إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الموت ليس شراً

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الموت ليس شراً

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    والموت في منطق الأديان السماوية ومنها الإسلام ليس عدماً، والتعبير عن القصاص بالإعدام تعبير خاطئ، الموت هو انتقال من عالم إلى آخر، يقول تعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أحسن عملاً} [الملك 2]، فالموت مخلوق لله تعالى تماماً كما الحياة، فلو كان عدماً لما كان مخلوقاً، لأنّ العدم ليس خلقاً.


    وكما أنّ الموت ليس عدماً فإنّه ليس شراً، والله تعالى لم يجعل شيئاً شراً مطلقاً.


    وقد تقول: وكيف لا يكون الموت شراً وهو الذي يسلب منا أغلى نعمة نملكها وهي نعمة الحياة؟ وهو الذي يفجعنا بفقيد هنا أو فقيدة هناك، وبكهل هنا أو شاب هناك
    ؟


    ولكننا نجيب على ذلك:



    أولاً: إنّ الموت طبقاً للرؤية الدينية هو نافذة نطلّ من خلالها على عالم الحياة الأبدية، أو جسر نعبر من خلاله إلى تلك الحياة، قد يكون عبور هذا الجسر صعباً وعسيراً لكنه على كل حال سوف يوصلك إلى المقصد، أرأيت إلى الطفل في بطن أمه قد لا يكون راغباً في الخروج إلى عالم الدنيا، لأنّه عالم مجهول بالنسبة، وهو يكره مفارقته، لأنه وطنه، وفراق الأوطان صعب على الإنسان، ولذا فإنّه عندما يطل على هذا العالم فإنّه يستهل حياته بصرخة باكية، إنّها صرخة فراق الوطن والانتقال إلى وطن جديد، لكنه بعد دقائق سوف يتأقلم مع العالم الجديد، ومع الوقت سيكتشف عالم الدنيا ويجد نفسه أمام آفاق رحبة وواسعة وميادين شتى للنشاط لا نظير لها في عالم الرحم المحدود والضيق، وعندما يفارق الإنسان وطنه هذا وهو عالم الدنيا الذي ألفه وارتبط به ويرتحل إلى عالم الآخرة فإنه لا يفارقه باختياره بل يفارقه بحسة وغم وقلق وخوف لا نظير له، ولكنه سيكتشف لاحقاً أن الفارق بين عالمي الدنيا والآخرة هو أكثر بكثير من الفارق بين عالمي الرحم والدنيا.


    ثانياً: إنّ الموت هو سنة الحياة فالغصن يبدأ برعماً ثم يخضوضر ثم يميل إلى الإصفرار فالذبول، والإنسان كذلك يبدأ طفلاً فيافعاً فشاباً فكهلاً فشيخاً فانياً، إنّها الدنيا وقوانيها، وعالم الدنيا محفوفٌ – بطبيعته- بالمكاره والصعاب، فلا محالة سوف يمرض الإنسان ويتألم ويكابد { لقد خلقنا الإنسان في كبد}، وسوف يشيخ ويهرم، {ومنكم من يُرد إلى أرذل العمر كيلا يعلم بعد علم شيئاً} [النمل 70] {ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون} [يس 68]، ولذا فإنّ موته في نهاية المطاف سيكون رحمة له وأستر له كما نقول في أدبياتنا الشعبية، قال الشاعر:


    راحل أنت والليالي نزول ومضر بك البقاء الطويل
    غاية الناس في الزمان فناء وكذا غاية الغصون الذبول



    وفي الحديث عن أبي عبد الله (ع): "إنّ قوماً فيما مضى قالوا لنبي لهم: ادع لنا ربك يرفع عنا الموت فدعا لهم فرفع الله عنهم الموت فكثروا حتى ضاقت عليهم المنازل وكثر النسل، ويصبح الرجل يطعم أباه وجده وأمه وجد جده ويوضيهم ويتعاهدهم فشغلوا عن طلب المعاش، فقالوا: سل لنا ربك أن يردنا إلى حالنا التي كنا عليها فسأل نبيهم ربه مردّهم إلى حالهم" 2، فالموت – إذن- قد يكون رحمة لكثير من العباد.

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد



    يُنقلُ عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه تَبِعَ جِنَازَةً فَسَمِعَ رَجُلاً يَضْحَكُ

    (( فَقَالَ كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ وكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ

    وكَأَنَّ الَّذِي نَرَى مِنَ الأمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ ونَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ

    كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ ثُمَّ قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظٍ ووَاعِظَةٍ ورُمِينَا بِكُلِّ فَادِحٍ وجَائِحَةٍ ))



    اختنا الفاضلة



    زادكم الله من فضله ورزقنا وإياكم حسن العاقبة .




    عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
    {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
    }} >>
    >>

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X