تحصى. و الدرجة السفلى هي التي إذا هبط الكلام عنها شيئا التحق بأصوات الحيوانات، ثم تتزايد درجة درجة متصاعدة، حتى تبلغ قمّتها و هو حدّ الإعجاز، و هو الطرف الأعلى و ما يقرب منه ... فقد جعل من الدرجة القصوى و ما يقرب منها كليهما من حدّ الإعجاز.
    ثم قال بشأن الإعجاز: و اعلم أنّ شأن الإعجاز عجيب، يدرك و لا يمكن وصفه، كاستقامة الوزن تدرك و لا يمكن وصفها، و كالملاحة. و مدرك الإعجاز- عندي- هو الذوق ليس إلّا، و طريق اكتساب الذوق طول خدمة هذين العلمين (المعاني و البيان) .. ([3]).


    ([1]) المحرّر الوجيز المقدمة ج 1 ص 71- 72 و راجع الزركشى في البرهان ج 2 ص 97.

    ([2]) دلائل الإعجاز: ص 25- 26.

    ([3]) مفتاح العلوم: ص 196- 199.



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X