إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النبوة في القرآن: باقي أدلة العصمة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النبوة في القرآن: باقي أدلة العصمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويدل على عصمتهم مطلقا قوله تعالى: "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده:" الأنعام - 90، فجميعهم (عليهم السلام) كتب عليهم الهداية، وقد قال تعالى: "ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهدي الله فما له من مضل:" الزمر - 37.


    وقال تعالى: "من يهد الله فهوالمهتد:" الكهف - 17، فنفى عن المهتدين بهدايته كل مضل يؤثر فيهم بضلال، فلا يوجد فيهم ضلال، وكل معصية ضلال كما يشير إليه قوله تعالى: "أ لم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدومبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا:" يس - 62، فعد كل معصية ضلالا حاصلا بإضلال الشيطان بعد ما عدها عبادة للشيطان فإثبات هدايته تعالى في حق الأنبياء (عليهم السلام) ثم نفى الضلال عمن اهتدى بهداه ثم عد كل معصية ضلالا تبرئة منه تعالى لساحة أنبيائه عن صدور المعصية منهم وكذا عن وقوع الخطإ في فهمهم الوحي وإبلاغهم إياه.
    ويدل عليها أيضا قوله تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا:" النساء - 68، وقال أيضا: "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين:" الحمد - 7، فوصف هؤلاء الذين أنعم عليهم من النبيين بأنهم ليسوا بضالين، ولوصدر عنهم معصية لكانوا بذلك ضالين وكذا لوصدر عنهم خطأ في الفهم أوالتبليغ، ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى فيما يصف به الأنبياء: "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وسوف يلقون غيا:" مريم - 59، فجمع في الأنبياء أولا الخصلتين: أعني الإنعام والهداية حيث أتى بمن البيانية في قوله وممن هدينا واجتبينا بعد قوله: أنعم الله عليهم، ووصفهم بما فيه غاية التذلل في العبودية، ثم وصف الخلف بما وصف من أوصاف الذم، والفريق الثاني غير الأول لأن الفريق الأول رجال ممدوحون مشكورون دون الثاني، وإذ وصف الفريق الثاني وعرفهم بأنهم اتبعوا الشهوات وسوف يلقون غيا فالفريق الأول وهم الأنبياء ما كانوا يتبعون الشهوات ولا يلحقهم غي، ومن البديهي أن من كان هذا شأنه لم يجز صدور المعصية عنه حتى أنهم لوكانوا قبل نبوتهم ممن يتبع الشهوات لكانوا بذلك ممن يلحقهم الغي لمكان الإطلاق في قوله: أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وسوف يلقون غيا.
    ومما يدل على عصمتهم (عليهم السلام) قوله تعالى: "وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله:" النساء - 64، حيث جعل كون الرسول مطاعا غاية للإرسال، وقصر الغاية فيه، وذلك يستدعي بالملازمة البينة تعلق إرادته تعالى بكل ما يطاع فيه الرسول وهوقوله أوفعله لأن كلا منهما وسيلة معمولة متداولة في التبليغ، فلوتحقق من الرسول خطأ في فهم الوحي أوفي التبليغ كان ذلك إرادة منه تعالى للباطل والله سبحانه لا يريد إلا الحق.
    وكذا لوصدر عن الرسول معصية قولا أوفعلا والمعصية مبغوضة منهي عنها لكان بعينه متعلق إرادته تعالى فيكون بعينه طاعة محبوبة فيكون تعالى مريدا غير مريد، آمرا وناهيا، محبا ومبغضا بالنسبة إلى فعل واحد بعينه تعالى عن تناقض الصفات والأفعال علوا كبيرا وهوباطل وإن قلنا بجواز تكليف ما لا يطاق على ما قال به بعضهم، فإن تكليف ما لا يطاق تكليف بالمحال وما نحن فيه تكليف نفسه محال لأنه تكليف ولا تكليف وإرادة ولا إرادة وحب ولا حب ومدح وذم بالنسبة إلى فعل واحد!.
    ومما يدل على ذلك أيضا قوله تعالى: "رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل:" النساء - 165، فإن الآية ظاهرة في أن الله سبحانه يريد قطع عذر الناس في ما فيه المخالفة والمعصية وأن لا قاطع للعذر إلا الرسل (عليهم السلام)، ومن المعلوم أن قطع الرسل عذر الناس ورفعهم لحجتهم إنما يصح إذا لم يتحقق في ناحيتهم ما لا يوافق إرادة الله ورضاه: من قول أوفعل، وخطإ أومعصية وإلا كان للناس أن يتمسكوا به ويحتجوا على ربهم سبحانه وهونقض لغرضه تعالى.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X