إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاستدلال على غيرة رسول الله (ص) بروايات أهل السنة ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاستدلال على غيرة رسول الله (ص) بروايات أهل السنة ...


    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .

    من المعلوم أن الإنسان المسلم قد درس الغيرة وحاز أعلى الدرجات في الاتصاف بها وكانت دراسته بالمدرسة الأخلاقية التابعة للدين الإسلامي الحنيف فكانت هذه الصفة الإيجابية الحميدة من أساسيات الفرد المسلم ، فهو شخص غيور تربى على الغيرة على دينه وعرضه ووطنه وهذا مما لا مجال للشك فيه أو إنكاره .
    فمن ضمن أنواع الغيرة عند الرجل المسلم بل من أهم الأنواع هي غيرته على عرضه ، وقد حبب الإسلام للرجل أن يغار على زوجته ونسائه ووصف الإسلام هذه الغيرة في بعض الروايات بأنها من الإيمان .
    إذاً الرجل المسلم غيور على نسائه وأزواجه . وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان .
    ولكن من المؤسف أننا نجد في بعض كتب علماء أهل السنة والجماعة نصوص روائية تقدح بغيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من جهة أزواجه ونسائه وتصفه بالشخص الذي لا يبالي على نسائه وأزواجه أمام الرجال الاجانب وهذا مما لا يفعله أي مسلم غيور ، فكيف تقبلون أن النبي يفعل ذلك !!! ؟؟؟ .........
    إذاً ينبغي التعامل مع مثل هذه الروايات بطرحها وعدم اعتبارها سنداً ودلالةً ومتناً وعدم الأخذ بمضمونها ، وذلك لمعارضة هذه الروايات مع دلالة متن روايات أخرى تنص على غيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على نسائه وأزواجه من الرجال الغرباء الأجانب .
    وإليكم أخوتي القراء الأفاضل كلى الصنفين من هذه الروايات ::

    الصنف 1 / الروايات التي تدل على غيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على نسائه وأزواجه من الرجال الأجانب :

    ورواه مسلم عن المغيرة بن شعبة ، قال : قال سعد بن عبادة : لو رأيت رجلًا مع امرأتي ، لضربتُه بالسيف غير مُصفح عنه ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال : ( أتعجبون من غيرة سعد ، فو الله لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، مِن أجل غيرة الله حرم الفواحش ، ما ظهر منها وما بطن ، ولا شخص أغير من الله ، ولا شخص أحب إليه العذر من الله ، مِن أجل ذلك بعث الله المرسلين ، مبشِّرين ومُنذرين ، ولا شخص أحب إليه المدحة من الله ، من أجل ذلك وعد الله الجنة ) .

    حدثني عبيد الله بن عمر القواريري وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري واللفظ لأبي كامل قالا حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة بن شعبة قال سعد بن عبادة : قال لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتعجبون من غيرة سعد فو الله لأنا أغير منه والله أغير مني من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن . (متفق عليه).

    باب من رأى مع امرأته رجلا فقتله :
    قال البخاري : حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك النبي فقال : أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني .

    شرح الحديث عند علماء أهل السنة والجماعة :

    لماذا قال سعد رضي الله عنه هذا الكلام ؟
    وسبب هذا السؤال أن البعض يقول أن سعدا رضي الله عنه يقصد بكلامه السابق الإعتراض على وجوب الإشهاد على واقعة الزنا وأنه لو رأى هذا في أهله فلن ينتظر شهادة الشهود بل سيبادر بقتل الزاني .

    *** قال أبو عمر إبن عبد البر :
    يريد والله أعلم أن الغيرة لا تبيح للغيور ما حرم عليه وأنه يلزمه مع غيرته الانقياد لحكم الله ورسوله وأن لا يتعدى حدوده فالله ورسوله أغير ولا خلاف علمته بين العلماء فيمن قتل رجلا ثم ادعى أنه إنما قتله لأنه وجده مع امرأته بين فخذيها ونحو ذلك من وجوه زناه بها ولم يعلم ما ذكر عنه إلا بدعواه أنه لا يقبل منه ما ادعاه وأنه يقتل به إلا أن يأتي بأربعة شهداء يشهدون أنهم رأوا وطئه لها وإيلاجه فيها ويكون مع ذلك محصنا مسلما بالغا أو من يحل دمه بذلك فإن جاء بشهداء يشهدون له بذلك نجا وإلا قتل وهذا أمر واضح لو لم يجيء به الخبر لأوجبه النظر لأن الله حرم دماء المسلمين تحريما مطلقا فمن ثبت عليه أنه قتل مسلما فادعى أن المسلم قد كان يجب قتله لم يقبل منه رفعه القصاص عن نفسه حتى يتبين ما ذكر وهكذا كل من لزمه حق لآدمي لم يقبل قوله في المخرج منه إلا ببينة تشهد له بذلك .
    " التمهيد " ( 21 / 256 ) .

    *** وقال ابن القيم رحمه الله :
    فلو أذن له في قتله لكان ذلك حُكماً منه بأن دمه هدر في ظاهر الشرع وباطنه ، ووقعت المفسدة التي درأها الله بالقصاص ، وتهالك الناس في قتل من يريدون قتله في دورهم ويدعون أنهم كانوا يرونهم على حريمهم ، فسدَّ الذريعة وحمى المفسدة وصان الدماء ، وفي ذلك دليل على أنه لا يقبل قول القاتل ويقاد به في ظاهر الشرع.
    " زاد المعاد " ( 5 / 408 ) .

    وقال أيضا – في معنى الغيرة في الحديث - :
    فلما حلف سعد أنه يقتله ولا ينتظر به الشهود عجب النبي صلى الله عليه وسلم من غيرته وأخبر أنه غيور وأنه صلى الله عليه وسلم أغير منه والله أشد غيرة ، وهذا يحتمل معنيين :
    أحدهما : إقراره وسكوته على ما حلف عليه سعد أنه جائز له فيما بينه وبين الله ونهيه عن قتله في ظاهر الشرع ولا يناقض أول الحديث آخره .
    والثاني : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك كالمُنكِر على سعد فقال : " ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم " يعني : أنا أنهاه عن قتله وهو يقول بلى والذي أكرمك بالحق ، ثم أخبر عن الحامل له على هذه المخالفة وأنه شدة غيرته ثم قال : " أنا أغير منه والله أغير مني " وقد شرع إقامة الشهداء الأربعة مع شدة غيرته سبحانه فهي مقرونة بحكمة ومصلحة ورحمة وإحسان فالله سبحانه مع شدة غيرته أعلم بمصالح عباده وما شرعه لهم من إقامة الشهود الأربعة دون المبادرة إلى القتل وأنا أغير من سعد وقد نهيته عن قتله.
    وقد يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا الأمرين وهو الأليق بكلامه وسياق القصة .
    " زاد المعاد " ( 5 / 408 ) .


    =====================================
    =====================================

    الصنف 2 / الروايات التي تدل على عدم غيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والعياذ بالله على نسائه وأزواجه من الرجال الأجانب :

    ( إتهام النبي محمد (ص) بقلة الغيرة على أزواجه والعياذ بالله ) :

    *** ابن حجر العسقلاني - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية
    كتاب السيرة والمغازي - باب غزوة الأحزاب وقريظة
    الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 182 )
    4277 - قال إسحاق : ثنا : روح هو ابن عبادة ، ثنا : حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن النبي (ص) بعث ليلة الأحزاب الزبير ورجلا آخر في ليلة قمرة ، فنظرا ثم جاءا ورسول الله (ص) في مرط لأم سلمة فأدخلهما في المرط ولزق رسول الله (ص) بأم سلمة .
    قلت : هذا مرسل صحيح السند ذكر فيه نظر .


    *** الحاكم النيسابوري - المستدرك على الصحيحين
    كتاب معرفة الصحابة (ر) - طلحة والزبير جارا النبي (ص) في الجنة
    الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 364 )
    5618 - حدثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : محمد بن سنان القزاز ، ثنا : إسحاق بن ادريس ، ثنا : محمد بن حازم ، ثنا : هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله ابن الزبير ، عن أبيه ، قال : أرسلني رسول الله (ص) في غداة باردة فأتيته وهو مع بعض نسائه في لحافه فأدخلني في اللحاف فصرنا ثلاثة ، هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.

    *** ابن أبي عاصم - كتاب السنة
    باب ما ذكر عن النبي (ص) في فضل الزبير بن العوام (ر)
    الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 611 )
    1394 - ثنا : محمد بن المثنى ، ثنا : إسحاق بن ادريس ، ثنا : أبو معاوية ، حدثنا : هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله ابن الزبير ، قال : بعثني رسول الله (ص) في حاجة في يوم بارد ، قال : فجئت ومعه بعض نسائه في لحافه ، قال : فأدخلني في لحافه .


    *** إسحاق بن راهويه - مسند إسحاق بن راهويه
    زيادات رواية أهل مكة والمدينة وغيرهم ، عن أم سلمة عن رسول الله (ص)
    الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 182 )
    1977 - أخبرنا : روح بن عبادة ، نا : حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن رسول الله (ص) بعث ليلة الأحزاب الزبير ورجلا آخر في ليلة ، فقال : قرة فنظروا ثم جاءوا ورسول الله (ص) في مرط لأم سلمة فأدخلهما في المرط التزق رسول الله (ص) بأم سلمة .
    سؤال : هل من المسلمين من يقبل ويفعل هذا الأمر ؟؟؟ أكيدا الجواب يكون كلا ، إذاً لماذا تنسبون مثل هذه الروايات والأفعال لرسول الله (ص) !!!

    وهذه الروايات الأتية فيها أيضا إتهام للنبي محمد (ص) بعدم حجب أزواجه عن الرجال الأجانب :

    *** صحيح البخاري - كتاب الوضوء - باب خروج النساء إلى البراز
    146 - حدثنا : ‏ ‏يحيى بن بكير ‏‏، قال : حدثنا : ‏ ‏الليث ‏، قال : حدثني : ‏عقيل ‏، عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏، عن ‏ ‏عروة ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة ‏: ‏أن أزواج النبي ‏ (ص) ‏ ‏كن ‏ ‏يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى ‏ ‏المناصع ‏ ‏وهو ‏ ‏صعيد ‏ ‏أفيح ‏ ‏فكان ‏ ‏عمر ‏: يقول للنبي ‏‏(ص) ‏‏: أحجب ‏‏نساءك فلم يكن رسول الله ‏(ص) ‏‏يفعل فخرجت ‏ ‏سودة بنت زمعة زوج النبي ‏ (ص) ‏ ‏ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها ‏ ‏عمر ‏ ‏الا قد عرفناك يا ‏ ‏سودة ‏ ‏حرصا على أن ينزل الحجاب فأنزل الله ‏ ‏آية الحجاب ‏ ، حدثنا : ‏ ‏زكرياء ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏، عن ‏ ‏هشام بن عروة ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏، عن النبي ‏ (ص) ‏، ‏قال : قد أذن أن تخرجن في حاجتكن ،‏ ‏قال : ‏ ‏هشام ‏: ‏يعني البراز.

    *** صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة البقرة - باب : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ( البقرة : 125 )
    ‏4213 - حدثنا : ‏ ‏مسدد ‏ ‏، عن ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏، عن ‏ ‏حميد ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس ‏، ‏قال : قال عمر ‏: ‏وافقت الله في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت : يا رسول الله لو اتخذت مقام ‏ ‏إبراهيم ‏مصلى ، وقلت : يا رسول الله يدخل عليك ‏البر ‏والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله ‏آية الحجاب ‏، قال : وبلغني معاتبة النبي ‏ (ص) ‏بعض نسائه فدخلت عليهن ، قلت : إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله ‏ (ص) ‏ ‏خيرا منكن حتى أتيت احدى نسائه ، قالت : يا ‏‏عمر ‏أما في رسول الله ‏(ص) ‏‏ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فأنزل الله ‏: ‏عسى ربه إن طلقكن أن ‏ ‏يبدله ‏‏أزواجا خيرا منكن مسلمات ‏( التحريم : 5 ) ‏الآية ‏ ‏وقال : ‏ ‏ابن أبي مريم ‏، أخبرنا : ‏ ‏يحيى بن أيوب ‏ ‏، حدثني : ‏ ‏حميد ‏ ‏سمعت ‏ ‏أنسا ‏ ‏، عن ‏ ‏عمر.

    *** صحيح مسلم - كتاب السلام - باب اباحة الخروج للنساء لقضاء حاجة الانسان :
    ‏2170 - حدثنا : ‏عبد الملك بن شعيب بن الليث ‏‏، حدثني : ‏ ‏أبي ‏، عن ‏ ‏جدي ‏‏، حدثني : ‏ ‏عقيل بن خالد ‏، عن ‏ابن شهاب ‏‏، عن ‏ ‏عروة ابن الزبير ‏‏، عن ‏عائشة أن أزواج رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى ‏ ‏ المناصع ‏وهو ‏‏صعيد أفيح ‏، ‏وكان ‏‏عمر بن الخطاب ‏، ‏يقول لرسول الله (ص) :‏ ‏أحجب نساءك فلم يكن رسول الله ‏(ص) ‏‏يفعل ، فخرجت ‏ ‏سودة بنت زمعة ‏ ‏زوج النبي ‏ (ص) ‏ ‏ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها ‏‏عمر ‏‏الا قد عرفناك يا ‏‏سودة ‏ ‏حرصا على أن ينزل الحجاب ، قالت عائشة ‏: ‏فأنزل الله عز وجل الحجاب ، حدثنا : عمرو الناقد ، حدثنا : يعقوب بن ابراهيم بن سعد ، حدثنا : أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب بهذا الاسناد نحوه .

    ملاحظة : هذه الروايات تسقط عن الإعتبار لوجود روايات أخرى معارضة لها وقد تقدم ذكرها أعلاه .

    اللهم صل على محمد وآل محمد
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X