تويت
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
لاشك ولا ريب في عدم محبة عائشة للإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وبغضها له ، وخير دليل على ذلك البغض هو نكث بيعتها ، وخروجها لقتال إمام زمانها علي ابن أبي طالب (عليه السلام) ولكن السؤال يبقى هل اكتفت عائشة بذلك أم استمرت في استخدام أساليب أخرى في حربها ضد أخو رسول الله بل نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو علي ابن أبي طالب (عليه السلام) ؟؟؟
والجواب واضح وهو أنها استمرت في حربها لعلي (عليه السلام) بعدة أساليب ومنها افتعال واختلاق الروايات المكذوبة لتضليل الناس أولا بعادهم عن الصراط المستقيم والنبأ العظيم يعسوب الدين والإيمان علي ابن أبي طالب (عليه السلام) ، والمشكلة الكبرى أنها لا تفتعل هذه الروايات وتسندها إلى قولها فقط بل تكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتدعي أن هذه الروايات قد قالها وحدث بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن هذا الكذب والإدعاء والافتراء الباطل على رسول الله (عليه وعلى آله أزكى الصلوات وأتم التسليم) سرعان ما ينكشف سريعا وذلك لأن الحق مع علي وعلي مع الحق والحق يدور مع علي حيثما دار فلا يفترق عنه أبدا .
ولا يوجد أحق من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدفاع ورد هاذان الحديثان المكذوبان على العباس وعلي وسنبين ذلك بعد أن ننقل الروايات المكذوبة ثم سنرد عليها بنفس قول رسول الله وفعله من وقائع حصلت وروايات ذكرت في منزلة العباس وعلي الإيمانية عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
أولا : الروايات المفتعلة المكذوبة عن النبي :
( قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ) : وروى الزهري : إن عروة بن الزبير حدثه فقال : حدثتني عائشة قالت : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أقبل العباس وعلي ، فقال لي صلى الله عليه وآله : " يا عائشة إن هذين يموتان على غير ملتي . أو قال : على غير ديني " . النص والاجتهاد / السيد شرف الدين ص 511 .
وهناك حديثا أخر عن عروة زعم ان عائشة حدثته فقالت : كنت عند النبي - صلى الله عليه وآله - فأقبل العباس وعلي . فقال النبي : يا عائشة ان سرك ان تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا فنظرت فإذا العباس وعلي بن أبي طالب " .
هذه نبذة عن سيرة عروة بن الزبير :
هو عروة بن الزبيربن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب . وأمه : أسماء ابنة أبى بكر . وقد تمتع بها الزبير وأولدها عبد الله كما ذكره الراغب الاصفهانى في المحاضرات ج 2 / 94 ، وابن أبى الحديد في شرح النهج ج 20 / 130 ، مروج الذهب ج 3 / 81 وقد تقدم ص 215 عن عدة مصادر .
وكان عروة من المنحرفين عن إمام المتقين عليه السلام وتأييده لخالته عائشة في جميع أفعالها ومنها خروجها على إمام زمانها وعداوتها له . وكان بينه وبين ابن عباس محاورات ومحاججات في المتعتين وكان يستدل على حرمتهما بقول أبى بكر وعمر وابن عباس يستدل على حليتهما بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وفعله . راجع : مقدمة العقول ج 1 / 242 . فهو على شاكلة أخيه عبد الله بن الزبير في قتاله لإمام زمانه أمير المؤمنين عليه السلام توفى عروة سنة 94 كما في الطبقات لابن سعد ج 5 / 182.
ثانيا : تحليل الحديث المكذوب ورده عن طريق القرائن الخارجية في قول وفعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع العباس والإمام علي (عليهما السلام) :
1- فعل وتقرير النبي يرد هذه الأحاديث :
كيف يصح مثل هذا القول في العباس عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد كان النبي يتضور ألما لأجل أنين العباس عند أسره يوم بدر ولما هدد أبو حذيفة بن عتبة بقتل العباس تأذى رسول الله صلى الله عليه وآله .
وكيف يصح هذا القول أيضا في أخي النبي وابن عمه ووصيه وأبى ولده وسبطيه وزوج ابنته سيدة نساء العالمين وأنه منه بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العين من الرأس وبمنزلة هارون من موسى غير النبوة وفيه وفى ذريته نزلت سورة هل أتى وآية التطهير وآية المودة وهو أحد الثقلين الذي أمرنا أن نتمسك بهما ، وغير ذلك من الآيات والروايات . وقد صح فيه قوله صلى الله عليه وآله : " أنا وهذا - يعنى عليا - حجة على أمتي يوم القيامة " راجع : سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم ( 586 ) عن مصادر متعددة .
2- هناك قرائن خارجية من قول النبي تفيد كذب ذيل الروايتان المتقدمتان المنسوبتان إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والقرائن الخارجية هي قول النبي مخاطبا عليا في هذه الأحاديث التالية :
1/ الحاكم النيسابوري - المستدرك على الصحيحين - كتاب معرفة الصحابة (ر) - اخباره (ص) بمقاتلة علي الناكثين وغيرهم .
- الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 140 )
...... عن علي (ع) ، قال : إن مما عهد إلي النبي (ص) أن الأمة ستغدر بي بعده ، هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
وذكره الحاكم النيسابوري أيضا - المستدرك على الصحيحين - كتاب معرفة الصحابة (ر) - نكاح عمر بأم كلثوم وسببه
- الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 143 )
4740 - عن حيان الأسدي سمعت عليا ، يقول : قال لي رسول الله (ص) : أن الأمة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش على ملتي ، وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ، ومن أبغضك أبغضني ، وإن هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه ، هذا حديث صحيح .
2/ المتقي الهندي - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 297 ) وفي الصفحة رقم : ( 617 )
31562 - عن علي ، قال : قال لي رسول الله (ص) : عهد معهود أن الأمة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني ، وإن هذه ستخضب من هذه يعني لحيته من رأسه.
سؤال إلى عروة بن الزبير وعائشة وأتباعهما : هل يتناقض قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ففي الرواية المكذوبة يقول بأن العباس وعلي يموتان على غير ملتي وديني . وفي هذه الروايات الصحيحة السند عند علماء أهل السنة والجماعة يقول النبي أنك يا علي تعيش على ملتي وتقتل على سنتي . فبأي الرواية تأخذون ؟؟؟ وبمن تصدقون ؟؟؟ هل تصدقون عائشة وتكذبون النبي وعلمائكم الذين نقلوا هذه الروايات وصححوها !!! أم تصدقون النبي الصادق الأمين ؟ وتصدقون قول علمائكم الذين صححوا الرواية النبوية الشريفة . وتحكمون على عائشة بأنها كاذبة ومفتعلة للأحاديث المزورة الموضوعة ؟؟؟؟؟؟ ...