غيبة الامام المنتظر عج

[عاشقة الكفيل]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
لدس سؤال لجنابكم
لم غاب الامام المهدي عليه السلام ولم يكن كآبائه عليهم السلام يعمل بالتقية ولا خوف عليه من القتل ؟؟؟
بارك الله فيكم

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أختي الكريمة ليس المسألة مسالة تقية ؟ وانما قضية الغيبة قضية بتقدير الله سبحانه وتعالى قدرها للأمام لمصلحه تقتضي ذلك لأنه مطلع على الحقائق وهو اعلم بمصالح الأمور .

أما لماذا لم يكن كإبائه (عليهم السلام) يعمل بالتقية من القتل ؟؟ نقول أن لكل أمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) دور يقتضي العمل به , أمثال الأمام الحسن (عليه السلام ) فانه يقتضي دوره وموقفه المهادنة والصلح ,وأما الأمام الحسين (عليه السلام) فكان لابد من إعلان الجهاد ,والنزول الى ساحة الميدان بكل مايمتلكه في سبيل الله ,من قتل الأولاد بل حتى الرضع ؟؟ فلاحظي ان ادوار أهل البيت (عليهم السلام) تختلف من دور إلى أخر حسب مايقتضي الموقف ,أما غيبة الأمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه ) فغاب لأسباب عديدة أهمها :

أولاً _اختبار الناس لأنه في غيبة الأمام المنتظر يعرف المؤمن الحقيقي من غيره ويتعرض الى عدة ابتلاءات فبالاختبار يظر الصالح من غيره كما قال الإمام موسى بن جعفر عليمها السَّلام : ( إذا فقد الخامس من أولادي فاللّه اللّه في أديانكم، لا يزيلنكم عنها أحد... انّه لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنّما هي محنة من اللّه امتحن اللّه تعالى بها خلقه .

ثانيا _ حفظ الأمام :فان الأمام المهدي لو كان ظاهراً لكان حاله حال أبائه فيقتل لأن أعدائه يتربصون به ليل ونهار, بل حتى ترقبوه قبل ولادته ,فكان احد سباب غيبة الامام المهدي هو الحفاظ على شخص الأمام من القتل ؟ ولو قتل الأمام ما كان لينجح في تحقيق أهدافه الإصلاحية العليا ومهمته الإلهية, بدليل رواية زرارة أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) يقول سمعت أبا عبد اللّه الصادق (عليه السلام )يقول للإمام المنتظر غيبة قبل أن يقوم ). قلت: ولم؟ قال (عليه السلام ): (يخاف على نفسه)

ثالثاً_ التحرر من بيعة الطواغيت كلها ,فان الأمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لم ولن يعترف بشرعية أي حكم او نظام ولم يعترف ولو تقية فهو (سلام الله عليه) غير ملتزم بالتقية تجاه أي حاكم او سلطان ولم يرضخ الى أي ظالم اطلاقاً لانه يطبق دين الله ورسوله بشكل كامل ومن دون خشيه ولأخوف من أي احد .