إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الغيبة الصغرى ودلالاتها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الغيبة الصغرى ودلالاتها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    في الواقع للامام المهدي عجّل الله تعالى فرجه غيبتان : صغرى وكبرى ، عن أبي جعفر عليه السلام : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين » .
    وعن حازم بن حبيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « يا حازم إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين فمن جاءك يقول : إنّه نفض يده من تراب قبره فلا تصدّقه » وتبدأ الغيبة الصغرى من حين تولّي الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه مسؤوليّة الإمامة بعد وفاة أبيه ـ سنة ٢٦٠ هـ ـ وعمره حينذاك خمس سنين ، ( يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) [ مريم ] ، ويذهب بعض العلماء إلى أنّ الغيبة الصغرى تبدأ من حين الولادة ـ سنة ٢٥٥ هـ ـ وتمتدّ الغيبة إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته ، ولقد كان اتّجاه الأئمّة عليهم السلام منذ عصر الإمام الجواد والهادي عليهما السلام التخفيف من الاتّصال بمواليهم ، واعتمدوا أسلوب المراسلة عن طريق الكتب والتواقيع لشدّة الحصار المضروب عليهم والطوق الذي تحكمه السلطات على تحرّكاتهم خاصّة زمن الإمام الحسن العسكري عليه السلام لِما اشتهر في الآفاق أنّه سيولد الإمام الثاني عشر ، ويقتلع جذور الطغاة ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، ولذلك حرص الإمام العسكري أن تتمّ الولادة المباركة في كنف السرّية التامّة ولم يَرَ الإمام المهدي سوى خاصّته.وحتّى عند وفاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام في ٨ / ربيع الأوّل / سنة ٢٦٠ هـ ، لم يظهر المهدي عجّل الله تعالى فرجه إلّا للخاصّة ، وبدأت حينها السفارة بينه وبين الشيعة التي امتدّت طيلة تسع وستين عاماً وستّة أشهر وخمسة عشر يوماً كما ينقل المؤرّخون ، وسفراؤه هم على التوالي :

    الأوّل : عثمان بن سعيد بن عمرو العمري.

    الثاني : محمّد بن عثمان بن سعيد.

    الثالث : حسين بن روح النوبختي.

    الرابع : علي بن محمّد السمري.

    ولما استوفت الغيبة الصغرى أغراضها صَدَر من الإمام عليه السلام إلى السفير الرابع توقيعه الأخير سنة ٣٢٩ هـ وهو : « بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمّد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك ؛ فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيام ، فاجمع أمرك ولا توصِ لأحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلّا بإذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً » .ولقد حقّقت الغيبة الصغرى جملة من الأهداف ، أهمّها :

    أوّلاً : إثبات وجود المهدي لما حفّت ولادته من ظروف من خلال ما يصل إلى الشيعة عنه عبر السفراء والوكلاء من تواقيع وبيّنات وبيانات.

    ثانياً : اعتياد الناس على أسلوب استتار الإمام واحتجابه بعد ما كانوا يعاصرون الأئمّة السابقين عليهم السلام ويتمكّنون من مقابلتهم والاتّصال بهم مباشرة.

    ثالثاً : التدرّج مع الناس في اختفاء الإمام ؛ لأنّ انسحاب القائد بشكل مباشر من الساحة قد يصدم الناس ولا يستطيعون مواجهة الأحداث وتدبير أمورهم الدينيّة والدنيويّة بمعزل عن الإمام « لأنّ هذه القواعد كانت معتادة على الاتّصال بالإمام عليه السلام في كلّ عصر والتفاعل معه والرجوع إليه في حلّ المشاكل المتنوّعة فإذا غاب الإمام عن شيعته فجأة وشعروا بالانقطاع عن قيادتهم الروحيّة والفكريّة سبّبت هذه الغيبة المفاجأة الإحساس بفراغ دفعي هائل قد يعصف بالكيان كلّه ويشتّت شمله » ، وهذا يفسّر حكمة الإمام المهدي في تدرّجه في الاحتجاب فهو أقلّ اعتزالاً في الفترة الأولى من السفارة ولكن لم نبلغ عصر السفير الرابع حتّى لا يكاد ينقل عن الحجّة عجل الله تعالى فرجه أيّ مشاهدة.ولم تنته هذه المرحلة ـ فترة السفارة ـ حتّى نشأ جيل جديد مستعدّ لتقبّل غيبة الإمام والتعامل مع القيادة بشكل غير مباشر ، ولا يرى بأساً في انقطاع السفارة واحتجاب الإمام عن قواعده.

    لكن السؤال يطرح نفسه في مقام البحث : لماذا لم يتواصل أسلوب السفارة وبالتالي استمرار الغيبة الصغرى ؟ لماذا انقطع هذا الأسلوب من الاتّصال لتبدأ الغيبة الثانية ؟

    ويمكن إرجاع الجواب إلى العوامل التالية :

    أوّلاً : حقّق الغرض من أسلوب السفارة ـ وهو كما رأينا ـ : تعويد الذهنيّة والنفسيّة العامّة على التعامل مع أسلوب جديد في الارتباط بالإمام : ألا وهو الارتباط بإمام مستور.ثانياً : تشديد الحصار على المهدي عجّل الله تعالى فرجه من قبل السلطات وتكثيف المراقبة عليه وعلى مواليه وعلى سفرائه أيضاً ممّا يهدّد وجود المهدي نفسه.ثالثاً : إنّ استمرار أسلوب السفارة وامتداده أكثر يعني انكشاف أمر المهدي لعدم إمكان الجمع بين أسلوب السفارة إلى أجل غير محدود والسرّية كقاعدة في العمل.
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2
    احسنتم النشر اختنا شجون الزهراء وفقكم الله

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X