إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مولد الإمام الحسن (عليه السلام ) وأسباب وشروط ونتائج الصلح مع معاوية ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مولد الإمام الحسن (عليه السلام ) وأسباب وشروط ونتائج الصلح مع معاوية ...

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .

    أتقدم بأجمل التهاني و التبريكات إلى مقام حضرة الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وإلى سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء (عليها السلام) وإلى الإمام الحجة ابن الحسن المهدي المنتظر (عليه السلام) وإلى جميع المؤمنين والمؤمنات لاسيما مراجع الدين العظام بمناسبة ولادة كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) .
    في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية أو الثالثة للهجرة - على اختلاف الروايات - أشرقت الأرض و أنورت السماء وبان وارتسم الفرح بوجوه أهل البيت (عليهم السلام) بولادة سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) .
    ولنتكلم على عجالة بنبذة قصيرة ومختصرة عن ولادة الإمام الحسن (عليه السلام) ثم نتبعها ببيان الدور القيادي والرسالي الذي أداه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في فترة إمامته وأقتصر الحديث بالخصوص على أسباب وشروط ونتائج الصلح مع معاوية بن أبي سفيان عليه لعنة الله .

    +++ الولادة المباركة للإمام الحسن (عليه السلام) :
    وُلِدَ الإمام الحسن عليه السلام في المدينة المنورة، في السنة الثالثة للهجرة يوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، عاش مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع سنين وأشهراً، ومع أبيه أمير المؤمنين علي عليه السلام ثلاثين سنة، وكانت مدة إمامته عليه السلام بعد شهادة أبيه عليه السلام عشر سنوات، فيصبح مجموع عمره الشريف سبعاً وأربعين سنة وأشهراً.
    كنيته أبو محمد، وله ألقاب كثيرة، منها المجتبى، والزكي، والسبط الأول، والأمين، والحجة، والزاهد، والتقي، وكريم أهل البيت، والسيد، والطيب، وغيرها.

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    +++إمامة الإمام الحسن (عليه السلام) :
    قد نص على إمامته الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : "الحسنُ والحسينُ إمامان قاما أو قعدا".
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الإمام الحسن عليه السلام : "هو سيدُ شبابِ أهلِ الجنةِ ، وحجةُ اللهِ على الأمةِ ، أمرُهُ أمري ، وقولُهُ قولي ، مَنْ تبعَهُ فإنَّهُ مني ، ومن عصاهُ فإنَّهُ ليس مني .."

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    +++ أسباب صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية في الروايات :
    إن الروايات التي تعرضت لصلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية قد نستفيد من أكثرها أن هذه الخطوة الدقيقة والخطيرة التي قام بها الإمام (عليه السلام) لم تكن واضحة لدى أذهان أكثر الناس مما شكل ضبابية في فهم موقف الإمام (عليه السلام) وهذه الروايات يمكن تقسيمها إلى قسمين :
    القسم الأول :
    تؤكد على أن الصلح له مصلحة عظيمة ومهمة من دون ذكر الأسباب أو الدواعي لهذا الصلح .
    منها : الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام قال:
    "يا سدير اذكر لنا أمرك الذي أنت عليه فإن كان فيه إغراق كففناك عنه ، وإن كان مقصراً أرشدناك". إلى أن قال عليه السلام :
    "أمسك حتى أكفيك إن العلم ، الذي وضع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عند علي عليه السلام من عرفه كان مؤمناً ومن جحده كان كافراً ثم كان من بعده الحسن عليه السلام قلت : كيف يكون بتلك المنزلة ، وقد كان منه ما كان دفعها إلى معاوية ؟ فقال : اسكت فإنه أعلم بما صنع ، لولا ما صنع لكان أمرعظيم " (1).

    القسم الثاني :
    تؤكد على أهمية الصلح وتذكر الأسباب الداعية إليه .
    منها : الرواية المروية عن نفس الإمام المجتبى (عليه السلام) عن أبي سعيد قال : قلت للحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام : يا ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لمَ داهنت معاوية وصالحته ، وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضال باغ ؟ فقال (عليه السلام) :
    " سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قُتل" (2).
    وستتضح بقية الأسباب عندما نتعرض لنتائج هذا الصلح .
    أما الأسباب التي دعت الإمام عليه السلام إلى قبول الصلح على المستوى الميداني فكثيرة أهمها :
    1- عدم رغبة جيش الإمام عليه السلام في القتال وهذا ما بدا ظاهراً منذ اللحظة الأولى، عندما دعاهم عليه السلام قائلاً : " اخرجوا رحمكم اللَّه إلى معسكركم في النخيلة".
    يقول المؤرخون: "وسكت الناس فلم يتكلم أحد منهم ولا أجابه بحرف"! حتى وقف عدي بن حاتم وأنبهم على ذلك.
    2- التواطؤ مع معاوية من قبل الكثير من القادة والجنود وذكر الشيخ الصدوق: "أن معاوية دس إلى عمرو بن حريث والأشعث بن قيس وحجار بن ابجر وشبث بن ربعي دسيساً أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه أنك إذا قتلت الحسن فلك مائة ألف درهم وجند من أجناد الشام وبنت من بناتي، فبلغ الحسن عليه السلام ذلك فاستلأم ولبس درعاً وسترها وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة إلا كذلك فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يلبث فيه لما عليه من اللامة" (3).
    3- الخيانات الفعلية والمتكرّرة والمتمثلة بالالتحاق بمعاوية أو الفرار من المعسكرات. كما حصل مع عبيد اللَّه بن العباس حيث بعثه الإمام عليه السلام في اثني عشر ألفاً، فخان الإمام عليه السلام مقابل ألف ألف درهم أرسلها له معاوية.
    4- شيوع البلبلة والاضطراب في صفوف القادة والجنود.
    5- عدم الاخلاص للقيادة الشرعية (4) .

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    +++ شروط وبنود الصلح من طرف الإمام الحسن (عليه السلام) :
    إن الصلح الذي أبرمه الإمام عليه السلام مع معاوية قد أحاطه بشروط تجعل الإمام عليه السلام في موقع القوة دائماً ومعاوية في موقف الضعف سواء على المدى القريب أو البعيد سواء وفى معاوية بشروط الصلح أم لم يفِ بها، فإن عدم الوفاء سيفضح معاوية ويشكل انتصاراً لخط أهل البيت عليه السلام على المدى البعيد. والشروط هي :
    1- أن يعمل معاوية بكتاب اللَّه وسنة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسيرة الخلفاء الصالحين.
    2- ليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد لأحد من بعده عهداً.
    3- الناس أمنون حيث كانوا في العراق والشام والحجاز وتهامه.
    4- أمان الشيعة وأصحاب علي عليه السلام على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم.
    5- أن لا يبغي للحسن ولا لأحد من أهل بيته غائلة سراً وعلانية، ولا يخيف أحداً منهم.
    6- أن تكون الخلافة للإمام الحسن عليه السلام من بعده فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين وليس لمعاوية أن يعهد به لأحد.
    7- أن لا يسميه أمير المؤمنين.
    8- أن لا يقيم عنده شهادة.
    9- أن يضمن نفقة أولاد الشهداء من أصحاب الإمام علي عليه السلام .
    10- ترك سبّ الإمام علي عليه السلام والعدول عن القنوت عليه في الصلاة.
    11- أن لا يتعرض لشيعته بسوء ، ويصل إلى كل ذي حق حقه (5) .

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    +++النتائج الايجابية من صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية :

    1- انكشاف الوجه الحقيقي لمعاوية :
    لأنه هو الذي أعلن بنفسه عن أهدافه التي تتلخص في الوصول إلى قمة السلطة حين قال: "إني واللَّه ما قاتلتكم لتصلّوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجّوا، ولا لتزكّوا، إنكم لتفعلون ذلك، وإنما قاتلتكم لأتأمّر عليكم وقد أعطاني اللَّه ذلك، وأنتم كارهون" (6) .

    2- انكشاف انحراف معاوية وعدم وفائه ببنود الصلح :
    هو الذي قال : ألا أنّ كلّ شي‏ء أعطيته للحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به (7) .
    3- انكشاف طغيان معاوية وإكراه الناس للبيعة :
    فقبل الصلح مع الإمام عليه السلام أعلن أن أسباب قبوله هو حقن الدماء ولكن بعد تسليمه السلطة سرح معاوية معه بسر بن أبي أرطأة في جيش فأقبل حتى دخل البصرة فصعد المنبر فقال: "الحمد للَّه الذي أصلح أمر الأمة وجمع الكلمة وأدرك لنا ثأرنا، ثم أن بسراً صعد المنبر ونادى بأعلى صوته ألا إن ذمة اللَّه بريئة ممن لم يخرج فيبايع" (8) .
    4- حرية الجماعة الصالحة بالنقد:
    لم يستطع معاوية في زمن الإمام المجتبى عليه السلام أن يقيّد حركة الصالحين من أتباع الإمام، وكان لهم دور إيجابي ومميز في تحريك الأمة.
    5- توسع القاعدة الشعبية لأهل البيت (عليهم السلام) :
    استثمر الإمام أجواء الصلح الملائمة لنشر فضائل أهل البيت وتعرية الحكم الأموي من الشرعية وقام بنشر الوعي في صفوف المسلمين حتى أصبحوا يميّزون بين منهجين : منهج الاستقامة على خط الرسالة بقيادة أهل البيت عليهم السلام ومنهج الأمويين المنحرف . (9) .

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    1- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج44، ص1.
    2- م.ن، ج44، ص1 و2.
    3- علل الشرائع، ج1، ص221.
    4- المنظمة العالمية للحوزات، تاريخ الإسلام، ج2، ص54.
    5- انظر: م.ن، ص56 55.
    6- م.ن، ج44، ص53.
    7- الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص45.
    8- الثقفي، إبراهيم بن محمد، الغارات، ج2، ص646 645.
    9- نتائج صلح معاوية نقلاً عن: تاريخ الإسلام م.س، ص77 71، بتصرف، وتلخيص.
    التعديل الأخير تم بواسطة خادم الكفيل; الساعة 30-05-2018, 11:23 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X