إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرعاية الإنسانية عند الامام علي عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرعاية الإنسانية عند الامام علي عليه السلام


    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    كانت نشأة الإمام علي(عليه السلام) في بيت كان للوحي الإلهي فيه همسات يغذي بها رسول الأمة بتعاليم السماء, فبهذه البيئة الروحانية تربى سيد الأوصياء وتخلق بكل الصفات النبوية, وهذه الميزة جعلته اول من يعلن إسلامه والسبّاق في مصاحبة الرسول(صلى الله عليه وآله) طوال حياته.

    وقد عهد الرسول إليه بأمور المسلمين فأبلى فيها بلاء حسنا وأخلص في الوفاء بالعهد، فكان(عليه السلام) الأليق لإدارة الرعاية الإنسانية وإقامة حدودها بشكل لم يماثله فيه أحد بعده.



    أولت الشريعة الإسلامية بالغ الأهمية لمسألة رعاية الإنسان وضمان متطلباتها وواجباتها دون الالتفات إلى لونه وشكله ودينه.

    فبعد عصر مُلئ بالظلم من وأد البنات وسبي للفقراء والمساكين، جاء الدين الإسلامي ليدافع عن حقوق الإنسانية بكل معانيها وشروطها دون تمييز أو تفضيل لشخص على آخر.



    النموذج القدوة:

    عرف عن الإمام علي (عليه السلام) طوال حياته المباركة تمسّكه بالحق بكل صلابة، وذلك جَعَل الكثير من سادة قريش وزعماء العرب يعادونه، ويلتحقون بصفوف معاوية بن ابي سفيان.

    وقد ضاق الاشراف منهم بتسويته في القسمة بينهم وبين العامة، وقد كان(عليه السلام) واعياً لذلك، ولكنه لم يتنازل عن هذا السلوك قَيد انملة.

    وفي هذا الصدد يحسن بنا ان نتأمل في كتاب له(عليه السلام) ارسله إلى سهل بن حنيف الأنصاري – عامله على المدينة- يذكر فيه قوما من أهل يثرب يلتحقون بمعاوية بن أبي سفيان: (أما بعد فقد بلغني أن رجالا ممن قِبلك يتسللون إلى معاوية، فلا تأسف على ما يفوتك من عددهم ويذهب عنك من مددهم فكفى لهم غياً ولك منهم شافيا فرارهم من الهدى والحق وإيضاعهم إلى العمى والجهل، وإنما هم أهل دنيا مقبلون عليها ومهطعون إليها قد عرفوا العدل ورأوه وسمعوه ووعوه وعلموا أن الناس عندنا في الحق أسوة فهربوا إلى الأثرة فبعدا لهم وسحقا إنهم والله لم ينفروا من جور ولم يلحقوا بعدل وإنا لنطمع في هذا الأمر أن يذلل الله لنا صعبه ويسهل لنا حزنه إن شاء الله والسلام)(نهج البلاغة:3/113)

    بهذا الكلام اثبت الإمام علي(عليه السلام) أنه أنموذج نادر في الدفاع عن حقوق الإنسان يتجاوز المجتمع الإسلامي ليشمل المجتمع البشري كله.

    فإذا أصبح موضوع حقوق الإنسان اليوم معروفاً منذ العصور المتأخرة، فان الحضارة الإسلامية, تفخر بأنها أنجبت انموذجاً نادراً في مقاومة مظاهر الحيف جميعها، ونصرة حقوق الإنسان, وسيسجل تاريخ الإنسانية المواقف الخالدة التي وقفها الإمام علي(عليه السلام) في الدفاع عن حقوق الإنسان.

    إن المطّلع على سيرة أمير المؤمنين(عليه السلام) ومواقفه من قضايا حقوق الإنسان يلمس بسهولة أن جُلَّ أقواله والقيمَ التي آمنَ بها وَعَلَّم المسلمين أياها كانت تخدم حقوق الإنسان وحريته، وتناهض كل سلطة تحاول أن تظلم الإنسان، وتغتصب حقوقه، وبخاصة حقوقه السياسية والاجتماعية, وهو ما يوضح لنا صَرَامة المدرسة السياسية الفكرية التي أسَّسَها(عليه السلام) في نضاله من أجل بناء مجتمع العدل السياسي والاجتماعي.



    رؤية الإمام علي عليه السلام للرعاية الإنسانية:

    إن ما تتحدث عنه كتب السير والتاريخ حول سياسة الإمام علي (عليه السلام) وعن مبادئه السامية في جانب الرعاية الإنسانية لا بد أن تتعلم منه القوانين والدساتير لحقوق الإنسان في العالم الحالي، وأن تنتهج نهج الإمام لتكون درساً للبشرية كافة, فقد كانت مواقفه(عليه السلام) مُعبِّرة خير تعبير عن هذه الرؤية، وكان مستميتاً في الذود عنها قولاً وأداءً إلى آخر لحظة في حياته.

    وقد بان ذلك خلال الممارسة اليومية للسلطة، وتأكيده على حفظ كرامة الانسان وحقوقه.

    ولما بدت معالم الدولة الأموية لسرقة مؤسسة الخلافة وتحويلها إلى ملك عضوض يحرم الناس حقوقَهم، ويُسلِّط عليهم أصنافاً من الحرمان والتعَسُّف كان للإمام علي(عليه السلام) موقف لصد كل محاولات الانحراف التي قادها مؤسس الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان, فازداد تمسكه عليه السلام بمبادئ حقوق الإنسان والدفاع عنها،ولا عجب في ذلك فقد تشبعت روحه الشريفة من نفحات القرآن الكريم ومن السيرة المحمدية الشريفة.



    «إلا أن أقيم حقا..»

    بعد أن أصبحت المفاهيم الإسلامية لحقوق الأمة عند الإمام علي(عليه السلام) جزءاً من حياته اليومية، علمنا انه لا يمكن أن تُحترم حقوق الإنسان وتُصان إلا في مجتمع مبني على أساس العدالة المحمدية التي تقاد من شخصيات منصبة من قبل الرسول(صلى الله عليه وآله)، ومن هنا فإن الحكم لم يكن لدى الإمام(عليه السلام) غاية في حَدِّ ذاته، ولم يَسْعَ إليه في يوم من الأيام، بل كان من أزهد الناس به.

    وهذا ما روي عن عبد الله بن عباس عند خروج الإمام علي عليه السلام لقتال أهل البصرة قال : دخلت على أمير المؤمنين بذي قار وهو يخصف نعله فقال لي:

    ما قيمة هذه النعل ؟ فقلت: لا قيمة لها، قال: (والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا). (بحار الأنوار : 32 / 76)

    فالسلطة لا تعني عند امير المؤمنين(عليه السلام) إلا إقامة الحقوق، ومقاومة الباطل وأهله أينما حل وأينما كان، ومن دون ذلك فان نعله البالية احب اليه منها.



    دفاعاً عن العدل:

    يريد البعض تشويه الحقيقة والنيل من أمير المؤمنين فيدعي ان مدة حكمه قد قضاها(عليه السلام) في الحروب على المتمردين على حكم الله تعالى، فكيف يمكن ان يجمع بين حقوق الانسان وقتاله المرتدين؟

    والجواب هو ان الدفاع عن حقوق الإنسان يقتضي في بعض الاحيان مقاومة أهل الظلم والبغي وكل قوى الشر المعادية للإنسان وحقوقه، وذلك في مرحلة معينة يكون فيها تمرد المتمردين خطرا على حياة الناس في الدولة وموجبا لتفكك وحدتها وتهديد سلامتها، لذا فان الروايات تُجمِع على أن الإمام عليا (عليه السلام) لم يقاتل إلا دفاعاً عن العدل ليقيم الحق، ويقاوم الاضطهاد بمختلف انواعه، وبخاصة الاضطهاد السياسي والاجتماعي.

    ولطالما كان موقف الخوارج شاهدا على هذه الحقيقة، اذ ان هذه الفئة التي اعلنت مخالفتها لامير المؤمنين(عليه السلام) في الفكر والمنهج لم تتعرض للمضايقات من حكومته عليه السلام، بل بقوا يحتفظون بحق الحياة والعطاء وسائر ما للمسلمين من حقوق، ولم يشن الامام عليهم حملته العسكرية الا بعد ان حملوا السيف وسفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    احسنت واجدت الاخت الفاضلة على المشاركة القيمة
    سلمت اناملك التي سطرت ذكر امير المؤمنين سيد العدالة الانسانية كما اعترف بذلك الشرق والغرب
    جعله الله في ميزان حسناتك وتقبل منك صالح الاعمال
    مَوالِىَّ لا اُحْصى ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X